الشريف
27-08-09, 04:26 PM
التاريخ الاجتماعي للسعوديين
محمد العثيم (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=483)
أحتفظ لنفسي بحلقات من برنامج (أم حديجان) عرضت في أواخر الستينيات، عندما كانت الإذاعة هي وسيلة الترفيه الوحيدة، وكان هذا البرنامج من أشهر برامج فترة الإفطار في رمضان، والبرنامج دراما اجتماعية واقعية يعرفها الكثيرون.
بصرف النظر عن أفضال برنامج الفنان (عبد العزيز الهزاع) على حوار الدراما السعودية الموحد فيما بعد، وتأسيسه لنسق اجتماعي سعودي متجانس بين كافة المجتمع السعودي شرقه وغربه، وشماله وجنوبه، باديته وحاضراته بصرف النظر عن كل هذا فالبرنامج يحكي تاريخا اجتماعيا لا تفقده عين الباحث في هذا المجال.
لنأخذ العلاقة بين مكونات المجتمع السعودي رجلا وإمرأة وطفلا وشابا وشابة، هذا البرنامج بين تماسك الأسرة بتكوينها قبل أكثر من ربع قرن وقبل أن تفرق العائلة الواحدة، ويحرم المجتمع من تشكله الجميل البريء بواسطة اجتهادات جعلت لكل جنس اتجاهه فالشاب لا يعتبر فردا من الأسرة والعائلة يفرق فيها الأب عن الأم، وأحيانا الأطفال بمقاس الطول درءا لذريعة الاختلاط التي ظهرت في السبعينيات الميلادية، فهل كنا حقا على ضلال، وجاء من يهدينا من ضلالنا، أم أنها أيديولوجيا سياسية جديدة لخلق التوتر بين أفراد العائلة الواحدة التي لم يكن أحد أفرادها يفكر بسوء في سلوكه مع أسرته وجيرانه حتى لو تخالط معهم؟.
اليوم نحن بحاجة إلى نظرة أخرى لتاريخنا الاجتماعي الذي أفسدته تجارب فكر مختلف، ثم قراءة ذلك التاريخ المتشكل قبل السبعينيات، والتأكد من انحرافات التغيير غير الحضاري بل الفكري المتطرف في أي من الاتجاهين، وتصميم برامج تشجع التحضر، والتمدن، مع استبعاد الدخيل من عناصر أيديولوجيا السبعينيات، التي لا زالت تعشش في عقول البعض، وينسبونها لقيمنا بعد جيلين، أو ثلاثة من الضخ الخاطئ باتجاه تشتيت المجتمع السعودي البسيط ثم السيطرة عليه سياسيا، والعبر ليست بعيدة عنا في الشعوب الإسلامية التي تحارب بعضها قبل الحرب مع أعدائها، بسبب هذه الأفكار السياسية الدخيلة، وأمامك العبرة في (أفغانستان) و(باكستان) و(فلسطين) وغيرها كثير، حيث قتل السلاح المتطرف البراءة الاجتماعية حتى عند الصغار.
رمضان يعيد للأذهان صورا واضحة للتاريخ الاجتماعي القريب، حيث كان التعايش، والألفة، والتسامح، والحب الإسلامي مع كل الناس، حتى المخالفين في المذهب والدين، والأخلاق، لأن المجتمع قبل ربع قرن لم تعكر صفوة أفكار العنف بين طوائفه وفرقه، ومكوناته، ثم تذاكروا التعاطف، والمشاركة، أو أعيدو إنتاج أم حديجان للتلفزيون، وخصوصا حلقاتها قبل ربع قرن لتعرفوا كيف كنا، لأن جيلين، أو ثلاثة لا يعرفون هذا التاريخ الاجتماعي الجميل.
محمد العثيم (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=483)
أحتفظ لنفسي بحلقات من برنامج (أم حديجان) عرضت في أواخر الستينيات، عندما كانت الإذاعة هي وسيلة الترفيه الوحيدة، وكان هذا البرنامج من أشهر برامج فترة الإفطار في رمضان، والبرنامج دراما اجتماعية واقعية يعرفها الكثيرون.
بصرف النظر عن أفضال برنامج الفنان (عبد العزيز الهزاع) على حوار الدراما السعودية الموحد فيما بعد، وتأسيسه لنسق اجتماعي سعودي متجانس بين كافة المجتمع السعودي شرقه وغربه، وشماله وجنوبه، باديته وحاضراته بصرف النظر عن كل هذا فالبرنامج يحكي تاريخا اجتماعيا لا تفقده عين الباحث في هذا المجال.
لنأخذ العلاقة بين مكونات المجتمع السعودي رجلا وإمرأة وطفلا وشابا وشابة، هذا البرنامج بين تماسك الأسرة بتكوينها قبل أكثر من ربع قرن وقبل أن تفرق العائلة الواحدة، ويحرم المجتمع من تشكله الجميل البريء بواسطة اجتهادات جعلت لكل جنس اتجاهه فالشاب لا يعتبر فردا من الأسرة والعائلة يفرق فيها الأب عن الأم، وأحيانا الأطفال بمقاس الطول درءا لذريعة الاختلاط التي ظهرت في السبعينيات الميلادية، فهل كنا حقا على ضلال، وجاء من يهدينا من ضلالنا، أم أنها أيديولوجيا سياسية جديدة لخلق التوتر بين أفراد العائلة الواحدة التي لم يكن أحد أفرادها يفكر بسوء في سلوكه مع أسرته وجيرانه حتى لو تخالط معهم؟.
اليوم نحن بحاجة إلى نظرة أخرى لتاريخنا الاجتماعي الذي أفسدته تجارب فكر مختلف، ثم قراءة ذلك التاريخ المتشكل قبل السبعينيات، والتأكد من انحرافات التغيير غير الحضاري بل الفكري المتطرف في أي من الاتجاهين، وتصميم برامج تشجع التحضر، والتمدن، مع استبعاد الدخيل من عناصر أيديولوجيا السبعينيات، التي لا زالت تعشش في عقول البعض، وينسبونها لقيمنا بعد جيلين، أو ثلاثة من الضخ الخاطئ باتجاه تشتيت المجتمع السعودي البسيط ثم السيطرة عليه سياسيا، والعبر ليست بعيدة عنا في الشعوب الإسلامية التي تحارب بعضها قبل الحرب مع أعدائها، بسبب هذه الأفكار السياسية الدخيلة، وأمامك العبرة في (أفغانستان) و(باكستان) و(فلسطين) وغيرها كثير، حيث قتل السلاح المتطرف البراءة الاجتماعية حتى عند الصغار.
رمضان يعيد للأذهان صورا واضحة للتاريخ الاجتماعي القريب، حيث كان التعايش، والألفة، والتسامح، والحب الإسلامي مع كل الناس، حتى المخالفين في المذهب والدين، والأخلاق، لأن المجتمع قبل ربع قرن لم تعكر صفوة أفكار العنف بين طوائفه وفرقه، ومكوناته، ثم تذاكروا التعاطف، والمشاركة، أو أعيدو إنتاج أم حديجان للتلفزيون، وخصوصا حلقاتها قبل ربع قرن لتعرفوا كيف كنا، لأن جيلين، أو ثلاثة لا يعرفون هذا التاريخ الاجتماعي الجميل.