تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحلتي أنا و الفهد


ام الفهد
28-10-09, 05:06 PM
أغلى مقال كتبته ،، نشر قبل ثلاثة أعوام ،، وقد أبكى الكثير من الأمهات .. و لا زال يبكي أم الفهد كلما قرأته ..
أتمنى يعجبكم


منذ بداية الرحلة وأنا خائفة من نهايتها .. وقد جاء يوم الختام .. كان يوماً لا يشبه الأيام .. فهو آخر يوم أتمكن فيه من دخول مدرسة الفهد وإيصاله بنفسي إلى فصله.. سرت لمدرسته في هذا اليوم بخطى ثقيلة وبقلب مودع.. دخلت المدرسة وأطلت الجلوس على ذلك المقعد الذي بات يعرفني،، وتركت الذاكرة تعود بي لأربعة أعوام مضت.. وأنا أفكر هل يعقل أن لا أرى الفهد بعد ذلك داخل أسوار مدرسته يناقش معلماته ويلعب مع أقرانه؟! هل لن أرى المقعد الذي يحتضن صغيري كل يوم؟!.. هل هذه آخر مرة أتمكن من المكوث طويلاً في فناء المدرسة لإقناعه بدخول الفصل وأن المدرسة جميلة وأمسح دموعه المتوسلة لي بالبقاء معه وأقبل أنامله المتشبثة بالعباءة...!! كنت استمتع بالدخول معه داخل المدرسة، حيث يريني الألعاب المنتشرة في الفناء، ولا أتردد في إركابه الأرجوحة لانتظره على نفس المقعد أو ليتزحلق على الزحليقة، ليزهو بنفسه أمام من تشاهدنا من المعلمات بعيون الدهشة وكيف أنني استجبت لرغبته.. كان يأخذني خلف المدرسة ليريني الريحان الذي اكتشفه.. أو يأخذني حيث الحضانة ليريني ذلك الطفل الرضيع وكيف أن أصابعه صغيرة جداً... ولأنني كنت خائفة من اليوم الذي لن أصاحبه حيث يجلس في الفصل ولن تتابعه نظراتي حتى تستقر نظراته ويطمئن، لذا فقد كنت حريصة أن أوصله للفصل كل يوم، فالخطى كانت محببة في هذا العمل والتعب كان لذيذاً ولم أشعر يوماً بالملل على الرغم من زحمة العمل الذي ينتظرني هناك، في مكتبي بالكلية، إلا أنني كنت أضع ذلك في الحسبان بحيث لا أتأخر عن عملي... تلك الأيام افتقدها اليوم وسأفتقدها غداً عند دخوله مدرسة البنين...

أعوام أربعة هو زمن هذه الرحلة، فاليوم يسير فهدي بجانبي على أقدامه لنستلم شهادة التخرج من التمهيدي وبالأمس... وما أجمل الأمس.. دخلت مدرسته لأول مر وأنا أحمله طفل الثانية، أحمله بين ذراعي.. تارة أخفيه من برد الشتاء وأمطاره، وتارة أغطيه عن حرارة الشمس.. أربعة أعوام مضت على روتين محبب إلى قلبي... روتين ألفته مع رفيق دربي... تدق الساعة السادسة ويشرق الصبح في عيني عندما يشع بريق عينيه، يلتفت يميناً ويساراً باحثاً عن أية لعبة ليبدأ بها يومه وكأن الوقت في الصباح هو ملك في أيدينا وعلى الرغم من ضيق الوقت الذي لا يكفي لإنجاز ما خططنا له ليلاً ولا يكفي لتجهيز طفل لاصطحابه خارج المنزل، إلا أنني كنت أسمح له بقليل من اللعب حتى يذهب بنفسية جيدة للمدرسة، وأحياناً كان يصيع الوقت في الاستماع الى سلسلة اعذاره لعدم رغبته في الذهاب وتتلوها سلسلتي في ترغيبي له في المدرسة.. وما هو إلا جزء من الساعة ونصبح كلينا في السيارة.. كانت المسافة قصيرة والوقت نقطعه في حديث لا يشبه كل الأحاديث.. حديث يتعانق فيه سذاجة الطفولة وشموخ العاطفة، نتحدث عن ذلك الصديق المشاكس أو عن تلك المعلمة الكثيرة العقاب... بدأ الفهد الرحلة مبكراً حيث اضطرتني الظروف كأي امرأة عاملة إلى تسجيله في الحضانة في وقت مبكر... وكنت أسلمه الحاضنة بعد عناق طويل وصراخ وتشبث بالعباءة، وعلى الرغم من صعوبة الموقف على قلبي الذي يصاحبه احتباس الدموع في عيني إلا أنني كنت أقنع نفسي بأن للعودة ناقوساً لا بد أن يدق لأذهب لاستلامه واحتضانه واستفسر منهم عن احواله وماذا آكل وكم ساعة نام.. ومضت الأيام وكبر الفهد وتدرج في مراحل الروضة الثلاث وكبرت أحاديثه واهتماماته... ولأنه طفل شغوف بالحيوانات فقد أثرى وحدة الحيوان التي كان يدرسها في كل عام، فكانت له مشاركاته المتميزة في اصطحاب جميع أنواع الحيوانات للمدرسة لشرح الدرس بدءاً بالكتكوت وانتهاء بخروف العيد، الذي رفضت المعلمة لمسه مطلقة عبارات الخوف بلغتها الإنجليزية، إلا أنني هدأت من روعها وطلبت منه أن يتولى الأمر واستطاع سحبه إلى داخل المدرسة وسط دهشة الجميع...

تلك كانت مقتطفات من أجمل رحلة أبحرت بها في عالمي، فاستمتاعي بالوقت الذي أمضيه في رعاية الفهد لا تعادله سعادتي بالشهادات التي مُنحتها ولا الدروع التي حصلت عليها ولا الجوائز التي تسلمتها وكلما تداعب أنامله قسمات وجهي أتدبر في نعم الله علينا وأعلم أنه لا تعد ولا تحصى...

كم أشفق على تلك الأم العاملة التي فرطت في مثل هذه اللحظات وأوكلت للخادمة مهمة إيصال طفلها للمدرسة مع السائق (وهن كثير) على الرغم من أهمية ذلك على نفسية الطفل واستقرار عواطفه. وحيث بدأت عيادات الأطفال النفسية في الانتشار فإنني أدعو الكثير من الأمهات العاملات إلى الموازنة بين واجباتهن، لأننا إن لم نستطع المحافظة على أبنائنا في عهد الطفولة فكيف لنا أن نحميهم زمن المراهقة وإن لم نكن قادرين على جزل العطاء لهم في مشاعرنا في صغرهم فإن البخل في المشاعر سينمو ولن نستطع من احتوائهم في الكبر...

]

http://up1.pc4up.com/2009/9i/PJa39094.jpg (http://www.pc4up.com/)

نديم الشمال
28-10-09, 05:13 PM
يآجعلك مآ تبكين غالي

ويحفظكم لبعض

دمتي بخير يأستاذتنا الدكتوره

التواقة للجنان
28-10-09, 06:26 PM
من اروع ماقرأت
سعدت بمرورى هنا
انسجمت مع هذه المقاله الرائعه التي تلامس القلوب
أسأل الله العظيم أن يحفظ لك الفهد ويبارك فيه
ويجعله قرة عين لك ويرزقك بره

بنت غزة الجريحة
28-10-09, 06:42 PM
كلمات فعلا تلامس القلوب

ليت كل ام تسمعك وتعي ما خطه قلمك جيدا

ابناؤكم امانة في اعناقكم وكلكم مسئول عن رعيته

حفظك الله دكتورة ام الفهد وحفظ لك فهدا وجعله مثالا للشاب الصالح ..

ابوعبدالله
28-10-09, 09:13 PM
اختي أم الفهد
اسعدني المرورعلي هذه الخاطرة الرائعه
والتي تحكي قصة كفاح أم لم تتواني في تربية صغيراها
والوقوف به علي سلم الحياة العلميه0
وهذاليس بمستغرب علي من يشع فكرها بثقافة راقية
وانسانة طموحه تسموالي تحقيق اعلي المراتب
ونحن في هذه الشبكة فخورين بكي وبمثلك من الامهات
المكافحات في خدمة منزلها وأبنائهاومجتمعها
وأسأل الله العلي القدير ان يقرعينك بفهدك وان تري ثمرة جهودك
انه سميع مجيب

الفارس
29-10-09, 02:32 PM
مقالة جميلة و فيها الكثير من التوازن الذي تفتقده الكثير من السيدات العاملات و اللواتي يبتعدن عن اطفالهن نتيجة الانشغال و عدم توفر الوقت . سيدتي انت هنا لم تكتفي بتشخيص المشكلة بل وضعت لها الحل الذي تستطيع اي ام عاملة ان تتبعه .
ان المزيد من الاهتمام و الحب سيفرز اطفال اسوياء و سيكون لهم مسقبل باهر
شكرا ام الفهد و اسأل الله ان يجعل ابنك قرة عين لك
تقبلي تحياتي

بنت الجود
29-10-09, 02:43 PM
أختي الفاضلة أم الفهد

مقالة رائعة تداخلت فيها مشاعر كثيرة من حنان الأم إلى حكمة إنسانة متعلمة وحسن تصرف وتدبير وهمسات واعظة من منطلق خبرة

شكراً لك على هذه الخاطرة المميزة
حفظ الله لك الفهد وبارك فيه وجعله قرة عين لك

صدى الحروف
29-10-09, 02:48 PM
ام الفهد
حفظ الله لكٍ الفهد ورعاه . مقال رائع يتناغم مع احساس الأمومة .
تقبلي اعجابي وتقديري .بهذا الابداع. الغير مستغرب من اهله .

ابو هيثم
29-10-09, 02:54 PM
اختنا الفاضلة أم الفهد

م
اختى للاسف الشديد ينقص الكثير منا الاهتمام بفلذات اكبادنا وهم بداية انخراطهم فى التعليم الصفوف الاولية ثقى تمام اختى ان هذا الموقف لن ينساه فهد أقول الله يحفظه لكم ويجعله من ألابناء البارين
ولك تحيتى

ام الفهد
31-10-09, 09:46 PM
شكرا لكل من قرأ كلماتي
و جزى الله خيرا كل من دعا لفهودي ...
حفظ الله فهدي من كل سوء و لا حرمني بره...
شكرا لأهلي و ناسي
و الحمد لله أولا و أخيرا

الدرة
31-10-09, 11:16 PM
الله يخلي لك فهد ويخليه لك.

فهد الحويطي
31-10-09, 11:17 PM
رائعه يام الفهــد


اسلوب قصصي لايمل وهذا الاسلوب في سرد الأحداث يستهويني كثيرا مع انني ابغضه احيانا ذلك لكونه الاسلوب الوحيد الذي يجبرني على الجلوس أمام الشاشه لساعات طويله فتضيع عليّ بسبب ذلك الكثير من المصالح :(0


بكل أمانه رائعه يأم الفهد :sm167:

جبرني الوقت
02-11-09, 04:12 AM
أم الفهد

رائع ومذهل حرفكِ حقاً ... لله دركِ فلقد أخذتينا بخاطرتكِ
إلى مصدر الحنان والرعاية والعطاء ألا محدود
إلى الأم
قمة الإيثار والعطاء والبذل والحب الحقيقي الذي يمنح دون مقابل
ويعطى بلا حدود ولا منّه

//

حفظ المولى لنا أمهاتنا وجعلنا من البارين والمحسنين لهن
فهُن تآآج على رؤسنا

،،،
وحفظ المولى لكِ ابنكِ وأقر به عينيكِ
وجعله من البارين والمحسنين إليكِ
فالأم تستحق طهارة الروح .. وبياض القلب من ابنها

،،
ودي وفائق احترامي

الشهاب
02-11-09, 06:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اولا.

حفظ الله الفهد وجعلة الله قرة عين والديه .


ثانيا.

معجب جدا بقلمك دكتورتنا الكبيرة.

مقال اكثر من رائع وعميق اتى بين سطورة فكر ناضج .. كل حرف وضع بمكانة الصحيح
ويحمل بين طياته الكثير من المعاني الساميه والعبارات الراقيه .

اهنئك دكتورة على هذا المقال ..

متمنيا لك مزيدا من التقدم والتفوق كل التقدير لك ولشخصك.

سمو المشاعر
02-11-09, 07:24 AM
اسلوب رائع وجذاب ورحله ممتعه امتزجت
بعواطف وحنان ورحمه وخوف وهذا ليسَ
بغريب على ماتحمله الام بداخلها اتجاه طفلها
وبلا شك ان اجمل مافي الدنيا اطفالنا وضحكتهم البريئه

اسال الله رب العظيم ان يحفظ لك الفهد ويقر عينيكِ به
وان شاءالله ربي يطول بعمرك وتشوفينها عريس

مسلم العميري
02-11-09, 07:37 AM
اقر الله عينك بالفهد
امومه وفكر نير وتوازن تعاملي
بين العاطفه والتربيه.
بالطبع سترين باذن الله ثمرة جهودك
وستجنين نتاج هذا الكفاح.
مقال اكثر من رائع وفيه وقفات عده لمن
اراد ان يتمعن ويستفيد.

المهندس عبدالكريم الفته
02-11-09, 09:41 AM
الله خيرٌ حافظا وهو أرحم الراحمين ،،،

اللهم احفظ فهدا لأمه واحفظ أمه له ،،

الأخت الفاضلة أم الفهد ،،

هنا رأيت صورة واقعية ،،

كأصدق نموذج لما يقصده حافظ إبراهيم بقوله :

الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق

تحياتي

أبو ياسر

وسن
02-11-09, 03:07 PM
كلمات رائعه يا ام الفهد

الله يخليلك فهودي ويحفظه ان شاء الله

ام الفهد
05-11-09, 04:19 PM
شكرا لكل من قرأ كلماتي
و جزى الله خيرا كل من دعا لفهودي ...
حفظ الله فهدي من كل سوء و لا حرمني بره...
شكرا لأهلي و ناسي
و الحمد لله أولا و أخيرا

ذيب الشوامين
07-11-09, 12:25 AM
ما شاء الله عليك ِ

إستطعت ِ أن تجمعي بين علمك وبين كونك أماً ذات قلب عطوف وحنون

ويستطيع إلى الآن أن يستشعر هذه الصفات المخلوقة مع كل إنثى

وإستطعت ِ حتى أن تشعري الجميع ممن حولك بهذه المشاعر ولذتها

أتمنى من الله أن يسعدك ِ به ويسعدهُ بك

وأن ترين نجاحه في كل لحظات حياته

وأن يجعله باراً بك

ومن زرع الخير بإذن الله سوف يحصد كل خير


أخوك ِ / الذيب

نور العمر
04-12-09, 07:12 PM
عزيزتي ايتها الدكتورة الاستاذة

سلمت يمناك لم خططت لنا من كلام جميل جميعنا يعرفه ولكن القليل القليل من يستطيع ان يعبر عنه بهذا الكلام المختلط بتلك المشاعر التي ولا اروع منها مشاعرنا نحو ابناءنا

اسال الله ان لا يحرم ام من ابنها ابدا

دمت لنا ابدا
وتقبلي مروري المتواضع

اختك ام احمد

ام الفهد
07-12-09, 06:19 PM
أشكر الجميع المرور على كلماتي
اللهم لا تحرمني بره ...

حويطي واصل
07-12-09, 06:29 PM
الله يحفظة لعين ترجية وقلب يغلية
وكفوف تدعيلة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ام الفهد
04-01-10, 06:56 PM
شكرا لكل من قرأ كلماتي
و جزى الله خيرا كل من دعا لفهودي ...
حفظ الله فهدي من كل سوء و لا حرمني بره...
شكرا لأهلي و ناسي
و الحمد لله أولا و أخيرا

زهرة المدائن
07-02-10, 06:04 PM
الله يخلي فهودي و يبارك فيه
دلوع العائلة
ان شا الله يكبر و يقل شقاوة

أصدق المشاعر قرأتها في هذا المقال
شكرا لحرفك يابروفوسورتنا

ام الفهد
20-04-10, 02:26 PM
تسلمي غاليتي
و ابشرك فهودي عقل و اشتاق لكم
حفظ الله ابناء المسمين و جعلهم صالحين بارين

سعدت بمرورك يا ام غدي

جمرة غضا
20-04-10, 02:40 PM
صراحه مقال جميل من كاتب اجمل
شكرا لك

ام الفهد
01-07-10, 11:20 PM
شكرا لمرورك الجميل اخي جمرة غضا