ام الفهد
28-11-09, 12:26 AM
مقال كتبته قبل ثلاث سنوات عندما تزامن احتفالنا بعيد الأضحى مع احتفالات الكرسمس !!
أتمنى أن يعجبكم
نحن الآن في إجازة عيد الأضحى المبارك.. وبدأت السنة الميلادية الجديدة 2007م.. وقد رأينا بعض الشباب يسارع إلى الاحتفاء باحدى هذين المناسبتين فقط، حرصاً على حضور احتفالات رأس السنة مسرعاً في السفر، حرصاً منه على عدم التفريط في الدقائق والثواني التي تسير ثقيلة في انتظار فتح الستارة على حفلة تلك المغنية أو ذاك المغني أو متابعة العروض المسرحية والفرق الاستعراضية غير مكترث بما خسره من الاحتفال بمباهج العيد والشعور بالدفء الأسري في أحضان العائلة الكبيرة فضلاً عن ان الاحتفال برأس السنة يتعارض مع ثوابتنا الدينية.
فعيد الأضحى المبارك له نكهة مميزة وعلى وجه الخصوص في وطني الحبيب، فتتميز المملكة في احتفالات هذا العيد عن سائر الدول الإسلامية، لوجود المشاعر المقدسة فيها حيث تهوي إليها أفئدة المسلمين. وبالنظر إلى المفهوم الخاص للعيد فإن ذكريات العيد ترتبط لدى الكثير منا بالحي الذي يقطنه لاسيما إذا كان هذا الحي هو الحي ذاته الذي نشأ فيه منذ الصغر.. لذا فإن العيد في نظري في العليا غير.. هذا الحي القديم الجديد.. الشامخ في شمال الرياض.. ففي طرقاته يتبختر المسك ويتهادى الزعفران.. وحين نتحدث عن العليا فلا نملك إلاّ ان نعرج على شارع الأمير سلطان (الثلاثين سابقاً) تلك التحفة الفنية والقلب النابض بكل جديد، حيث أضاءت سماءه مؤخراً أمانة مدينة الرياض بأجمل سرب من الاضاءات التي جعلت لياليه تشرق مساء وازدانت جوانبه بتلك الأرصفة العريضة وعلى جانبيه تتراص محلات الحلويات الغربية قبل الشرقية ومحلات الهدايا التي تزخر بمرتاديها الذين هفت قلوبهم لشراء هدايا لمحبيهم ليلة العيد.. وكذلك شارع التحلية باشراقته المسائية ومقاهيه التي تحتضن شبابنا، حيث وجدوا فيها متنفساً جميلاً لتبادل الأحاديث وشرب الكباتشينو مع الأصدقاء وتتناثر على جانبيه أماكن راقية وأنيقة للتسوق. وكما ازدانت أرض العليا بهذين الشارعين فإن سماءه تشع ليلاً بأروع معلمين حضاريين وهما برجا المملكة والفيصلية.. ورغم هذا وذاك ورغم كل معالم الحضارة التي افترشت أرض العليا وغطت سماءها، إلاّ ان جماله في عيني أكثر بريقاً لأني عندما أمضي إليه فإنني آوي إلى بيتي القديم.. بيت العائلة.. بيتي الكبير دائماً.. فالعيد في العليا غير.. لأننا نحرص على الاحتفال بالعيد هناك، دون التفريط بمثل هذا اليوم بالسفر خارج العليا، فالعيد بهجته بالاحتفال به مع الوالدين وإدخال السرور عليهما. وعودة بذكريات الطفولة عندما كان الوالد يحرص على ذبح الأضاحي في المكان المخصص لها في المنزل عندما كنا نتدافع لرؤية الأضاحي قبل ذبحها أحياء للسنة النبوية المباركة ومازال (حفظه الله) ورغم كل ما أدخل من تقنيات وتسهيلات على ذبح الأضاحي في المسلخ يحرص على ذبحها في المنزل، وكما كنا بالأمس فاليوم يتدافع أبناؤنا لمشاهدة الأضاحي وتبرق أعينهم لمشاهدة خروف العيد وما يمثله في أذهانهم بما يدرسونه في الروضة والمدرسة عن قصة سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام تتجسد أمام أعينهم في يوم العيد في منزل الوالد في العليا.
كثيراً ما نسمع من يقول (مر يوم العيد عادي مثل أي يوم) وكثيراً ما يتذمر الناس بأن العيد لم يعد كما كان بالأمس.. العيد كما هو، لم يتغير، ولكن نحن الذين تغيرنا. فبعض الشباب الذين هم مهجة والديهم يحرص على الاحتفال بالمناسبات التي لا تعنينا والبعض لا يحرص على الاحتفال بالعيد بجانب ذويهم ووسط العائلة. ولهؤلاء وهؤلاء أقول ان بهجة العيد تكتمل عندما نحتفل به مع العائلة الكبيرة تقوية للأواصر التي أمرنا بها ديننا الحنيف ولو حرص الناس على تحقيق الهدف السامي من العيد لما رأيتهم يتذمرون من هذا اليوم السعيد.. وكل عام ووطني بخير.
الرابطhttp://www.alriyadh.com/2007/01/02/article213543.html
أتمنى أن يعجبكم
نحن الآن في إجازة عيد الأضحى المبارك.. وبدأت السنة الميلادية الجديدة 2007م.. وقد رأينا بعض الشباب يسارع إلى الاحتفاء باحدى هذين المناسبتين فقط، حرصاً على حضور احتفالات رأس السنة مسرعاً في السفر، حرصاً منه على عدم التفريط في الدقائق والثواني التي تسير ثقيلة في انتظار فتح الستارة على حفلة تلك المغنية أو ذاك المغني أو متابعة العروض المسرحية والفرق الاستعراضية غير مكترث بما خسره من الاحتفال بمباهج العيد والشعور بالدفء الأسري في أحضان العائلة الكبيرة فضلاً عن ان الاحتفال برأس السنة يتعارض مع ثوابتنا الدينية.
فعيد الأضحى المبارك له نكهة مميزة وعلى وجه الخصوص في وطني الحبيب، فتتميز المملكة في احتفالات هذا العيد عن سائر الدول الإسلامية، لوجود المشاعر المقدسة فيها حيث تهوي إليها أفئدة المسلمين. وبالنظر إلى المفهوم الخاص للعيد فإن ذكريات العيد ترتبط لدى الكثير منا بالحي الذي يقطنه لاسيما إذا كان هذا الحي هو الحي ذاته الذي نشأ فيه منذ الصغر.. لذا فإن العيد في نظري في العليا غير.. هذا الحي القديم الجديد.. الشامخ في شمال الرياض.. ففي طرقاته يتبختر المسك ويتهادى الزعفران.. وحين نتحدث عن العليا فلا نملك إلاّ ان نعرج على شارع الأمير سلطان (الثلاثين سابقاً) تلك التحفة الفنية والقلب النابض بكل جديد، حيث أضاءت سماءه مؤخراً أمانة مدينة الرياض بأجمل سرب من الاضاءات التي جعلت لياليه تشرق مساء وازدانت جوانبه بتلك الأرصفة العريضة وعلى جانبيه تتراص محلات الحلويات الغربية قبل الشرقية ومحلات الهدايا التي تزخر بمرتاديها الذين هفت قلوبهم لشراء هدايا لمحبيهم ليلة العيد.. وكذلك شارع التحلية باشراقته المسائية ومقاهيه التي تحتضن شبابنا، حيث وجدوا فيها متنفساً جميلاً لتبادل الأحاديث وشرب الكباتشينو مع الأصدقاء وتتناثر على جانبيه أماكن راقية وأنيقة للتسوق. وكما ازدانت أرض العليا بهذين الشارعين فإن سماءه تشع ليلاً بأروع معلمين حضاريين وهما برجا المملكة والفيصلية.. ورغم هذا وذاك ورغم كل معالم الحضارة التي افترشت أرض العليا وغطت سماءها، إلاّ ان جماله في عيني أكثر بريقاً لأني عندما أمضي إليه فإنني آوي إلى بيتي القديم.. بيت العائلة.. بيتي الكبير دائماً.. فالعيد في العليا غير.. لأننا نحرص على الاحتفال بالعيد هناك، دون التفريط بمثل هذا اليوم بالسفر خارج العليا، فالعيد بهجته بالاحتفال به مع الوالدين وإدخال السرور عليهما. وعودة بذكريات الطفولة عندما كان الوالد يحرص على ذبح الأضاحي في المكان المخصص لها في المنزل عندما كنا نتدافع لرؤية الأضاحي قبل ذبحها أحياء للسنة النبوية المباركة ومازال (حفظه الله) ورغم كل ما أدخل من تقنيات وتسهيلات على ذبح الأضاحي في المسلخ يحرص على ذبحها في المنزل، وكما كنا بالأمس فاليوم يتدافع أبناؤنا لمشاهدة الأضاحي وتبرق أعينهم لمشاهدة خروف العيد وما يمثله في أذهانهم بما يدرسونه في الروضة والمدرسة عن قصة سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام تتجسد أمام أعينهم في يوم العيد في منزل الوالد في العليا.
كثيراً ما نسمع من يقول (مر يوم العيد عادي مثل أي يوم) وكثيراً ما يتذمر الناس بأن العيد لم يعد كما كان بالأمس.. العيد كما هو، لم يتغير، ولكن نحن الذين تغيرنا. فبعض الشباب الذين هم مهجة والديهم يحرص على الاحتفال بالمناسبات التي لا تعنينا والبعض لا يحرص على الاحتفال بالعيد بجانب ذويهم ووسط العائلة. ولهؤلاء وهؤلاء أقول ان بهجة العيد تكتمل عندما نحتفل به مع العائلة الكبيرة تقوية للأواصر التي أمرنا بها ديننا الحنيف ولو حرص الناس على تحقيق الهدف السامي من العيد لما رأيتهم يتذمرون من هذا اليوم السعيد.. وكل عام ووطني بخير.
الرابطhttp://www.alriyadh.com/2007/01/02/article213543.html