تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة التسول !!!!!


ابن الفخر
02-12-08, 11:54 AM
حين أطلق أحمد شوقي بيته الشهير «خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء» طار الناس بذلك البيت مثلاً، وجعلوا يرددونه دلالة على أن النساء يطربن للثناء ويسهل اصطيادهن به. ولوجه الحق فإنه ليس الغواني وحدهن اللاتي يغرهن الثناء، فالرجال أيضاً يطربون للثناء كطرب النساء وربما أشد.
حب الثناء والرغبة في التميز غريزة بشرية في الناس جميعاً، فمن طبيعة الإنسان الشعور بلذة للإطراء، والطرب لعبارات المديح والتمجيد والحمد والشكر، إلا أن الفرق بين الناس هو في مدى التفاوت بينهم في القدرة على ضبط تلك الغريزة وتهذيبها والتسامي بها فوق الابتذال. ولقد استغل هذه الغريزة بعض المنافقين فاستفادوا منها في تحقيق مصالح لهم من خلال كيل الثناء والإطراء لمن يملكون المال أو الصلاحيات طمعاً في تحقيق مآرب خاصة لهم.
وفي التاريخ العربي يعد التسول بالمديح جزءاً من الثقافة العربية منذ الجاهلية وإلى يومنا هذا، وهو تسول يكون أحياناً صريحاً معلناً كما كان يفعل المتنبي أو غيره من القدامى أو المحدثين حين ينظمون الأبيات يزركشونها بالثناء ويبثون بين ثناياها استجداءاتهم العلنية، أو يكون مبطناً كما يحدث عند وضع البعض للمؤلفات أو تحرير المقالات أو إلقاء الخطب، التي لا تجدها تحوي شيئاً سوى الزيف والنفاق، يتدفق منها الثناء الكاذب والإطراء الرخيص أملاً في التقرب إلى الممدوح وكسب رضاه لعله يمن بمنحة مالية أو أرض أو ترشيح لمنصب أو البقاء فيه أو ما شابه ذلك.
وإذا كان المتسولون يوظفون مواهبهم الأدبية للحصول على المنفعة المادية من خلال الإطراء المزيف لمن يملكون مصادر القوة، فإن الممدوحين هم أيضاً انتقلت إليهم عدوى التسول فصاروا بدورهم يتسولون الثناء والإطراء عن طريق العطاء والبذل، وأصبح العطاء عندهم وسيلة لاستدرار الثناء، بل أضحى مربوطاً بما يثمر عنه من شهرة وحمد وتمجيد، فباتوا عندما يدعون إلى فعل الخير لا يقوّمون الأعمال لذاتها أو بمقدار ما تحققه من نفع عام، وإنما هم يقومونها بمقدار ما تعود به عليهم من إطراء وثناء وحمد، فيسخون أكثر وينشطون للبذل والعطاء متى وقع في ظنهم أن عملهم ذاك سيكون معلنا للجميع، مسلطة عليه الأضواء، يشنف وقعه الآذان ويرن خبره في الأصقاع، أما متى علموا أن فعلهم الخير سيبقى مغموراً في الظل لن يدري به أحد ولن يحمل إليهم جاهاً أو مجداً، فإنهم يتلكأون في الإقبال عليه وتثقل خطاهم نحوه.
لقد هيمن حب الإطراء على قلوب بعض الناس حتى أنساهم أن فعل الخير ما هو إلا تعبير عن إنسانيتهم وراحة ضمائرهم وتطهير لنفوسهم وإرضاء لخالقهم، سواء عرف به الناس أو لم يعرفوا، وسواء مدحوا به أو لم يمدحوا، هو في نهاية الأمر عائد فضله عليهم لا محالة.
بقلم د / عزيزة المانع

الغائبة
02-12-08, 07:34 PM
يعطيك العافيه اخوي ابن الفخر

فايز العريان
04-12-08, 02:56 PM
ما قصرت كفيت ووفيت الله يعطيك العافيه

ابن الفخر
06-12-08, 10:05 PM
يعطيك العافيه اخوي ابن الفخر


عافاك الله


لك شكري وتحياتي

ابن الفخر
06-12-08, 10:06 PM
ما قصرت كفيت ووفيت الله يعطيك العافيه



الله يعافيك اخوي فايز



لك شكري وتحياتي