مروق اوقات
02-03-09, 11:37 PM
قصيدة علمتني الحياة
للشاعر الكبير محمد مصطفى حمام
قصيدة من أعظم ومن أروع القصائد التي قرأتها لما تحويه .فهي مؤثرة جدا لمن يتمعن ويتأمل فيها وتحوي الكثير من المفاهيم والدروس .
أرجو أن تنال اعجابكم أترككم مع القصيدة
علَّمتنـي الحـيـاةُ أن أتلـقّـى =كـلَّ ألوانهـا رضـاً وقـبـولا
ورأيـتُ الرِّضـا يخفِّـف أثقـالي =ويُلقي على المآسي سُـدولا
والـذي أُلهـم الرِّضـا لا تـراهُ =أبدَ الدهـر حاسـداً أو عَـذولا
أنـا راضٍ بكـل مـا كتـب الله =ومُـزْجٍ إليـه حَمْـداً جَـزيـلا
أنا راضٍ بكل صِنفٍ مـن النـاسِ =لئيمـاً ألفيـتُـه أو نبـيـلا
لستُ أخشـى مـن اللئيـم أذاه =لا، ولـن أسـألَ النبيـلَ فتيـلا
فسح الله فـي فـؤادي فـلا =أرضى من الحبِّ والـوداد بديـلا
في فؤادي لكـل ضيـف مكـان=فكُنِ الضيـفَ مؤنسـاً أوثقيـلا
ضلَّ من يحسب الرضا عن هَوان=أو يـراه علـى النِّفـاق دليـلا
فالرضا نعمةٌ من الله لـم يـسعد =بها فـي العبـاد إلا القليـلا
والرضـا آيـةُ البـراءة والإيمـــــ =ـان بالله نـاصـراً ووكـيـلا
علمتنـي الحيـاةُ أنَّ لهـا طـعمَين،=مُـراً، وسائغـاً معسـولا
فتـعـوَّدتُ حالَتَيْـهـا قـريـراً=وألفـتُ التغيـيـر والتبـديـلا
أيها الناس كلُّنـا شـاربُ الكـأسَـ=ين إنْ علقمـاً وإنْ سلسبيـلا
نحن كالرّوض نُضْـرة وذُبـولا=نحـن كالنَّجـم مَطلعَـاً وأُفـولا
نحن كالريـح ثـورة وسكونـاً=نحن كالمُزن مُمسكـاً وهطـولا
نحـن كالظـنِّ صادقـاً وكذوبـاً=نحن كالحـظِّ منصفـاً وخـذولا
قد تسرِّي الحياةُ عنـي فتبـدي=سخرياتِ الـورى قَبيـلاً قَبيـلا
فأراهـا مواعـظـاً ودروســاً=ويراهـا سـواي خَطْبـاً جليـلا
أمعن الناس في مخادعةالنّـفسِ =وضلُّـوا بصائـراً وعقـولا
عبدوا الجـاه والنُّضـار وعَينـاً=من عيون المَهَا وخـدّاً أسيـلا
الأديب الضعيـف جاهـاً ومـالاً=ليـس إلا مثـرثـراً مخـبـولا
والعتـلُّ القـويُّ جاهـاً ومـالاً=هو أهدى هُـدَى وأقـومُ قيـلا
وإذا غـادة تجـلّـت عليـهـم=خشعـوا أو تبتّـلـوا تبتـيـلا
وتَلـوا سـورة الهيـام وغنّـوها=وعافـوا القـرآن والإنجيـلا
لا يريدون آجلاً مـن ثـواب الله=إنَّ الإنسـان كــان عـجـولا
فتنـة عمّـت المدينـة والقـريةَ =لـم تَعْـفِ فتيـة أو كهـولا
وإذا ما انبريـتَ للوعـظ قالـوا=لستَ ربـاً ولا بُعثـتَ رسـولا
أرأيـت الـذي يكـذِّب بـالـدين =ولا يرهب الحسـاب الثقيـلا
أكثرُ الناس يحكمون علـى النــ=اس وهيهات أن يكونـوا عـدولا
فلكـم لقَّبـوا البخيـل كريـمـاً=ولكـم لقَّبـوا الكريـم بخـيـلا
ولكـم أعطَـوا الملـحَّ فأغنَـوا=ولكم أهملوا العفيـفَ الخجـولا
ربَّ عـذراء حـرّة أوصموهـا=وبغـيٍّ قـد صوّروهـا بـتـولا
وقطيـعِ اليديـن ظلمـاً ولـصٍ=أشبـع النـاس كفَّـه تقبـيـلا
وسجيـنٍ صَبُّـوا عليـه نكـالاً=وسجـيـنٍ مـدلّـلٍ تـدلـيـلا
جُـلُّ مـن قلَّـد الفرنجـة منـا=قـد أسـاء التقليـد والتمثيـلا
فأخذنا الخبيث منهـم ولـم =نـقبـسِ مـن الطيّبـات إلا قليـلا
يوم سنَّ الفرنـج كذبـةَ إبـريلَ=غـدا كـل عُمْرنـا إبـريـلا
نشروا الرجس مجمـلاً فنشرنـاهُ =كتابـاً مفـصَّـلاً تفصـيـلا
علمتني الحياة أنَّ الهـوى سَـيْلٌ=فمن ذا الـذي يـردُّ السيـولا
ثم قالت: والخير في الكون بـاقٍ=بل أرى الخيرَ فيه أصلاً أصيـلا
إنْ ترَ الشرَ مستفيضـاً فهـوِّن=لا يحـبُّ الله اليئـوس الملـولا
ويطول الصراع بيـن النقيضَـينِ=ويَطوي الزمانُ جيـلاً فجيـلا
وتظـلُّ الأيـام تعـرض لونَـيْها =على الناس بُكـرةً وأصيـلا
فذليلٌ بالأمـس صـار عزيـزاً=وعزيزٌ بالأمـس صـار ذليـلا
ولقـد ينهـض العليـلُ سليمـاً=ولقـد يسقـطُ السليـمُ عليـلا
ربَّ جَوعانَ يشتهي فسحة العـمرِ =وشبعـانَ يستحـثُّ الرحيـلا
وتظـلُّ الأرحـامُ تدفـع قابـيلاً =فـيُـردي ببغـيـه هابـيـلا
ونشيـد السـلام يتلـوه سفّـاحــ=ـون سَنُّوا الخـراب والتقتيـلا
وحقوق الإنسـان لوحـة رسّـامٍ =أجـاد التزويـر والتضلـيـلا
صورٌ ما سرحتُ بالعيـن فيهـا=وبفكـري إلا خشيـتُ الذهـولا
قال صحبي: نراك تشكو جروحاً=أين لحن الرضا رخيمـاً جميـلا
قلت أما جروح نفسي فقـد =عـوَّدْتُهـا بَلسَـمَ الرضـا لـتـزولا
غيرَ أنَّ السكوتَ عن جرح قومي=ليـس إلا التقاعـسَ المـرذولا
لسـتُ أرضـى لأمـة أنبتتنـي=خُلُقـاً شائهـاً وقَـدْراً ضئيـلا
لستُ أرضى تحاسـداً أو شقاقـاً=لستُ أرضى تخـاذلاً أو خمـولا
أنا أبغي لهـا الكرامـة والمـجدَ =وسيفاً علـى العـدا مسلـولا
علمتني الحيـاة أنـي إن عـشتُ =لنفسي أعِشْ حقيـراً هزيـلا
علمتنـي الحيـاةُ أنـيَ مهمـا=أتعلَّـمْ فـلا أزالُ جَـهـولا
علمتنـي الحيـاةُ أنـيَ مهمـا أتعلَّـمْ فـلا أزالُ جَـهـولا
للشاعر الكبير محمد مصطفى حمام
قصيدة من أعظم ومن أروع القصائد التي قرأتها لما تحويه .فهي مؤثرة جدا لمن يتمعن ويتأمل فيها وتحوي الكثير من المفاهيم والدروس .
أرجو أن تنال اعجابكم أترككم مع القصيدة
علَّمتنـي الحـيـاةُ أن أتلـقّـى =كـلَّ ألوانهـا رضـاً وقـبـولا
ورأيـتُ الرِّضـا يخفِّـف أثقـالي =ويُلقي على المآسي سُـدولا
والـذي أُلهـم الرِّضـا لا تـراهُ =أبدَ الدهـر حاسـداً أو عَـذولا
أنـا راضٍ بكـل مـا كتـب الله =ومُـزْجٍ إليـه حَمْـداً جَـزيـلا
أنا راضٍ بكل صِنفٍ مـن النـاسِ =لئيمـاً ألفيـتُـه أو نبـيـلا
لستُ أخشـى مـن اللئيـم أذاه =لا، ولـن أسـألَ النبيـلَ فتيـلا
فسح الله فـي فـؤادي فـلا =أرضى من الحبِّ والـوداد بديـلا
في فؤادي لكـل ضيـف مكـان=فكُنِ الضيـفَ مؤنسـاً أوثقيـلا
ضلَّ من يحسب الرضا عن هَوان=أو يـراه علـى النِّفـاق دليـلا
فالرضا نعمةٌ من الله لـم يـسعد =بها فـي العبـاد إلا القليـلا
والرضـا آيـةُ البـراءة والإيمـــــ =ـان بالله نـاصـراً ووكـيـلا
علمتنـي الحيـاةُ أنَّ لهـا طـعمَين،=مُـراً، وسائغـاً معسـولا
فتـعـوَّدتُ حالَتَيْـهـا قـريـراً=وألفـتُ التغيـيـر والتبـديـلا
أيها الناس كلُّنـا شـاربُ الكـأسَـ=ين إنْ علقمـاً وإنْ سلسبيـلا
نحن كالرّوض نُضْـرة وذُبـولا=نحـن كالنَّجـم مَطلعَـاً وأُفـولا
نحن كالريـح ثـورة وسكونـاً=نحن كالمُزن مُمسكـاً وهطـولا
نحـن كالظـنِّ صادقـاً وكذوبـاً=نحن كالحـظِّ منصفـاً وخـذولا
قد تسرِّي الحياةُ عنـي فتبـدي=سخرياتِ الـورى قَبيـلاً قَبيـلا
فأراهـا مواعـظـاً ودروســاً=ويراهـا سـواي خَطْبـاً جليـلا
أمعن الناس في مخادعةالنّـفسِ =وضلُّـوا بصائـراً وعقـولا
عبدوا الجـاه والنُّضـار وعَينـاً=من عيون المَهَا وخـدّاً أسيـلا
الأديب الضعيـف جاهـاً ومـالاً=ليـس إلا مثـرثـراً مخـبـولا
والعتـلُّ القـويُّ جاهـاً ومـالاً=هو أهدى هُـدَى وأقـومُ قيـلا
وإذا غـادة تجـلّـت عليـهـم=خشعـوا أو تبتّـلـوا تبتـيـلا
وتَلـوا سـورة الهيـام وغنّـوها=وعافـوا القـرآن والإنجيـلا
لا يريدون آجلاً مـن ثـواب الله=إنَّ الإنسـان كــان عـجـولا
فتنـة عمّـت المدينـة والقـريةَ =لـم تَعْـفِ فتيـة أو كهـولا
وإذا ما انبريـتَ للوعـظ قالـوا=لستَ ربـاً ولا بُعثـتَ رسـولا
أرأيـت الـذي يكـذِّب بـالـدين =ولا يرهب الحسـاب الثقيـلا
أكثرُ الناس يحكمون علـى النــ=اس وهيهات أن يكونـوا عـدولا
فلكـم لقَّبـوا البخيـل كريـمـاً=ولكـم لقَّبـوا الكريـم بخـيـلا
ولكـم أعطَـوا الملـحَّ فأغنَـوا=ولكم أهملوا العفيـفَ الخجـولا
ربَّ عـذراء حـرّة أوصموهـا=وبغـيٍّ قـد صوّروهـا بـتـولا
وقطيـعِ اليديـن ظلمـاً ولـصٍ=أشبـع النـاس كفَّـه تقبـيـلا
وسجيـنٍ صَبُّـوا عليـه نكـالاً=وسجـيـنٍ مـدلّـلٍ تـدلـيـلا
جُـلُّ مـن قلَّـد الفرنجـة منـا=قـد أسـاء التقليـد والتمثيـلا
فأخذنا الخبيث منهـم ولـم =نـقبـسِ مـن الطيّبـات إلا قليـلا
يوم سنَّ الفرنـج كذبـةَ إبـريلَ=غـدا كـل عُمْرنـا إبـريـلا
نشروا الرجس مجمـلاً فنشرنـاهُ =كتابـاً مفـصَّـلاً تفصـيـلا
علمتني الحياة أنَّ الهـوى سَـيْلٌ=فمن ذا الـذي يـردُّ السيـولا
ثم قالت: والخير في الكون بـاقٍ=بل أرى الخيرَ فيه أصلاً أصيـلا
إنْ ترَ الشرَ مستفيضـاً فهـوِّن=لا يحـبُّ الله اليئـوس الملـولا
ويطول الصراع بيـن النقيضَـينِ=ويَطوي الزمانُ جيـلاً فجيـلا
وتظـلُّ الأيـام تعـرض لونَـيْها =على الناس بُكـرةً وأصيـلا
فذليلٌ بالأمـس صـار عزيـزاً=وعزيزٌ بالأمـس صـار ذليـلا
ولقـد ينهـض العليـلُ سليمـاً=ولقـد يسقـطُ السليـمُ عليـلا
ربَّ جَوعانَ يشتهي فسحة العـمرِ =وشبعـانَ يستحـثُّ الرحيـلا
وتظـلُّ الأرحـامُ تدفـع قابـيلاً =فـيُـردي ببغـيـه هابـيـلا
ونشيـد السـلام يتلـوه سفّـاحــ=ـون سَنُّوا الخـراب والتقتيـلا
وحقوق الإنسـان لوحـة رسّـامٍ =أجـاد التزويـر والتضلـيـلا
صورٌ ما سرحتُ بالعيـن فيهـا=وبفكـري إلا خشيـتُ الذهـولا
قال صحبي: نراك تشكو جروحاً=أين لحن الرضا رخيمـاً جميـلا
قلت أما جروح نفسي فقـد =عـوَّدْتُهـا بَلسَـمَ الرضـا لـتـزولا
غيرَ أنَّ السكوتَ عن جرح قومي=ليـس إلا التقاعـسَ المـرذولا
لسـتُ أرضـى لأمـة أنبتتنـي=خُلُقـاً شائهـاً وقَـدْراً ضئيـلا
لستُ أرضى تحاسـداً أو شقاقـاً=لستُ أرضى تخـاذلاً أو خمـولا
أنا أبغي لهـا الكرامـة والمـجدَ =وسيفاً علـى العـدا مسلـولا
علمتني الحيـاة أنـي إن عـشتُ =لنفسي أعِشْ حقيـراً هزيـلا
علمتنـي الحيـاةُ أنـيَ مهمـا=أتعلَّـمْ فـلا أزالُ جَـهـولا
علمتنـي الحيـاةُ أنـيَ مهمـا أتعلَّـمْ فـلا أزالُ جَـهـولا