المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عصر ابن سينا الثقافي - للمرحوم د.مصطفى جواد


ـالـ ع ـريآنـ؟؟
30-11-09, 10:17 AM
كتب العلاّمة المرحوم الدكتور مصطفى جواد هذا البحث في مهرجان ابن سينا الذي أقيم في طهران سنة(1376هـ-1956م)، بعنوان: "الثقافة العقلية و الحال الاجتماعية في عصر الرئيس أبي علي بن سينا"، وقد رغبنا في نشره هنا تتميماً لبحث عصر ابن سينا من أكثر جوانبه وضربنا صفحاً عن مستهله وخاتمته إذ لا يتعلقان بصلب الموضوع.

"المجلة".

من المعلوم أن الشيخ الرئيس ابن سينا ولد في الثلث الأخير من القرن الرابع للهجرة وكانت أمهات كتب العلم اليونانية ومنها كتب المنطق والهيئة والهندسة وغيرها من الرياضيات في ذلك العصر من الكتب المترجمة إلى العربية المبثوثة في أقطار العالمين، وكانت النهضة العلمية قد آتت ثمراتها بالانتقال من الترجمة إلى التأليف، ومن الدراسة إلى التصنيف ومن الاستيعاب إلى الاختصار وأحياناً من الاختصار إلى الشرح والبيان، فألفت كتب في الفلسفة وآلتها التي هي علم المنطق، وفي علم الهيئة والطب والموسيقى والطبيعيات والحيوان والنبات، واستذاقت الخاصة طعم العلوم العقلية واستفادوا منها في تثقيف العقول وتحرير البحوث والتحرر في السلوك إلى الحق والخير اللذين هما قوام الفلسفة، ولم يمنع من انتشار تلك العلوم غلاء كتبها فقد كانت النسخة المجلدة الكاملة من كتاب المجسطي في الهيئة لبطليموس ا لقلوذي تباع بعشرين ديناراً(1) وكان ذوو النفوس الشريفة القادرون للعلوم حق قدرها يشعرون بصعوبة طلبها على الناس بسبب غلاء الكتب فأسسوا دوراً للعلم والحكمة، وقفوها على الطلاب ورادة المعرفة كدار العلم لأبي القاسم جعفر بن حمدان الموصلي العالم الرياضي الفقيه الشافعي المتوفى سنة 323هـ(2). ومثل دار علم أنشأها بالبصرة رجل سكت التاريخ عن ذكر اسمه ونطق بكريم فعله، ولما شاهدها ملك الملوك (عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة البويهي) قال: "هذه مكرمة سبقنا إليها"(3).

ومثل دار العلم لأبي منصور عبد الله بن محمد المعروف بابن شاه مردان الوزير بالبصرة أيضاً(4). وكذلك دار علم أبي علي بن سوار الكاتب من أهل البصرة(5). فهذه ثلاث دور للعلم كانت بالبصرة وحدها ولاشك في أن أخوان الصفا أصحاب الرسائل المعروفة برسائل إخوان الصفا استفادوا كثيراً من الكتب الموقوفة بدور العلم بالبصرة في تأليف رسائلهم الفلسفية، وكذلك ولأسباب أخرى أظنهم اختاروا البصرة مقرَّاً لهم وموضعاً لدراستهم وتأليفهم وليس بشيء جديد أن نقول أن الرئيس ابن سينا اطلع على تلكم الرسائل واستفاد منها فقد صرح البيهقي بذلك في تاريخه للحكماء.

وفي سنة 381هـ عهد الملك بهاء الدولة بن عضد الدولة أنشأ الوزير أبو نصر سابور بن أردشير الشيرازي دار علم ببغداد في محلة بين السورين من كرخ بغداد وجعل فيها اثني عشر ألف مجلد في مختلف العلوم والآداب الأشعار(6)، فصارت دار العلم السابورية هذه كعبة للعلماء والأدباء من مختلف الأقطار والأصقاع بحيث شد الرحل إليها من الشام طالب علم أعمى مثل أبي العلاء المعري وخلد ذكرها بقوله في حمامة تهدل على شجرة مزهرة من أشجار دار العلم المذكورة:

وغنَّت لنا في دار سابور قينة



من الورق مطراب الأصائل ميهال(7)

رأت زهراً غضاً فهاجت بمزهر



مثانيه أحشاء لطفن وأوصال

فقلت: تغني كيف شئت فإنما



غناؤك عندي يا حمامة إعوال(8).


وسار ذكر دار العلم السابورية في البلاد فبلغ الفاطميين بمصر فأنشأوا مثلها في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي وهي دار العلم المشهورة بالقاهرة يومئذ، وقد بنيت سنة (400)هـ، كما جاء في كتاب النجوم الزاهرة"4: 222". بعد دار العلم السابورية بتسع عشرة سنة.

ومنها دار علم أبي منصور بهرام بن مافنه الكازروني وزير الملك أبي كاليجار بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة البويهي، أسسها بفيروز آباد من كورة فارس قرب شيراز ووضع فيها تسعة عشر ألف مجلد أكثرها من أمهات الكتب، ومنها أربعة آلاف ورقة بخط ابن مقلة الكاتب المشهور وكانت ولادة أبي منصور بهرام سنة 366هـ، ووفاته سنة 433(9)، ومنها دار كتب أبي جعفر المهلبي الهمذاني بهمذان جعل فيها اثنى عشر ألف مجلد(10)، وليس من شك في أنَّ الرئيس ابن سينا اقتبس من كتبها واستعان على تآليفه وتدريسه بما فيها أيام إقامته بهمذان ومنها دار كتب عضد الدولة التي وصفها البشاري المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم وأمرها مشهور وليس في الإعادة إفادة.

فدور العلم هذه والتي لم يسعفنا الحظ بالوقوف على تاريخها والتي لا تمس بحثنا كدار علم الملك ابن عمار بطرابلس الشام كان لها أثر كبير في إشاعة العلوم وتسهيل البحوث الثقافية وتيسير التأليف والتصنيف، والإفاضة في بيان فصلها إفاضة في البديهيات التاريخية إلا أننا لا نرى بداً من ذكر الدول التي ساعدت على نشر العلوم وازدهرت حرية البحث في أيامها وأيدت العلماء بأموالها وجاهها وأصبحت ملجأ للخائفين، وملاذاً للمطرودين وموئلاً للحائرين ومغنية للمفتقرين فأول هذه الدول الدولة السامانية بما وراء النهر وبعض خراسان أسسها السامانيون، وكانوا من أحسن الملوك سيرة يغلب عليهم العدل والدين والعلم، ويعتقدون أن العلم لا يتقدم ولا ينمي إلا في ظل الحرية والتسامح ولمنصور بن نوح بن نصر بن اسماعيل الساماني ألف أبو بكر الرازي كتابه (المنصوري) المشهور في الطب(11)، وكان لهم دار كتب عظيمة ببخارى ذكرها الشيخ الرئيس في إملاء سيرته وأشار إلى مافيها من كتب علم الأوائل أي الفلسفية والعلوم المساعدة عليها وإلى كتب الفقه والعربية والشعر، وأعلن باستفادته منها فوائد علمية جزيلة جليلة(12).

ولا ننسى أن الملك نوح بن نصر الساماني كتب سنة 350هـ إلى أبي سعيد الحسن السيرافي النحوي القاضي المشهور بكتاب يسأله فيه عن مسألة تزيد عدتها على أربعمائة مسألة في النحو والأدب، وكان كتابه مقروناً بكتاب الوزير ابن البلعمي البخاري، وكان أبوه البلعمي الكبير، وهو أبو الفضل محمد بن عبد الله وزير الملك اسماعيل بن أحمد الساماني، وكان واحد عصره في العقل والرأي وتكريم العلم وأهله وألف كتاب "تلقيح البلاغة"، وكان معاصراً لمجدّدِ الشعر الإيراني، أو مبدعه أبي عبد الله جعفر ابن محمد الروذكي السمرقندي، وكان يجل هذا الشاعر ويبجله، ويقول: ليس للروذكي في العرب والعجم نظير وكلاهما توفي سنة 329هـ(13).

ومما قدمنا يظهر لنا أن حب العلم ونشره وجمع الكتب لم يكن مقصوراً على السامانيين بل كان ذلك معروفاً عند وزرائهم كأبي الفضل البلعمي المقدم ذكره وبذكرنا الوزراء يخطر بالبال اسم الوزير أبي عبد الله أحمد بن نوح بن منصور فهو مؤلف كتاب (آيين نامه) وكتاب "عهود الخلفاء" وكتاب "المسالك والممالك"، وكتاب الزيادات على كتاب أبي العباس عبد الله الناشئ الأكبر في المقالات وكتاب المسالك والممالك وهو الكتاب الذي سلبه ابن الفقيه الهمداني وسرقه(14)، وقد طبع بأوربة في المكتبة الجغرافية العربية. وكفى هذه الدولة العادلة فخراً أن نشأ في كنفها أبو نصر محمد بن طرخان الفارابي الفيلسوف العظيم الشهير.

وكانت الدولة السامانية نفسها ملجأ الأحرار ومحط الأبرار وملاذ الأدباء والشعراء فإليها التجأ الأمير أبو طالب عبد السلام بن الحسين المأموني الشاعر الكبير وكانت همته تسمو إلى طلب الخلافة والإمامة ويُمني نفسه بالسير إلى بغداد في جيوش من إيران (15)، كما فعل بنو العباس أجدادهم أيام تأسيس دولتهم، وكان ثلاثة من الأمراء العباسيين قد التجؤوا إليها قبله: الأول من ذرية المهدي، والثاني من ذرية المستكفي، والثالث من ذرية الواثق، وهو الأمير أبو محمد عبد الله عثمان(16)، وفي بلاد السامانيين وحدها استطاع أبو الحسن محمد بن أحمد الإفريقي المعروف بالمتيم الشاعر نزيل بخارى أن ينظم قصيدته التي يصرح فيها بما لا يجوز للمسلم التصريح به ويخاطب زوجته وقد عذلته على تركه الصلاة وذلك حيث يقول:

تلوم على تركي الصلاة حليلتي



فقلت اغربي عن ناظري أنت طالق

فو الله لا صليت لله مفلساً



يصلي له الشيخ الجليل وفائق


وفائق الذي ذكره الشاعر هو عميد الدولة أبو الحسن بن عبد الله الرومي الأصل ولي للسامانيين "سارته" أكبر مدن خراسان، نيفاً وأربعين سنة(17). إلى أن يقول المتيم الإفريقي:

ولا عجب أن كان نوح مصلياً



لأن له قسراً تدين المشارق

لماذا أصلي أين باعي ومنزلي



وأين خيولي والحلي والمناطق؟

وأين عبيدي كالبدور وجوههم



وأين جواريَّ الحسان الرقائق؟

أصلي ولا فتراً من الأرض تحتوي



عليه يميني أنني لمنافق؟‍!

تركت صلاتي للذين ذكرتهم



فمن عاب فعلي فهو أحمق مائق

فإن صلاة السيء الحال كلها



مخاريق ليست تحتهن حقائق

بل إنْ عليَّ الله وسَّعَ لم أزلْ



أصلي له ما لاح في الجو بارق(18).


ولا نود أن نطيل الوقوف على الدولة السامانية وذلك لننتقل إلى الدولة الخوارزمشاهية الأولى، فإنها من الدول التي احتضنت العلوم في عصر ابن سينا وكانت قصبتها كركانج مركزاً من مراكز العلم كما كانت بخارى في الدولة السامانية إلا أن كركانج لم تبلغ مبلغ بخارى وأن نبغ فيها مثل أبي الريحان البيروني العلامة الذي يغني ذكر اسمه عن كل بسط في سيرته وكان فيها مثل الوزير أحمد بن محمد السهيلي الخوارزمي وزير خوارزمشاه علي بن مأمون وابنه مأمون الثاني بن علي، وإلى هذا السهيلي التجأ الرئيس أبو علي بن سينا كما ذكر هو في إملاء سيرته قال: ودعتني الضرورة إلى الإخلال ببخارى والانتقال إلى كركانج وكان أبو الحسن السهيلي المحب لهذه العلوم بها وزيراً(19).

وكان أبو الحسن السهيلي يجمع بين آلات الرئاسة وأدوات الوزارة وفضائل العلم والأدب وله كتاب "الروضة السهيلية"، في الأوصاف والتشبيهات وبالتماسه ألَّف الفقيه الحسن بن الحارث الحسوني الكتاب الموسوم بالسهيلي في فقه المذهبين الحنفي والشافعي، وقد خرج السهيلي من خوارزم سنة 404، ودخل بغداد فاستوطنها وأكرمه فيها الوزير فخر الملك أبو غالب محمد بن خلف الواسطي وزير سلطان الدولة فناخسرو بن بهاء الدولة بن عضد الدولة البويهي، ولما قتل الوزير المذكور خرج السهيلي هارباً فالتجأ إلى الأمير غريب العقيلي أمير تكريت وسامرا وغيرهما وتوفي عنده بسامرا سنة 418هـ(20).

وقبل أن نعرج على دولة بني بويه نذكر من الحكماء الذين كانوا بخوارزم في عصر ابن سينا مثل أبي الخير الحسن بن بابا البغدادي المولد الخوارزمي الدراسة الغزنوي الخاتمة وهو الذي قال فيه الشيخ ابن سينا: "فأما أبو الخير فليس في عداد هؤلاء ولعل الله يرزقنا فيكون إما إفادة وإما استفادة(21).

ولما دان شرقي إيران والعراق والجزيرة لسلطنة بني بويه ودخلت الخلافة العباسية في حمايتهم أخذت العلوم تزدهر ازدهاراً سريعاً حتى صارت أيامها من أزهر العصور العلمية الإسلامية وذلك لتوفر الحرية الدينية والحرية القلمية وكانت هذه الحريات قبلهم مذمومة مكتومة وقد عوقب عليها قبلهم بالموت، كما جرى على الحسين بن منصور الحلاج وصاحبه شاكر(22). فظهرت الأقلام الحرة وصرحت النفوس الكاتمة، وتفست الصدور المحرجة واعترف بسلطان العقل فنفذ حكم المعقول في المنقول، وكان المنقول قبل ذلك مقدساً كائنة ما كانت حقيقته، من حيث الصحة والاختلاق والإمكان والاستحالة. ولم يخشَ جماعة ممن غلبت عليهم الرعونة والحماقة أن يصرحوا بالإلحاد متحدين بذلك الرأي العام، ومنهم أحمد النهر جوري أحد الشعراء من الطبقة الوسطى، فقد كان معالناً بالإلحاد غير كاتم له, وكان قوي الطبقة في الفلسفة وعلوم الأوائل متوسطاً في علوم العربية، وقد أدرك أوائل القرن الخامس وعاصر ابن سينا وتوفي سنة 402هـ(23).

وفي أيام بني بويه، ظهر أفاضل العلماء وفحول الشعراء والكتاب ومهرة الفقهاء وفوقة الحكماء والفلاسفة والأطباء واستعاد الاعتزال قوته ونشاطه واتسع وشاع، وكان ملوك بني بويه ووزراؤهم وأعيان دولتهم الآخرون يميلون إلى العلوم ويرغبون في الحكمة ويعملون على نشر المعارف وقد ذكرنا من الملوك عضد الدولة صاحب دار الكتب العظيمة التي وصفها المقدسي البشاري وأومأنا إليها آنفاً وما عسى الواصف أن يصف من الثقافة العقلية في دولة من وزرائها أبو الفضل بن العميد وابنه أبو الفتح بن العميد والصاحب بن عباد وسابور بن أردشير مؤسس (دار العلم) بالكرج وأبو منصور بهرام بن مافنه مؤسس دار الكتب بفيروز آباد وخازن من خزان دور كتبها أبو علي أحمد بن محمد مسكويه(24)، وأمير من أتباعها شمس المعالي قابوس بن وشمكير الذي أراد أن يستخلص أبا الريحان البيروني لنفسه ويرتبطه في داره على أن تكون له الإمرة المطاعة في جميع ما يحويه ملكه ويشتمل عليه ملحه اعترافاً منه بجلالة العلم، فلم يوفق(25).

وفي أيام البويهيين ألفت أمهات الكتب في العلوم والفنون. وتتمثل حرية الأقلام الصادرة عن الحرية الفكرية في مثل كتاب "الشافي"، للشريف المرتضى و"المغني"، لقاضي القضاة في الدولة البويهية أبي الحسن عبد الجبار بن أحمد الأسد آبادي الشافعي المتوفى بالري سنة 415 وقد عاصر ابن سينا وتتمثل تلكم الحرية في أن هذا القاضي الكبير كان شافعياً في الفروع معتزلياً في الأصول(26).

ولا نرى حاجة إلى ذكر كتب الباقلاني والشيخ المفيد وأبي حيان التوحيدي ومسكويه المقدم ذكره والماوردي الشافعي أقضى قضاة الدولة العباسية فكلها تمثل الحرية الفكرية.

في هذا العصر وفي هذا المجتمع ولد الرئيس أبو علي بن سينا، ولو كان لبيئته اتصال بغير هذه الأقطار لوصفنا الحال الثقافية فيها كدولة بني حمدان، في شمال سورية وهي الدولة التي قصدها أبو نصر الفارابي وألقي عصا ترحاله في كنفها، وذلك هو الفخر العظيم والمجد الجسيم.

أجل أن الرئيس أبا علي بن سينا ولد في ذلكم المجتمع وكان والده من أهل بلخ بخراسان وانتقل إلى بخارى قبل أن يولد أبو علي فلماذا انتقل؟ انتقل لأن بلخ كانت مقراً لأمير ناصر الدولة الغزنوية(27)، ولأن خراسان كانت من مناطق المذهب الشافعي وكان هذا المذهب يزداد قوة كلما اتجه من خراسان نحو الغرب ويتضاءل كلما اتجه نحو الشرق وفي بلخ يلتقي هو والمذهب الحنفي وجهاً لوجه وكانت ما وراء النهر ومنها بخارى من مناطق المذهب الحنفي إلا مدينة خيوة أي خيوق من نواحي خوارزم فإن أهلها كانوا شافعيين (28)، وإلا الشاش مما وراء نهر سيحون فقد أشاع فيها مذهب الشافعي الإمام أبو بكر محمد بن علي القفال الشاشي المشهور المتوفى فيها سنة 366هـ(29).

فمعنى الانتقال من بلخ إلى بخارى يومئذ هو الانتقال من المنطقة الشافعية إلى المنطقة الحنفية. وكان آل سبكتكين منذ عهد السلطان محمود الغزنوي من أنصار المذهب الشافعي المؤيدين للعقيدة الأشعرية لا المذهب الحنفي الذي يحكم العقل في المشكلات الدينية ويميل أحياناً إلى الاعتزال ويقول بالرأي والقياس في الأحكام. وكان سبكتكين حنفياً كأكثر المماليك الذين يربون في تلك المناطق إلا أنَّ التقاء المذهبين في بلاده أثر في نفسه ولم يظهر في عقيدته بل ظهر على عهد ابنه السلطان محمود فانتقل من المذهب الحنفي إلى المذهب الشافعي(30). وصار من المتحمسين له، ولاسيما بعد علمه بأن خلفاء بني العباس قد أخذوا بمذهب الشافعي وهم على عهده وأئمته ومصدر سلطته الدينية في مملكته، وكانت بخارى أقل أخذاً بمذهب الاعتزال من كركانج لقربها من خراسان المنطقة الشافعية واللاعتزالية(31).

انتقل والد ابن سينا من المملكة الغزنوية إلى المملكة السامانية لغلبة المذهب الحنفي على رعايا الدولة السامانية ولما في هذا المذهب من التسامح الديني في دراسة العلوم العقلية حتى لنستطيع أن نصرح بأن المذهب الحنفي من أعظم الأسباب في تقدم الفلسفة عند المسلمين، وكان الباعث على طلب الهجرة إلى بلاد التسامح أنَّ والد الشيخ الرئيس كان ممن أجاب داعي المصريين الفاطميين كما ذكره ابن الرئيس في (إملاء السيرة)، ودخل في المذهب الاسماعيلي وكانت دعاية ذلك المذهب قد بلغت تلك البلاد(32).

وسيرة داعي الدعاة هبة الله بن موسى الشيرازي تصور لنا قوة تلك الدعاية وطرائقها وحقائقها(33)، فقد كانت متدرعة بدرع من العقل، ومتذرعة بذريعة من النقل بحيث نشأ في أكنافها مثل أبي العلاء المعري الفيلسوف الشاعر وغيره من أهل الأفكار الحرة. قد ذكر الشيخ الرئيس أنه لم يمل إلى العقيدة الاسماعيلية التي اعتقدها أبوه وأخوه وصرَّح وباح بنفوره منها. فكيف يصح أن ينسب إلى مذهب الاسماعيلية؟ فإن كان السبب وجود ذكر النفس والعقل في كتبه فكل الفلسفة تتناول النفس والعقل، وأن كان سبب النص التاريخي فليس فيه ما يدل على تمذهبه بالاسماعيلية أبداً.

والظاهر أن الاضطهاد المذهبي كان شديداً في خراسان خصوصاً بعد وصول الدعوة الاسماعيلية المصرية إليها وقد جرب الاسماعيلية هناك حظهم فأخفقوا وخابوا ذلك أنهم أرسلوا داعياً من دعاتهم اسمه عبد الله بن علي العلوي التاهرتي من أهل مدينة (تاهرت)، في أقصى المغرب ومن ذرية الحسن المثني، أرسله الحاكم بأمر الله الفاطمي إلى السلطان محمود الغزنوي يدعوه إلى المذهب الاسماعيلي، وكان معه قسم من تصانيف الاسماعيلية ففوَّض السلطان محمود أمره ومناظرته إلى أهل نيسابور وهم جمرة الشافعية وجمهورهم إذ ذاك فاجتمع في محفلة أئمة الفرق وانبرى الشيخ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر النيسابوري المعروف بالبغدادي لمناظرة العلوي التاهرتي، فقطعه وألزمه الحجة بحيث سكت ولم يستطع الجواب ثم رفع أمره إلى الخليفة القادر بالله العباسي، فأمر بقتله، فقتل بنواحي بست بعد سنة أربعمائة للهجرة بقليل(24)، وكان من نتائج هذه المناظرة ظهور كتاب (الفرق بين الفرق) لعبد القادر البغدادي فهو بمثابة تذكار لانتصار الشافعية الأشعرية على المذهب الاسماعيلي والمذاهب الأخرى غير المعترف بها.

وأنا لا أشك في أنَّ جماعة ممن تمذهبوا بالاسماعيلية هاجروا من خراسان إلى ما وراء النهر خوفاً من ظهور أمرهم وخشية أن يقتلوا كما قتل التاهرتي ولم تعد الاسماعيلية إلى خراسان إلا بعد علُوِّ أمرهم.

إذن نشأ الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا في موطن تغلب عليه الحنفية، وكان والده من أصحاب التصرف والولاية فيه وكان حنفياً ثم اسماعيلياً(35)، ولم يمنعه مذهب أبيه الباطني الاسماعيلي أن يكون كشبان أهل بخارى المتفقهين فاشتغل بالفقه الحنفي وعلم المناظرة المعتمد على علم الكلام الذي هو من فلسفة الإسلام، وقد ساعده هذا المذهب على التوفر على العقليات ولعله لولا ذلك لم يكن فيلسوفاً على ما أظن.

وكان أشهر الفقهاء الحنفيين ببخارى يومئذ أبو محمد اسماعيل بن الحسين بن علي البخاري المعروف بالزاهد فقد كان إمام عصره في الأصول والفروع وروى الحديث النبوي عن الشيوخ والثقات وحدَّث به وممن روى عنه الحديث محدث بغداد في عصره عبد العزيز الأزجي والقاضي أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني الأصل ثم البغدادي الحنفي، وكان الشيخ اسماعيل الزاهد هذا قد قرأ هو الفقه الحنفي علي أبي بكر محمد بن الفضل الكمارى البخاري الحنفي المتوفى ببخارى سنة 381هـ، وعلي أبي حفص الصغير.

وتوفي اسماعيل الفقيه الزاهد أستاذ ابن سينا سنة 402هـ(36)، أي قبل وفاة ابن سينا بست وعشرين سنة وقد ذكر الشيخ ابن سينا شيخه الحنفي هذا في إملاء سيرته بقوله: "وكنت قبل قدوم أبي عبد الله النائلي أشتغل بالفقه والتردد فيه إلى اسماعيل الزاهد وكنت من أحزم السائلين وقد ألفت طرق المطالبة ووجوه الاعتراض على المجيب على الوجه الذي جرت عادة القوم به". وذكر دراسته للفلسفة وقال: (أنا مع ذلك مشغول بالفقه وأناظر فيه وأنا يومئذٍ من أبناء ست عشر سنة)، إلى أن قال: (وقدمت على الأمير بكركانج وهو علي بن مأمون وكنت إذ ذاك على زي الفقهاء بطيلسان وتحت الحنك فرتبوا لي مشاهرة تقوم بكفاية مثلي)(37).

فالشيخ أبو علي بن سينا لو لم تغلب عليه الفلسفة لكان فقيهاً حنفياً كبيراً، وذلك لدراسة الفقه الحنفي دراسة تامة مع علم الكلام وفن المناظرة اللذين هما من أظهر الميزات للمذهب الحنفي، ومما يؤيد هذه الحقائق التاريخية تعاطيه الشراب أي النبيذ على ماهو معروف من جواز شربه على مذهب الإمام أبي حنيفة، وفي ذلك يقول: (وأرجع بالليل إلى داري فأحضر السراج بين يدي وأشتغل بالقراءة والكتابة فمهما غلبني النوم أو شعرت بضعف عدلت إلى شرب قدح من الشراب لكيما تعود إليَّ قوتي ثم أرجع إلى القراءة)، (38). والظاهر أنه استفاد من تساهل المذهب الحنفي وتسامحه في ذلك إلى أقصى حد حتى قال صاحبه أبو عبيد الجوزجاني "كان يجتمع كل ليلة في داره طلبة العلم وكنت أقرأ من الشفاءَ نوبة وكان غيري يقرأ من القانون نوبة، فإذا فرغنا حضر المغنون على اختلاف طبقاتهم وهيِّئَ مجلس الشراب بآلاته فكنا نشتغل به"(39). فهذا الشراب الذي أشار إليه ابن سينا وصاحبه أبو عبيد إنما من الطلا وهو ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه وهو (مي بخته) وعرَّبته العرب فقالوا: (ميبختج)(40). وإليه أشار العلامة جار الله الزمخشري بقوله:

وإن حنفياً قلت قالوا بأنني

أبيح الطلا وهو الشراب المحرم


ونحن لا نريد بهذا القول أن ننزه ابن سينا من كونه قد شرب الخمر بل نقف عند النصوص التاريخية ومعاني الألفاظ الواردة فيها وإلا فقد عثرنا على أبيات له تثبت عليه شربه الخمر إن صدق الراوي لها قال أبو علي بن سينا في نعت الخمر:

دم الدنِّ في شرع الندامي محلل



ومن أجله ثغر الكؤوس يقبل

غدت كعبة اللذات قبلة دنِّها



ونحن نلبِّي عندها ونهلِّل

فلو لم تكن في حيِّز قلت إنها



هي العلة الأولى التي لا تعلل(41).


وهذا شعر فيلسوف ظريف قد ذهب في الحرية كل مذهب وما أحراه أن يكون من شعر ابن سينا مادام فيه مثل قوله: "هي العلة الأولى التي لا تعلل"، فإنه اصطلاح كلامي فلسفي ظاهر.

وفي الحق أن الشيخ ابن سينا انغمس في الحكمة والفلسفة من الفرق إلى القدم، وأصبح مذهبه الحنفي وفقهه مثل الخيال من الحوادث البعيدة الزمان، وارتفع عن أن يقال أنه أهل المذهب الفلاني المتعصِّبين والمذهب الفلاني، أما أن بعض فلسفته يوافق بعض فلسفة الاسماعيلية فذلك لأن كلتا الفلسفتين تلتقيان أحياناً في مورد واحد وتغترفان من معين واحد وأنا أرى أنه آلت حاله إلى أن صار (لا مذهبياً)، ولذلك رمي بالمبدعات بل المكفرات، قال شهاب الدين أبو اسحاق إبراهيم بن عبد الله الحموي المعروف بابن أبي الدم الحموي القاضي الشافعي المؤرخ المتوفى سنة 642هـ، في كتابه (الملل والنحل)، ولم يقم أحد من فلاسفة الإسلام مقام أبي نصر الفارابي وأبي علي بن سينا وكان أبو علي أقوم الرجلين وأعلمهم)، إلى أن قال:"وقد اتفق العلماء على أن ابن سينا كان يقول بقدم العالم ونفي المعاد الجسماني ولا ينكر المعاد النفساني ونقل عنه أنه قال:"إن الله لا يعلم الجزئيات بعلم جزئي بل بعلم كلي، فقطع علماء زمانه ومن بعده من الأئمة من يعتبر قولهم أصولاً وفروعاً بكفره، وبكفر أبي نصر الفارابي من أجل اعتقاد هذه المسائل وأنها خلاف اعتقاد المسلمين"(42).

والقول في التكفير وعدمه والتبديع وضده ليس من باب بحثنا هذا، وإنما ذكرنا هذا القول لأنَّ الحديث ذو شجون والذي يعنينا هاهنا أن نرسم هذه الخطوط الخاصة لسيرة الشيخ أبي علي مما كان مجهولاً أو كالمجهول قبل ذلك. فقد جاء في سيرته أنه ألف في الحكمة كتاب (الحاصل والمحصول)، في قريب من عشرين مجلدة وكتاباً في الأخلاق باسم (البِّر والإثم)، ألفهما لرجل كان في جواره ببخارى يقال له أبو بكر البرقي (43)، فهذا الشيخ كان حنفياً أيضاً وهو أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد البرقي الخوارزمي الحنفي إمام بن إمام من ذرية علماء فضلاء كانوا بكركانج، وانتقلوا إلى بخارى وسكنوها وكان أبو بكر منسوباً إلى البرق الذي هو ولد النعجة تعريب (بره) الفارسية قال ابن ماكولا: هو أحد الفضلاء المتقدمين في الأدب وعلم التصوف والكلام على طريقتهم، يعني الحنفية، وله كرامات مشهورة وشعر كثير جيد ورأيت له ديوان شعر أكثره بخط تلميذه ابن سينا الفيلسوف، وقد مات في المحرم سنة 396هـ(44).

وكانت وفاة والد أبي علي سنة 392هـ، على التقدير لا على التحقيق. وكان حكم آل سامان قد اضمحل وانحل قبل ذلك بسنتين ومدت الدولة الغزنوية ذراعها اليمنى على خراسان واستولى ايللك خان على بخارى قاعدة ملك السامانيين(45). فأقام أبو علي بن سينا في مملكته زهاء ثلاث سنين ولو كان المستولي على بخارى محمود الغزنوي لأجفل أبو علي إجفال الظليم ولهرب كهرب موسى الكليم. لئلا يقع في منطقة نفوذ للعقيدة الأشعرية، التي أوردت العلوي التاهرتي مورد الموت. فلفقدان الحرية الدينية في الدولة الغزنوية لم يهاجر أبو علي إليها بل انحاز إلى كركانج وهي من المناطق الحنفية كما أشار إليه سابقاً وأقول بعبارة أخرى هي من مناطق الحرية وقد ذكرنا التجاءه إلى الأمير علي بن مأمون ووزيره أبي الحسين أحمد بن محمد السهيلي المدفون بسامرا بالعراق، وأثر ذلك الاضطهاد الديني من الدولة الغزنوية واضح في أن السلطان محمود الغزنوي لما استولى على خوارزم قبض على أبي الريحان البيروني وعلى أستاذه الشيخ عبد الصمد الحكيم فاتهم عبد الصمد بالكفر والقرمطة أي مذهب الاسماعيلية وسقاه كأس الموت مترعة إلى أصبارها وهمَّ بأن يلحق به أبا الريحان، فقيل له إنه إمام وقته في علم النجوم وأنَّ الملوكَ لا يستغنون عن مثله فأخذه معه، وتتمة الخبر معروفة في السير(46).

وقد حدثت بين الرئيس أبي علي بن سينا وأبي الريحان مناقضات ومناظرات ولم يكن الخوض في بحار المعقولات من شأن أبي الريحان وسأله أبو الريحان عن أمور وأجابه أبو علي، فاعترض البيروني على الأجوبة، وتفوه بكلمات فيها سوء أدب وسفاهة وأجاب أبو عبد الله المعصومي الحكيم تلميذ أبي علي عن اعتراضات أبي الريحان، وقال يخاطبه ( لو اخترت يا أبا الريحان لمخاطبة أبي علي الحكيم ألفاظاً غير تلك الألفاظ لكان أليق بالعقل والعلم). (47).

ولعل الشيخ الرئيس ابن سينا انزعج من بلاد خوارزم وغادرها لوجود العلامة البيروني ممن يشوبون علمهم ببذاءة ألسنتهم، مع وضوح فضلهم واستغنائهم عن ذلك، ووجوب التزامهم لدائرة اختصاصهم، وقد ظن الشيخ الرئيس أنَّ البلاد تتغير وتتطور في زمن قليل كما يتغير ذهن الإنسان ويتطور عقله وليس الشعب في ذلك كالفرد فقصد نيسابور وطوس وجاجرم وهي من مدن خراسان، وخراسان كما قلت مباءة العقيدة الأشعرية فلم يكن من الطبيعي استقراره فيها فاضطر إلى قصد جرجان بين طبرستان وخراسان للالتجاء إلى أميرها شمس المعالي أبي الحسين قابوس بن وشمكير الجيلي المقدم ذكره في مقالنا هذا فحال القدر دون لقائه إياه في الإمارة فعطف زمام راحلته نحو مملكة بني بويه حيث حرية الفكر وحرية القلم وحرية العيش فنال جميع ما يريد من تقدم ولذة ومتعة، وكأنَّ تلك النفس العالية التي أضناها السهر و السفر في طلب العلوم وحرماها لذائذ الحياة أحست بقرب الارتحال فأسرفت في اللذة التي من شأنها أن تهدم الجسم هدماً ولو اعتدل الرئيس في سيرته الأخيرة لازداد التراث العلمي الذي تركه، مع اعترافنا بعظمته وضخامته وهو مع كل ذلك طلبَ بعلمه الخير والحق، وكان إنساناً واسع الآفاق وفيلسوفاً بعيد الغور وحكيماً دائم الإشراق، وطبيباً خالد الذكر والعلم وكان له أثر بالغ في تقدم الثقافة العقلية والمعالجات الطبية في الشرق والغرب، ودرس عليه تلامذة فكانوا من العلماء الأعلام كالشيخ بهمنيار قال شمس الدين محمد بن إبراهيم المعروف بابن الأكفاني العالم الفيلسوف المتوفى في القرن الثامن للهجرة قرأت كتاب الإرشادات للرئيس أبي علي بن سينا على الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد الشيرواني بالقاهرة وقال لي: قرأت بشرطه على شارحه خواجه نصير الدين محمد الطوسي، قال: قرأت على الإمام أثير الدين المفضل الأبهري قال: قرأته على الشيخ قطب الدين إبراهيم المصري قال: قرأته على الإمام المعظم فخر الدين محمد الرازي قال قرأته على الشيخ شرف الدين محمد المسعودي قال قرأته على الشيخ أبي الفتح عمر المعروف بالخيام قال قرأته على الشيخ بهمنيار تلميذ الرئيس أبي علي قال قرأته على مصنفه الشيخ الرئيس)(48).

وفذلكة القول: إن الأعصار والأمصار التي عاش فيها الشيخ الرئيس كان لها أثر عظيم في نبوغه واتساع دراسته وتبحره وانتشار علومه، والفضل في ذلك يعود إلى الدولة السامانية والدولة البويهية كما يعود إلى نضج العلوم في عصره فكان الرئيس كصاحب البستان الناضج الثمار يقطف منها ما يشاء حين يشاء، ويغرس فيه ما يريد في إبان الغراس.

الحواشي:

(1)ـ المكافأة وحسن العقبى لابن الداية ص 141 طبعة مطبعة الاستقامة.

(2)ـ معجم ياقوت الحموي ج6، ص 197، طبعة مرغليوث.

(3)ـ المنتظم ج9، ص53، والكامل ج1، ص122، من الطبعة الأوربية.

(4)ـ الكامل ج1، ص122، وكشف الظنون ص622، من طبعة نظارة المعارف التركية.

(5)ـ فهرست ابن النديم ص 199، من طبعة مصر.

(6)ـ المنتظم ج7، ص172 وبين السورين من معجم البلدان والوفيات ج1ص217، طبعة إيران ومختصر مناقب بغداد ص28.

(7)ـ ميهال مفعال من الوهل وهو الفزع أراد أنها تفزع من الناس أو من جوارح الطير. ويجوز أن تكون الميهال الآهلة المستوطنة. فالياء على هذا منقلبة من همزة. وعلى القول الأول منقلبة من واو"، عن البطليوسي أحد شراح سقط الزند (المجلة).

(8)ـ شرح سقط الزند ج2، ص7، والوفيات ج1، ص 217، والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ج4، ص164.

(9)ـ المنتظم ج8، ص 65 و111.

(10)ـ تاريخ بغداد تأليف الفتح البنداري (نسخة دار الكتب الوطنية بباريس 6154 ورقة 67).

(11)ـ وفيات الأعيان "2: 193".

(12)ـ نكت في أحوال الشيخ ابن سينا: "ص15"، من منشورات المعهد الفرنسي.

(13)ـ الأنساب، تأليف ابن السمعاني في "البلعمي والروذكي".

(14)ـ معجم الأدباء لياقوت: "1: 59، 63".

(15)ـ يتيمة الدهر، ج4، ص 149-160 من طبعة الصاوي.

(16)ـ المرجع المذكور، إلى ص 179.

(17)ـ تلخيص معجم الألقاب لابن الفوطي (ج4، ص14)، من نسختنا الخطية والأنساب للسمعاني في "الخاصة"، وغيرهما.

(18)ـ اليتيمة، ج4، ص 146، طبعة الصاوي أيضاً، ومعجم الأدباء، ج2، ص 80، طبعة مرغليوث والمحمدون من الشعراء للقفطي (نسخة دار الكتب الوطنية بباريس 3335 ورقة 3).

(19) ـ نكت في أحوال الشيخ (ص16).

(20) ـ معجم الأدباء ج2، ص 102.

(21) ـ تاريخ الحكماء المعروف بتتمة صوان الحكمة للبيهقي ص 26-27 طبعة دمشق.

(22) ـ طبقات الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي ص 307، والوافي بالوفيات نسخة دار الكتب الوطنية بباريس 2065، ورقة 137.

(23) ـ معجم الأدباء ج2 ـ ص 120.

(24) ـ معجم الأدباء ج2 ـ ص 88 طبعة مرغليوث.

(25) ـ معجم الأدباء ج2 ـ ص309 طبعة مرغليوث.

(26) ـ تاريخ بغداد للخطيب ج11 ص 112.

(27) ـ الكامل في حوادث سنة 387.

(28) ـ خيوق من معجم البلدان.

(29) ـ الشاش من المعجم المذكور.

(30) ـ الوفيات ج2، ص 203، من طبعة بلاد العجم.

(31) ـ معجم الأدباء ج6 ص 155.

(32) ـ نكت في أحوال الشيخ ص 14-15 وتتمة صوان الحكمة ص 56 من طبعة دمشق.

(33) ـ سيرة المؤيد داعي الدعاة طبعة مصر 1929.

(34) ـ الأنساب في (التاهرتي) وعمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 139. و301 من طبعة بلاد الهند، وطبقات الشافعية للسبكي ج4، ص 16.

(35) ـ النكت في سيرته ص 9.

(36) ـ تاريخ بغداد للخطيب ج6 ص 310 ـ والمنتظم لابن الجوزي ج7 ص 258. والجواهر المضيئة في طبقات الحنفية للقرشي ج1، ص 147-148. والفوائد البهية للكنوي ص 46.

(37) ـ نكت في أحوال الشيخ ص 10 و12و16.

(38) ـ النكت المذكورة ص 13.

(39) ـ النكت في سيرة الشيخ ص 19.

(40) ـ الصحاح للجواهري في مادة (طـ ل ى).

(41) ـ تلخيص معجم الألقاب لابن الفوطي ج4 ص 246 من نسختنا الخطية.

(42) ـ لسان الميزان ج2 ص 292.

(43) ـ نكت في أحوال الشيخ ـ ص 19.

(44) ـ الجواهر المضيئة ج1، ص 97، وج2 ص 23 و288 و304 والمشتبه ص35 وكشف الظنون في ديوان البرقي.

(45) ـ الكامل في حوادث 389.

(46) ـ معجم الأدباء ج6، ص311.

(47) ـ تتمة صوان الحكمة ص 73 و102 من طبعة دمشق.

(48) ـ الوافي بالوفيات ج2 ـ ص 142 و143.

مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العددان 6/5 - السنة الثانية - حزيران "يونيو" 1982

ابو راما
20-06-10, 01:14 PM
يعطيك العافيه
تقبل مروري المتواضع
بانتظار المزيد
تحيااااااااااااااااتي