المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مال واحتجب


النجم طليان المرادي
05-03-09, 12:28 PM
من روائع احمد شوقي

مـالَ وَاِحتَجَـب وَاِدَّعى الغَضَـب
لَيـتَ هـاجِـري يَشـرَحُ السَبَـب
عَتبُـهُ رِضــىً لَيـتَـهُ عَـتَـب
عَــلَّ بَيـنَـنـا واشِيـاً كَــذَب
أَو مُـفَــنِّــداً يَخلُـقُ الـرِيَـب
مَــن لِمُـدنِـفٍ دَمعُـهُ سُـحُـب
بــاتَ مُتعَـبـاً هَمُّـهُ اللَـعِـب
يَستَـوي خَــلٍ عِنـدَهُ وَصَــب
ذُقــتُ صَــدَّهُ غَيـرَ مُحتَسِـب
ضِقتُ فيهِ بِالـر رُسـلِ وَالكُتُـب
كُلَّـمـا مَـشـى أَخجَـلَ القُضُـب
بَـيـنَ عَـيـنِـهِ وَالمَهـا نَـسَـب
مــاءُ خَـــدِّهِ شَفَّ عَـن لَهَـب
ساقِـيَ الـطِـلا شُربُهـا وَجَـب
هاتِهـا مَـشَـت فَوقَهـا الحِقَـب
بـابِـلِــيَّــةً تَنفُـثُ الحَـبَـب
إِنَّ كَـرمَـهــا آدَمُ الـعِـنَــب
هُـذِّبَـت فَـفـي دَنِّـهــا الأَدَب
اِسقِـهـا فَـتـىً خَيرَ مَن شَـرِب
كُلَّـمـا طَـغـى راضَها الحَسَـب
عـابِـديــنَ أَم هالَـةٌ عَـجَـب
أُسُّــهُ الـهُـدى وَالعُـلا طُـنُـب
مُشـرِفُ الـذُرى مائِـجُ الـرَحَـب
قــامَ رَبُّـــهُ يَرفَـعُ الحُجُـب
عِنـدَ عَـرشِـهِ عَـرشُ مِنحُتُـب
دونَ عِــــزِّهِ تُـبَّـعُ الغَـلَـب
الـسُـراةُ مِــن وَفـدِهِ النُـخَـب
حَــولَ سُــدَّةٍ حَقُّهـا الرَغَـب
طابَ عِندَهـا ال عُجـمُ وَالعَـرَب
وَاِرتَضى المَـلا مِن بَني الصُلُـب
مِـن حِسانِـهِـم سِـربٌ اِنسَـرَب
بَـيـنَ كَـوكَـبٍ يَسحَـبُ الذَنَـب
عِـنـدَ جُــؤذَرٍ فاتِـنِ الشَـنَـب
عِـنـدَ شــادِنٍ حاسِـرِ اللَـبَـب
تَذهَـبُ النُـهـى أَينَـمـا ذَهَــب
يَلـفِـتُ الـمَـلا كُلَّـمـا وَثَــب
فــي غَـلائِـلٍ سُنـدُسٍ قُـشُـب
دونَــهُــنَّ لا يَثبُـتُ اليَـلَـب
قَــرَّ نَـهــدُهُ عِطفُهُ اِضطَـرَب
خَصـرُهُ هَـبـا صَـدرُهُ صَبَـب
يُركِـضُ النُهـى مَشيُـهُ الخَـبَـب
رائِـعـاً كَـمـا شاءَ فـي الكُتُـب
آنِـسـاً إِلـــى شِبهِـهِ اِنجَـذَب
يَـسـتَـخِـفُّـهُ أَينَـمـا اِنقَـلَـب
مُطـرِبٌ مِـنَ ال لَحـنِ مُنتَـخَـب
يَجمَـعُ الـمَـلا يُحضِـرُ الغَيَـب
مـا حَـدا المَهـا قَبـلَـهُ طَــرِب
يا اِبنَ خَيـرِ أَب يـا أَبـا النُجُـب
أَنــتَ حـاتِـمٌ لِلقِـرى اِنـتَـدَب
فــي خِـوانِـهِ كُـلُّ مـا يَجِـب
لَـم تَقُـم عَلـى مِثـلِـهِ القُـبَـب
أَنـهَـلَ الـبَـرا يا وَمـا نَضَـب
أَطعَـمَ الــوَرى لَـم يَقُـل جَـدَب
ما بِهِـم صَـدىً مـا بِهِـم سَغَـب
قُـم أَبـا نُـواس أُنظُـرِ النَـشَـب
ما الخَصيبُ ما ال بَحـرُ ذو العُبُـب
هَــل عَهِـدتَـهُ يُمطِـرُ الذَهَـب
ذا هُـوَ الجَـنـا بُ الَّذي خَصَـب
ظَلَّـلَ الــوَرى رَوضُهُ الأَشِـب
خَيـرُ مَـن دَعـا خَيـرُ مَـن أَدَب
رَبَّ مِصرٍ عِـش وَاِبـلُــغِ الأَرَب
لَـم تَـزَل لَـيـا ليـكَ تُرتَـقَـب
مِثلَ صَفوِها الـدَ دَهرُ مـا وَهَـب
أَحَبِّـهـا لَـنــا عِـدَّةَ الشُـهُـب
هاكَ مِدحَةُ الـش شـاعِـرِ الأَرِب
زَفَّـهـا إِلــى خَيرِ مَن خَطَـب
فـارِسِــيَّــةً بَـزَّتِ الـعَـرَب
لَـم يَجِـئ بِهـا شاعِـرٌ ذَهَــب
إِن تُـراعِـهــا تَسمَـعِ العَجَـب
بَـيـدَ أَنَّـهــا بَعضُ ما وَجَـب