حويطي نسل الاشراف
02-12-06, 06:48 AM
تربية ومجتمع
النفقة... لتحرير المرأة
ياسر بن علي الشهري 8/11/1427
29/11/2006
انتهى الشيخ صالح الحصين في مقالة له بعنوان (قضية أن تكون المرأة أجيرة) -نُشرت في هذا الموقع- إلى تحرير محل النزاع حول موضوع عمل المرأة في مجتمعاتنا المسلمة وخاصة المجتمع السعودي، فليس محل النزاع، عمل المرأة في ذاته، بل محل النزاع أن تكون المرأة أجيرة، ولم يحدد موقفه من ذلك بالتأييد أو المعارضة إنما اكتفى بإشارات عامة حول طبيعة العمل المأجور.
الذي دعاني لإعادة الكتابة حول هذا الموضوع هو الفكرة التي دارت في ذهني عندما قرأت عنوان المقالة وقت نشرها، فقد استخدمت أسلوباً كنت قرأت حوله، يهدف إلى تنمية التفكير، ويقوم على توقع الفكرة الرئيسة للمقالة أو الموضوع أو الكتاب -قبل الشروع في قراءته- وتوقع الأفكار الفرعية، ومن ثم تسجيلها والعودة إليها بعد القراءة للتعرف على الأسلوب الشخصي في التفكير والتنبؤ والتوقع، ولعل في ذكر هذه الطريقة نفعاً لمن يهتم بتنمية تفكيره، لكن هذا ليس هدف المقالة.
هدف المقالة: أن أسجل الأفكار التي دارت في ذهني للوهلة الأولى من قراءة عنوان المقالة المذكورة بعد أن زادت ثقتي بها، فقد تبادر إلى ذهني أن الفكرة الرئيسة للموضوع أن من تكريم الله سبحانه وتعالى للمرأة المسلمة ألاّ تكون أجيرة إلاّ باختيارها وبعزتها وكبريائها؛ فكفل لها النفقة من وليها (والدها، زوجها، ابنها، ...) الذي يتحمل أن يكون أجيراً يخضع للمستأجر دون أن تفقد أسرته شيئاً من كرامتها وعفتها إن لم يكن المستأجر صالحاً.
وظننت أن المقصود -في المقالة- أن النفقة هدفها ألاّ تكون المرأة في يوم من الأيام مضطرة لأن تعمل أجيرة فتكون تحت رحمة المستأجر إن كان كريماً شريفاً، أو تكون تحت وطأته إن كان مستبداً ظالماً، وهلّلت وكبّرت وأنا أسجل هذه الأفكار لشعوري بأن وعياً جديداً سيمتلكه الغيورون والمحترمون للمرأة، وخطر في بالي أيضاً أن هذا لا يعني ألاّ تعمل المرأة لتكسب المال لكنها عندما تعمل وهي ضامنة للنفقة من الرجل الذي يعولها؛ فهي تعمل مرفوعة الرأس مستعدة للتخلي عن كسبها المادي في أي لحظة تشعر فيها بأي تهديد لكرامتها أو أخلاقياتها، كما تستطيع أن تضع الشروط والمعايير لما يناسبها في بيئة العمل، فتبقى حرة لا تخضع إلاّ لربها ومن أمرها ربها بطاعته وبره.
قرأت المقالة ووجدت أن الشيخ -حفظه الله- كتب في منطقة بين عنوانه وبين الفكرة التي تصورتها وتوقف عند أطرافها، لكن مقالته بمثابة البنية التحتية لهذه الفكرة، فقد تعززت فكرتي، واعتبرت كثيراً مما ورد في مقالته مؤيداً لها، ومن ذلك:
1- أن ما تكابده المرأة في العالم المتحرّر (وشبه المتحرّر) من المشاق هدفه أن يزداد وقت الراحة بالنسبة للرجل!!
2- أن أثمن شيء تملكه الأسرة والمجتمع هو عمل الأم -ربة البيت- في منزلها، بحسب الدراسات والاستطلاعات (بريطانيا مثلاً).
3- أن عمل المرأة في المنزل وتربية الأبناء يكون في أجواء عاطفية، ويحقق لها أشواقها ورغباتها النفسية، وهو محفوف بالاحترام والتقدير والتعاون والحرية (التي يتمتع بها رجال الأعمال مثلاً).
على الرغم من إعجابي بالفكرة إلاّ أنني حبستها حتى هالني ما جمعته حول ما نُشر وعُرض في بعض وسائل الإعلام والمنتديات الموثوقة حول تسلّط الرجل على المرأة في المجالات التي فُتح فيها للرجل فرصة الإدارة والسلطة على المرأة، فوصل الأمر إلى حد الشكاوى التي سُجّلت رسمياً في أقسام الشرطة والهيئات أو الإدارات العليا لتلك المؤسسات.
إن كفالة النظام الإسلامي للنساء اللاتي يعانين من ضيق في العيش وضعف في موارد النفقة –لضعف الرجل أو غيابه أو فقده- لمن البراهين التي تعزز الثقة بأن النفقة تكريم وتشريف للمرأة، لكن تقصير الأفراد والمؤسسات الاجتماعية في ذلك؛ يُحوّل إلى ذريعة لتهديد المرأة -من قبل بعض الجهات- بالفقر والإذلال إن رضيت بالنفقة الواجبة واعتمدت عليها، في محاولة لاستدراج "الفتاة"! إلى مواطن عمل الرجل، لما تمثله تلك الحالة –لا سمح الله- من القيم المادية والمصلحية والتحررية والدنيوية والإباحية.
النفقة... لتحرير المرأة
ياسر بن علي الشهري 8/11/1427
29/11/2006
انتهى الشيخ صالح الحصين في مقالة له بعنوان (قضية أن تكون المرأة أجيرة) -نُشرت في هذا الموقع- إلى تحرير محل النزاع حول موضوع عمل المرأة في مجتمعاتنا المسلمة وخاصة المجتمع السعودي، فليس محل النزاع، عمل المرأة في ذاته، بل محل النزاع أن تكون المرأة أجيرة، ولم يحدد موقفه من ذلك بالتأييد أو المعارضة إنما اكتفى بإشارات عامة حول طبيعة العمل المأجور.
الذي دعاني لإعادة الكتابة حول هذا الموضوع هو الفكرة التي دارت في ذهني عندما قرأت عنوان المقالة وقت نشرها، فقد استخدمت أسلوباً كنت قرأت حوله، يهدف إلى تنمية التفكير، ويقوم على توقع الفكرة الرئيسة للمقالة أو الموضوع أو الكتاب -قبل الشروع في قراءته- وتوقع الأفكار الفرعية، ومن ثم تسجيلها والعودة إليها بعد القراءة للتعرف على الأسلوب الشخصي في التفكير والتنبؤ والتوقع، ولعل في ذكر هذه الطريقة نفعاً لمن يهتم بتنمية تفكيره، لكن هذا ليس هدف المقالة.
هدف المقالة: أن أسجل الأفكار التي دارت في ذهني للوهلة الأولى من قراءة عنوان المقالة المذكورة بعد أن زادت ثقتي بها، فقد تبادر إلى ذهني أن الفكرة الرئيسة للموضوع أن من تكريم الله سبحانه وتعالى للمرأة المسلمة ألاّ تكون أجيرة إلاّ باختيارها وبعزتها وكبريائها؛ فكفل لها النفقة من وليها (والدها، زوجها، ابنها، ...) الذي يتحمل أن يكون أجيراً يخضع للمستأجر دون أن تفقد أسرته شيئاً من كرامتها وعفتها إن لم يكن المستأجر صالحاً.
وظننت أن المقصود -في المقالة- أن النفقة هدفها ألاّ تكون المرأة في يوم من الأيام مضطرة لأن تعمل أجيرة فتكون تحت رحمة المستأجر إن كان كريماً شريفاً، أو تكون تحت وطأته إن كان مستبداً ظالماً، وهلّلت وكبّرت وأنا أسجل هذه الأفكار لشعوري بأن وعياً جديداً سيمتلكه الغيورون والمحترمون للمرأة، وخطر في بالي أيضاً أن هذا لا يعني ألاّ تعمل المرأة لتكسب المال لكنها عندما تعمل وهي ضامنة للنفقة من الرجل الذي يعولها؛ فهي تعمل مرفوعة الرأس مستعدة للتخلي عن كسبها المادي في أي لحظة تشعر فيها بأي تهديد لكرامتها أو أخلاقياتها، كما تستطيع أن تضع الشروط والمعايير لما يناسبها في بيئة العمل، فتبقى حرة لا تخضع إلاّ لربها ومن أمرها ربها بطاعته وبره.
قرأت المقالة ووجدت أن الشيخ -حفظه الله- كتب في منطقة بين عنوانه وبين الفكرة التي تصورتها وتوقف عند أطرافها، لكن مقالته بمثابة البنية التحتية لهذه الفكرة، فقد تعززت فكرتي، واعتبرت كثيراً مما ورد في مقالته مؤيداً لها، ومن ذلك:
1- أن ما تكابده المرأة في العالم المتحرّر (وشبه المتحرّر) من المشاق هدفه أن يزداد وقت الراحة بالنسبة للرجل!!
2- أن أثمن شيء تملكه الأسرة والمجتمع هو عمل الأم -ربة البيت- في منزلها، بحسب الدراسات والاستطلاعات (بريطانيا مثلاً).
3- أن عمل المرأة في المنزل وتربية الأبناء يكون في أجواء عاطفية، ويحقق لها أشواقها ورغباتها النفسية، وهو محفوف بالاحترام والتقدير والتعاون والحرية (التي يتمتع بها رجال الأعمال مثلاً).
على الرغم من إعجابي بالفكرة إلاّ أنني حبستها حتى هالني ما جمعته حول ما نُشر وعُرض في بعض وسائل الإعلام والمنتديات الموثوقة حول تسلّط الرجل على المرأة في المجالات التي فُتح فيها للرجل فرصة الإدارة والسلطة على المرأة، فوصل الأمر إلى حد الشكاوى التي سُجّلت رسمياً في أقسام الشرطة والهيئات أو الإدارات العليا لتلك المؤسسات.
إن كفالة النظام الإسلامي للنساء اللاتي يعانين من ضيق في العيش وضعف في موارد النفقة –لضعف الرجل أو غيابه أو فقده- لمن البراهين التي تعزز الثقة بأن النفقة تكريم وتشريف للمرأة، لكن تقصير الأفراد والمؤسسات الاجتماعية في ذلك؛ يُحوّل إلى ذريعة لتهديد المرأة -من قبل بعض الجهات- بالفقر والإذلال إن رضيت بالنفقة الواجبة واعتمدت عليها، في محاولة لاستدراج "الفتاة"! إلى مواطن عمل الرجل، لما تمثله تلك الحالة –لا سمح الله- من القيم المادية والمصلحية والتحررية والدنيوية والإباحية.