المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا بدأت قصة الحب / بقلم سلطان الرواد


عناد الرواد
04-11-09, 06:04 PM
في قديم الزمان ... ‏حيث لم يكن على الأرض بشر بعد ... ‏كانت ‏الفضائل و الرذائل , تطوف العالم معاً ‏و تشعر بالملل الشديد



‏ذات يوم و كحلٍ لمشكلة الملل المستعصية اقترح الإبداع لعبة و أسماها الأستغماية أو الغميمة



‏أحب الجميع ‏الفكرة و الكل بدأ يصرخ : ‏أريد أنا ان أبدأ ... أريد انا ‏أن أبدأ




‏الجنون قال : أنا من سيغمض عينيه و يبدأ العد‏و أنتم ‏عليكم مباشرة الإختفاء



ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة و بدأ : ‏واحد , اثنين , ثلاثة ...



‏و بدأت الفضائل و الرذائل ‏بالإختباء ... ‏وجدت ‏الرقة ‏مكاناً لنفسها فوق ‏القمر ... و أخفت ‏الخيانة ‏نفسها في كومة زبالة ... ‏و ذهب ‏الولع ‏بين الغيوم ... ‏و مضى ‏الشوق ‏إلى باطن الأرض




‏الكذب ‏قال بصوت عالٍ : سأخفي نفسي تحت الحجارة




ثم ‏توجه لقعر البحيرة




‏و استمر ‏الجنون : ‏تسعة و سبعون , ‏ثمانون , واحد ‏و ثمانون ...




‏خلال ذلك ... أتمت كل الفضائل و الرذائل ‏تخفيها ‏ما عدا ‏الحب




كعادته لم يكن ‏صاحب قرار و بالتالي لم يقرر ‏أين يختفي و هذا غير مفاجىء ‏لأحد , فنحن نعلم كم هو صعب ‏إخفاء الحب





تابع ‏الجنون : ‏خمسة و تسعون , ستة و تسعون , سبعة و تسعون ...





‏و عندما ‏وصل ‏الجنون ‏في تعداده إلى المائة‏ قفز ‏الحب ‏وسط أجمة من الورد و اختفى بداخلها




‏فتح ‏الجنون ‏عينيه ‏و بدأ البحث صائحاً : أنا آتٍ ‏إليكم , ‏أنا آتٍ إليكم




‏كان ‏الكسل ‏أول من ‏انكشف لأنه لم يبذل أي جهد في ‏إخفاء نفسه ... ثم ظهرت ‏الرقّة ‏المختفية في القمر ... ‏و بعدها خرج ‏الكذب ‏من قاع البحيرة مقطوع النفس ... ‏و أشار الجنون على ‏الشوق ‏ان يرجع من باطن الأرض




الجنون ‏وجدهم ‏جميعاً واحداً بعد الآخر ما عدا ‏الحب ...‏كاد يصاب بالإحباط و اليأس في بحثه عن ‏الحب




اقترب الحسد من الجنون و همس في أذنه : ‏الحب ‏مختفياً بين شجيرة الورد




إلتقط ‏الجنون ‏شوكة خشبية أشبه بالرمح و بدأ في ‏طعن شجيرة ‏الورد بشكل طائش ‏و لم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب ... ظهر الحب من تحت شجيرة الورد ‏و هو يحجب عينيه بيديه و الدم يقطر من ‏بين أصابعه



‏صاح ‏الجنون ‏نادماً : يا إلهي ماذا فعلت بك ؟ لقد افقدتك بصرك ... ‏ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك ‏البصر ؟



‏أجابه ‏ الحب : ‏لن تستطيع إعادة ‏النظر لي , لكن ‏لا زال هناك ما تستطيع ‏فعله لأجلي ( كن دليلي )



و هذا ما حصل من يومها ... يمضي ‏الحب ‏الأعمى و ‏يقوده ‏الجنون

سلطان الرواد - الاردن - 2001

ابو راما
20-06-10, 06:31 PM
يعطيك العافيه على الطرح
تقبل مروري المتواضع
تحياااااااااااااااااااااتي

سكون
21-06-10, 01:15 PM
خاطرة في قمة الأبداع
وسرد مشوق

سلطان الرواد
مبدع
ومدهش

تقبل مروري
وأعجابي بهذا القلم ......

ندى الصبح
21-06-10, 02:06 PM
ابداع فوق التصور
تشويق واثارة


دمت مبدعا

بحة الشوق
21-06-10, 04:00 PM
ما شاء الله عليك ياسلطان الرواد

بالشعر والنثر أنت متألق

في أي ميدان تحل أنت فارس للكلمة والإحساس الراقي

صاحب موهبة فذة وصور مبتكرة

الله يعطيك مليون عافية ويزيدك من فضله

وشكرا لك ياعناد

على اتحافنا بهذه الرائعة