المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات مواطن بدول الخليج


الآتي الأخير
27-12-08, 07:36 AM
يروي مواطن يومياته في إجازته التي يقضيها عادة في دول الخليج قائلا: بعد عمل شاق ومتعب طوال 11 شهرا، ولا توجد فيه إجازة أسبوعية إلا يوم واحد لأنني أعمل في شركة، علي أن أنبه أني لا أحسد الموظفين الذين يحصلون على يومين إجازة في الأسبوع، لأنني في هذا الأمر لا أنظر للأعلى بل لأسفل السلم الوظيفي، فأجد نفسي أفضل من الخادمات لأنهن بلا إجازة ولا «أوفر تايم» ولا حتى بدل شتم من الأسر والكتاب السعوديين؛ لأن واحدة من مليون خادمة قررت أن تنتقم لما يحدث لها من اضطهاد، فلعن كل الخادمات والسائقين.
عادة ما تكون إجازتي السنوية في «أغسطس» أو شهر طباخ التمر والبشر لمن لا يعرف «أغسطس»، ولأني رجل مطلق لم يبق له إلا طفل لم يتجاوز الـ 11 عاما، فيما ابنته قررت أن تصنع أسرة فتزوجت، لم يعد بمقدوري قضاء إجازتي في الداخل، لأن هناك من يعتقد أنه يمكن لي القيام بأمور سيئة ومعي طفلي، فأصبحت ممنوعا من الدخول لأماكن الترفيه والأسواق، ما لم يكن معي كائن أسطوري يرتدي قطعة سوداء لها ثقبان في الرأس لينظر منهما «قيل إنه سيصبح ثقبا واحدا في الرأس». فكان الخيار الوحيد أمامي السياحة الخارجية، ولكن ليس بعيدا، فالميزانية لا تحتمل دول أوروبا وأمريكا، بقدر ما تحتمل دول الخليج لمدة أسبوع أو أسبوعين إن أرسل لك صديق سلفة وهو في «ماربيا». في الطريق من الرياض إلى جسر الملك فهد الفاصل بين السعودية والبحرين، لا نتوقف إلا لتعبئة خزان الوقود مرة واحدة، فالمرافق العامة في الطريق لا تساعدك ولا حتى لقضاء حاجتك، فهي خربة ومليئة بالروائح الكريهة، بيد أنك ستتوقف كثيرا منذ دخولك الإمارات فالمرافق العامة مغرية للوقوف وإن كنت متجها من أبوظبي لدبي والمسافة أقل من 200 كلم . أعود للجسر ما قبل الدخول له وما بعده، فهو يستحق الوقوف أمامه، أما لماذا يستحق ؟
تخيل.. ما أن يختم على جوازك وتدخل للبحرين مع باقي المواطنين السعوديين الذين في غالبيتهم كانوا غير منظمين في الوقوف، ولا يحترمون قوانين وأخلاقيات القيادة، ويريدون سرقة دورك، حتى تنتابهم السكينة . هكذا وبلا أي مقدمات نصبح جميعا بمن فيهم أنا منظمين، ونحترم القوانين، ويختفي قناع التجهم الذي كنا نرتديه قبل أن نعبر الجسر، ولن تستغرب إن وجدت اثنين سعوديين كانا مختلفين من جاء قبل الآخر للموقف أو للدوار قبل عبور الجسر، يتعازمان بعد عبور الجسر على من هو الأحق بالمرور أو الوقوف بالمواقف، لدرجة أن يقول أحدهما للآخر : «قسما ما يوقف إلا أنت».
أحيانا أتساءل : ما الذي يحدث لنا قبل وبعد الجسر ؟
وحين لا أجد إجابة واضحة، وأنا في طريقي للبحرين فيما طفلي مدهوش برؤية البحر، أجد متسعا للتفكير لأن لا أحد سيهدد حياتي بقيادته المتهورة والموتورة، لهذا لا أحتاج لكامل تركيزي وأنا أقود كما يحدث لي قبل الجسر .
داخل هذه التأملات أتساءل أيضا: لِمَ لم ينتبه أحد من الأكاديميين في جامعاتنا لما يحدث لنا قبل وبعد الجسر، فيدرس هذه الحالة الفريدة والغريبة والمثيرة للدهشة؟
نكمل غدا ..
صالح ابراهيم الطريقي

عبدالله الموسي
27-12-08, 07:47 AM
http://img444.imageshack.us/img444/5872/15uu6.gif


وبأنتظار ماتبقى من اليومية الشيقة غداً


http://img87.imageshack.us/img87/6342/25rl2.gif