المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع الأدب - مقصورة ابن دريد


دونا
16-12-09, 10:33 PM
مقصورة ابن دريد من روائع الأدب . حوت على مئتي بيت أو ربما أكثر، أغلبها حكم وتأملات في أحوال الناس. اخترت منها هذه الأبيات ،،،
إضافة / ابن دريد من شعراء العصر العباسي لكنه بدأ المقصورة بالتغزل متأثرا بشعراء العصر الجاهلي. وقال فيها :

يـا ظَبيَـةً أَشبَـه شَـيءٍ بِالمَهـا = تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجـارِ النَقـا
إِمّا تَـرَي رَأسِـيَ حاكـي لَونُـهُ =طُرَّةَ صُبحٍ تَحـتَ أَذيـالِ الدُجـى
وَاِشتَعَـلَ المُبيَـضُّ فـي مُسـوَدِّهِ = مِثلَ اِشتِعالِ النارِ في جَزلِ الغَضـى
فَكـانَ كَاللَيـلِ البَهيـمِ حَـلَّ فـي = أَرجائِـهِ ضَـوءُ صَبـاحٍ فَاِنجَلـى
وَلا أَقـولُ إِن عَرَتـنـي نَكـبَـةٌ = قَولَ القَنوطِ اِنقَدَّ في الجوفِ السَلى
قَد مارَسَت مِنّي الخُطـوبُ مارِسـاً = يُسـاوِرُ الهَـولَ إِذا الهَـولُ عَـلا
وَالحَمدُ خَيـرُ مـا اِتَّخَـذتَ عـدَّةً = وَأَنفَسُ الأَذخارِ مِـن بَعـدِ التُقـى
وَالنـاسُ كَالنَبـتِ فَمِنهُـم رائِـعٌ = غَضٌّ نَضيرٌ عـودهُ مُـرُّ الجَنـى
وَمِنـهُ مـا تَقتَحِـمُ العَيـنُ فَـإِن = ذُقتَ جَناهُ اِنساغَ عَذبـاً فـي اللها
يُقَـوَّمُ الشـارِخُ مِـن زَيغـانِـهِ = فَيَستَوي ما اِنعاجَ مِنـهُ وَاِنحَنـى
وَالشَيـخُ إِن قَوَّمتَـهُ مِـن زَيغِـهِ = لَم يُقِمِ التَثقيفُ مِنـهُ مـا اِلتَـوى
كَذَلِـكَ الغُصـنُ يَسيـرٌ عطـفُـهُ = لَدنـاً شَديـدٌ غَمـزُهُ إِذا عَـسـا
مَن ظَلَمَ النـاسَ تَحامَـوا ظُلمَـهُ = وَعَـزَّ عَنهُـم جانِبـاهُ وَاِحتَمـى
وَهُـم لِمَـن لانَ لَهُـم جانِـبُـهُ = أَظلَمُ مِـن حَيّـاتِ أَنبـاثِ السَفـا
عاجَمتُ أَيّامي وَمـا الغِـرُّ كَمَـن = تَـأَزّرَ الدَهـرُ عَلَيـهِ وَاِرتَــدى
لا يَنفَـعُ اللُـبُّ بِـلا جَــدٍّ وَلا = يَحُطُّـكَ الجَهـلُ إِذا الجَـدُّ عَـلا
مَـن لَـم تُفِـدهُ عِبَـراً أَيّـامُـهُ = كانَ العَمى أَولى بِهِ مِـن الهُـدى
مَن لَم يَعِظهُ الدَهرُ لَم يَنفَعـهُ مـا = راح بِهِ الواعِـظُ يَومـاً أَو غَـدا
مَن قاسَ ما لَم يَـرَهُ بِمـا يـرى = أَراهُ مـا يَدنـو إِلَيـهِ مـا نَـأى
مَن مَلَّكَ الحِرصَ القِيادَ لَـم يَـزَل = يَكرَعُ في ماءٍ مِـنَ الـذُلِّ صَـرى
مَن عارَضَ الأَطماعَ بِاليَأسِ دَنَـت = إِلَيهِ عَينُ العِزِّ مِـن حَيـثُ رَنـا
مَن عَطَفَ النَفسَ عَلى مَكروهِهـا = كانَ الغِنى قَرينَـهُ حَيـثُ اِنتَـوى
مَن لَم يَقِف عِنـدَ اِنتِهـاءِ قَـدرِهِ = تَقاصَرَت عَنـهُ فَسيحـاتُ الخُطـا
مَن ضَيَّعَ الحَـزمَ جَنـى لِنَفسِـهِ = نَدامَـةً أَلـذَعَ مِـن سَفـع الذكـا
وَالنـاسُ أَلـفٌ مِنهُـمُ كَـواحِـدٍ = وَواحِـدٌ كَالأَلـفِ إِن أَمـرٌ عَنـا
وَلِلفَتـى مِـن مالِـهِ مـا قَدَّمَـت = يَداهُ قَبـلَ مَوتِـهِ لا مـا اِقتَنـى
وَإِنَّمـا المَـرءُ حَـديـثٌ بَـعـدَهُ = فَكُن حَديثـاً حَسَنـاً لِمَـن وَعـى
إِنّي حَلَبتُ الدَهـرَ شَطرَيـهِ فَقَـد = أَمَـرَّ لـي حينـا وَأَحيانـاً حَـلا
عَجِبتُ مِن مُستَيقِـنٍ أَنَّ الـرَدى = إِذا أَتـاهُ لا يُــداوى بِالـرُقـى
وَهـوَ مِـنَ الغَفلَـةِ فـي أَهويـةٍ = كَخابِـطٍ بَيـنَ ظَـلامٍ وَعَـشـى
إِذا أَحَــسَّ نَـبـأَةً ريــعَ وَإِن = تَطامَنَـت عَنـهُ تَمـادى وَلَـهـا
كَثلَّـةٍ ريعَـت لِلَيـثٍ فَـاِنـزَوَت = حَتّى إِذا غابَ اِطمَأَنَّت إِن مَضـى
نُهـالُ لِلأَمـرِ الَّـذي يَروعُـنـا = وَنَرتَعي فـي غَفلَـةٍ إِذا اِنقَضـى
وَالـلَـومُ لِلـحُـرِّ مُقـيـمٌ رادِعٌ = وَالعَبـدُ لا تَردَعُـهُ إِلّا العَـصـا
وَآفَةُ العَقـلِ الهَـوى فَمَـن عَـلا = عَلـى هَـواهُ عَقلُـهُ فَقَـد نَجـا
كَـم مِـن أَخٍ مَسخوطَـةٍ أَخلاقُـهُ = أَصفَيتُـهُ الـوُدَّ لِخُلـقٍ مُرتَضـى
مَن لَكَ بِالمُهَـذَّبِ النَـدبِ الَّـذي = لا يَجِـدُ العَيـبُ إِلَيـهِ مُختَـطـى
إِذا تَصَفَّحـتَ أُمـورَ النـاسِ لَـم = تُلفِ اِمرءاً حازَ الكَمـالَ فَاِكتَفـى
عَوِّل عَلى الصَبـرِ الجَميـلِ إِنَّـهُ = أَمنَعُ مـا لاذَ بِـهِ أولـو الحِجـا
والدَهـرُ يَكبـو بِالفَتـى وَتـارَةً = يُنهِضُـهُ مِـن عَثـرَةٍ إِذا كَـبـا

ملاحظة / حاولت تنسيق القصيدة ولم تفلح محاولاتي ارجو ممن لديه معرفة - من المشرفين - تنسيقها ، وشكرا

النشاري العطووي
18-12-09, 03:07 PM
دونا
يعطيك العافيه اختي

قصيده روعه

دونا
28-12-09, 07:53 PM
دونا
يعطيك العافيه اختي

قصيده روعه

يا هلا فيك أخوي النشاري العطووي

وشكرا لطيب حضورك