حويطي والنعم
30-12-09, 02:34 AM
http://sabagate.com/up/uploads/ca9d902e0a.gif (http://sabagate.com/up)http://sabagate.com/up/uploads/959cd16ea2.jpg (http://sabagate.com/up)
كانت العادة أن ينقل البريد من إنجلترا.. بواسطة البواخر إلى سائر أنحاء الإمبراطورية.. ثم ينقل بالعربات التي تجرها الخيول إلى سائر المدن .. ثم يقف عامل البريد ليتلو على أهل القرية أو المدينة أسماء أصحاب الرسائل.. فيتقدم كل منهم ليتسلم رسالته مقابل "شلنين" يدفعهما لعامل البريد . وفي أحد الأيام وصلت عربة البريد إلى إحدى قرى اسكتلندا .. والتف حولها الأهالي وأخذوا يتسلمون رسائلهم .. ثم نادى عامل البريد باسم فتاة .. فتقدمت متعثرة الخطى وتناولت الخطاب الوارد باسمها واخذت تقلبه في لهفة ..ثم ردته والحسرة تشيع في قسمات وجهها الجميل .. فلما سألها عامل البريد عن سبب رد الخطاب قالت بارتباك :" اعذرني فأنا فقيرة ولا أملك أجر الخطاب " .. وهنا تأثر شاب كان بين الحاضرين فدفع "شلنين"وتسلم الرسالة وأعطاها للفتاة .. فشكرته وهي مرتبكة . وانفض الجمع .. فتقدمت الفتاة من الشاب الذي دفع عنها أجر الرسالة وقالت له : " لم تكن هناك ضرورة لدفع ما تفضلت بدفعه يا سيدي " ودهش الشاب وقال لها " لقد أردت ألا تحرمي من قراءة هذا الخطاب " . أجابت الفتاة " ولكني قرأته يا سيدي.. لقد اتفقت مع خطيبي وهو جندي في معسكرات " ويلز " على رموز يضعها على الغلاف .. أفهم منها كل ما يريد .. وليس في الرسالة غير ورقة بيضاء .. دهش الشاب لذكاء الفتاة وسعة حيلتها .. وعاد يسألها " لم فعلت ذلك ؟" قالت :" إنني أتقاضى ثلاثة " شلنات " في الأسبوع .. ولا يمكن أن أدفع منها " شلنين " ولو كان الأجر قليلاً لدفعته بسهولة "
كان هذا الشاب هو" رولاند هل " مدرس الرياضة الذي كان في إجازة قصيرة في اسكتلندا . أما الفتاة فلم يهتم أحد بذكر اسمها بالرغم من أنها هي التي ألهمته . لقد دفعه هذا الحادث إلى إطالة التفكير في مصير البلاد .. فلو أن فكرة الفتاة انتشرت واتفق المعدمون وهم كثيرون على اتباعها لنشأت أزمة اقتصادية ..وهداه تفكيره إلى فكرة أسرع يعرضها على الوزير المسؤول .. وفحواها إلصاق ورقة صغيرة على كل خطاب يكتب فوقها مدفوع الأجرة وتدفع مقدماً وقيمتها "شلن " واحد رفض الوزير الفكرة . لم ييأس" رولاند" بل عرضها على تلاميذه وتحمسوا لها وبمساعدتهم طبع كتاباً عرض فيه فكرته ودعمها بالإحصاءات والأرقام .. قاومت الحكومة هذه الفكرة وتحمس لها الكثيرون حتى وصل الأمر إلى قيام مظاهرات تؤيد الإقتراح .. وعلمت الملكة فكتوريا بالأمر فاستدعت "هل" وسمعت منه حججه وبراهينه فاقتنعت بها وازدادت اقتناعاً عندما قدم لها نموذج أول طابع بريد وعليه صورة لها ونبهت عليه أن يعاد رسم صورتها ليظهرها بشكل جميل وفي عام 1840 ظهر أول طابع بريد في العالم .. حاملاً صورة الملكة فكتوريا وكان الفضل في ظهوره لتلك الفتاة الأسكتلندية المجهولة وأطلق عليه" البنس الأسود" للونه وقيمته ...........
كانت العادة أن ينقل البريد من إنجلترا.. بواسطة البواخر إلى سائر أنحاء الإمبراطورية.. ثم ينقل بالعربات التي تجرها الخيول إلى سائر المدن .. ثم يقف عامل البريد ليتلو على أهل القرية أو المدينة أسماء أصحاب الرسائل.. فيتقدم كل منهم ليتسلم رسالته مقابل "شلنين" يدفعهما لعامل البريد . وفي أحد الأيام وصلت عربة البريد إلى إحدى قرى اسكتلندا .. والتف حولها الأهالي وأخذوا يتسلمون رسائلهم .. ثم نادى عامل البريد باسم فتاة .. فتقدمت متعثرة الخطى وتناولت الخطاب الوارد باسمها واخذت تقلبه في لهفة ..ثم ردته والحسرة تشيع في قسمات وجهها الجميل .. فلما سألها عامل البريد عن سبب رد الخطاب قالت بارتباك :" اعذرني فأنا فقيرة ولا أملك أجر الخطاب " .. وهنا تأثر شاب كان بين الحاضرين فدفع "شلنين"وتسلم الرسالة وأعطاها للفتاة .. فشكرته وهي مرتبكة . وانفض الجمع .. فتقدمت الفتاة من الشاب الذي دفع عنها أجر الرسالة وقالت له : " لم تكن هناك ضرورة لدفع ما تفضلت بدفعه يا سيدي " ودهش الشاب وقال لها " لقد أردت ألا تحرمي من قراءة هذا الخطاب " . أجابت الفتاة " ولكني قرأته يا سيدي.. لقد اتفقت مع خطيبي وهو جندي في معسكرات " ويلز " على رموز يضعها على الغلاف .. أفهم منها كل ما يريد .. وليس في الرسالة غير ورقة بيضاء .. دهش الشاب لذكاء الفتاة وسعة حيلتها .. وعاد يسألها " لم فعلت ذلك ؟" قالت :" إنني أتقاضى ثلاثة " شلنات " في الأسبوع .. ولا يمكن أن أدفع منها " شلنين " ولو كان الأجر قليلاً لدفعته بسهولة "
كان هذا الشاب هو" رولاند هل " مدرس الرياضة الذي كان في إجازة قصيرة في اسكتلندا . أما الفتاة فلم يهتم أحد بذكر اسمها بالرغم من أنها هي التي ألهمته . لقد دفعه هذا الحادث إلى إطالة التفكير في مصير البلاد .. فلو أن فكرة الفتاة انتشرت واتفق المعدمون وهم كثيرون على اتباعها لنشأت أزمة اقتصادية ..وهداه تفكيره إلى فكرة أسرع يعرضها على الوزير المسؤول .. وفحواها إلصاق ورقة صغيرة على كل خطاب يكتب فوقها مدفوع الأجرة وتدفع مقدماً وقيمتها "شلن " واحد رفض الوزير الفكرة . لم ييأس" رولاند" بل عرضها على تلاميذه وتحمسوا لها وبمساعدتهم طبع كتاباً عرض فيه فكرته ودعمها بالإحصاءات والأرقام .. قاومت الحكومة هذه الفكرة وتحمس لها الكثيرون حتى وصل الأمر إلى قيام مظاهرات تؤيد الإقتراح .. وعلمت الملكة فكتوريا بالأمر فاستدعت "هل" وسمعت منه حججه وبراهينه فاقتنعت بها وازدادت اقتناعاً عندما قدم لها نموذج أول طابع بريد وعليه صورة لها ونبهت عليه أن يعاد رسم صورتها ليظهرها بشكل جميل وفي عام 1840 ظهر أول طابع بريد في العالم .. حاملاً صورة الملكة فكتوريا وكان الفضل في ظهوره لتلك الفتاة الأسكتلندية المجهولة وأطلق عليه" البنس الأسود" للونه وقيمته ...........