الدرة
14-12-09, 04:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا تخفي المرأة عمرها الحقيقي؟؟؟؟
سؤال طالما حير الرجل .. ولم يوفق في إيجاد العذر المناسب له .. بل كان ولازال يتهم المرأة بالكذب ولكن الذي خفي عن الرجل .. أن المرأة لا تتعمد الكذب حول سنها .. بل تحاول الهروب من واقع فرضته عليها الثقافة الاجتماعية .. التي ربطت بين المرأة ..( والخصوبة ) .. بكل ما تحمله هذه الكلمة .. من أنوثة وشباب وحيوية .. وإنجاب فالرجل هو المسؤول الأول عن أمر إخفاء المرأة لعمرها الحقيقي .. فهو ومهما تقدمت به السنون .. يبحث دائماً عن المرأة الأكثر شباباً لإشباع احتياجاته .. مما يدفع المرأة .. لأن تدلل على نفسها .. وتقول أنها ( لازالت صغيرة في السن )
لماذا تخفي المرأة عمرها الحقيقي؟
سؤال يظل قائماً كلما دار الحديث عن عمر الجنس اللطيف ، فالسيدات اللواتي تجاوزن العقد الرابع يظهرن أمام الأخريات وكأنهن في العقد الثاني تزينت عيونهن بالعدسات اللاصقة الزرقاء وخطوط عريضة لأحمر الشفاه ومكياج يناسب الفتيات المراهقات والشابات.
ويؤكد الأطباء النفسيون إن ثمة علاقة بالحالة النفسية للمرأة التي تخفي عمرها وبين عدم الإفصاح عن سنها الحقيقي .
ويرى الدكتور حسان عدنان المالح استشاري الطب النفسي إن ظاهرة إخفاء المرأة لعمرها الحقيقي هي ظاهرة عادية منتشرة في معظم المجتمعات، مبيناً إن المجتمع يؤكد عادة هذه الظاهرة لاسباب اجتماعية وثقافية متعددة بعضها في غير صالح المرأة، فالمرأة - والحديث للدكتور المالح - لم تخلق لتكون جسداً فحسب فالتقدم في العمر قد يكون أحيانا دلالة إيجابية على النضج واتساع التجربة وليس عيباً.
ويمضي د.المالح قائلا: الخوف من التقدم في العمر أمر طبيعي مرتبط بحب الحياة وحب الذات ، وقد عرف الإنسان حلماً قديماً بأن يبقى شاباً وهو يبحث عن (ماء الحياة) ليعيد له الشباب.
ويضيف د.المالح ان المرأة عندما تخفي عمرها الحقيقي وتحاول أن تظهر بشكل اكثر شباباً واصغر سناً فهي تفعل ذلك لأن المجتمع يحدد المرأة بقدراتها الجسدية الانوثية والتي ترتبط بنشاط الهرمونات وغيرها من الأمور العضوية الكيميائية.
ويشير د.المالح إلى أن هناك اختلاف واضح بين المرأة والرجل من حيث نشاط هذه الهرمونات، فإلصاق قيمة المرأة بجسدها فقط هو تضخيم هذه القيمة على حسابات المكونات الأخرى لها ويعد ذلك نوع من ضيق النظر والاضطهاد لهذا الكائن الإنساني.
ويلفت د.المالح إلى انه بشكل عام يرتبط الخوف من التقدم في العمر بالخوف من الموت من الناحية النفسية العميقة، وهناك عديد من الأساليب الدفاعية النفسية التي يحاول الإنسان أن يستعملها ليبعد شبح الموت والشيخوخة بعضها إيجابي ومفيد وبعضها غير ذلك.
ويؤكد د.المالح إن الإنسان الذي خلقه الله سبحانه وتعالى سواء كان ذكراً أو أنثى يمر بمراحل متعددة من الناحية البيولوجية والنفسية والاجتماعية، ابتداءً بالمرحلة الجينية إلى الطفولة ثم المراهقة ثم الشباب ثم تستمر دورة الحياة مروراً بمرحلة الكهولة ثم الشيخوخة إلى ان تنتهي دورة الحياة بالوفاة وهذه المراحل لها صفاتها الجسدية والنفسية ولها متطلباتها ومشكلاتها ولها أفراحها واحزانها ولا يمكن للإنسان أن يبقى طفلاً أو شابا أو شيخاً.
كذلك هناك اعتقاد خاطئ لدى بعض الناس عن الشيخوخة، بأنها مرحلة مملوءة بالفراغ والملل واليأس، بالرغم من أن هذه المشاعر العارضة قد تُصيب الإنسان في أي مرحلة من عمره.. كما يختلف الناس في المزاج الشخصي، حيث نجد المتفائل ـ الذي تعوّدَ رؤية الدنيا بنظارة زاهية ـ يحتفظ غالباً بربيع حياته إلى آخر العمر، وتظل روحه تتسم بالأمل والشباب والحيوية في مرحلة شيخوخته، والعكس صحيح.
أن المرأة بالفعل حياتها تبدأ بعد الخمسين، أما الرجل فحياته تبدأ بعد الستين، وأن المرأة على أعتاب الخمسين عليها أن تدرك أنها تملك كل شيء، ولكن عليها أن تستثمر هذه الإمكانيات بحكمة، وتتعلم من ملكة سبأ، حتى لا تتحول سنواتها الباقية إلى توتر وجحيم بسبب اللهث غير المبرر وراء عيادات التجميل والليزر وشفط الدهون واختزال الصدر، والعبث بالشفاه. وكلمة مختصرة أقولها: تعزيز الصحة يحتاج إلى حكمة المرأة.
كما جاء في القرآن الكريم، فقد كانت لها الحكمة في مشورة كبار القوم عندما جاءها الهدهد حاملاً رسالة سيدنا سليمان، وكانت لديها أيضاً الحكمة في الرد على سؤال سيدنا سليمان عما إذا كان ما رأته عند سليمان هو عرشها، فلم تنف ولم تجزم، وقالت: كأنه هو؛ فكانت إجاباتها تعكس الحكمة والفراسة والذكاء، بل وبالمنطق والعقل أسلمت مع سليمان.
تقول الكاتبة الصحفية فريدة النقاش: أعتقد أن هناك أسباباً وراء اخفاء المرأة لسنها أهمها الصورة التي رسمتها الثقافات عن المرأة وهي صورة المرأة المرتبطة بالخصوبة والمرأة الشابة وما يسمونه (حواء الخالدة) التي تستطيع أن تبقى دائماً جميلة سواء في عيون زوجها أو عيون المجتمع ككل، ولكن صورة المرأة كإنسان وكائن طبيعي له طفولته وصباه وشبابه وكهولته هي صورة غير متداولة وغير معترف بها! كما أن هناك ضغوطاً نفسية واجتماعية تمارس ضد المرأة وخاصة تسمية سنها المتقدمة (بسن اليأس) والرجال هم جزء من المنظومة الاجتماعية التي تدفع المرأة لذلك ومع ذلك ليس كل النساء حريصات على اخفاء أعمارهن لأنهن استطعن أن يتحررن من القيود التي تفرضها عليهم تلك الصورة ونظرن إلى أنفسهن ككائنات طبيعية تعيش عمرها الحقيقي.
ومن جانبها ترى الكاتبة الصحفية د.أميرة أبو الفتوح أن المرأة غالباً ما تلجأ لذلك كي تكون جميلة وصغيرة أو تبدو في مرحلة عمرية أصغر مما هي عليه فتكون محط الأنظار وتؤكد أن الرجال ليسوا السبب الوحيد وراء ذلك وأن الأمر يتعلق أيضاً بشخصية المرأة.
وترى الكاتبة الصحفية نادية الكيلاني أن المرأة في الماضي كانت تستطيع اخفاء سنها لأنها كانت ربة منزل وليس لها أي اهتمام سوى الرجل فقد كان هو محور اهتمامها أما الآن فإن المرأة خرجت للعمل وأصبح لها اهتمامات عديدة فإذا حاولت أن تخفي سنها فإنها ستتحول إلى أضحوكة،وترى أن المرأة غالباً ما تلجأ لذلك لأنها تحب سن الشباب وأنها مرتبطة بالجمال.
وترى الكيلاني أن تلك الظاهرة انتقلت أيضاً إلى الرجل فهو يخفي سنه أيضاً لكي (يتصابى) ويظهر مناسباً أمام السيدات ويثبت أمام نفسه أنه مازال شاباً يتمتع بالقوة، ويمتلك روح الشباب، وأن الاتهامات التي تلصق بالمرأة كأن توصف بإنها كثيرة الكلام مثلاً، وغير ذلك من الاتهامات التي يوجهها لها الرجل، هي حالة اسقاط من صفاته هو على المرأة لأن لديه فرصة أكبر لإبداء رأيه لاننا مازلنا في مجتمع ذكوري إلى حد كبير.
وتفلسف الكاتبة الصحفية هالة البدري القضية بقولها ان المرأة إنسان والإنسان يمر بمراحل متعددة خلال عمره وكل مرحلة سنية تعطي المرأة أشياء جديدة وعديدة وتعبر عن توجهات فكرية فالشباب مثلاً يعبر عن الجمال ولكنه يعني في نفس الوقت نقص الخبرة وسن الثلاثين تعني خبرة أكثر وأن يصبح الإنسان أكثر نضجاً بعد ذلك وعندما يتقدم الإنسان أكثر في العمر أو يصل لسن الخمسين مثلاً فإن غالباً ما ينصب تركيزه في أن يجني ثمار تعبه طوال سنوات عمره التي مضت.
وأعتقد أن اخفاء المرأة لسنها يعني عدم ثقة في النفس لأنها صدقت المجتمع الذي يقول لها إنك عبارة عن مظهر فقط وأن الرجل هو جزء من المجتمع الذي يدفع المرأة إلى ذلك الكذب العلني!
ولكن ماذا يقول علم الاجتماع في هذه القضية؟
تقول د. سامية الساعاتي الواقع أن المرأة تلجأ لإخفاء سنها لأن الجمال مرتبط في ذهنها بسن معينة وهي سن الشباب كما أن ذلك مرتبط أيضاً بالنظرة الضيقة للمرأة على أنها شكل جميل فقط دون النظر إليها كإنسانة لها دور في المجتمع وأن الانسان ليس شكلا فقط انما رونق أيضاً فعندما نشاهد فيلماً لفاتن حمامة نجد أن شكلها قد تغير عما كانت عليه في الماضي ولكننا نلاحظ أيضاًً مدى قدرتها على العطاء ونجدها قد وصلت لمرحلة نضج فني وإنساني يوماً بعد يوم، ولكل مرحلة عمرية مذاق مختلف عن سابقاتها بطبيعة الحال.
وأعيب على المرأة تخوفها من نظرة الرجل لها أو عدم اهتمامه بها عندما تتقدم في السن فالعيب هنا يكون في الرجل وليس فيها هي.
وأخيراً تؤكد الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع أن الطبيعة البشرية للإنسان أن يقلق من الشيخوخة والكبر وأن المرأة الآن قد خرجت للعمل فعندما تحاول أن تخفي سنها فإنها تضحك على الآخرين وعلى نفسها أيضاً، وإن الإنسان عامة كلما كبر في السن تحولت تطلعاته وأفكاره فتسيطر عليه افكار الضعف والكبر والشيخوخة فإنه عندما يخفي سنه أو (تضيع شهادة ميلاده) فإنه يكون اكثر قدرة على ممارسة الحياة ويظل محتفظا بكيانه ويظن انه قادر على ممارسة الحياة بشكل أكثر تفاؤلاً وقادر على العطاء وتقدم السن لدى الإنسان من الاشياء التي تشعره بالاحباط وتدفعه للعزلة والانطوائية وما يعين المرأة على أن تداري عمرها الآن وجود ما يساعدها على ذلك من مستحضرات التجميل وعمليات شد الوجه، أما الرجل فإنه عندما يريد أن يعيد شبابه فإنه يتزوج بأمرأة أخرى لكي يثبت لنفسه أنه مازال صغيراً وشاباً.! وإلى ذلك فإنني مع الرأي القائل بأن الرجل هو السبب وراء ظاهرة اخفاء المرأة لسنها ولن تتراجع هذه الظاهرة إلا عندما تنضج نظرة الرجل إلى المرأة.
وأخيرا أيها الرجل ليتك تنظر للمرأة من كل جانب ولا تكن نظرتك سطحية محدودة ابحث عن عمق المرأة. وأنت ايتها المرأة العمر بيد الله وحده وإليك ما قال الشاعر:
عمري بروحي لابعد سنيني...........فلأسخرن غدا من التسعين
سني الى الستين يركض مسرعا..والروح ثابتة على العشرين
بالتفاؤل وحب الخير والبعد عن الضغينة والتفكير في الآخرين يمنحك الله عمرا طويلا ووجها نضرا بحلاوة الإيمان وليس بمساحيق خادعة خارجية لاتلبث أن تزول وينكشف المستور.
عَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " مُتّفَقٌ عَلَيْهِ
فذات الدين يجملها دينها فتبدو جميلة صغيرو ذات رونق خاص وجمال رباني.
وختاما آمل الا اكون أطلت عليك أختي الفاضلة وأسأل الله لي ولك جمالا ربانيا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لماذا تخفي المرأة عمرها الحقيقي؟؟؟؟
سؤال طالما حير الرجل .. ولم يوفق في إيجاد العذر المناسب له .. بل كان ولازال يتهم المرأة بالكذب ولكن الذي خفي عن الرجل .. أن المرأة لا تتعمد الكذب حول سنها .. بل تحاول الهروب من واقع فرضته عليها الثقافة الاجتماعية .. التي ربطت بين المرأة ..( والخصوبة ) .. بكل ما تحمله هذه الكلمة .. من أنوثة وشباب وحيوية .. وإنجاب فالرجل هو المسؤول الأول عن أمر إخفاء المرأة لعمرها الحقيقي .. فهو ومهما تقدمت به السنون .. يبحث دائماً عن المرأة الأكثر شباباً لإشباع احتياجاته .. مما يدفع المرأة .. لأن تدلل على نفسها .. وتقول أنها ( لازالت صغيرة في السن )
لماذا تخفي المرأة عمرها الحقيقي؟
سؤال يظل قائماً كلما دار الحديث عن عمر الجنس اللطيف ، فالسيدات اللواتي تجاوزن العقد الرابع يظهرن أمام الأخريات وكأنهن في العقد الثاني تزينت عيونهن بالعدسات اللاصقة الزرقاء وخطوط عريضة لأحمر الشفاه ومكياج يناسب الفتيات المراهقات والشابات.
ويؤكد الأطباء النفسيون إن ثمة علاقة بالحالة النفسية للمرأة التي تخفي عمرها وبين عدم الإفصاح عن سنها الحقيقي .
ويرى الدكتور حسان عدنان المالح استشاري الطب النفسي إن ظاهرة إخفاء المرأة لعمرها الحقيقي هي ظاهرة عادية منتشرة في معظم المجتمعات، مبيناً إن المجتمع يؤكد عادة هذه الظاهرة لاسباب اجتماعية وثقافية متعددة بعضها في غير صالح المرأة، فالمرأة - والحديث للدكتور المالح - لم تخلق لتكون جسداً فحسب فالتقدم في العمر قد يكون أحيانا دلالة إيجابية على النضج واتساع التجربة وليس عيباً.
ويمضي د.المالح قائلا: الخوف من التقدم في العمر أمر طبيعي مرتبط بحب الحياة وحب الذات ، وقد عرف الإنسان حلماً قديماً بأن يبقى شاباً وهو يبحث عن (ماء الحياة) ليعيد له الشباب.
ويضيف د.المالح ان المرأة عندما تخفي عمرها الحقيقي وتحاول أن تظهر بشكل اكثر شباباً واصغر سناً فهي تفعل ذلك لأن المجتمع يحدد المرأة بقدراتها الجسدية الانوثية والتي ترتبط بنشاط الهرمونات وغيرها من الأمور العضوية الكيميائية.
ويشير د.المالح إلى أن هناك اختلاف واضح بين المرأة والرجل من حيث نشاط هذه الهرمونات، فإلصاق قيمة المرأة بجسدها فقط هو تضخيم هذه القيمة على حسابات المكونات الأخرى لها ويعد ذلك نوع من ضيق النظر والاضطهاد لهذا الكائن الإنساني.
ويلفت د.المالح إلى انه بشكل عام يرتبط الخوف من التقدم في العمر بالخوف من الموت من الناحية النفسية العميقة، وهناك عديد من الأساليب الدفاعية النفسية التي يحاول الإنسان أن يستعملها ليبعد شبح الموت والشيخوخة بعضها إيجابي ومفيد وبعضها غير ذلك.
ويؤكد د.المالح إن الإنسان الذي خلقه الله سبحانه وتعالى سواء كان ذكراً أو أنثى يمر بمراحل متعددة من الناحية البيولوجية والنفسية والاجتماعية، ابتداءً بالمرحلة الجينية إلى الطفولة ثم المراهقة ثم الشباب ثم تستمر دورة الحياة مروراً بمرحلة الكهولة ثم الشيخوخة إلى ان تنتهي دورة الحياة بالوفاة وهذه المراحل لها صفاتها الجسدية والنفسية ولها متطلباتها ومشكلاتها ولها أفراحها واحزانها ولا يمكن للإنسان أن يبقى طفلاً أو شابا أو شيخاً.
كذلك هناك اعتقاد خاطئ لدى بعض الناس عن الشيخوخة، بأنها مرحلة مملوءة بالفراغ والملل واليأس، بالرغم من أن هذه المشاعر العارضة قد تُصيب الإنسان في أي مرحلة من عمره.. كما يختلف الناس في المزاج الشخصي، حيث نجد المتفائل ـ الذي تعوّدَ رؤية الدنيا بنظارة زاهية ـ يحتفظ غالباً بربيع حياته إلى آخر العمر، وتظل روحه تتسم بالأمل والشباب والحيوية في مرحلة شيخوخته، والعكس صحيح.
أن المرأة بالفعل حياتها تبدأ بعد الخمسين، أما الرجل فحياته تبدأ بعد الستين، وأن المرأة على أعتاب الخمسين عليها أن تدرك أنها تملك كل شيء، ولكن عليها أن تستثمر هذه الإمكانيات بحكمة، وتتعلم من ملكة سبأ، حتى لا تتحول سنواتها الباقية إلى توتر وجحيم بسبب اللهث غير المبرر وراء عيادات التجميل والليزر وشفط الدهون واختزال الصدر، والعبث بالشفاه. وكلمة مختصرة أقولها: تعزيز الصحة يحتاج إلى حكمة المرأة.
كما جاء في القرآن الكريم، فقد كانت لها الحكمة في مشورة كبار القوم عندما جاءها الهدهد حاملاً رسالة سيدنا سليمان، وكانت لديها أيضاً الحكمة في الرد على سؤال سيدنا سليمان عما إذا كان ما رأته عند سليمان هو عرشها، فلم تنف ولم تجزم، وقالت: كأنه هو؛ فكانت إجاباتها تعكس الحكمة والفراسة والذكاء، بل وبالمنطق والعقل أسلمت مع سليمان.
تقول الكاتبة الصحفية فريدة النقاش: أعتقد أن هناك أسباباً وراء اخفاء المرأة لسنها أهمها الصورة التي رسمتها الثقافات عن المرأة وهي صورة المرأة المرتبطة بالخصوبة والمرأة الشابة وما يسمونه (حواء الخالدة) التي تستطيع أن تبقى دائماً جميلة سواء في عيون زوجها أو عيون المجتمع ككل، ولكن صورة المرأة كإنسان وكائن طبيعي له طفولته وصباه وشبابه وكهولته هي صورة غير متداولة وغير معترف بها! كما أن هناك ضغوطاً نفسية واجتماعية تمارس ضد المرأة وخاصة تسمية سنها المتقدمة (بسن اليأس) والرجال هم جزء من المنظومة الاجتماعية التي تدفع المرأة لذلك ومع ذلك ليس كل النساء حريصات على اخفاء أعمارهن لأنهن استطعن أن يتحررن من القيود التي تفرضها عليهم تلك الصورة ونظرن إلى أنفسهن ككائنات طبيعية تعيش عمرها الحقيقي.
ومن جانبها ترى الكاتبة الصحفية د.أميرة أبو الفتوح أن المرأة غالباً ما تلجأ لذلك كي تكون جميلة وصغيرة أو تبدو في مرحلة عمرية أصغر مما هي عليه فتكون محط الأنظار وتؤكد أن الرجال ليسوا السبب الوحيد وراء ذلك وأن الأمر يتعلق أيضاً بشخصية المرأة.
وترى الكاتبة الصحفية نادية الكيلاني أن المرأة في الماضي كانت تستطيع اخفاء سنها لأنها كانت ربة منزل وليس لها أي اهتمام سوى الرجل فقد كان هو محور اهتمامها أما الآن فإن المرأة خرجت للعمل وأصبح لها اهتمامات عديدة فإذا حاولت أن تخفي سنها فإنها ستتحول إلى أضحوكة،وترى أن المرأة غالباً ما تلجأ لذلك لأنها تحب سن الشباب وأنها مرتبطة بالجمال.
وترى الكيلاني أن تلك الظاهرة انتقلت أيضاً إلى الرجل فهو يخفي سنه أيضاً لكي (يتصابى) ويظهر مناسباً أمام السيدات ويثبت أمام نفسه أنه مازال شاباً يتمتع بالقوة، ويمتلك روح الشباب، وأن الاتهامات التي تلصق بالمرأة كأن توصف بإنها كثيرة الكلام مثلاً، وغير ذلك من الاتهامات التي يوجهها لها الرجل، هي حالة اسقاط من صفاته هو على المرأة لأن لديه فرصة أكبر لإبداء رأيه لاننا مازلنا في مجتمع ذكوري إلى حد كبير.
وتفلسف الكاتبة الصحفية هالة البدري القضية بقولها ان المرأة إنسان والإنسان يمر بمراحل متعددة خلال عمره وكل مرحلة سنية تعطي المرأة أشياء جديدة وعديدة وتعبر عن توجهات فكرية فالشباب مثلاً يعبر عن الجمال ولكنه يعني في نفس الوقت نقص الخبرة وسن الثلاثين تعني خبرة أكثر وأن يصبح الإنسان أكثر نضجاً بعد ذلك وعندما يتقدم الإنسان أكثر في العمر أو يصل لسن الخمسين مثلاً فإن غالباً ما ينصب تركيزه في أن يجني ثمار تعبه طوال سنوات عمره التي مضت.
وأعتقد أن اخفاء المرأة لسنها يعني عدم ثقة في النفس لأنها صدقت المجتمع الذي يقول لها إنك عبارة عن مظهر فقط وأن الرجل هو جزء من المجتمع الذي يدفع المرأة إلى ذلك الكذب العلني!
ولكن ماذا يقول علم الاجتماع في هذه القضية؟
تقول د. سامية الساعاتي الواقع أن المرأة تلجأ لإخفاء سنها لأن الجمال مرتبط في ذهنها بسن معينة وهي سن الشباب كما أن ذلك مرتبط أيضاً بالنظرة الضيقة للمرأة على أنها شكل جميل فقط دون النظر إليها كإنسانة لها دور في المجتمع وأن الانسان ليس شكلا فقط انما رونق أيضاً فعندما نشاهد فيلماً لفاتن حمامة نجد أن شكلها قد تغير عما كانت عليه في الماضي ولكننا نلاحظ أيضاًً مدى قدرتها على العطاء ونجدها قد وصلت لمرحلة نضج فني وإنساني يوماً بعد يوم، ولكل مرحلة عمرية مذاق مختلف عن سابقاتها بطبيعة الحال.
وأعيب على المرأة تخوفها من نظرة الرجل لها أو عدم اهتمامه بها عندما تتقدم في السن فالعيب هنا يكون في الرجل وليس فيها هي.
وأخيراً تؤكد الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع أن الطبيعة البشرية للإنسان أن يقلق من الشيخوخة والكبر وأن المرأة الآن قد خرجت للعمل فعندما تحاول أن تخفي سنها فإنها تضحك على الآخرين وعلى نفسها أيضاً، وإن الإنسان عامة كلما كبر في السن تحولت تطلعاته وأفكاره فتسيطر عليه افكار الضعف والكبر والشيخوخة فإنه عندما يخفي سنه أو (تضيع شهادة ميلاده) فإنه يكون اكثر قدرة على ممارسة الحياة ويظل محتفظا بكيانه ويظن انه قادر على ممارسة الحياة بشكل أكثر تفاؤلاً وقادر على العطاء وتقدم السن لدى الإنسان من الاشياء التي تشعره بالاحباط وتدفعه للعزلة والانطوائية وما يعين المرأة على أن تداري عمرها الآن وجود ما يساعدها على ذلك من مستحضرات التجميل وعمليات شد الوجه، أما الرجل فإنه عندما يريد أن يعيد شبابه فإنه يتزوج بأمرأة أخرى لكي يثبت لنفسه أنه مازال صغيراً وشاباً.! وإلى ذلك فإنني مع الرأي القائل بأن الرجل هو السبب وراء ظاهرة اخفاء المرأة لسنها ولن تتراجع هذه الظاهرة إلا عندما تنضج نظرة الرجل إلى المرأة.
وأخيرا أيها الرجل ليتك تنظر للمرأة من كل جانب ولا تكن نظرتك سطحية محدودة ابحث عن عمق المرأة. وأنت ايتها المرأة العمر بيد الله وحده وإليك ما قال الشاعر:
عمري بروحي لابعد سنيني...........فلأسخرن غدا من التسعين
سني الى الستين يركض مسرعا..والروح ثابتة على العشرين
بالتفاؤل وحب الخير والبعد عن الضغينة والتفكير في الآخرين يمنحك الله عمرا طويلا ووجها نضرا بحلاوة الإيمان وليس بمساحيق خادعة خارجية لاتلبث أن تزول وينكشف المستور.
عَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " مُتّفَقٌ عَلَيْهِ
فذات الدين يجملها دينها فتبدو جميلة صغيرو ذات رونق خاص وجمال رباني.
وختاما آمل الا اكون أطلت عليك أختي الفاضلة وأسأل الله لي ولك جمالا ربانيا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.