المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بات الانترنت مزبلة للرعاع و الجهلة و السوقة


الآتي الأخير
13-11-09, 02:44 PM
لم يشهد التاريخ زمناً أصبح فيه النشر والقراءة متاحة لعموم البشر مثل عصر ما أسماه نائب الرئيس الأمريكي الأسبق (آل غور) بـعصر "السوبر هاي واي"، أي عصر الانترنت التي حولت الجميع إلى ناشرين، وذلك بمجرد الحصول على جهاز كومبيوتر، واشتراك الكتروني، بعدما كان نشر سطرين في صحيفة، بالنسبة للإنسان العادي، أقرب إلى المستحيل. وبما أن هناك تناسباً طردياً بين حرية النشر والقراءة، فقد ارتفعت وتيرة الأخيرة بشكل كبير الكترونياً.

لا شك أن النشر الالكتروني والإبحار على أمواج الشبكة العنكبوتية يشكل سابقة أطارت صواب المتحكمين بانسياب المعلومات في العالم، حتى الديموقراطيين منهم، وفتحت أفقاً لم يكن ليخطر ببالنا حتى في الأحلام. لكن هذا الفتح الإعلامي العملاق يجب أن لا ينفلت من عقاله، وأن لا يـُترك له الحبل على الغارب كي لا يتحول إلى وبال على البشرية. ولو كان الفيلسوف الإغريقي سقراط حياً لربما طالب بمنع الغوغاء والرعاع والبسطاء من النشر الالكتروني، تماماً كما دعا إلى منعهم من الانخراط في العملية الديموقراطية، كونهم، برأيه، أناساً غير جديرين بالديموقراطية لانحدار مستواهم الثقافي والفكري، وكون الديموقراطية، حسب فهمه، من مهام علية القوم من مثقفين ومفكرين وفلاسفة. وكذلك فعل من بعده سبينوزا.

لا شك أن نظرة سقراط وسبينوزا إلى العوام فيها الكثير من الارستقراطية المقيتة التي يرفضها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، ويجب أن يرفضها الديموقراطيون الحقيقيون. لكن في الآن ذاته، لا بد من ضبط وسائل التعبير، وخاصة المفتوح منه، كالانترنت، وعدم تركه لمن هبَّ ودبَّ ليعبث به كيفما يشاء، ناهيك عن أن الإعلام والتنوير هما أصلاً من مهام المثقفين والعالمين،"فلا يمكن للأعمى أن يقود الأعمى، ولا للساقط أن يوجه الناس"، كما تقول آنا بطلة إحدى روايات دانيال ديفو.

ما العمل إذن لترشيد هذا البحر الالكتروني المتلاطم الأمواج؟ الجواب بسيط، فعلى الديموقراطية أن تكشـّر عن أنيابها لضبط هذا العالم الإعلامي الرهيب، كما فعلت دائماً مع وسائل الإعلام المكتوبة. فمن أجمل ما أنتجته الديموقراطية هو القانون الصارم وتطبيقه بإحكام. فالديموقراطية صنو النظام، وليس الانفلات، كما يظن بعض أتباع نظرية الفوضوية((Anarchism والحرية المنفلتة. فكلنا يعرف أن هناك في ربوع الديموقراطية الغربية الغراء قوانين صارمة ورائعة لمكافحة القذف والتشهير وتشويه السمعة والاعتداء على كرامات الناس والشعوب وضبط الإعلام قانونياً. وكم اضطرت بعض الصحف أن تدفع مبالغ خيالية للذين شهّرت بهم، وأساءت إلى سمعتهم. وأعتقد أنه آن الأوان لأن يتفتق ذهن الديموقراطية، وحتى الديكتاتورية عن ضوابط وقوانين جديدة للتحكم بالنشر الالكتروني وترشيده كي لا تتحول الانترنت إلى مزبلة كبيرة مترامية الأطراف يرمي فيها الرعاع والغوغاء والجهلة والمتطرفون والمتعصبون والإرهابيون والساقطون وقراصنة الكلام غثاءهم وزبالتهم وقاذوراتهم وأفكارهم المسرطنة والمريضة دون حسيب أو رقيب.

لقد كان البعض يلوم حكومة الولايات المتحدة لإغلاقها بعض مواقع الانترنت ومصادرة محتوياتها دون سابق إنذار. لكن مع مرور الزمن سيعيد الكثيرون النظر في موقفهم من الإجراءات الأمريكية. فما المانع أن تخترق السلطات الأمريكية بعض المواقع الإرهابية والعقائدية الفاشية، وتمسحها عن وجه الشبكة العنكبوتية؟ إنه تصرف مطلوب. لكن كان يُفضل أن تتم ملاحقة أصحاب تلك المواقع الساقطة قضائياً على الطريقة الديموقراطية، ومحاسبة المسؤولين عنها ليكونوا عبرة لمن يستخدم هذا الفتح الإعلامي الرائع لأغراض دنيئة، ويسيء من خلاله لملايين البشر، ويعكر صفوهم، ويفسد ذائقتهم.

إن منطقتنا العربية تعج بمواقع عقائدية وتشهيرية متطرفة وغاية في الخطورة. ولا أدري كيف تسمح بها الأنظمة العربية التي لا تستطيع أحياناً تحمل نقد بسيط، فكيف إذن تترك الحبل على غاربه لمواقع لا تنشر سوى التطرف والتكفير والتخوين
والإرهاب الفكري والديني، وتمارس أبشع أنواع العنصرية والفاشية العقدية بحق كل من يخالفها التوجه أو العقيدة. لا أدري كيف يسمح أثير الانترنت لمثل تلك المواقع التي لا تقل سوءاً عن المواقع الإباحية الرخيصة أن تلوث موجاته بسفالتها وقذارتها!

أليس حرياً بالدول العربية والغربية أن تسن قوانين صارمة لوقف مثل تلك المواقع المارقة ومنع انتشارها، وملاحقة المسؤولين عنها، خاصة وأن طرق مراقبة الانترنت أصبحت سهلة. فللذين يظنون أن بإمكانهم النشر والإساءة للناس بأسماء مستعارة نقول إن هناك برامج متوفرة على الشبكة العنكبوتية يمكن لها أن تخبرك من أي جهاز خرج هذا الإيميل أو ذاك، أو هذه المشاركة أو تلك، لا بل تحدد لك خطوط الطول والعرض لتلك المنطقة التي يقطنها صاحب الجهاز عبر الأقمار الصناعية. ولا ننسى أن بعض الدول ضبطت مشكورة بعض المسيئين، ولقنتهم درساً يجب أن يكون عبرة لغيرهم.

فكل من يعتقد أنه غير مُراقب وهو يتفصح الانترنت يجب أن يفكر ثانية، خاصة وأن بعض الدول اشترى أجهزة كومبيوتر عملاقة بملايين الدولارات لمراقبة النشر الالكتروني وعدم تحويل الشبكة إلى مكب نفايات سياسية وأخلاقية واجتماعية. فأين القوانين التي تحمي المواطنين وتضبط عملية النشر الالكتروني؟ إننا بأمس الحاجة إليها، البارحة قبل اليوم، خاصة بعد أن بدأ عدد مرتادي الانترنت في العالم العربي يتضاعف شهراً بعد شهر.

لقد آن الأوان لأن تأخذ القوانين مجراها بحق الذين يسيئون استغلال هذا الاكتشاف التواصلي التاريخي. ولا بد للمجتمع المدني أن يشكل هيئات وجماعات ضغط لحماية المجتمع وأفراده من قراصنة الانترنت ومنتهكي حرمتها.

وكم كان صديقنا وزير الاتصالات عمرو سالم محقاً ذات يوم عندما نادى بأن يتوقف جبناء الانترنت عن الاختباء وراء أسماء مستعارة، وضرورة الجهر بأسمائهم الحقيقية وهم يسيئون لهذا الشخص أو ذاك، أو ينشرون أحقادهم وترهاتهم وقذراتهم على صفحات الشبكة العالمية.

بالطبع لا أحد يريد أن يفرمل هذا الفتح الإعلامي العظيم المسمى الانترنت، ويضع العصي في عجلاته، لكن، في الوقت ذاته، يجب أن تنسحب الشرعة الديموقراطية الذهبية: " حريتي تتوقف عندما تبدأ حرية الآخرين" على النشر الالكتروني، كما انسحبت من قبل على كل الحريات الأخرى. فهل يُعقل مثلاً أن تقوم بعض المواقع بالإمعان في الإساءة إلى جماعات وطوائف وأفراد يُعد أتباعها بالملايين بكل دنائة وبذائة؟ هل يُعقل أن تقوم بعض المواقع بتلفيق قصص وحكايات وفبركات خيالية كاذبة ومسئية عن هذه الجهة أو تلك، أو عن هذا الشخص أو ذاك بكل صفاقة وخسة دون حساب أو عقاب؟

لا شك أن الكثير من مرتادي الشبكة العنكبوتية الواعيين يضحكون ملء أشدائقهم بكل سخرية وتهكم وهم يقرأون بعض القصص أو الصور الالكترونية المفبركة والملفقة من رأسها حتى أخمص قدميها عن هذه القضية أو تلك، أو هذا الإنسان أو ذاك. وكم كان صديقي الدكتور زياد الحكيم مصيباً عندما كان يطلب منا أن نحمل في جيوبنا آلات حاسبة كل الوقت ونحن نطالع الانترنت. فسألناه لماذا؟ فأجاب: كي تقسّموا كل ما تقرأوه على عشرة، وربما مائة، وأحياناً ألف، وأحياناً أخرى على مليون، حتى لو حصلنا على نتيجة صفرية. ففي بعض الأحيان سنجد أن ما قرأناه في بعض المواقع ليس أكثر من مجرد ترّهات لا أساس لها مطلقاً، ولا صحة، ولا معنى، "ولا فاكهة ولا مازية"، بعبارات غوار الطوشي.

وإذا كانت نصيحة زميلنا الدكتور زياد لا تفي بالغرض، فأحيلكم إلى المثل الياباني الشهير الذي يقول:" إذا كنت تصدق كل ما تقرأ فيجب أن تتوقف عن القراءة فوراً"، فما بالك إذا كان ما تقرأه منشوراً الكترونياً!!

بقلم د / فيصل القاسم

نديم الشمال
13-11-09, 02:54 PM
إذا كنت تصدق كل ما تقرأ فيجب أن تتوقف عن القراءة فوراً"، فما بالك إذا كان ما تقرأه منشوراً الكترونياً!!


يكفينــــــا هذا المثل الياباني ؟؟؟؟؟؟

شكرا لك ياكبيـــــــــر المثقفين

ودمت بخير

الشهاب
13-11-09, 03:54 PM
يكفى انه بات مكمنا للملثمين الجبناء ليطعنو به فى ظهور الشرفاء

شكرا ابو ثامر لهذا الموضوع الاكثر من رائع

الدرة
13-11-09, 04:15 PM
وإذا كانت نصيحة زميلنا الدكتور زياد لا تفي بالغرض، فأحيلكم إلى المثل الياباني الشهير الذي يقول:" إذا كنت تصدق كل ما تقرأ فيجب أن تتوقف عن القراءة فوراً"، فما بالك إذا كان ما تقرأه منشوراً الكترونياً!!

بارك الله فيك , شكرا لك أخي الكريم موضوع قيم .

رنين
13-11-09, 04:27 PM
ابو ثامر : اشكرك على هذ1 الموضوع ,,,

مسلمة
13-11-09, 04:44 PM
إذا كنت تصدق كل ما تقرأ فيجب أن تتوقف عن القراءة فوراً"، فما بالك إذا كان ما تقرأه منشوراً الكترونياً!!



رب كلمة جعلت صاحبها في جهنم سبعين خريفاً

الانترنيت سلاح ذو حدين اما يبني أو يهدم حسب استخدامه وللآسف الثانية طغت على الاولى بنسبة كبيرة


الانترنيت فيه العجب العجاب


بعضهم وجوه ملووونة - نفوس فاسدة مريضة تبث السم تارة وتظهر تارة النقاء - ضاربون عرض الحائط بكل القيم الاخلاقية والانسانية ويحملون في اقلامهم السم والكره والحقد ويكنون المكائد لعلمهم ان لااحد يعلم بما يفعلون وينسون ان الله رقيب عتيد

(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )

لانهم يعتقدون ان لااحد لايراهم فيستغلونه دون اي رادع ديني ولاانساني يسيؤون لوطنهم او اوطان غيرهم لغاية بأنفسهم من حقدهم وكراهيتهم ويفضحون وينشرون اخبار كاذبة يسيؤون لاشخاص ربما لم يروهم بحياتهم وربما يعرفونهم فيظهروا الاحقاد باسلوب دنيىء لتشفى قلوبهم الحاقدة

ابعد الله عنا شر هذه النفوس المريضة التي لاتشفى قلوبها الا بالاساءة وهي متخفية وراء ستار الاقنعة

ولكن ايضا الحمد لله هناك من يخافون الله في كتابتهم وكل ماينشرون فالخير مازال باق الى يوم الدين

الموضوع يستحق الووووقوف كثيرررا يعطيك العافية وجزاك خيرا

الآتي الأخير
13-11-09, 05:58 PM
للاسف الانترنت اخرج جميع الفئران من مجاحرها ليهاجموا الناس دون رادع من دين او اخلاق او ضمير

ابو صلاح
13-11-09, 06:31 PM
الأنترنت أسقط جدار الصمت المفروض على المستضعفين
الأنترنت حطم الحدود بين الأشقاء التي صنعها الأعداء و حماها العملاء
الأنترنت حديقة بأزهار و مزبلت و نفايات فعلى كل واحد أن يختار المقعد الذي يناسبه
مشكور أستاذ أبو ثامرعلى الموضوع

ام الفهد
13-11-09, 08:27 PM
أتفق مع لأستاذ أبو صلاح و أقتبس رأيه
الأنترنت أسقط جدار الصمت المفروض على المستضعفين
الأنترنت حطم الحدود بين الأشقاء التي صنعها الأعداء و حماها العملاء
الأنترنت حديقة بأزهار و مزبلت و نفايات فعلى كل واحد أن يختار المقعد الذي يناسبه


فالإنترنت سلاح ذو حدين كيفما وجهته مضى
وليكن هدينا في جميع الأمور هدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم ((إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه ))
فلينظر كل واحد منا من أي المفاتيح هو..!

شكرا أخي الفاضل أبو ثامر على قيم طرحك و نقلك المفيد ,..
لا عدمنا وجودك

السلطان
14-11-09, 03:03 AM
موضوع قيم . فعلا الان اصبح فضاء الانترنت مرتع كل من هب و دب .
يتهجمون على الاخرين بدون وجه حق
فقد افتقروا العاملين الاساسيين في الانسان الا و هي العلم و الادب . فلابد من جهة قضائيه رادعه لهؤلاء الرعاع .
اشكرك اخي الاتي الاخير على جميل ما طرحت
لك تحياتي

الفقير لله
14-11-09, 12:09 PM
موضوع جميل وحقيقى ولاكن ليتك اخى لم تستشهد بقلم فيصل القاسم ذلك الدرزى الذى لايترك مناسبه الى وحاول النيل من الاسلام والمسلمين وكثرا مايقاطع الضيف الذى يستشهد بايه او حديث شريف فهاذا المقال كاتبه فيصل القاسم حق يراد به باطل عندما تعرض لحملات من مواقع كثيره ردا على اسلوبه اتهكمى على المسلمين
فليتك اخى استشهت بكتابنا فما اكثر مقالاتهم فى هذا الموضوع
تحياتى اخى الكريم

ابن شاهين
14-11-09, 12:25 PM
نعم اصبح الانترنت منبر لمن لا منبر له


تحيتي لك ابو ثامر