الآتي الأخير
11-07-08, 08:50 PM
"البترو - دولار" ابتكار يساري، عندما صار نفط الخليج حتى بين الدول التي أممت نفطها تهمة تلحق بالدول المنتجة، وهناك من طالب بإتاوات تفرض على بدو النفط، وآخرون عدوه لعنة ولماذا؟.
لأنه وظف العديد من العمالة العربية من الجنسين، ليعودوا بخسائر فادحة على بلدانهم عندما تحولت هذه الفئات الى طاقات استهلاكية بعد عودتها، وتغيرات في نظامها الغذائي والسلوكي، عندما رفض الجامعي الأجر الأقل، لأنه صاحب نزعة تريد امتيازات خاصة، منزلاً لائقاً، وسيارة، ومدارس لأبنائه خاصة، والوبال الأكبر أن هذا المتغير انعكس، سلباً على أبناء الفلاحين والعمال، وحتى الطبقات الوسطى.
واتهام آخر، بأن النساء عدن إما متبرجات، او متحجبات تبعاً لتشدد او تفسخ المجتمع الخليجي، وحتى الرجال عادوا بأسلحة طالبان والمذهبية الضيقة، مما جعل العاملين العائدين من الخليج عبئاً اجتماعياً وأمنياً، ولعل هذه الصورة النمطية تكذبها أحداث الكويت عندما كان المتضرر الأكبر من تحسن مستويات العاملين بدول النفط وعائلاتهم في بلدانهم، هم الفلسطينيون واليمنيون الذين ركبوا موجة صدام فكانت كارثة عليهم.
والثاني أن أرقام التحويلات لهذه العمالة بأرقامها المتصاعدة، التي دخلت ميزانيات المكاسب الوطنية لأكثر من بلد، أكدت عكس تلك التصورات وتناقضاتها.
لندع هذه المشكلة العربية المستعارة من المواقف السياسية، وليست المصالح الفردية والجماعية، ونقف على نفس الحالة مع العمالة الأخرى، وخاصة الآسيوية، وكيف أن العاملات من الجنسيات الآسيوية مصدر أساسي لعائلات وبيوت تحسنت أوضاعها، وأن المليارات التي يتم تحويلها كل عام غيرت أساسيات حياة الكثير من الفقر في القارة الآسيوية من البلدان الأكثر فقراً ومضاعفات سكانية.
وأيضاً لماذا الآسيوي العامل بمهن البناء والصيانة، سواء بالقطاع الخاص او الحكومي، او الشركات والمستشفيات وغيرها، هم العمالة المفضلة عندما تنقل نشاطها لأمريكا وأوربا، او في بلادها، حتى أن بعض الاشتراطات، وتحديداً من أمريكا تجعلها في أولوياتها، بينما يتحول العامل العربي الى أحد "تنابلة" السلطان بمجرد تماسه او اختلاطه ببدو "وتنابلة" الخليج؟.
المعايير مقلوبة، وإلا لماذا يشتد النقد على الدول الخليجية التي فتحت الأبواب للعمالة الأجنبية وفضلتها على العربية، وهي مسألة يطول فيها الشرح حينما كان العامل العربي في أي اتجاه، يحاول نقل أمراضه السياسية الى هذه البلدان عندما يأتي وهو جندي في حزب ما أو تنظيم آخر، وحتى بعد زوال تلك الرسائل المفخخة، صُورت دول الخليج أنها المصدر المضاد بتربية ودعم وتشجيع عناصر ارهابية كرد فعل لأمور قديمة.
مؤلم أن تسيس عمليات تبادل مصالح، وتكون مصدر اتهام وعلاقات متوترة ونحن هنا لا نفترض التعميم في هذه الصورة لكنها موجودة كبذور انقسام حتى أن المعاملة في بلدان سياحية عربية لأبناء الخليج، ودون السائح الأجنبي أصبحت مصدر تساؤل خليجي حتى أن البعض طالب بالمعاملة بالمثل في إيجارات البيوت ورسوم المستشفيات وحتى الأغذية، وهي حكاية سخيفة لا يمكن قبولها، لكنها الصورة المقلوبة لمن يريد تواجد أمة متفرقة بسياساتها وحتى علاقاتها.
بقلم / يوسف الكويليت
لأنه وظف العديد من العمالة العربية من الجنسين، ليعودوا بخسائر فادحة على بلدانهم عندما تحولت هذه الفئات الى طاقات استهلاكية بعد عودتها، وتغيرات في نظامها الغذائي والسلوكي، عندما رفض الجامعي الأجر الأقل، لأنه صاحب نزعة تريد امتيازات خاصة، منزلاً لائقاً، وسيارة، ومدارس لأبنائه خاصة، والوبال الأكبر أن هذا المتغير انعكس، سلباً على أبناء الفلاحين والعمال، وحتى الطبقات الوسطى.
واتهام آخر، بأن النساء عدن إما متبرجات، او متحجبات تبعاً لتشدد او تفسخ المجتمع الخليجي، وحتى الرجال عادوا بأسلحة طالبان والمذهبية الضيقة، مما جعل العاملين العائدين من الخليج عبئاً اجتماعياً وأمنياً، ولعل هذه الصورة النمطية تكذبها أحداث الكويت عندما كان المتضرر الأكبر من تحسن مستويات العاملين بدول النفط وعائلاتهم في بلدانهم، هم الفلسطينيون واليمنيون الذين ركبوا موجة صدام فكانت كارثة عليهم.
والثاني أن أرقام التحويلات لهذه العمالة بأرقامها المتصاعدة، التي دخلت ميزانيات المكاسب الوطنية لأكثر من بلد، أكدت عكس تلك التصورات وتناقضاتها.
لندع هذه المشكلة العربية المستعارة من المواقف السياسية، وليست المصالح الفردية والجماعية، ونقف على نفس الحالة مع العمالة الأخرى، وخاصة الآسيوية، وكيف أن العاملات من الجنسيات الآسيوية مصدر أساسي لعائلات وبيوت تحسنت أوضاعها، وأن المليارات التي يتم تحويلها كل عام غيرت أساسيات حياة الكثير من الفقر في القارة الآسيوية من البلدان الأكثر فقراً ومضاعفات سكانية.
وأيضاً لماذا الآسيوي العامل بمهن البناء والصيانة، سواء بالقطاع الخاص او الحكومي، او الشركات والمستشفيات وغيرها، هم العمالة المفضلة عندما تنقل نشاطها لأمريكا وأوربا، او في بلادها، حتى أن بعض الاشتراطات، وتحديداً من أمريكا تجعلها في أولوياتها، بينما يتحول العامل العربي الى أحد "تنابلة" السلطان بمجرد تماسه او اختلاطه ببدو "وتنابلة" الخليج؟.
المعايير مقلوبة، وإلا لماذا يشتد النقد على الدول الخليجية التي فتحت الأبواب للعمالة الأجنبية وفضلتها على العربية، وهي مسألة يطول فيها الشرح حينما كان العامل العربي في أي اتجاه، يحاول نقل أمراضه السياسية الى هذه البلدان عندما يأتي وهو جندي في حزب ما أو تنظيم آخر، وحتى بعد زوال تلك الرسائل المفخخة، صُورت دول الخليج أنها المصدر المضاد بتربية ودعم وتشجيع عناصر ارهابية كرد فعل لأمور قديمة.
مؤلم أن تسيس عمليات تبادل مصالح، وتكون مصدر اتهام وعلاقات متوترة ونحن هنا لا نفترض التعميم في هذه الصورة لكنها موجودة كبذور انقسام حتى أن المعاملة في بلدان سياحية عربية لأبناء الخليج، ودون السائح الأجنبي أصبحت مصدر تساؤل خليجي حتى أن البعض طالب بالمعاملة بالمثل في إيجارات البيوت ورسوم المستشفيات وحتى الأغذية، وهي حكاية سخيفة لا يمكن قبولها، لكنها الصورة المقلوبة لمن يريد تواجد أمة متفرقة بسياساتها وحتى علاقاتها.
بقلم / يوسف الكويليت