المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات مبتعث !!!!


الآتي الأخير
08-07-08, 06:27 PM
اكتشف الشاب المبتعث بعد الجامعة او الثانوية أنه بدأ يعتمد على نفسه في كل شيء، في تأمين احتياجاته، في إنهاء اجراءات البعثة، في تنقلاته، بل حتى في إعداد الطعام.
ولأول مرة صار للمبتعث حساب باسمه في البنك، وصار يحمل بطاقة صراف، بدأ هناك يتعرف على نفسه أكثر، وعلى قدراته، بدأ يثق في نفسه، صار يعرف الأسعار في السوبرماركت وصار يدقق فيها.

كانت مرحلة انتقالية مهمة ومؤثرة في حياة الشاب، واستطاع خطوة بخطوة أن يتأقلم مع الوضع الجديد. كانت البداية صعبة حتى أنه لم يكن يعرف كيف يعد طبق بيض، ولا يعرف كيفية استخدام المايكرويف، واكتشف أن الخبز إذا ترك مكشوفاً لأكثر من يوم يتحول لونه إلى أخضر!

كانت البداية صعبة، كان يستخدم سيارات الأجرة فاكتشف أنها مكلفة فتعلم كيفية استخدام قطار الأنفاق، وتعلم كيف يضبط ميزانيته، وأين يأكل وماذا يأكل.

وفي المجال الاكاديمي أدرك منذ البداية أنه ليس في اجازة وأن عليه أن يسلك طريق الجد سعياً لتحقيق الهدف الذي جاء من أجله، ولهذا بدأ يكتشف مع الوقت مهارة إدارة الوقت ووضع جدول زمني اسبوعي يساعده على القيام بواجباته الدراسية، ويسمح له بوقت إضافي للاندماج في الحياة الاجتماعية وفي رحلة المبتعث الاكتشافية.

أدرك أهمية عامل اللغة في التكيف، ومقاومة الشعور بالغربة، فاللغة هي حلقة الاتصال الاجتماعية والثقافية، وحمداً لله انه استطاع قبل البعثة ان يصل بمستواه في اللغة الانجليزية إلى درجة عالية تمكنه من استثمار البعثة والاستمرار في التفوق الدراسي، والاستفادة من التواجد في مجتمع ذي ثقافة مختلفة.

ساعدته لغته القوية على التعرف على معالم البلد، ونظامه المروري، وتقسيماته الجغرافية، ومواقعه السياحية، ومتابعة وسائل الإعلام، وارتياد المسارح ودور السينما، والمكتبات.

كان المبتعث يتعلم في الجامعة ويتعلم خارج الجامعة. هو في الجامعة يندمج في نظام جديد ينمي شخصية الطالب، ويعلى منزلة البحوث، ومهارات الحوار، وتحليل المشكلات، واعداد التقارير، وجد نفسه يقدم لزملائه في الجامعة عرضاً لمدة خمس دقائق، وتفاجأ أن تقييم ادائه عملية مشتركة بين الاستاذ، والزملاء، والطالب نفسه. أدرك أن دور الاستاذ دور توجيه واشراف وأن الطالب قد يقوم بدور يصل إلى 80% في العملية التعليمية.

وفي خارج الجامعة أدرك الشاب المبتعث معاناة والديه، وكيف يكد الأب ليل نهار من أجل ابنائه وتأمين حياة آمنة مستقرة وتوفير تعليم قوي من أجل المستقبل وادرك كيف كانت والدته تتعب معه في ايقاظه صباحاً ليذهب إلى المدرسة، ومسؤولياتها التربوية العظيمة التي قامت بها من اجله هو واخوانه واخواته، إلى جانب قيامها بمسؤوليات منزلية، لم يكن وقتها ينتبه إليها، ولكنه الآن وهو في الغربة تعرف بطريقة اجبارية على تلك التفاصيل التي يقوم بها الوالدان وكان بعيداً عنها، لا يشارك إلا بمزيد من الطلبات الاستهلاكية.

اليوم ينتظر المبتعث أول إجازة ليطير إلى وطنه ليقبل رأس أمه، وأبيه، ويقبل جبين الوطن وترابه.
بقلميوسف القبلان

مسلمة
08-07-08, 07:12 PM
رااائع ماتنقله لنا أخي الاتي الأخير لانه كله يلامس حياتنا ووجداننا ومعاناتنا في معارك الحياة

الغربة أكبر مدرسة نحصل منها على الشهادات تعلمنا الكثير تعلمنا المسؤولية وكيف نعتمد على انفسنا كيف نقاوم مصاعب الحياة كيف نتعامل مع الناس وأن كل شيء يلزمه جهد وتواصل وعمل للحصول عليه
الغربة تحتاج العزم والاصرار تعلمنا الصبر تعلمنا كيف نمسح دموعنا بانفسنا
الغربة يااخي تقوينا رغم ماتحمله من هموم وأحزان تعلم الحنين والشوق الاكبر لتراب للاوطان
وهذا المبتعث المسكين كان بحضن والديه ولم يتعارك مع الحياة ولم يدخل بخضمها ويعرف تفاصيلها فقد كان يستهل كل الامور لانه لم يشعر بالمسؤولية في ذلك الوقت وكان بمتناوله كل شيء ولم يشعر بما قدمه له والديه في حياته وهذا اكبر درس تعلمه عندما اصبح ينتظر أول إجازة ليطير إلى وطنه ليقبل رأس أمه، وأبيه، ويقبل جبين الوطن وترابه.
أسعدك الله اخي الآتي الآخير وسلمت يداك للطرح الموفق والمفيد

ودمت بحفظ الرحمن

shmaly
08-07-08, 09:30 PM
مشكور اخوي الاتي الاخير على عرض يوميات المبتعث
والله انك صدقت في كل كلمه قلتها كنت انعم بنعمه والحمد لله ولكن الان مثل ماقلت كل شي عليك
أعتمد على نفسك
مشكور اخوي على النقل
تقبل مروري
اخوك شمالي