ذيب الشوامين
01-09-09, 03:40 PM
الله يا أمي الحبيبة
الله يا أمي :حملتِني بين الضلوع أيام الآلام والأوجاع ، ووضعتِني مع آهاتك وزفراتك ، وضممتِني بقبلاتك وبسماتك
الله يا أمي : لا تنامين أبداً حتى يزور النوم جفني ، ولا ترتاحين أبداً حتى يحل السرور علي ، إذا ابتسمتُ ضحكت ِ ولا تدرين ما السبب ، وإذا تكّدرتُ بكيت ِ ولا تعلمين ما الخبر ، تعذرينني قبل أن أخطئ ، وتعفين عني قبل أن أتوب ، وتسامحيني قبل أن أعتذر .
الله يا أمي : ليتني أغسل ُ بدموع الوفاء قدميك ِ ، وأحمل في مهرجان الحياة نعليك ِ
يا أمي : ليت الموت يتخطاك ِ إلي ، وليت البأس إذا قصدك ِ يقع علي وأنا أنظر السنوات قد أضعفت كيانك ِ وهدّت أركانك ِ ، فأتذكر كم من ضمةٍ لك ِ وقُبلة ودمعة وزفرة وخطوة جُدتِ بها لي طائعة ً راضية ً لا تطلبين عليها أجراً ولا شكراً ، وإنما سخوت ِ بها حباً وكرماً ، أنظر إليك ِ الآن وأنت ِ تودعين الحياة وأنا استقبلها ، وتُنهين العمر وأنا أبتدئه فأقف عاجزاً عن إعادة شبابك الذي سكبتِه في شبابي وارجاع قوتك ِ التي صببتِها في قوّتي ، أعضائي صُنِعت من لبنك ِ ، ولحمي نُسج من لحمكِ ، وخدّي غُسِل بدموعك ِ ، ورأسي نبت بقبلاتك ِ ، ونجاحي تم بدعائك ، أرى جميلك يطوّقني فأجلس أمامك ِ خادماً صغيراً لا أذكر
تفوقي ولا إبداعي ولا موهبتي عندك ، لأنها
من بعض عطاياك ِ لي ، أشعر بمكانتي
بين الناس ، وبمنزلتي عند الأصدقاء ،
وبقيمتي لدى الغير ، ولكن إذا جثوت ُ
عند أقدامك ِ فأنا طفلك ِ الصغير ، وابنك ِ
المدلّل ، فأصبح صفراً يملأني الخجل
ويعتريني الوجل
رب اغفر لوالدي وارجمهما كما ربّياني صغيراً
( بتصرف من مقال د . عائض القرني )
الله يا أمي :حملتِني بين الضلوع أيام الآلام والأوجاع ، ووضعتِني مع آهاتك وزفراتك ، وضممتِني بقبلاتك وبسماتك
الله يا أمي : لا تنامين أبداً حتى يزور النوم جفني ، ولا ترتاحين أبداً حتى يحل السرور علي ، إذا ابتسمتُ ضحكت ِ ولا تدرين ما السبب ، وإذا تكّدرتُ بكيت ِ ولا تعلمين ما الخبر ، تعذرينني قبل أن أخطئ ، وتعفين عني قبل أن أتوب ، وتسامحيني قبل أن أعتذر .
الله يا أمي : ليتني أغسل ُ بدموع الوفاء قدميك ِ ، وأحمل في مهرجان الحياة نعليك ِ
يا أمي : ليت الموت يتخطاك ِ إلي ، وليت البأس إذا قصدك ِ يقع علي وأنا أنظر السنوات قد أضعفت كيانك ِ وهدّت أركانك ِ ، فأتذكر كم من ضمةٍ لك ِ وقُبلة ودمعة وزفرة وخطوة جُدتِ بها لي طائعة ً راضية ً لا تطلبين عليها أجراً ولا شكراً ، وإنما سخوت ِ بها حباً وكرماً ، أنظر إليك ِ الآن وأنت ِ تودعين الحياة وأنا استقبلها ، وتُنهين العمر وأنا أبتدئه فأقف عاجزاً عن إعادة شبابك الذي سكبتِه في شبابي وارجاع قوتك ِ التي صببتِها في قوّتي ، أعضائي صُنِعت من لبنك ِ ، ولحمي نُسج من لحمكِ ، وخدّي غُسِل بدموعك ِ ، ورأسي نبت بقبلاتك ِ ، ونجاحي تم بدعائك ، أرى جميلك يطوّقني فأجلس أمامك ِ خادماً صغيراً لا أذكر
تفوقي ولا إبداعي ولا موهبتي عندك ، لأنها
من بعض عطاياك ِ لي ، أشعر بمكانتي
بين الناس ، وبمنزلتي عند الأصدقاء ،
وبقيمتي لدى الغير ، ولكن إذا جثوت ُ
عند أقدامك ِ فأنا طفلك ِ الصغير ، وابنك ِ
المدلّل ، فأصبح صفراً يملأني الخجل
ويعتريني الوجل
رب اغفر لوالدي وارجمهما كما ربّياني صغيراً
( بتصرف من مقال د . عائض القرني )