الشهاب
31-01-09, 06:18 PM
عندما ينهار القلب وتخور قواه من التعب فلا يعود يقوى على الاحتمال؛ عندها أوقفوا حروبكم عليه! دعوه يرتاح قليلا! دعوه ينبض بالحياة! أعيدوا إليه ولو القليل من أحلامه التي تعلق بها وبمشاعره وأحاسيسه التي نهبتموها أمام عينيه! كفوا أنانيتكم عنه ولو قليلا!.
ذات يوم كنا براعم في المدارس. تعلمنا أن حياتنا الإنسانية عبارة عن معاملة وهي حب+ تضحية = صداقة للأبد. قرأوا لنا القصص وعلمونا بأن الخير دائما ينتصر على الشر. وعند دخولنا إلى مدرسة الحياة انقلبت جميع المفاهيم, وتهنا نبحث عن معاني الحب والأخوة والتضحية والصداقة والإيثار إلى آخر المفاهيم المنقرضة, وتعرفنا إلى مفاهيم غريبة عن عالمنا، عندها نسأل أنفسنا مائة مرة: أتستحق هذه النفوس المريضة والجشعة التي لا ترضى بالقليل وتعيث في حياتنا فسادا ودمارا فنبقى مكبلين بالهموم والهواجس بسببهم؟ ترى أتستحق فعلا أن نحبهم وأن نضحي من أجلهم بدعوى الإنسانية؟.
قبل زمن ليس ببعيد عشنا سذاجة الطفولة ولهو الطفولة وبراءة الطفولة، ورأس مالنا هو قلب صادق وصاف. لم نكن نخاف على مال أو منصب أو رصيد في البنك، أو نفكر بماض أو حاضر أو مستقبل… بل نلعب غير آبهين بمرور الوقت وزحمة الناس ونظراتهم الغريبة إلى ثيابنا التي امتلأت غبارا وطينا من اللعب في شوارع “الفريج” بأرجل حافية، فلم يكن يقطع لهونا الطفولي لا حر “القايلة” ولا برد “القيظ” سوى التعب الذي يهدنا في نهاية النهار فننام على أول بساط نجده في المنزل.وبزمننا الغريب نتحسر بغصة ونردد بيننا وبين أنفسنا: “ألا ليت الطفولة تعود يوما”.
ما الفائدة من الدراسة والتخرج والحصول على الشهادة؟ ما الفائدة من تعلمنا مفاهيم طويلة عريضة عن المثاليات من الكرم والتضحية والعدل والاحترام “والوطنية” (تحتها مليون خط)؟ ما الفائدة عندما يرددون علينا ونحن صغار: “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”, و”لكل مجتهد نصيب”, و”من جد وجد”؟ ما الفائدة من كل هذا وعندما نكبر نرى مجتمعا يحول مفاهيم الجد والتعب إلى النصب والاحتيال؟ وأن من كان في المدرسة فاشلا دراسيا أصبح -بقدرة قادر- مسؤولا عن موظفين كانوا ذات يوما قد نالوا المراكز الأولى مع مرتبة الشرف؟ أهذا ما يسمى بضربة حظ؟ أم هي جرعة زائدة من فيتامين “واو”؟.
ذات يوم كنا براعم في المدارس. تعلمنا أن حياتنا الإنسانية عبارة عن معاملة وهي حب+ تضحية = صداقة للأبد. قرأوا لنا القصص وعلمونا بأن الخير دائما ينتصر على الشر. وعند دخولنا إلى مدرسة الحياة انقلبت جميع المفاهيم, وتهنا نبحث عن معاني الحب والأخوة والتضحية والصداقة والإيثار إلى آخر المفاهيم المنقرضة, وتعرفنا إلى مفاهيم غريبة عن عالمنا، عندها نسأل أنفسنا مائة مرة: أتستحق هذه النفوس المريضة والجشعة التي لا ترضى بالقليل وتعيث في حياتنا فسادا ودمارا فنبقى مكبلين بالهموم والهواجس بسببهم؟ ترى أتستحق فعلا أن نحبهم وأن نضحي من أجلهم بدعوى الإنسانية؟.
قبل زمن ليس ببعيد عشنا سذاجة الطفولة ولهو الطفولة وبراءة الطفولة، ورأس مالنا هو قلب صادق وصاف. لم نكن نخاف على مال أو منصب أو رصيد في البنك، أو نفكر بماض أو حاضر أو مستقبل… بل نلعب غير آبهين بمرور الوقت وزحمة الناس ونظراتهم الغريبة إلى ثيابنا التي امتلأت غبارا وطينا من اللعب في شوارع “الفريج” بأرجل حافية، فلم يكن يقطع لهونا الطفولي لا حر “القايلة” ولا برد “القيظ” سوى التعب الذي يهدنا في نهاية النهار فننام على أول بساط نجده في المنزل.وبزمننا الغريب نتحسر بغصة ونردد بيننا وبين أنفسنا: “ألا ليت الطفولة تعود يوما”.
ما الفائدة من الدراسة والتخرج والحصول على الشهادة؟ ما الفائدة من تعلمنا مفاهيم طويلة عريضة عن المثاليات من الكرم والتضحية والعدل والاحترام “والوطنية” (تحتها مليون خط)؟ ما الفائدة عندما يرددون علينا ونحن صغار: “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”, و”لكل مجتهد نصيب”, و”من جد وجد”؟ ما الفائدة من كل هذا وعندما نكبر نرى مجتمعا يحول مفاهيم الجد والتعب إلى النصب والاحتيال؟ وأن من كان في المدرسة فاشلا دراسيا أصبح -بقدرة قادر- مسؤولا عن موظفين كانوا ذات يوما قد نالوا المراكز الأولى مع مرتبة الشرف؟ أهذا ما يسمى بضربة حظ؟ أم هي جرعة زائدة من فيتامين “واو”؟.