تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مهارة الإبتهاج


أبوسليم
07-11-09, 10:32 PM
الابتهاج في الحياة والسعادة بها فن من الفنون جهلناه :
لماذا نحن في حياتنا لدينا المهارة الكبرى في خلق المنغصات ، وليس لدينا فيهاالمهارة على أسباب خلق السرور ؟
إذا حدث في حياتنا ما يستوجب الحزن أفرطنا فيه ، بل نبالغ فيالحزن على أي شيء يحصل لنا .
كثير منا إذا لم يجد سبباً من أسباب الحزن أو الاكتئابأوجده ، بدلاً من أن يسعى في إيجاد أسباب السعادة ، كأن السعادة عليه حرام . ينازعفي الشيءالتافه والحقير فيحزن من أجل ذلك فيجعل من الحبة الصغيرة قبة . والبعض ولوفرح بالحياة وابتهج بها فابتهاج قليل يعقبه حزن طويل ، فلماذا ؟
مادام الإنسانقائماً بواجباته تجاه ربه ، مبتعداً عما حرم الله لماذا يحزن ، بل لماذا التنغيصعلى نفسه وعلى من حوله ؟
هناك لا شك امور وأسباب في حياتنا تجعلنا كذلك.
يخطئ من يظن أن أسباب السرور كلها في الظروف الخارجية ، فيشترطلأجل أن يكون مسروراً وسعيداً مالاً وبنين ونحو ذلك.
فالسرور يعتمد على النفس أكثرمما يعتمد على الظروف ، وفي الناس من يشقى في النعيم ومنهم من ينعم في الشقاء ، كما قال الشاعر :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
ومنالناس من لا يستطيع أن يشتري ساعة واحدة سعيدة ضاحكة مستبشرة يعيشها في حياته بأغلى الأثمان ، ومنهم منيستطيع أن يشتريها بأتفه الأثمان . بل يشتريها بلا شيْ .
من الناس من لا يستطيع أن يضحك ضحكة عميقة من قلبه .
ولو ضحك تفائل شراً وقال لنفسه ولمن حوله : نعوذ بالله من شر هذا الضحك .
يتوقع أن شراً سوف يحصل بعد هذا الضحك وهذه السعادة ، فيعود إلى حزنه ، كأن الأصل فيه الحزن والهم .
لماذا ؟ !
هَمٌ ، واستسلام للحزن ، و خوف من توقع المكروه ، وإفراط في تقدير الآلام ، تهويل الصغائر ، الجزع من توافه الأمور .
والنتيجة : ضعف في الحياة ، ضعف في الإنتاجية ، كآبة وبؤس وعدم فأل ، آهاة وتأفف ، وأمراض نفسية وغير نفسية .
لماذا ؟ !
هل تنقصنا الوسائل ؟
لا والله .
فديننا عظيم ، والحياة فيه سعيدة ، بل هي والله من أجمل الحياة .
الرضا والفرح والسرور بالله سبحانه من أعظم أنواع الفرح والسرور في الدنيا والآخرة .
قال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) ( النحل97 ) فهذا في الدنيا ، ثم قال : ( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) ( النحل97 ) فهذا في البرزخ والآخرة . حكاه ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الوابل الصيب ( ص 94 ، 95 ) .
فالمحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى ، والمأسور من أسره هواه . ذكره ابن القيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الوابل الصيب (ص 96) .
والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعوذ بالله من الهم والحزن . كما في حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ في الصحيحين .
ومن العجيب أننا نبالغ حتى في الأمراض !!
والسبب هو الخوف وعدم الشجاعة .
أعرف واحدا من الناس أصابه ألم في أسفل بطنه يعاوده بين فترة وأخرى ، وظل يعاني منه ومن ألم نفسي عدة أيام عرف ذلك في وجهه ومجلسه وتصرفاته مع أهله ، حتى أذهبه الله عنه من عنده سبحانه . كان يظن أن هذا الألم ناتج عن إصابته بسيئ الأسقام ..
الخوف من الموت ، الخوف من الفقر ، الخوف من أن تنزل مصيبة أو تحصل كارثة ، الخوف من المستقبل ، الخوف من الفشل في العمل ، في الحياة الزوجية ، الخوف من الأصحاب ...
هذا الخوف كله ينغص على الإنسان حياته ويجعله منقبضاً غير مبتهج .
وليس من الحكمة والعقل أن يجمع الإنسان على نفسه الألم بتوقع الشر والخوف منه ، والألم بحصوله . فاسعد مادامت أسباب الحزن والهم بعيدة عنك ، ونعوذ بالله منها ، فإذا وقعت وقدرها الله فقابلها بالرضا عن الله والصبر والاحتساب ، وادفعها بأسبابها بشجاعة واعتدال وتوكل على الله تعالى ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) ( الشرح 5 ، 6 ) .
فالحياة مرحلة عابرة لا تستحق أن يقضيها الإنسان بكثرة الهموم والغموم المتعلقة بها .
أما هم الآخرة والعمل لذلك فليس بهم ينغص على الإنسان حياته ، بل هو سبب سعادته ورضاه في الدنيا والآخرة .
فهل بعد هذا نجهل فن السعادة والابتهاج في حياتنا ؟

---------

ظيدان اليامي /ملتقى اهل الحديث

ابو هيثم
07-11-09, 11:05 PM
اخى ابوسليم

الله يحفطك استاذنا وكم نحن نحتاج مثل ذالك لكى تعم الفائدة أشكرك اخى ولك تحيتى

محمود اسماعيل
08-11-09, 01:45 AM
ابو سليم / دمت سعيدا بطاعة الله ورسوله
عجبا لامر المؤمن فان امره كله خير ،، ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له ،، وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له
لك احترامى اخى ابو سليم

أبوسليم
08-11-09, 02:04 PM
ابو هيثم


محمود اسماعيل

مرحبا بكما أخواي الكريمان وبقيتم ذخرا

الحلى كله
08-11-09, 02:24 PM
فالحياة مرحلة عابرة لا تستحق أن يقضيها الإنسان بكثرة الهموم والغموم المتعلقة بها .

مع فائق احترامى لك ...بااارك الله فيك..الله يسعدك في دنياك واخرتك