المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن و الثقافة الأحادية


الفارس
08-01-09, 11:51 AM
في فترة سابقة؛ وفي زمن الدول غير المخترعة إعلاميا كانت هناك سيطرة على ما تستقبله الجماهير، وتغذيتها بالأفكار التي يراد ترسيخها في ذهنية الفرد والجماعة وحمايتها من الأفكار المضادة بمجموعة إجراءات من المنع والحجب.
أما الآن فنحن نعيش في زمن آخر.
وعناصر هذا الزمن هم من تربوا على ثقافة أحادية، ترسخت في وجدانهم حتى غدا ما يخالف تلك الثقافة هو الباطل بعينه، وهذه العناصر تتجاذب مكونة تكتلات تبحث كل فئة منها عمن ينضم إليها، ويؤيد مقولاتها وخطواتها، مع الحرص على إقصاء المخالف ووصمه بالنعوت المختلفة الباحثة عن إسقاطه، وهذه هي سمة الخطابات الأيدلوجية المغلقة التي لا تبحث عن الحقيقة بقدر ما تبحث عن أنصار، ويكون أنصارها مجذوبين بجملة من التقديسات أو الأفكار أو التعاليم التي أخذت في الانجراف مع طوفان المتغيرات، ويصبح التماسك هو أحد ركائز الذود عن كشف الغطاء عن هذه المجموعات.
ونحن نعيش الآن فترة احتضار هذه الفئات. فمع الانفتاح الواسع على كل الثقافات، تداخلت الأفكار والحجج المشككة في كل أيدلوجيا تواجدت على وجه الأرض، وأخذ الفرد يستقبل طوفاناً من المعارف الساعية لتثبيت فكرة ونقض فكرة آخرى، مما مكنت الفرد ذاته لأن يتحول من مستقبل ومريد إلى باث وعالم (وتساوى في هذا البث الفرد العالم وغير العالم).
هذا الانفلات للفرد حوله إلى كائن له صفة الخطورة لكونه يمتلك رؤاه الخاصة به ، وقد تخفف من ثقافة الانتماء مهما كانت . وهو بهذه الصفة يكون في محل ريبة عند التكتلات الأيدلوجية التي ترى فيه عنصرا مقوضا لعلاقاتها وأفكارها مما يجعل الجماعة في حالة استفزاز لتنافر الأفراد من محيطها وبحثهم عما يؤمنون به من غير وصاية سابقة .
من هنا تغدو العلاقة أكثر توترا وأقل تعقلا بين الطرفين، ليغدو زمن انفجار المعلومة زمن الفرد المكتفي بذاته ثقافيا .
وهي الحالة التي تحتاج إلى زمن لظهور وتشكل السوبرمان الخارج من بيئته الجماعية والمكتسب لقواه الخارقة بسبب ذلك الخروج .

بقلم الاستاذ / عبده خال

مسلمة
08-01-09, 11:57 PM
انني بصراحة احترم واتابع مقالات الاستاذ عبده خال ومايطرحه من مواضيع تستحق الوقوف والقراءة

سلمت يداك الفارس للنقل الموفق وبارك الله فيك


تقبل مروري