تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة الفرزدق في مدح الامام علي


الآتي الأخير
09-07-08, 01:26 AM
قصيدة الشاعر الفرزدق في في مدح الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم و مناسبتها ان الفرزدق كان حاجا مع امير المؤمنين الوليد بن عبد الملك و كانوا جلوسا فرأى الخليفى الامام علي بن الحسين يطوف بالكعبة و رأى احترام الناس له و تقديرهم . و كيف انهم يتدافعون لكي يفسحوا له الطريق لمهابته و تقاه وورعه و حبهم له . و كان الوليد يعرفه فقال لجلسائه بنوع من الازدراء من هذا ؟ و كأنه لا يعرفه ؟ فرد عليه الفرزدق بهذه القصيدة في نفس اللحظة دون ان يهتم من بطش الامير و غضبه : فقال :


هذَا ابْنُ خَيْرِ عِبادِاللَّهِ كُلِّهِمُ * هذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطّاهِرُ الْعَلَمُ

هذَا ابْنُ فاطِمَةَ إِنْ كُنْتَ جاهِلَهُ * بِجَدِّهِ أنْبِياءُاللَّهِ قَدْ خُتِموا

هذَا الَّذي تَعْرِفُ الْبَطْحاءُ وطْأَتَهُ * و الْبَيْتُ يَعْرِفُهُ و الْحِلُّ و الْحَرَمُ

مَنْ جَدُّهُ دانَ فَضْلُ الْأَنْبِياءِ لَهُ * و فَضْلُ أُمَّتِهِ دانَتْ لَهُ الْأُمَمُ

وَ لَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هذا بِضائِرِهِ * ألْعُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ و الْعَجَمُ

أللَّهُ شَرَّفَهُ قِدْماً و فَضَّلَهُ * جَرى بِذاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ القَلَمُ

مُشْتَقَّةٌ مِنْ رَسولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ * طابَتْ عَناصِرُهُ و الخِيمُ و الشِّيَمُ

يَنْشَقُّ ثَوْبُ‏ الدُّجى عَنْ نورِ غُرَّتِهِ * كاَلشَّمْسِ يَنْجابُ عَنْ إِشْراقِهَا الْقَتَمُ

إِذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قالَ قائِلُها * إِلى مَكارِمِ هذا يَنْتَهي الْكَرَمُ

يُغْضِي حَياءً و يُغْضى مِنْ مَهابَتِهِ * فَما يُكَلَّمُ إِلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ

يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرفانَ راحَتِهِ * رُكْنُ الْحَطِيمِ إِذا ما جاءَ يَسْتَلِمُ

كِلْتا يَدَيْهِ غِياثٌ عَمَّ نَفْعُهُما * يَسْتَوْكِفانِ و لا يَعْروُهُمَا الْعَدَمُ

سَهْلُ الْخَلِيقَةِ لا تُخْشى بَوادِرُهُ * يُزِينُهُ إِثْنانِ حُسْنُ الْخُلْقِ و الْكَرَمُ

حَمّالُ أَثْقالِ أَقْوامٍ إِذا فُدِحوا * حُلْوُ الشَّمائلِ تَحْلوُ عِنْدَهُ نَعَمُ

لا يُخْلِفُ الْوَعْدَ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ * رَحْبُ الْفِناءِ أَريبٌ حِينَ يَعْتَزِمُ

عَمَّ الْبَرِيَّةَ بِالْإِحْسانِ فَانْقَشَعَتْ * عَنْهاَ الغَيابَةُ و الْإِمْلاقُ و الْعَدَمُ

يُنْمى إِلى ذُرْوَةِ الْعِزِّ الَّتي قَصُرَتْ * عَنْ نَّيْلِها عَرَبُ الْإِسْلامِ و الْعَجَمُ

مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دينٌ و بُغْضُهُمُ * كُفْرٌ و قُرْبُهُمُ مَنْجى و مُعْتَصَمُ

إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقى كانوا أَئِمَّتَهُمْ * أَوْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ ‏الْأرْضِ‏ قِيلَ هُمُ

لا يَسْتَطِيعُ جَوادٌ بُعْدَ غايَتِهِمْ * و لايُدانِيِهِمُ قَوْمٌ و إِنْ كَرُموا

هُمُ الْغُيوثُ إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ * و الْأُسْدُ أُسْدُ الشَّرى و الْبَأْسُ مُحْتَدِمُ

لا يَقْبِضُ الْعُسْرُ بَسْطاً مِنْ أَكُفِّهِمُ * سِيِّانَ ذلكَ إِنْ أَثْرَوْا و إِنْ عَدِموا

يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ و الْبَلْوى بِحُبِّهِمُ * و يُسْتَرَبُّ بِهِ الْإِحْسانُ و النِّعَمُ

مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَّهِ ذِكْرُهُمُ * في كُلِّ بَدْءٍ و مَخْتومٍ بِهِ الْكَلِمُ

يَأْبى لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَمُّ ساحَتَهُمْ * خِيمٌ كرِيمٌ و أَيْدٍ بِالنَّدى هُضُمُ

أَيُّ الْخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقابِهِمُ * لِأَوَّلِيَّةِ هذا أَوْلَهُ نَعَمُ

مَنْ يَعْرِفِ اللَّهَ يَعْرِفْ أَوَّلِيَّةَ ذا * فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هذا نالَهُ الْأُمَمُ

الآتي الأخير
09-07-08, 01:34 AM
رحمك الله يا فرزدق فبك و بجرير انتهى عصر الشعر

عبدالله الموسي
09-07-08, 01:40 AM
قصيده رائعه جــداً

أخي

الاتي الأخير


شكراً لك على هذا الأختيار الراقي


تحيتي

قمر الحويطات
09-07-08, 01:47 AM
يسلموو الاتي الاخير ع الافاده

وتقبل مروري

دونا
09-07-08, 01:47 AM
رائع! شكرا لهذه الذائقة الجميلة ....

لكن في قولك السابق إجحاف في حق مالئ الدنيا وشاغل الناس بما أنه ليس من شعراء العصر الأموي
لكل عصر مبدعيه يا سيدي

تحياتي لك

الآتي الأخير
09-07-08, 02:16 AM
و من يجهل المتنبي اخت دونا .
و من يجحد حق هذا العملاق الهرم .
و لكن ذهب الكثيرون الى ان الشعر العربي قد ختم بهذين الشاعرين و المقصود انهما كانا اشعر اهل الاسلام

الآتي الأخير
09-07-08, 02:21 AM
شكرا لمروركم اخواني الافاضل

صفاء
09-07-08, 02:21 AM
أخي الكريم الآتي الأخير
طرح موفق لرائعة لا نمل قراءتها

ألا ترون معي بأن الناس يذكرون دائما إبداع السابقين وينسون من بين ايديهم وحولهم

نعم لكل عصر مبدعيه وكل له مذاقه وتميزه

فلا يعيب الجمال كون أعمى البصيرة لم يراه

أو أن البعض غض الطرف عنه

حياء وتهيبا

شكرا لك