كلنا عيال ماكنتوش

[الآتي الأخير]

استغرقتُ في كتابة مقالي هذا ما لم أستغرقه في كتابة أي من المقالات السابقة. ليس لفكرته العظيمة أو لخطورة الطرح فيه مما يستلزم التأني و الحذر في تناوله. السبب ببساطة هو أنه أول مقال أكتبه بالكامل على جهاز ماكنتوش وليس (بي سي). كنت قد اشتريت الماك قبل أشهر لكن لوحة الأحرف العربية كانت متعبة لي خصوصاً في شيء طويل كالمقالات، لذلك كنت ألجأ لجهاز البي سي القديم لدي كثيراً لدرجة أنني كدت أشتري لوحة مفاتيح تحوي نفس حروف الأخير لأشبكها مع الجهاز الجديد رغم الاختلاف بين النظامين!.
أمضيت أشهراً لأتجاوز حاجزاً نفسياً هو استخدامي لنظام ما وطريقة أحرف ما لعدة سنوات، لماذا أغير اليوم وكلنا يعرف أن التغيير صعب وفي أحيان كثيرة مزعج؟. الذي جعلني أتحدث عن صعوباتي مع التغيير هو ما لاحظته من (جميع) من حدثوني عن المسلسل الجديد "كلنا عيال قرية" للقصبي والسدحان ومسلسل "حارتنا حلوة" لعبدالخالق الغانم. الجميع لم يعجبه المسلسلان ولا يظن أنهما ملآ فراغ غياب "طاش ما طاش". لست من جمهور طاش ولم أتابع منه سوى حلقات معدودة من مجموع حلقات سنواته الخمس عشرة لكنني أعلم أن الناس قد تعودوا عليه، وسيحتاجون لطاش كما يحتاجون للاسترخاء بعد الفطور. لن يتعود الناس على رمضان بلا طاش إلا بعد فترة ليست بالقليلة، وربما يعود طاش بعد سنتين أو ثلاث وأصحابه يعلنون أن الناس تحتاجه وأن غيابه أنتج فراغاً درامياً لدينا بينما أن السبب الحقيقي قد يكون عجزهم عن الوصول لمستوى نجاح يوازي ما حققوه في طاش. تذمر من قابلتهم يعني أننا نحتاج الوقت فقط لندرك بأننا لم نعد نحتاج طاش، أو ببساطة أن المسلسل الجديد أضعف فعلاً من طاش.

بقلم / عبد الله آل عياف