الدرة
21-11-09, 12:08 AM
الإنسان العدواني
سوف اخبركم اليوم عن الإنسان المفترس وهو الإنسان العدواني الذي لايعيش الاعلى الكراهية والخلاف والشقاق ولا يهدأ حتى تكون له كل يوم ضحية , فهو اما يعادي زوجته أو ابنه صديقة أو جاره ,فتجد المشكلات تحل وترتحل معه وهو دائما يشكومن ظلم له وتآمرهم عليه وعدم معرفتهم بمكانته ,وفي الحقيقة انه هو الظالم ولكنه اصبح كما قال ابو الطيب :
وما انتفاع اخي الدنيا بناظره
اذا استوت عنده الانوار والظلم
وهذا الانسان المفترس يختلق كل يوم ازمة , فهو يشاكس مدير المدرسة بسبب انه ظلم ابنه , ويخاصم القاضي , لانه جار عليه في الحكم , ويعادي الشيخ لانه اخطا في فهم سؤاله , ويكره الطبيب لانه خدعة في الدواء , وناقم على امام المسجد لانه يتعمد اطالو الصلاة وهذا الانسان المفترس يتحاشاه الناس ويدارونه كما يداري اهل المجنون مجنونهم , ومع ذلك لايسلمون من بطشه وغضبه وسبه وشتمه , وهو دائما متهيئ للمنازلة , ففي سيارته هراوة لوقت اللزوم , وفي بيته مسدس للطواري وهو يحفظ اخطاء الناس ويتصيد مثالبهم ويكشف معايبهم لوقت الحاجة حتى اذا اختلف معهم فإذا هو قد اعد للامر عدته وجهز لهم ملف العيوب ليوقعهم في شر اعمالهم وهو ابدا غاضب على الجو في الصيف لشدة الحرارة فينظر الى الشمس ساخطا ناقما وهو غاضب على الشتاء القارس بسبب الريح الباردة كلما هبت وهو يلعن الظلام ويشتم الغبار ويغتاب الرطوبة وهو لكثرة غضبه وحقده وحسده مصاب بالضغط والسكري والربو وحمى الوادي المتصدع وجنون البقر في جيبة بخاخ ودواء ومسكنات ومهدئات وفيتامينات وقد ذكر صاحب كتاب (المستطرف ) ان رجلا حادا غضوبا شرسا دخل على زوجاته الاربع وهن مجتمعات فقالت الاولى له : ماالذي اخرك عنا ونحن ننتظرك ؟ فقال لها : وانت رقيبة على انت طالق قالت الثانية : تطلقها وماصدر منها شيء ؟ فقال : وانت طالق معها , فقالت الثالثة : استعجلت هداك الله فقال وانت طالق ايضا , فقالت الرابعة : سبحان الله تطلق ثلاث نساء في مجلس واحد ؟ فقال وانت طالق فقالت امراة جاره : اعوذ بالله من الشيطان مارأيت افظ ولااغلظ منك , فقال وانت طالق اذا رضي زوجك فجاء زوجها وقال : رضيت وقالوا ان رجلا عصبي المزاج غليظ الطبع سيء الخلق اتى الى الخياط بقماش في يديه وقال له : فصل هذا القماش اربعة اثواب ولاتلعب في التفصيل واحذرك من التاخر في الموعد وبعدين لاتضيع مقاسات الثياب , وانتبه لاتماطل في الموعد , حسبي الله واعوذ بالله منك والشرهه ليست عليك , الشرهة على الذي جاء يفصل عندك , اقول اترك القماش الله ينتقم منك ثم اخذ قماشه وادبر سيب ويشتم , وهذه طبيعة الانسان المفترس فالامور في البيت قبل ان يصل هادئة واذا جاء حول البيت الى خصومة وشقاق والمجلس تجدة قبل ان يحضر في امن وسلام فإذا اطل عليه حوله الى شجار وخصام وهذه النوعية لاتعيش الاعلى الازمات ولاترتاح الا مع الخلاف مثل الذباب لايقع الا على الجرح .
ايها الانسان : ارفع راية السلام وتذكر ان دينك الاسلام جعل تحية اللقاء : السلام عليكم ,فهل تدبرت هذه الجملة العظيمة التي معناها القاء سلاح العداوة واعطاء الناس العهد والامان من كل ذي شر ,وهي عنوان لكتاب الاخوة ودفتر الصداقة ومن مقاصدها لاحرب بعد اليوم ولاخصام من الان ولاتنافر ولاتباغض
وفي الحديث :المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .
بقلم الشيخ الدكتور عائض القرني
سوف اخبركم اليوم عن الإنسان المفترس وهو الإنسان العدواني الذي لايعيش الاعلى الكراهية والخلاف والشقاق ولا يهدأ حتى تكون له كل يوم ضحية , فهو اما يعادي زوجته أو ابنه صديقة أو جاره ,فتجد المشكلات تحل وترتحل معه وهو دائما يشكومن ظلم له وتآمرهم عليه وعدم معرفتهم بمكانته ,وفي الحقيقة انه هو الظالم ولكنه اصبح كما قال ابو الطيب :
وما انتفاع اخي الدنيا بناظره
اذا استوت عنده الانوار والظلم
وهذا الانسان المفترس يختلق كل يوم ازمة , فهو يشاكس مدير المدرسة بسبب انه ظلم ابنه , ويخاصم القاضي , لانه جار عليه في الحكم , ويعادي الشيخ لانه اخطا في فهم سؤاله , ويكره الطبيب لانه خدعة في الدواء , وناقم على امام المسجد لانه يتعمد اطالو الصلاة وهذا الانسان المفترس يتحاشاه الناس ويدارونه كما يداري اهل المجنون مجنونهم , ومع ذلك لايسلمون من بطشه وغضبه وسبه وشتمه , وهو دائما متهيئ للمنازلة , ففي سيارته هراوة لوقت اللزوم , وفي بيته مسدس للطواري وهو يحفظ اخطاء الناس ويتصيد مثالبهم ويكشف معايبهم لوقت الحاجة حتى اذا اختلف معهم فإذا هو قد اعد للامر عدته وجهز لهم ملف العيوب ليوقعهم في شر اعمالهم وهو ابدا غاضب على الجو في الصيف لشدة الحرارة فينظر الى الشمس ساخطا ناقما وهو غاضب على الشتاء القارس بسبب الريح الباردة كلما هبت وهو يلعن الظلام ويشتم الغبار ويغتاب الرطوبة وهو لكثرة غضبه وحقده وحسده مصاب بالضغط والسكري والربو وحمى الوادي المتصدع وجنون البقر في جيبة بخاخ ودواء ومسكنات ومهدئات وفيتامينات وقد ذكر صاحب كتاب (المستطرف ) ان رجلا حادا غضوبا شرسا دخل على زوجاته الاربع وهن مجتمعات فقالت الاولى له : ماالذي اخرك عنا ونحن ننتظرك ؟ فقال لها : وانت رقيبة على انت طالق قالت الثانية : تطلقها وماصدر منها شيء ؟ فقال : وانت طالق معها , فقالت الثالثة : استعجلت هداك الله فقال وانت طالق ايضا , فقالت الرابعة : سبحان الله تطلق ثلاث نساء في مجلس واحد ؟ فقال وانت طالق فقالت امراة جاره : اعوذ بالله من الشيطان مارأيت افظ ولااغلظ منك , فقال وانت طالق اذا رضي زوجك فجاء زوجها وقال : رضيت وقالوا ان رجلا عصبي المزاج غليظ الطبع سيء الخلق اتى الى الخياط بقماش في يديه وقال له : فصل هذا القماش اربعة اثواب ولاتلعب في التفصيل واحذرك من التاخر في الموعد وبعدين لاتضيع مقاسات الثياب , وانتبه لاتماطل في الموعد , حسبي الله واعوذ بالله منك والشرهه ليست عليك , الشرهة على الذي جاء يفصل عندك , اقول اترك القماش الله ينتقم منك ثم اخذ قماشه وادبر سيب ويشتم , وهذه طبيعة الانسان المفترس فالامور في البيت قبل ان يصل هادئة واذا جاء حول البيت الى خصومة وشقاق والمجلس تجدة قبل ان يحضر في امن وسلام فإذا اطل عليه حوله الى شجار وخصام وهذه النوعية لاتعيش الاعلى الازمات ولاترتاح الا مع الخلاف مثل الذباب لايقع الا على الجرح .
ايها الانسان : ارفع راية السلام وتذكر ان دينك الاسلام جعل تحية اللقاء : السلام عليكم ,فهل تدبرت هذه الجملة العظيمة التي معناها القاء سلاح العداوة واعطاء الناس العهد والامان من كل ذي شر ,وهي عنوان لكتاب الاخوة ودفتر الصداقة ومن مقاصدها لاحرب بعد اليوم ولاخصام من الان ولاتنافر ولاتباغض
وفي الحديث :المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .
بقلم الشيخ الدكتور عائض القرني