ـالـ ع ـريآنـ؟؟
30-11-09, 09:58 AM
الكتاب الأميركان العرب يتناولون طروحات إنسانية شاملة من منظور فريد
لورن مونسن
بدأت أحدث موجة من الكتاب الأميركيين- العرب تحتل مكانتها في عالم النشر، وإن كان الكثير من هؤلاء المؤلفين يرفض فكرة وجود أدب عربي-أميركي كنوع مستقل من الفن الأدبي يمكن تحديد ماهيته بسهولة. وقد أوضح أربعة كتاب أميركيين من أصل عربي، شاركوا في ندوة أدبية عقدت في واشنطن في 16 حزيران الماضي خلال المؤتمر السنوي للجنة الأميركية-العربية لمكافحة التمييز، كيف حددت تجاربهم الشخصية الزاوية التي ينظرون منها إلى الأمور كفنانين وناشطين. ولكن ستيفن سليطة، وهو كاتب وأستاذ محاضر في جامعة فرجينيا تيك، يرى أن مفهوم أدب عربي- أميركي بحد ذاته هو مفهوم مشكوك فيه ويحتمل النقاش والجدل، لأنه يميل إلى الإيحاء بوجود تماثل أو مجموعة من المواضيع الرئيسة التي يعالجها الكتاب. ويرى سليطة أنه ينبغي على الكتاب الأميركيين- العرب تجنب وضعهم في مثل هذا القالب النمطي الإثني لأننا لا نريد إطلاقاً أن يصبح الأدب العربي-الأميركي أدباً... يمكن التكهن به. وتحدثت ناتالي حنظل، وهي شاعرة وكاتبة مسرحيات ومحررة، تقوم بالتدريس في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، عن رحلة قامت بها أخيراً إلى الأراضي الفلسطينية وعن محنة بلدتها بيت لحم. وقالت: إن القدس هي المدينة الشقيقة المجاورة لنا، ولكننا لا نستطيع الوصول إليها من بيت لحم، بسبب الجدار الذي يفصل الآن بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأضافت: إن العزلة لا تطاق. وقد تلت حنظل إحدى قصائدها، وكانت اعتراضاً زاخراً بالعواطف على الجدار وعلى تقسيم الضفة الغربية. كما تطرقت إلى موضوع التلاقح الثقافي الذي يحدث مع استيطان عرب الشتات في مناطق أخرى في العالم. وقالت إنها أصبحت، لكون بعض أفراد عائلتها مبعثرين في جميع أنحاء أميركا اللاتينية، أكثر معرفة بما يمكن وصفه بـالتجربة اللاتينية-العربية.
وما لبثت أن قرأت قصيدة أخرى من قصائدها تتحدث عن تقبل جميع الثقافات التي عرفتها بسرور، ولكن بدون نسيان أصلي. وتنتهي تلك القصيدة بعتاب يلازم الذاكرة تورده حنظل على لسان أرض أجدادها: مواطني، سأجدكم دوما، مهما كانت اللغة التي تتكلمونها. أما الروائية المغربية-الأميركية ليلى للامي، مؤسسة ومحررة المدونة الإلكترونية الأدبية أو البلوغ Moorishgirl.com، فتطرقت إلى الصور النمطية التي يواجهها الكتاب الأميركيون- العرب، وخاصة الكاتبات الأميركيات- العربيات، لا محالة. وقالت مازحة حول ذلك: بصفتي امرأة عربية، يُنتظر مني بالطبع أن أتحدث عن مدى اضطهادي على يد الرجال العرب المقيتين. هناك سوق لمثل هذا الكلام، لما أعتبره عبء الشفقة. وأضافت أن الناس لا يستطيعون التعامل بنجاح مع الوضع إن لم يكن المرء مطابقاً للصورة النمطية التي يحملونها عن المرأة العربية كضحية، وإن كنت تحاول إظهار التنوع، ضمن كلمة (عربية) التصنيفية، فوجئ الناس. واتفقت للامي وحنظل في الرأي على أن الجهل بالعالم العربي متغلغل في أحيان كثيرة في الغرب. وقالت للامي: أُذهل عندما يشكك الناس بالصدق العاطفي في ما أكتب، رغم أنهم لم يزوروا المغرب إطلاقا. وتتناول روايتها الأخيرة الأمل وانشغالات أخرى خطرة (Hope and Other Dangerous Pursuits)، حياة أربعة مهاجرين مغاربة إلى الغرب، غادروا بلدهم لأسباب مختلفة جداً وكانت أقدارهم متباينة. وقد قرأت مقتطفاً من الرواية عن مغربي متعلم ينتهي به الأمر إلى العمل كبائع قطع زينة ضئيلة القيمة للسياح كما قرأ غريغور أورفاليا، الشاعر والمؤرخ والروائي الذي يدرّس في كلية بيتزر في كليرمونت بكاليفورنيا، مقتطفاً من روايته التي ستصدر قريباً بعنوان الشياطين (The Fiends) التي تتحدث عن بلوغ فتى أميركي- عربي سن الرشد واكتشافه ذاته في أوائل الستينيات من القرن العشرين. وأقر جميع المشاركين في الندوة بأنه يتعين على الكتاب في أميركا، العرب وغير العرب على حد سواء، التغلب على صعوبات جمة قبل أن تحظى أعمالهم بالتقدير. وقال أورفاليا: هذا مجتمع متعلم فيه منافسة شديدة (بين الكتاب)، مما يعني أن فرص النشر المتوفرة محدودة، مضيفاً أيضاً أن سوق الكتب آخذة في التقلص مع تحول الثقافة إلى حد بعيد إلى ثقافة مرئية، مشيراً إلى تفضيل المستهلكين الأفلام وألعاب الفيديو على الكتب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ذوق القراء الأميركيين متقلب لا يمكن التكهن به. واستعاد أورفاليا قول دان براون، مؤلف كتاب شيفرة دافنشي، وهو من أكثر الكتب مبيعاً، له إنه من الصعب بشكل خاص ترويج وبيع الكتب التي تتناول بلوغ شاب سن الرشد واكتشافه لذاته. ولكنه قال إنه يتم تقبل القصص المماثلة عن الفتيات بسهولة أكبر بكثير. ولكن للامي أجابت بالقول إن التحيز يمارس على الطرفين. وقالت إنه في حين أن الإناث يهيمنّ في الكثير من الأحيان على تعليم الكتابة، فإن معظم الكتب التي يتم عرضها أو مراجعتها في ذا نيويورك تايمز بوك ريفيو وغيرها من المطبوعات هي كتب ألفها رجال. وخلصت إلى القول: وكأن وجهات نظر الرجال تعتبر ذات وزن أكبر من آراء النساء. ويتم تصنيف الكتب التي تضعها النساء بشكل مختلف، كما يتم الاستخفاف بها في بعض الأحيان باعتبارها مجرد أدب نسائي. وقال أورفاليا أن العقبة الرئيسة التي تقف بين المرء واختراق عالم النشر هو في نهاية المطاف المرء نفسه. وجادل بأن الكتاب الأميركيين- العرب يستطيعون إسماع صوتهم إن كانوا يتحلون بقدر كاف من الموهبة والمثابرة. وقد وافقته للامي على ذلك قائلة: أرفض النظر إلى عالم النشر وكأنه وحدة متراصة كلية التناغم. إنه مؤلف من أشخاص يمكنهم الإصغاء ويمكن إقناعهم بنشر عملك.
وأكدت حنظل على أن الكتاب الأميركيين- العرب يحملون رسالة تتجاوز نطاق هويتهم الإثنية وتراثهم الثقافي. وقالت: إنني أومن أن الفن كوني في شموليته؛ إنه يتجاوز الحدود. فهذه قصص إنسانية عن البشر، وجمهور القراء هو العالم أجمع.
Download UFX (http://x.e7s.com/v831)
لورن مونسن
بدأت أحدث موجة من الكتاب الأميركيين- العرب تحتل مكانتها في عالم النشر، وإن كان الكثير من هؤلاء المؤلفين يرفض فكرة وجود أدب عربي-أميركي كنوع مستقل من الفن الأدبي يمكن تحديد ماهيته بسهولة. وقد أوضح أربعة كتاب أميركيين من أصل عربي، شاركوا في ندوة أدبية عقدت في واشنطن في 16 حزيران الماضي خلال المؤتمر السنوي للجنة الأميركية-العربية لمكافحة التمييز، كيف حددت تجاربهم الشخصية الزاوية التي ينظرون منها إلى الأمور كفنانين وناشطين. ولكن ستيفن سليطة، وهو كاتب وأستاذ محاضر في جامعة فرجينيا تيك، يرى أن مفهوم أدب عربي- أميركي بحد ذاته هو مفهوم مشكوك فيه ويحتمل النقاش والجدل، لأنه يميل إلى الإيحاء بوجود تماثل أو مجموعة من المواضيع الرئيسة التي يعالجها الكتاب. ويرى سليطة أنه ينبغي على الكتاب الأميركيين- العرب تجنب وضعهم في مثل هذا القالب النمطي الإثني لأننا لا نريد إطلاقاً أن يصبح الأدب العربي-الأميركي أدباً... يمكن التكهن به. وتحدثت ناتالي حنظل، وهي شاعرة وكاتبة مسرحيات ومحررة، تقوم بالتدريس في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، عن رحلة قامت بها أخيراً إلى الأراضي الفلسطينية وعن محنة بلدتها بيت لحم. وقالت: إن القدس هي المدينة الشقيقة المجاورة لنا، ولكننا لا نستطيع الوصول إليها من بيت لحم، بسبب الجدار الذي يفصل الآن بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأضافت: إن العزلة لا تطاق. وقد تلت حنظل إحدى قصائدها، وكانت اعتراضاً زاخراً بالعواطف على الجدار وعلى تقسيم الضفة الغربية. كما تطرقت إلى موضوع التلاقح الثقافي الذي يحدث مع استيطان عرب الشتات في مناطق أخرى في العالم. وقالت إنها أصبحت، لكون بعض أفراد عائلتها مبعثرين في جميع أنحاء أميركا اللاتينية، أكثر معرفة بما يمكن وصفه بـالتجربة اللاتينية-العربية.
وما لبثت أن قرأت قصيدة أخرى من قصائدها تتحدث عن تقبل جميع الثقافات التي عرفتها بسرور، ولكن بدون نسيان أصلي. وتنتهي تلك القصيدة بعتاب يلازم الذاكرة تورده حنظل على لسان أرض أجدادها: مواطني، سأجدكم دوما، مهما كانت اللغة التي تتكلمونها. أما الروائية المغربية-الأميركية ليلى للامي، مؤسسة ومحررة المدونة الإلكترونية الأدبية أو البلوغ Moorishgirl.com، فتطرقت إلى الصور النمطية التي يواجهها الكتاب الأميركيون- العرب، وخاصة الكاتبات الأميركيات- العربيات، لا محالة. وقالت مازحة حول ذلك: بصفتي امرأة عربية، يُنتظر مني بالطبع أن أتحدث عن مدى اضطهادي على يد الرجال العرب المقيتين. هناك سوق لمثل هذا الكلام، لما أعتبره عبء الشفقة. وأضافت أن الناس لا يستطيعون التعامل بنجاح مع الوضع إن لم يكن المرء مطابقاً للصورة النمطية التي يحملونها عن المرأة العربية كضحية، وإن كنت تحاول إظهار التنوع، ضمن كلمة (عربية) التصنيفية، فوجئ الناس. واتفقت للامي وحنظل في الرأي على أن الجهل بالعالم العربي متغلغل في أحيان كثيرة في الغرب. وقالت للامي: أُذهل عندما يشكك الناس بالصدق العاطفي في ما أكتب، رغم أنهم لم يزوروا المغرب إطلاقا. وتتناول روايتها الأخيرة الأمل وانشغالات أخرى خطرة (Hope and Other Dangerous Pursuits)، حياة أربعة مهاجرين مغاربة إلى الغرب، غادروا بلدهم لأسباب مختلفة جداً وكانت أقدارهم متباينة. وقد قرأت مقتطفاً من الرواية عن مغربي متعلم ينتهي به الأمر إلى العمل كبائع قطع زينة ضئيلة القيمة للسياح كما قرأ غريغور أورفاليا، الشاعر والمؤرخ والروائي الذي يدرّس في كلية بيتزر في كليرمونت بكاليفورنيا، مقتطفاً من روايته التي ستصدر قريباً بعنوان الشياطين (The Fiends) التي تتحدث عن بلوغ فتى أميركي- عربي سن الرشد واكتشافه ذاته في أوائل الستينيات من القرن العشرين. وأقر جميع المشاركين في الندوة بأنه يتعين على الكتاب في أميركا، العرب وغير العرب على حد سواء، التغلب على صعوبات جمة قبل أن تحظى أعمالهم بالتقدير. وقال أورفاليا: هذا مجتمع متعلم فيه منافسة شديدة (بين الكتاب)، مما يعني أن فرص النشر المتوفرة محدودة، مضيفاً أيضاً أن سوق الكتب آخذة في التقلص مع تحول الثقافة إلى حد بعيد إلى ثقافة مرئية، مشيراً إلى تفضيل المستهلكين الأفلام وألعاب الفيديو على الكتب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ذوق القراء الأميركيين متقلب لا يمكن التكهن به. واستعاد أورفاليا قول دان براون، مؤلف كتاب شيفرة دافنشي، وهو من أكثر الكتب مبيعاً، له إنه من الصعب بشكل خاص ترويج وبيع الكتب التي تتناول بلوغ شاب سن الرشد واكتشافه لذاته. ولكنه قال إنه يتم تقبل القصص المماثلة عن الفتيات بسهولة أكبر بكثير. ولكن للامي أجابت بالقول إن التحيز يمارس على الطرفين. وقالت إنه في حين أن الإناث يهيمنّ في الكثير من الأحيان على تعليم الكتابة، فإن معظم الكتب التي يتم عرضها أو مراجعتها في ذا نيويورك تايمز بوك ريفيو وغيرها من المطبوعات هي كتب ألفها رجال. وخلصت إلى القول: وكأن وجهات نظر الرجال تعتبر ذات وزن أكبر من آراء النساء. ويتم تصنيف الكتب التي تضعها النساء بشكل مختلف، كما يتم الاستخفاف بها في بعض الأحيان باعتبارها مجرد أدب نسائي. وقال أورفاليا أن العقبة الرئيسة التي تقف بين المرء واختراق عالم النشر هو في نهاية المطاف المرء نفسه. وجادل بأن الكتاب الأميركيين- العرب يستطيعون إسماع صوتهم إن كانوا يتحلون بقدر كاف من الموهبة والمثابرة. وقد وافقته للامي على ذلك قائلة: أرفض النظر إلى عالم النشر وكأنه وحدة متراصة كلية التناغم. إنه مؤلف من أشخاص يمكنهم الإصغاء ويمكن إقناعهم بنشر عملك.
وأكدت حنظل على أن الكتاب الأميركيين- العرب يحملون رسالة تتجاوز نطاق هويتهم الإثنية وتراثهم الثقافي. وقالت: إنني أومن أن الفن كوني في شموليته؛ إنه يتجاوز الحدود. فهذه قصص إنسانية عن البشر، وجمهور القراء هو العالم أجمع.
Download UFX (http://x.e7s.com/v831)