صفاء
24-05-08, 02:03 AM
احتدام النقاش حول فوائد الشوكولاتة ومضارها أثناء فترة الأعياد
المنتجون يشيرون إلى شعور البهجة الناجم عن تناولها والعلماء يحذرون من أضرارها الصحية
كولون: «الشرق الأوسط»
كشف آخر الأحداث في المانيا، في خضم الحوار العلمي الدائر حول منافع ومضار الشوكولاتة على صحة الانسان، عن وجه آخر لهذه الحلويات التي لا يكاد يخلو منها أي فم في هذه الفترة: التسمم. اذ يبدو ان التهام الشوكولاتة الملوثة ببكتيريا السالمونيلا تسبب تسمم 270 شخصا، معظمهم من الأطفال، في الفترة التي سبقت أعياد الميلاد والتي تشهد التهام ربع الانتاج السنوي من الشوكولاتة في ألمانيا.
ونجحت السلطات الصحية في مدينة دسلدورف بالكشف عن وجود سالمونيلا اورانينيبورغ في 45 نوعا من الشوكولاتة وخصوصا في منتجات شركة «فيها» Wihaوفرعها المعروف «شتروك Strock» وكشفت الاصابات عن اعراض معروفة لحالات تسمم الطعام وهي التعب والغثيان والقيء والحمى... الخ.
* بهجة وسرور
* وكما هو الحال كل عام فقد اندلع النقاش بين منتجي الشوكولاتة وخبراء التغذية الصحية حول فوائد ومضار هذه الحلوى واستشهد كل طرف بدراسات جديدة تؤيد مزاعمه. يتحدث فريق منتجي الشوكولاتة عن شعور «البهجة» والسعادة وتحسن المزاج والتزود بالطاقة خلال أيام البرد. ويرد الفريق المضاد بتعداد مساوئ الشوكولاتة مثل البدانة وجلطة القلب وتسوس الأسنان وبثور الوجه وغيرها.
الا ان النقاش هذا العام يكتسب أهمية خاصة بعد ان اعلن قطاع إنتاج الحلوى عن عام 2001 كعام «ازدهار» الشوكولاتة لأنه شهد نجاح مساعي القطاع في ربط استهلاك الشوكولاتة علميا بقضية اثارة مشاعر البهجة والسرور عند الانسان. واساس هذا «الازدهار» هو دراسة اعدتها «جمعية دعم الاقتصاد الأميركي AAAS وذكرت فيها ان تناول الشوكولاتة من قبل متطوعين ادى بعد أقل من ساعة الى زيادة مرونة أوعيتهم الدموية، زادهم انشراحا، وقلل تكون خثرات الدم. وذكر المتخصص كارل كين حينها ان الشوكولاتة تقلل خطر الاصابة بالجلطة، لكنه اضاف «نحن لا ننصح المواطن بتعبئة صندوق الاسعاف بالشوكولاتة وانما ندعو الى الاعتدال في تناول الشوكولاتة».
وحسب رأي كين فان الشوكولاتة مثل النبيذ الأحمر تحتوي على مركبات البولي فينايل بكميات عالية وخصوصا مادة فلافونويد Flavonoid التي تتوفر في العديد من النباتات ولكنها تتركز في الكاكاو والنبيذ الأحمر والشاي الأخضر. وعلى هذا الأساس فقد أجرى الباحث الارجنتيني سيزار زاجا دراسة حول الكاكاو ووضع نتائجها بين أيدي علماء «جمعية دعم الاقتصاد الأميركي». وتقول النتائج ان مادة فلافونويد تتواجد بكثافة في مسحوق الكاكاو، وبشكل أقل في الكاكاو الغامق والكاكاو المشبع بالحليب ولكنها تنعدم في الشوكولاتة البيضاء.
وترى الباحثة ايزابيل كيللر، من الجمعية الألمانية للتغذية DGE، ان الدراسات العلمية حول الفلافونويد مليئة بالثقوب والعيوب، خصوصا ان هذه الدراسات توصي بتناول الشوكولاتة ولكنها لا تضع حدودا لذلك. وحسب دراسات الجمعية الالمانية للتغذية فان الشوكولاتة لا تحتوي على أية فيتامينات او معادن عدا ما قد يصلها احيانا عن طريق الحليب.
وتكشف إحصائية أجرتها الجمعية ان العالم ينتج 2.2 مليون طن من الكاكاو سنويا ويتركز معظم هذا الانتاج في أفريقيا 70 في المائة وأميركا اللاتينية 20 في المائة. وبدأت زراعة الكاكاو في جنوب أميركا قبل حوالي 3000 سنة من قبل شعوب التولتيك ثم تحولت الى ثقافة على أيدي أبناء حضارتي الأزتيك والمايا. هذا مع ملاحظ ان كلمة شوكولاتة الى العالم الغربي من خلال كلمة Xocoatle الأزتيكية. ولم يجذب الكاكاو أنظار مكتشف أميركا كريستوف كولمبوس حينها بالنظر الى ان الكاكاو الطبيعي غبر حلو ولا يكتسب مذاقه الحلو عند السكان الا بعد خلطه بالعسل او سكر القصب.
* أضرار صحية
* واذا كانت أفريقيا وأميركا اللاتينية تتصدر قائمة منتجي الكاكاو في العالم فان أوروبا هي المستهلك الاول في العالم للشوكولاتة. ويتربع الألمان على عرش مستهلكي الشوكولاتة، حسب إحصائية الجمعية الألمانية للتغذية، بمعدل 8 كلغم للفرد سنويا يضاف اليه نحو 4.3 كلغم كمعدل من أنواع الحلوى الاخرى لكل ألماني.
ويتفق الدكتور ديفيد موللر من المعهد الالماني لطب التغذية والحمية في مدينة آخن مع زميلته كيللر ويرى ان «الشوكولاتة أصبحت علامة النهم وسوء التغذية» وخصوصا عند الأطفال. وأعد موللر دراسة بين 200 متطوع تشير نتائجها الى ان «شعور البهجة الناجم عن تناول الشوكولاته يقتله شعور الإثم بالسمنة» عند الانسان. فالدهن يشكل ثلث محتويات الشوكولاتة والأدهى من ذلك ان الأحماض الدهنية غير المشبعة، السيئة الصيت، تؤلف معظم هذه الدهون. وتشير دراسة موللر الى ان «التمتع» بـ100 غم من الشوكولاتة يسد ربع حاجة الانسان اليومية من الطاقة، وهذا هو مصدر البدانة الرئيسي على الصحة. وبدقة فان 100 غرام من الشوكولاتة تحتوي على 36 غراما من الدهون وتوفر 560 كيلو سعرة حرارية للانسان تتحول مباشرة الى «الكرش».
وينصح موللر الانسان بتحسين مزاجه بتناول تفاحة بدلا من الوثوب الى صندوق الحلوى لان سبب المزاج الحسن هو الكاربوهيدرات التي تعمل بدورها على زيادة افراز هرمون السيروتونين. فالبدائل الصحية هي الفواكه والبطاطا والخبز الخشن. ونشرت انيته نويبرت من شركة «نستلة» المشهورة مقالا أيدت فيه ما راح اليه موللر وزميلته كيللر، الا انها تعلقت بجانب آخر من الموضوع لا علاقة له بالعلم وانما بالمتعة. وكتبت نويبرت تقول «ان التمتع بتناول الشوكولاتة اسهل والطف واقرب الى الانسان من الالتزام» عبودية «الغذاء الصحي»، فطعم الشوكولاتة متفرد ولا بديل له ولا يقارن بطعم تفاحة.
=
المنتجون يشيرون إلى شعور البهجة الناجم عن تناولها والعلماء يحذرون من أضرارها الصحية
كولون: «الشرق الأوسط»
كشف آخر الأحداث في المانيا، في خضم الحوار العلمي الدائر حول منافع ومضار الشوكولاتة على صحة الانسان، عن وجه آخر لهذه الحلويات التي لا يكاد يخلو منها أي فم في هذه الفترة: التسمم. اذ يبدو ان التهام الشوكولاتة الملوثة ببكتيريا السالمونيلا تسبب تسمم 270 شخصا، معظمهم من الأطفال، في الفترة التي سبقت أعياد الميلاد والتي تشهد التهام ربع الانتاج السنوي من الشوكولاتة في ألمانيا.
ونجحت السلطات الصحية في مدينة دسلدورف بالكشف عن وجود سالمونيلا اورانينيبورغ في 45 نوعا من الشوكولاتة وخصوصا في منتجات شركة «فيها» Wihaوفرعها المعروف «شتروك Strock» وكشفت الاصابات عن اعراض معروفة لحالات تسمم الطعام وهي التعب والغثيان والقيء والحمى... الخ.
* بهجة وسرور
* وكما هو الحال كل عام فقد اندلع النقاش بين منتجي الشوكولاتة وخبراء التغذية الصحية حول فوائد ومضار هذه الحلوى واستشهد كل طرف بدراسات جديدة تؤيد مزاعمه. يتحدث فريق منتجي الشوكولاتة عن شعور «البهجة» والسعادة وتحسن المزاج والتزود بالطاقة خلال أيام البرد. ويرد الفريق المضاد بتعداد مساوئ الشوكولاتة مثل البدانة وجلطة القلب وتسوس الأسنان وبثور الوجه وغيرها.
الا ان النقاش هذا العام يكتسب أهمية خاصة بعد ان اعلن قطاع إنتاج الحلوى عن عام 2001 كعام «ازدهار» الشوكولاتة لأنه شهد نجاح مساعي القطاع في ربط استهلاك الشوكولاتة علميا بقضية اثارة مشاعر البهجة والسرور عند الانسان. واساس هذا «الازدهار» هو دراسة اعدتها «جمعية دعم الاقتصاد الأميركي AAAS وذكرت فيها ان تناول الشوكولاتة من قبل متطوعين ادى بعد أقل من ساعة الى زيادة مرونة أوعيتهم الدموية، زادهم انشراحا، وقلل تكون خثرات الدم. وذكر المتخصص كارل كين حينها ان الشوكولاتة تقلل خطر الاصابة بالجلطة، لكنه اضاف «نحن لا ننصح المواطن بتعبئة صندوق الاسعاف بالشوكولاتة وانما ندعو الى الاعتدال في تناول الشوكولاتة».
وحسب رأي كين فان الشوكولاتة مثل النبيذ الأحمر تحتوي على مركبات البولي فينايل بكميات عالية وخصوصا مادة فلافونويد Flavonoid التي تتوفر في العديد من النباتات ولكنها تتركز في الكاكاو والنبيذ الأحمر والشاي الأخضر. وعلى هذا الأساس فقد أجرى الباحث الارجنتيني سيزار زاجا دراسة حول الكاكاو ووضع نتائجها بين أيدي علماء «جمعية دعم الاقتصاد الأميركي». وتقول النتائج ان مادة فلافونويد تتواجد بكثافة في مسحوق الكاكاو، وبشكل أقل في الكاكاو الغامق والكاكاو المشبع بالحليب ولكنها تنعدم في الشوكولاتة البيضاء.
وترى الباحثة ايزابيل كيللر، من الجمعية الألمانية للتغذية DGE، ان الدراسات العلمية حول الفلافونويد مليئة بالثقوب والعيوب، خصوصا ان هذه الدراسات توصي بتناول الشوكولاتة ولكنها لا تضع حدودا لذلك. وحسب دراسات الجمعية الالمانية للتغذية فان الشوكولاتة لا تحتوي على أية فيتامينات او معادن عدا ما قد يصلها احيانا عن طريق الحليب.
وتكشف إحصائية أجرتها الجمعية ان العالم ينتج 2.2 مليون طن من الكاكاو سنويا ويتركز معظم هذا الانتاج في أفريقيا 70 في المائة وأميركا اللاتينية 20 في المائة. وبدأت زراعة الكاكاو في جنوب أميركا قبل حوالي 3000 سنة من قبل شعوب التولتيك ثم تحولت الى ثقافة على أيدي أبناء حضارتي الأزتيك والمايا. هذا مع ملاحظ ان كلمة شوكولاتة الى العالم الغربي من خلال كلمة Xocoatle الأزتيكية. ولم يجذب الكاكاو أنظار مكتشف أميركا كريستوف كولمبوس حينها بالنظر الى ان الكاكاو الطبيعي غبر حلو ولا يكتسب مذاقه الحلو عند السكان الا بعد خلطه بالعسل او سكر القصب.
* أضرار صحية
* واذا كانت أفريقيا وأميركا اللاتينية تتصدر قائمة منتجي الكاكاو في العالم فان أوروبا هي المستهلك الاول في العالم للشوكولاتة. ويتربع الألمان على عرش مستهلكي الشوكولاتة، حسب إحصائية الجمعية الألمانية للتغذية، بمعدل 8 كلغم للفرد سنويا يضاف اليه نحو 4.3 كلغم كمعدل من أنواع الحلوى الاخرى لكل ألماني.
ويتفق الدكتور ديفيد موللر من المعهد الالماني لطب التغذية والحمية في مدينة آخن مع زميلته كيللر ويرى ان «الشوكولاتة أصبحت علامة النهم وسوء التغذية» وخصوصا عند الأطفال. وأعد موللر دراسة بين 200 متطوع تشير نتائجها الى ان «شعور البهجة الناجم عن تناول الشوكولاته يقتله شعور الإثم بالسمنة» عند الانسان. فالدهن يشكل ثلث محتويات الشوكولاتة والأدهى من ذلك ان الأحماض الدهنية غير المشبعة، السيئة الصيت، تؤلف معظم هذه الدهون. وتشير دراسة موللر الى ان «التمتع» بـ100 غم من الشوكولاتة يسد ربع حاجة الانسان اليومية من الطاقة، وهذا هو مصدر البدانة الرئيسي على الصحة. وبدقة فان 100 غرام من الشوكولاتة تحتوي على 36 غراما من الدهون وتوفر 560 كيلو سعرة حرارية للانسان تتحول مباشرة الى «الكرش».
وينصح موللر الانسان بتحسين مزاجه بتناول تفاحة بدلا من الوثوب الى صندوق الحلوى لان سبب المزاج الحسن هو الكاربوهيدرات التي تعمل بدورها على زيادة افراز هرمون السيروتونين. فالبدائل الصحية هي الفواكه والبطاطا والخبز الخشن. ونشرت انيته نويبرت من شركة «نستلة» المشهورة مقالا أيدت فيه ما راح اليه موللر وزميلته كيللر، الا انها تعلقت بجانب آخر من الموضوع لا علاقة له بالعلم وانما بالمتعة. وكتبت نويبرت تقول «ان التمتع بتناول الشوكولاتة اسهل والطف واقرب الى الانسان من الالتزام» عبودية «الغذاء الصحي»، فطعم الشوكولاتة متفرد ولا بديل له ولا يقارن بطعم تفاحة.
=