ياسردياب
21-10-09, 12:23 AM
كلا لن تجف دماؤك
بعد خمسة وعشرون عاماً على إخماد أنفاسه لا تزال بنا شيئاً من حرارته قادرة على الإشعال وسوق الوهج في سبيلها فهنا في الأقاليم ، والجامعات ، في حوارات الفلاحين والطلبة ، في سخط الثكالى نداء في دواخلهم من ماضي قريب يؤرخ بلا زيف حقائق سخط الوطن عمن زادوا عنه لينعتوا بالمجانين.
سليمان خاطر الفلاح لا الجندي المدعو إلى الحرب وغير المدعو إلى المجالسة ، الوطني لا المرتزق ، المثقف لا المدعي ، الشهم لا المخنث ، الثائر بغير آلة ، الصارخ بألف صوت لم ولن يمت.
لن يمت ليس تعالياً ولا استكباراً لكن حاشا لله أن يقتل الحق في تسابيح الفجر وأن تصمت الملائكة في جنائز أطفال بحر البقر وقانا وجنين وغزة دون أن تدعو ربها بالخلاص.
إنها حكاية الوطن العظيمة المسطرة بطول النيل الخالد وضاربة في حداثة الوقع منا كضرب الأهرامات في القدم هي أنشودة طيبة لأنها صيغت هنا بألسن الكادحين في اكياد وأجهور وبحر البقر والعريش والسويس فتطيبت برائحة عرقهم المُمسكة بكد وإتقان لا يعرف نفاق.
وهنا لن أسرد وقائع وأحتال الشواهد لصنع بطولات فالأبطال الذين أقصدهم قدموا ما أرادوا وذهبوا بعيداً مذهب النبلاء ، وأقدموا على المنفى اختيارياً وطواعيه.
لن أسرد وأؤرخ حتى لا تضار الحقائق نقصاً من لساني ، فكفى بالحقيقة نقصاً خنقها وهي تجهر بالأذان.
لن أجر قلمي وأستغل منبري لتقويض معاني الشرف والكرامة المسروقة في أسماء أصب عليها جام غضبنا فأكون قد أوسعت الخونة والعملاء وتجار الموت نسياناً منذ عهد آدم إلى يومنا هذا.
يا سليمان كلا لن تجف دماؤك ولن تنتهي مرافعتك عن تهمة الوطن يوم تكون التهمة وسام الكرامة وتسقط عمن ادعوها.
لن تجف دماؤك المراقة غدراً لأن فأس سعد حلاوة تنبشه ومدفع عبد العاطي توقظه.
يا سليمان لقد قادتنا التحركات والمعاهدات الذليلة إلى أن نتبرأ من بحار دماء إخوانك الشهداء وآلاف الأسرى وملايين الأفدنة.
هم الآن الأحبة والأصدقاء يجلسون على النيل يستحلموا بالحلم القديم يملئون شعاب سيناء ودروبها ويمدون أرجلهم في رأس بركة التي طهرتها أنت من نجاستهم كل ذلك بمباركة منا - نحن - الجبناء.
وأهدي روحك الطاهرة هذه الأبيات من كتابتي :
الرسالة العاشرة أشيعها إليك
إلى السجن – حيث تقبع الحياة -
لماذا لا ترد
أخبرني بعدم الوصول
أبلغني سر النجاة .......
إلى أين تسير
بل نحن
أين نسير
وهم من وضعونا
فوق الوسائل .......
عن الروح
ونزف الجروح
أمر يسير **
فحوى الرسائل .......
**************
أبلغ رفاقك مني السلام
حيثما كنتم
تتبارون في الجلال ،
تتسامرون ،
تقتسمون منه الإلهام .
وأكتب بجرحك أسمي
لعلي لا أورد يوما لسور الحياة
فلا تنساني
بزوال الزوائل
*************
في السجن حيث تقبع الحياة
دون خوف
حيث أخترنا
بل أخترت أنت
فالسجن أحب إليك
من مداعبة الزناه ......
وصحبة العراه ........
في القصاص حياة
في الرصاص حياة
للنبي في منفاه حياة
حياة في اتكال القلائل .......
******************
هنا تُزهق الثورة
في الصباه
والمختل يعربد في الأقصى ،
ويسلخ جثامين الأسرى ،
له انياب الذئاب
وفيه مكابرة كسرى ......
يسرع في الوحل ،
ويهوي السوائل .......
وختماى بقوله تعالى ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ) صدق الله العلى العظيم
بقلم / ياسر دياب الحويطي
بعد خمسة وعشرون عاماً على إخماد أنفاسه لا تزال بنا شيئاً من حرارته قادرة على الإشعال وسوق الوهج في سبيلها فهنا في الأقاليم ، والجامعات ، في حوارات الفلاحين والطلبة ، في سخط الثكالى نداء في دواخلهم من ماضي قريب يؤرخ بلا زيف حقائق سخط الوطن عمن زادوا عنه لينعتوا بالمجانين.
سليمان خاطر الفلاح لا الجندي المدعو إلى الحرب وغير المدعو إلى المجالسة ، الوطني لا المرتزق ، المثقف لا المدعي ، الشهم لا المخنث ، الثائر بغير آلة ، الصارخ بألف صوت لم ولن يمت.
لن يمت ليس تعالياً ولا استكباراً لكن حاشا لله أن يقتل الحق في تسابيح الفجر وأن تصمت الملائكة في جنائز أطفال بحر البقر وقانا وجنين وغزة دون أن تدعو ربها بالخلاص.
إنها حكاية الوطن العظيمة المسطرة بطول النيل الخالد وضاربة في حداثة الوقع منا كضرب الأهرامات في القدم هي أنشودة طيبة لأنها صيغت هنا بألسن الكادحين في اكياد وأجهور وبحر البقر والعريش والسويس فتطيبت برائحة عرقهم المُمسكة بكد وإتقان لا يعرف نفاق.
وهنا لن أسرد وقائع وأحتال الشواهد لصنع بطولات فالأبطال الذين أقصدهم قدموا ما أرادوا وذهبوا بعيداً مذهب النبلاء ، وأقدموا على المنفى اختيارياً وطواعيه.
لن أسرد وأؤرخ حتى لا تضار الحقائق نقصاً من لساني ، فكفى بالحقيقة نقصاً خنقها وهي تجهر بالأذان.
لن أجر قلمي وأستغل منبري لتقويض معاني الشرف والكرامة المسروقة في أسماء أصب عليها جام غضبنا فأكون قد أوسعت الخونة والعملاء وتجار الموت نسياناً منذ عهد آدم إلى يومنا هذا.
يا سليمان كلا لن تجف دماؤك ولن تنتهي مرافعتك عن تهمة الوطن يوم تكون التهمة وسام الكرامة وتسقط عمن ادعوها.
لن تجف دماؤك المراقة غدراً لأن فأس سعد حلاوة تنبشه ومدفع عبد العاطي توقظه.
يا سليمان لقد قادتنا التحركات والمعاهدات الذليلة إلى أن نتبرأ من بحار دماء إخوانك الشهداء وآلاف الأسرى وملايين الأفدنة.
هم الآن الأحبة والأصدقاء يجلسون على النيل يستحلموا بالحلم القديم يملئون شعاب سيناء ودروبها ويمدون أرجلهم في رأس بركة التي طهرتها أنت من نجاستهم كل ذلك بمباركة منا - نحن - الجبناء.
وأهدي روحك الطاهرة هذه الأبيات من كتابتي :
الرسالة العاشرة أشيعها إليك
إلى السجن – حيث تقبع الحياة -
لماذا لا ترد
أخبرني بعدم الوصول
أبلغني سر النجاة .......
إلى أين تسير
بل نحن
أين نسير
وهم من وضعونا
فوق الوسائل .......
عن الروح
ونزف الجروح
أمر يسير **
فحوى الرسائل .......
**************
أبلغ رفاقك مني السلام
حيثما كنتم
تتبارون في الجلال ،
تتسامرون ،
تقتسمون منه الإلهام .
وأكتب بجرحك أسمي
لعلي لا أورد يوما لسور الحياة
فلا تنساني
بزوال الزوائل
*************
في السجن حيث تقبع الحياة
دون خوف
حيث أخترنا
بل أخترت أنت
فالسجن أحب إليك
من مداعبة الزناه ......
وصحبة العراه ........
في القصاص حياة
في الرصاص حياة
للنبي في منفاه حياة
حياة في اتكال القلائل .......
******************
هنا تُزهق الثورة
في الصباه
والمختل يعربد في الأقصى ،
ويسلخ جثامين الأسرى ،
له انياب الذئاب
وفيه مكابرة كسرى ......
يسرع في الوحل ،
ويهوي السوائل .......
وختماى بقوله تعالى ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ) صدق الله العلى العظيم
بقلم / ياسر دياب الحويطي