المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يانفســـــي....عودي


صفاء
21-09-08, 01:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
.::مازالت الغفوة تعمل ::.
________________________________________


تنفس الصبح .. ونادى المؤذن أنْ " حيّ على الفلاح "

وعلت أصوات الحق .. تنطلق من مآذن الإيمان .. تصيح في الناس " يا باغي الخير أقبل "

وأنا أتدثر بدثاري أتقي هواء التكييف البارد .. وأحاول أن أتجاهل هذا النداء ..

يتخبطني الشيطان .. يجرني بلذة النوم نحو الظلام ..

يوهمني أن نَفَس الصبح الصارخ سيخطف بصري ..

يوسوس لي : نم قليلا لن تقام الصلاة الآن !!

وما أكثر ما أطعته .. !!

أمكث في فراشي أتحجج بتأخر الإقامة .. وأتوهم أن لذة النوم لا يعادلها لذة ..

وفجأة يصيح جهازي النقال " أن قم أيها النائم " حان موعد الصلاة " ..

أتحسسه بأطراف أصابعي وبعينين مغمضتين .. خشية أن يطير النوم .. وتذهب اللذة

لكنني أجد الفرج في تمديد فترة التلذذ بالنوم بعبارة " الغفوة تعمل "

قد تكون هذه الغفوة الحسنة الوحيدة في هذا الجهاز الذي يصيح علي بصوت أعتبره من أنكر الأصوات ..

أنام هنيهة ثم يعاود الجهاز النداء بصوت نشاز لا تقبله أذني ولا ترتاح له نفسي .

فأجبره على الصمت من جديد " الغفوة تعمل " ..

ويتكرر الموقف بين صياح وغفوة حتى تتغلب نفسي الملهمة على نفسي الأمارة بالسوء ..

فاستيقظ .. وأنفض غبار الكسل والدعة و الشيطان !!

أتوضأ .. ثم أسرع الخطى كي ألحق بالصلاة .. لا قصد في مشي .. ولا سكينة في سير

ولا بركة في بكور .. أصلي ما أدركه مع الإمام .. ثم أكمل ما فاتني بالقضاء ..

يجلس الناس للتسبيح والاستغفار .. وأنا أسارع إلى أداء سنة الفجر الراتبة ..

ثم أخرج من المسجد كأنما خرجت من سجن مؤبد !!

إنها المسارعة للدنيا .. والميل إلى الملذات والشهوات ..

كأنما أنا في معركة ..

معركة مع الشيطان والهوى .. منذ ارتفاع صوت المؤذن حتى خروجي من المسجد ..

ولا أنكر أنني كثيرا ما هزمت في هذه المعركة ..

وكثيرا ما ساعدت شيطاني وهوى نفسي على الانتصار ..

إلا أنني لا أنكر أنني في الفترات القليلة التي أتغلب فيها عليهما ..

وأؤدي الصلاة في المسجد أشعر بنشوة الانتصار ولذة لقاء العبد بربه ..

أشعر براحة الصلاة .. وطمأنينة التواصل الرباني ..

وهي لذة لو وضعت في كف وملذات الدنيا في كف .. لرجحت بها ..

ذلك أنها لذة الإيمان الروحي .. والصلة بين العبد الضعيف والملك الرحيم ..


.
.


في إحدى المرات القليلة التي انتصرتُ فيها .. وبعد خروجي من المسجد ..

أخذت أقلب الماضي وأتذكر حالي .. كيف كانت وكيف هي الآن ؟

تذكرت تبكيري إلى الصلاة والمسابقة على الصف الأول .. ؟

بل ومسابقتي للمؤذن لأدخل قبله إلى المسجد .. ؟ والذي صار بعد ذلك .. تخلفا وتضييعا ..

نعم أصبحت من الذين تمر عليهم الأيام والأسابيع ولم يدركوا تكبيرة الإحرام .. !!

بل ولا أخفيكم إن قلت .. إنه لا يمر يوم إلا وأصلي صلاة أو صلاتين في البيت لفواتهما علي جماعة في المسجد .. !!


تذكرتُ محافظتي على السنن الرواتب .. ؟

تلك السنن التي دائما ماكنت أردد ذلك الحديث العظيم الذي يبين فضلها وعظم ثوابها ..

وهو أن الله يبني - لمن صلى في اليوم ثنتي عشرة ركعة - بيتا في الجنة ..

صدقوني .. لقد ذهبتْ وأصبحتْ عليّ أثقل من الجبال .. !!

بل حتى الخشوع في الصلاة عامة لا أجد له طعما ولا أجد له مكانا في قلبي ..

وأصبح همي في الصلاة متى ينتهي الإمام منها ومتى أخرج من المسجد .. ؟!!

حتى الذكر بعد تلك الصلوات ذاب مع تضييعها وإهمالها .. !

تذكرت تلك السجدات التي أختلي بها في ظلمة الليل .. ؟

والتي كنت منتظما في آدائها وعدم تركها مهما كانت الأحوال ..

أقسم لكم أنني أفتقدها منذ زمن ..

أفتقدها وأجد صعوبة شديدة في العود إليها .. !! بل لا أجد في نفسي أي إقبال عليها .. !

تذكرتُ كيف كان أُنسي بكتاب الله .. ؟

والذي كنت أحفظ الكثير منه خاصة بعد صلاة العصر ..

يوم أن كنت لا أخرج من المسجد إلا بعد القراءة والحفظ والمراجعة ..

لقد ابتعدت عنه أميالاً وضاع الكثير مما كنت أحفظ منه .. !

وأصبحت تمر الأيام والأسابيع وأنا لم أقر في كتاب الله .. !

تذكرتُ .. يوم أن كنت أسير وأنا مطأطأ الرأس .. خشية أن يقع بصري على شيء محرم ..

لقد ذهبت تلك الخشية .. !

وقد يقع بصري على المحرمات .. دون أن أجد في نفسي ألما أو مجرد إحساس بالذنب .. !

تذكرتُ تمعر وجهي عند رؤية المنكر .. وسعيي من أجل إنكاره .. ؟

ذهب ذلك الإنكار وأصبحت لا أفرق أحيانا بين المنكر والمعروف .. !!

ولا أخفيكم إن قلت أنني قد أجلس في المجالس التي تعج ببعض المنكرات .. !

تذكرت الكثير .. والكثير

.

وما قطع حبل تلك الذكريات .. إلاّ صوت جهازي النقال .. والذي نسيت أن أُغلق المنبه ..

فعاد للتذكير .. أن ما زالت " الغفـــوة تعمـــل " .. ولا أدري حقيقة هل الغفوة تعمل في الجهاز ..

أم أنها غفوة في الإيمان وغفوة في التقوى .. وغفوة في الإقبال على الله ؟؟!!


.
.


إيهٍ .. أيتها النفس ..

قفي .. إلى أين ستقودينني .. ؟!

هل بالإمكان أن تعودي كما كنتِ .. ؟!!

ناشدتكِ الله – يا نفس – إلاّ عدتِ ..

عودي .. لأعود إلى الخير وإلى لذة العباد والأنس بالله .. ؟!

عودي .. لنتعاون أنا وأنت على الطاعة وهجر المعصية ..

عودي .. ليعود إليّ خشوعي وأنسي بخلوتي بربي ..

عودي .. ليعود إليّ حفظي لبصري وسمعي وجوارحي عن المحرمات ..

عودي – فوالله - لمرارة فقدكِ وبعدكِ .. أفسدت علي طعم الحياة ..

عودي .. قبل أن يحول بيني وبينكِ الموت ..

عودي .. فقد جربت نفسي بدونك فوجدت نفسي أسبح في متاهات الضلال ..برفقة الهموم ..

عودي .. فصنوف الشر والفساد والهوى .. تبرق لي في كل مكان ..


إني بُليت بأربعٍ مـا سُلطـوا *** إلاّ لأجـل شقاوتي وعنائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى *** كيف الخلاص وكلهم أعدائي

.
.


أيها الأحبة ..

كانت تلك .. نبضات متوجع .. وأنات مكلوم فقدَ عزيزاً على قلبه اسمه ( الالتــــزام )



اللهم يا حي يا قيوم .. يا حي يا قيوم ..

يا من جمعت يوسف بيعقوب .. اجمعني وكل مسلم بالتزامه ..

وأصلح ما فسد من قلوبنا .. وأيقظنا من غفلتنا .. وسددنا في القول والعمل ..

وثبتنا على ذلك .. واختم لنا بخير ..

إنك سميع مجيب ..
__________________
قال عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وأرضاه
نحن قوم اعزَنا الله بالاسلام
فاذا ابتغينا العزَة بغيره
اذلَنا الله

يتبع...
قفي يانفسي توقفي ..أريد أن أتحدث معك..أن أشكو إليك..أن أبثك ألمي وأحزاني وخوفي ومخاوفي..أنا يانفسي مريضه متعبه ...ألا تعلمين ذلك؟ اه يانفسي لو تعلمين مصدر أحزاني ومرضي وأساس إحساسي ..إنه أنت!!! يانفسي لقد سئمت عصيانك وتمردك وطول أملك...
لماذا..لماذا..يانفسي كل هذا..لماذ تتمادين في الضلال وتترددين إلى الرذيله والهاويه ألا تخافين ألا تخشين الله.. أنت يانفسي حرة طليقة اليوم ولكنك غداً مكبله بذنوبك ومعاصيك غارقه في بحور ظلمك وجور قلبك وغضاضة خلقك...اه يانفسي ...ألا تتذكرين القبر وعذابه ألا تتذكرين منكر ونكير..وسؤالهم لك ألا تتذكرين الصراط! وممشاك عليه ألا تتذكرين جهنم وسعيرها والنار ولهيبها..ألا تتذكرين يوم تشهد عليك محارم الله وتشهد عليك رجلاك التي سرت بك إلى أماكن اللهو وطرق الفساد؟ألا تتخيلين يانفس لسانك يشهد على ماقلته من كذب وزور وغيبه ونميمه واستهزا؟ ويداك يانفسي لن تصمت بل ستنطق مافعلت بها من شرور ومظالم واعتداءات..اه يانفسي كم تعبتي وأتعبتني وشقيتي وأشقيتني معك هيا يا نفسي ....توبي....وعودي إلى الطريق ...توبي وأبدلي ماكنت تصنعين بي وعودي وأقرئي القران بلساني وأذكري الله به عودي واسمعي بأذنك القران واياته والحديث ورواته..عودي وتجوليبعينيك بين ايات الله وأسطر أحاديث نبيه الكريم..عودي وسيري برجلك لأماكن الصلاة والذكر وطريق الخير والبر...عودي فأنتي لا تدرين متى وأين ستموتين..عودي فقد طال بك الأمل وكثر الزلل وقل فيك الحياء والخجل...عودي قبل أن تفوتك السعاده وتفوتك الجنه.
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°
كفى يا نفس ما كان
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°
كفى يا نفس ما كانا كفاك هوى وعصيانـا

كفاك ففى الحشى صوت من الاعماق نادانا

أما أن الماّب بلى..........بلى يا نفس قد اّنا



خطوت خطاك مخطئة فسرت الدرب حــيرانــا

فؤادى يشتكى ذنبى ويشكو منك ما كــانا

أعيدى للحمى قلبـى وعودى عـــودى الانا



تجاذبنى هوى وهدى وقلبى بعد ما لانــــا

كأنى ما سمعت وما رأيت الهدى اذ بــــانا

كأنى ضخرة فمتى يلين الصخر إيمـــــــانا



أرى اّلام أمتنا كسقف الليل يغشــــــــانــا

وأمضى مغضياً طرفى وراء النفس هيمانـا

نسيت همومها فمتى أعيش الهم انسانـــا


أيا نفسى خبا نفسى بضيق الصدر أحزانا

ظننت سعادتى لهوا يزيح الهم ســلوانـــــا

فلم أجد سوى هم ولو أضحكت أحــيانـــا



يسافر بالهوى قلبى بدور اللهو سلوانـــا

فتوقــفه محطـــات تهز عراه إيمـــانـــــــا

ألا فارجع وأرجع ما مضى بالقرب أزمانـا



سياط التوب تزجرنى فأحنى الرأس إذعانا

وأطرق والحشى يغلى بما أسرفت نيرانــا

أصيح بتوبتى ندما كفى يا نفس ما كـــانا

اتمنى من كل نفس ان تعود هي أيضاًً.....






منقول

مسلم العميري
21-09-08, 04:46 PM
إيهٍ .. أيتها النفس ..

قفي .. إلى أين ستقودينني .. ؟!

هل بالإمكان أن تعودي كما كنتِ .. ؟!!

ناشدتكِ الله – يا نفس – إلاّ عدتِ ..

عودي .. لأعود إلى الخير وإلى لذة العباد والأنس بالله .. ؟! اللهم اجعلنا من العائدين اليك في كل لحظه
وارزقنا الهدايه والصلاح.
جزاك الله خير اخت صفاء

صفاء
22-09-08, 12:48 AM
اللهم آمين وجزاك الله خيرا مثله

أخي الكريم

تقديري

ابو هيثم
22-09-08, 03:58 AM
تسلمى اختى والله كم منا مقصر وما نقلتيه لنا عسى انشالله يحرك بنا ويقودنا للعمل الصالح بارك الله فيك

وتقبلى تحياتى