نديم الشمال
28-05-09, 03:48 AM
دروسٌ في التّاريخِ العربي...
دروسٌ في التّاريخِ العربي...
دعكَ منَّا..
دعكَ يا تاريخُ منَّا
نحنُ لا نقرأُ إلاّ كتبنا
إنْ صدقنا..
أو كذبنا
نحنُ لا نقراُ إلاّ ما كتبنا
عن بطولاتٍ وأمجادٍ..
قتلناها وعشنا
ومروءاتٍ..
قتلناها وعشنا
ورجالٍ حينما عادوا من الفتحِ..
قتلناهمْ وعشنا
وبقينا بعدهم نهذي..
ونتلو كلماتٍ دون معنى
مثل خيلٍ..
مثل ليلٍ..
في زمانٍ لم يعدْ في عُرفهِ..
للخيلِ أو لليلِ معنى
دعكَ منّا..
دعكَ يا تاريخُ منّا
خلِّنا تحت حرابِ الرّومِ..
بالنّصرِ عليهمْ نتغنّى
خلّنا نسكرُ بالأوهامِ..
ما همّكَ إن نحنُ سكرنا
خلّنا في حانةِ الماضي..
ندقُّ الكأسَ بالكأسِ..
على إيقاعِ " كُنَّا "
آهِ ما أجملَ " كُنَّا "
نحنُ كُنَّا..
نحنُ كُنَّا..
و - ملأنا البرَّ حتّى ضاق عنّا -
وانتصرنا..
حتّى ملَّ النّصرُ منّا
أيها التّاريخُ..
لا تسخرْ..
ولا تضحكْ علينا..
دعكَ منّا
نحنُ ندري أننا نهذي..
ونتلو كلماتٍ دون معنى
نحنُ ندري..
أنَّ كلَّ الشّعرِ والنّثرِ ضلالٌ..
فهراءٌ ما كتبنا..
وهراءٌ ما قرأنا
نحنُ يا تاريخُ ندري..
-واكتمِ الأخبار عنّا -
أنّنا من ألفِ عامٍ ..
قد هُزمنا..
أنّنا من ألفِ عامٍ..
قد هُزمنا
أيّها التّاريخُ..
لا تكتبْ..
ولا تحسِبْ..
ولا تحصي السنينْ
نحنُ في غيبوبةٍ كبرى..
نسينا من تكونْ
ونسينا من نكونْ
ما الذي يحدثُ..؟
لاشيء..
سوى أنَّ القرونْ
حينما تمضي سريعاً..
الملايينُ بها لا يشعرونْ
أُطبقتْ أجفاننا من ألفِ عامٍ..
يبستْ أطرافنا من ألفِ عامٍ..
وتوّقفنا كساعاتٍ..
على جدرانِ عصرِ الفاتحينْ
لم يزلْ عنترةُ العبسيّ في المقهى..
يُسلّي الصائمينْ
وصلاحُ الدّينِ في التّلفازِ
يُعطيهمْ حبوبَ الأسبرينْ
كلّما جاءَ إلينا رمضانٌ..
نُخرجُ الأجدادَ من مقبرةِ التّاريخِ..
نُعطيهم سيوفاً..
وخيولاً..
كي يردّوا المعتدينْ
كلّما جاء إلينا رمضانٌ..
نُعلنَ الحربَ..
ونجتاحُ الحصونْ
كلّما جاء إلينا رمضانٌ..
يخرجُ الحَجّاجُ في الكوفةِ معصوبَ الجّبينْ
يُحرز النّصرَ على منبرهِ..
يستعيدُ القُدسَ من منبره..
ويُعيدُ اللاجئينْ
كلّما جاء إلينا رمضانٌ..
يخرجُ الأبطالُ من شاشاتنا..
خلفهم جيشٌ من الكومبارسِ..
والمُرتزقينْ
يفتحونَ الصّينَ صلحاً..
ويعودون جميعاً..
ليلةَ العيدِ إلينا سالمينْ
هل سيأتي رمضانٌ آخرٌ..؟
يا أيّها التّاريخُ..
نخشى عندما يأتي إلينا رمضانٌ آخرٌ..
ألاّ نكونْ
أيّها التّاريخُ..
لا تحفلْ بنا..
نحنُ بقايا وركامْ
وفتافيتُ أمورٍ..
حدثتْ من ألفِ عامْ
نحنُ أحجارُ قلاعٍ سقطتْ..
من ألفِ عامْ
وقلوعٌ غرقتْ..
من ألفِ عامْ
وسيوفٌ صدأتْ..
من ألفِ عامْ
نحنُ في قبرٍ كبيرٍ واحدٍ..
كُدِّستْ فيهِ ملايين العظامْ
نحنُ أطنانٌ من الأوراقِ..
يعلوها غبارٌ وسخامْ
ورماحٌ كُسرتْ..
وخيولٌ دفنتْ أعناقها تحتَ الثّرى..
مثل النَّعامْ
أيها التّاريخُ..
لم يبقَ لنا من ألفِ عامْ
أيّ إثباتٍ على أنّا هنا..
إلاّ الكلامْ
أيّها التّاريخُ..
نمْ
واترك ملايينَ النّيامْ
ربّما في ذاتِ يومٍ..
بعدَ عامٍ ربّما..
أو ألفِ عامْ
تلمعُ الأحداقُ في هذا الظّلامْ
تنبتُ الأجسادُ من بينِ الحُطامْ
يبدأُ الطوفانُ..
من هذا الزّحامْ
تُبعثُ الأرواحُ من كلِّ المغاراتِ..
ومن كلِّ الخيامْ
والملايينُ الّتي كنتَ تراها..
عند أبوابِ السِفاراتِ..
طوابيرَ عبيدٍ وسبايا
الملايينُ الّتي كنتَ تراها..
تتمطّى فوقَ سجّادِ التّكايا
الملايينُ الّتي تؤمنُ بالنّصرِ الّذي ..
يخرجُ كالجّنيّ من بابِ الحكايا
وتنامْ
ربما تُشهرُ سيفاً..
ربّما تصنعُ نصراً..
بعدَ عامٍ ربّما..
أو ألفِ عامْ
ربّما الخيلُ الّتي ما صهلتْ..
من ألفِ عامْ
والملايينُ الّتي ما صرخت..
من ألفِ عامْ
ربّما تفعلُ شيئاً..
ربّما تفعلُ شيئاً..
بعدَ عامٍ ربّما..
أو ألفِ عامْ
2007
قديمة..ولكنها قد تفي بالغرض
من قوووول--اقصد منقووول
دروسٌ في التّاريخِ العربي...
دعكَ منَّا..
دعكَ يا تاريخُ منَّا
نحنُ لا نقرأُ إلاّ كتبنا
إنْ صدقنا..
أو كذبنا
نحنُ لا نقراُ إلاّ ما كتبنا
عن بطولاتٍ وأمجادٍ..
قتلناها وعشنا
ومروءاتٍ..
قتلناها وعشنا
ورجالٍ حينما عادوا من الفتحِ..
قتلناهمْ وعشنا
وبقينا بعدهم نهذي..
ونتلو كلماتٍ دون معنى
مثل خيلٍ..
مثل ليلٍ..
في زمانٍ لم يعدْ في عُرفهِ..
للخيلِ أو لليلِ معنى
دعكَ منّا..
دعكَ يا تاريخُ منّا
خلِّنا تحت حرابِ الرّومِ..
بالنّصرِ عليهمْ نتغنّى
خلّنا نسكرُ بالأوهامِ..
ما همّكَ إن نحنُ سكرنا
خلّنا في حانةِ الماضي..
ندقُّ الكأسَ بالكأسِ..
على إيقاعِ " كُنَّا "
آهِ ما أجملَ " كُنَّا "
نحنُ كُنَّا..
نحنُ كُنَّا..
و - ملأنا البرَّ حتّى ضاق عنّا -
وانتصرنا..
حتّى ملَّ النّصرُ منّا
أيها التّاريخُ..
لا تسخرْ..
ولا تضحكْ علينا..
دعكَ منّا
نحنُ ندري أننا نهذي..
ونتلو كلماتٍ دون معنى
نحنُ ندري..
أنَّ كلَّ الشّعرِ والنّثرِ ضلالٌ..
فهراءٌ ما كتبنا..
وهراءٌ ما قرأنا
نحنُ يا تاريخُ ندري..
-واكتمِ الأخبار عنّا -
أنّنا من ألفِ عامٍ ..
قد هُزمنا..
أنّنا من ألفِ عامٍ..
قد هُزمنا
أيّها التّاريخُ..
لا تكتبْ..
ولا تحسِبْ..
ولا تحصي السنينْ
نحنُ في غيبوبةٍ كبرى..
نسينا من تكونْ
ونسينا من نكونْ
ما الذي يحدثُ..؟
لاشيء..
سوى أنَّ القرونْ
حينما تمضي سريعاً..
الملايينُ بها لا يشعرونْ
أُطبقتْ أجفاننا من ألفِ عامٍ..
يبستْ أطرافنا من ألفِ عامٍ..
وتوّقفنا كساعاتٍ..
على جدرانِ عصرِ الفاتحينْ
لم يزلْ عنترةُ العبسيّ في المقهى..
يُسلّي الصائمينْ
وصلاحُ الدّينِ في التّلفازِ
يُعطيهمْ حبوبَ الأسبرينْ
كلّما جاءَ إلينا رمضانٌ..
نُخرجُ الأجدادَ من مقبرةِ التّاريخِ..
نُعطيهم سيوفاً..
وخيولاً..
كي يردّوا المعتدينْ
كلّما جاء إلينا رمضانٌ..
نُعلنَ الحربَ..
ونجتاحُ الحصونْ
كلّما جاء إلينا رمضانٌ..
يخرجُ الحَجّاجُ في الكوفةِ معصوبَ الجّبينْ
يُحرز النّصرَ على منبرهِ..
يستعيدُ القُدسَ من منبره..
ويُعيدُ اللاجئينْ
كلّما جاء إلينا رمضانٌ..
يخرجُ الأبطالُ من شاشاتنا..
خلفهم جيشٌ من الكومبارسِ..
والمُرتزقينْ
يفتحونَ الصّينَ صلحاً..
ويعودون جميعاً..
ليلةَ العيدِ إلينا سالمينْ
هل سيأتي رمضانٌ آخرٌ..؟
يا أيّها التّاريخُ..
نخشى عندما يأتي إلينا رمضانٌ آخرٌ..
ألاّ نكونْ
أيّها التّاريخُ..
لا تحفلْ بنا..
نحنُ بقايا وركامْ
وفتافيتُ أمورٍ..
حدثتْ من ألفِ عامْ
نحنُ أحجارُ قلاعٍ سقطتْ..
من ألفِ عامْ
وقلوعٌ غرقتْ..
من ألفِ عامْ
وسيوفٌ صدأتْ..
من ألفِ عامْ
نحنُ في قبرٍ كبيرٍ واحدٍ..
كُدِّستْ فيهِ ملايين العظامْ
نحنُ أطنانٌ من الأوراقِ..
يعلوها غبارٌ وسخامْ
ورماحٌ كُسرتْ..
وخيولٌ دفنتْ أعناقها تحتَ الثّرى..
مثل النَّعامْ
أيها التّاريخُ..
لم يبقَ لنا من ألفِ عامْ
أيّ إثباتٍ على أنّا هنا..
إلاّ الكلامْ
أيّها التّاريخُ..
نمْ
واترك ملايينَ النّيامْ
ربّما في ذاتِ يومٍ..
بعدَ عامٍ ربّما..
أو ألفِ عامْ
تلمعُ الأحداقُ في هذا الظّلامْ
تنبتُ الأجسادُ من بينِ الحُطامْ
يبدأُ الطوفانُ..
من هذا الزّحامْ
تُبعثُ الأرواحُ من كلِّ المغاراتِ..
ومن كلِّ الخيامْ
والملايينُ الّتي كنتَ تراها..
عند أبوابِ السِفاراتِ..
طوابيرَ عبيدٍ وسبايا
الملايينُ الّتي كنتَ تراها..
تتمطّى فوقَ سجّادِ التّكايا
الملايينُ الّتي تؤمنُ بالنّصرِ الّذي ..
يخرجُ كالجّنيّ من بابِ الحكايا
وتنامْ
ربما تُشهرُ سيفاً..
ربّما تصنعُ نصراً..
بعدَ عامٍ ربّما..
أو ألفِ عامْ
ربّما الخيلُ الّتي ما صهلتْ..
من ألفِ عامْ
والملايينُ الّتي ما صرخت..
من ألفِ عامْ
ربّما تفعلُ شيئاً..
ربّما تفعلُ شيئاً..
بعدَ عامٍ ربّما..
أو ألفِ عامْ
2007
قديمة..ولكنها قد تفي بالغرض
من قوووول--اقصد منقووول