تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الغرفه 173012


الزيزفون
09-01-10, 12:28 PM
في ليلة شتاء ممطره .. كنت أسير بالطرقات ..أبحث عن ملجأ احتمي به من برد الشمال القارس .
بدت كل الشوارع خالية من الماره .. ورغم هذا كنت أشعر بأزدحام الناس من حولي .. وأسمع قرع نعالهم ..
إلا أني لا أشاهد أحدا .. ربما هي خدعة أخرى من خدع الحواس التي لا أثق بها ..
كنت اتساءل لما أنا بالذات أشغل هذا الحيز من الكون بهذا الوقت .. هل هناك علاقه بين الزمان والمكان وأنا,
يبدو لي أن هناك علاقة قويه ويكفي أن أعرف أنه من المستحيل أن أعود هنا مره أخرى لتتأكد العلاقه ..
اشعر بأني تائه الفكر أمام تلك الأسئله التي تدور في رأسي .. من أنا ؟من أين جاء الكون ؟
ربما أكون مجرد شخصية في خيال كاتب يفعل بي ما يحلو له إلا أنني أشعر أن إرادتي أقوى من أن تقيدها روايه !ولكني لا استبعد ذلك ,
أشعر أنني لستً سوى فكرة لم تأتي لعالم الوعي بعد .. أحيان أشعر أني كائن بشري ولكن هذه الفكره تزعجني ,
اذاً مجرد الشعور بالحياه معناه أن الموت احتمال ضروري وحتمي ..ومجرد وجود العقل معناه العذاب ,
اه كم اشبه قطرات المطر المنهمره ربما لأنها لاتجيد إلا السقوط ..وأنا أسقط بإحتراف في الفضاء المحيط بي ..
نولد لنسير لفترة زمنية معينة ثم نختفي .. وكذلك قطرات المطر تولد وتسير لفترة معينة ثم تختفي في الأرض ..
هل أنا قطره ماء !!
مازال المطر ينهمر بقوه ومازلت أسير وحيدا إلا أنني أستطعت أن أعود لحالتي قبل العاصفه , الكائن الغير مفكر او الكائن الذي اعتاد على الكون .
واصلت السير حتى وصلت لناصية الشارع وإذ بي أشاهد فندق , توجهت له مباشره .. سألت موظف الاستقبال أن يجد لي غرفة .. قال مبتسماً
بالطبع هذا مفتاح الغرفه 173012 ولحسن حظك أنك أول من يسكنها لأنها بنيت جديده في التوسعة الأخيرة للفندق وتم الأنتهاء من تجهيزها قبل قليل ..
بادلته الأبتسامه وصعدت على الفور للطابق العلوي الذي لم أجد به سوى غرفة واحده حديثة البناء .
دخلت وخلعت عقالي ولست أعلم كم من عقال وجب أن ألبس , رميت بشماغي الذي انهكته العروبه جانبا وارتميت علي السرير فأنا مرهق جدا .
اغمضت عيني , و فجأه قفزت مذعوراً , هل قال الغرفه قال الغرفه 173012 أمسكت بالمفتاح وكانت الفاجعه, كتب على حاملةالمفتاح (الغرفه 173012 اقامه سعيده )
هي إذاً الغرفة التي حُذرت من المجئ اليها ولكن كيف حدث أن دخلتها !!هل هناك رابط بين هطول المطر ودخولي الغرفة !!!مؤكد أن لاشي يحدث عبثا.
وقفت حائراً اتأمل كيف أتيت الي هنا, هل علي أن أسلم بحتمية العالم وأنا أرى أن الأسباب تقودني لمكان كنت اتحاشى دخوله ..أخذت أقلب نظري بالغرفة
لقد هالتني دقته بالوصف كل شئ كما قال لي وكأن أحد لم يدخل هذه الغرفة من بعده , ولكن ألم يقل لي موظف الاستقبال أنني أول من يسكن هذه الغرفه !!
تلك هي نافذة الحياة التي اخبرني عنها ذهبت لأقف علي النافذه وإذا بحديقة غناء بها فتاة كأنها القمر تضيف جمالا الي جمال الحديقة , تركض من زهرة إلي أخرى , ما أجمله من منظر .
إذاً سأسترخي قليلا علي السرير وأعود لأملي ناظري بهذا الجمال ,
استلقيت علي السرير وكنت أفكر هل وصلت هنا بأختياري أم لا , فأنا كنت اتحاشى دخول هذه الغرفة وبرغم ذلك بحثت عنها !!هذا لايهم فأنا على كل حال لم اختر نفسي ... منذ الأساس .. لا شي مهم ,
لذا يستوجب علي فقط أن اتماشى مع ماهو كائن سأذهب لأقف على ا لنافذه من جديد ..
ما أن اطليت برأسي من النافذه الا وكأن صاعقة نزلت علي , لم ارى سوى بضعة قبور تركض بينها عجوز متوشحة بالسواد, تقف عند كل قبر قليلا ثم تواصل الركض
إلى أن توقفت تنظر إلي .. سألتها من أنت ؟ أين الفتاة ؟ كيف تحولت الحديقة لمقبره ؟ .
أتاني صوت العجوز :
_ أنا الفتاة وهذه حديقتي ولكن الزمن تغير ياولدي فلقد كبرت ..
_ لالا مستحيل أن تكوني أنتي الفتاة ,
مستحيل ان تتحول تلك الحديقه الجميله لمقبره .
_ أنت تقف على نافذة الحياة ولا شئ مستحيل ,
ياولدي الحياة ليست لعبه في يد طفل قدمتها له امه ليلعب بها كيفما شاء
الحياه هي لحظة تشعر أنك أسعد الناس , يأتوك أًناس يطرقون بابك في وجوههم حديث وعلى ألسنتهم موت , يذهبون من عندك وأنت اشبه ما تكون بالجثة الهامدة ,
الحياة هي طفلٌ يسأل أين ابي ؟ لا أحد يجيب , يلح في سؤاله يجيبه صمت مخيف ,
الحياة هي ان تنتظره يأتي ويأتيك من يعلمك انه لن يجئ ابدا فلا تنتظره ,
ياولدي نحن مقلدون بارعون
نشاهدهم أطفال فنصبح مثلهم نشاهدهم كبار فنكبر مثلهم نشاهدهم يودعون فنودع مثلهم نشاهدهم يموتون فنموت مثلهم .
أنظر هناك يا ولدي حيث الدار , تري هناك مسرح ثابت يتناوبون عليه الممثلون , ينهون مسرحياتهم ويذهبون ويأتي غيرهم , ولا تبقي سوي حكايات ولحظات مضغها الزمن .

ما هذه القسوة قلتها وأنا أشاهد أطفال يلعبون , يحملون نعش ويسير خلفهم اخرون ..
تأملت الحياة وأنا أقف علي نافذتها لماذا نعيش ؟ هل لنموت !!ام لنودع ... ام لنتألم ..!!
تأملت هذا الكائن البشري ,الغريب فيه أنه الكائن الوحيد الذي يضحك والوحيد الذي يعي معني الفقد .. أنه كائن التناقضات .

هنا توقف سالم عن الكتابه ورمى بقلمه جانبا واستلقى على سريره مستسلما للنوم ...

نديم الشمال
09-01-10, 01:41 PM
نولد لنسير لفترة زمنية معينة ثم نختفي .. وكذلك قطرات المطر تولد وتسير لفترة معينة ثم تختفي في الأرض ..



دخلت وخلعت عقالي ولست أعلم كم من عقال وجب أن ألبس , رميت بشماغي الذي انهكته العروبه جانبا وارتميت علي السرير فأنا مرهق جدا .



هل أنا قطره ماء !!



أنت تقف على نافذة الحياة ولا شئ مستحيل ,
ياولدي الحياة ليست لعبه في يد طفل قدمتها له امه ليلعب بها كيفما شاء




ياولدي نحن مقلدون بارعون






تأملت الحياة وأنا أقف علي نافذتها لماذا نعيش ؟ هل لنموت !!ام لنودع ... ام لنتألم ..!!



000

هذه الغرفة الغريبه؟؟!!!

أديبنآ وزيزفوننا

أتأمل مآكتبته

وأذكر بأنك قد أخبرتني أن من كتب تحت معرفك

(((كلمــــــــــة أديب))))

ليس شخصا يرضي غروره ويصف نفسه بما ليس فيه

ولكن أطلقه عليه (عميد المثقفين في شبكتنا)

((الآتي الأخير))وأنا أيضآ أضم صوتي اليه

اخي اليك التالي:-

1-5نجــــــــــوم

2-خآتم الأمتيآز

وشكري وتقدير

دمت بخير ودام نبضك

**أتمنى أن يكون الشكل الجمالي للنص والخلفيه

قد أعجبك ويليق بمقام الكلمآت

الزيزفون
09-01-10, 02:23 PM
الاخ الفاضل نديم الشمال
لا اعلم لما تذكرت بيت ابا نواس الذي تمثل به في حضره الامين حيث قال :
ذا نحن أثنينا عليك بـصـالـح....فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
وإن جرت الألفاظ منا بمـدحةٍ....لغيرك إنساناً فأنت الذي نعنـي

ربما لان ماوجدته هنا بحضرتك كما وجده هو بحضر الامير

اغدقت على بكرمك ومننحتني شرفا ان ينال نصي على اعجابكم
كلماتك وسام فخر ... وحضورك سعاده
لك من الشكر اجزله .....

الفارس
09-01-10, 02:41 PM
نص اصابني بالدهشة
لي عودة قريبا لانهل من متونه الروعة

ابن الفخر
09-01-10, 02:57 PM
اهلاً وسهلاً ومرحبا بعودتك اخي الزيزفون ومن طول الغيبات جاب الغنايم


وكم اشتقنا اليك ولتلك الايام الجميلة التي قضيانها بهذه الشبكة عند بداياتها

وماشاء الله تبارك الله عليك عدت بقوة تستحل مكانتك السابق بالقلوب و لنعمم

بمداد فكرك و قلمك الابداعي

ياسردياب
09-01-10, 03:01 PM
الكاتب المغوار
سلاما عليك وعمت صباحا

تاكد انى حين أقرأ نص باسلوب سهل ممتنع كهذا
اتحير نفس حيرتك فى تحديد كينونتك اذا كنت شخصية فى خيال كاتب
او فكرة ممزوجة فى عالم الا وجود
تتجلى فى أقصوصتك القصيرة لمحات فلسفية يتدخل فى كتابتها فيلسوف حالم ولكن بلا جدوى

تحياتى لك
وردودنا تفنى ولكن البقاء للأدب

نديم الشمال
09-01-10, 03:39 PM
الاخ الفاضل نديم الشمال


لا اعلم لما تذكرت بيت ابا نواس الذي تمثل به في حضره الامين حيث قال :
ذا نحن أثنينا عليك بـصـالـح....فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
وإن جرت الألفاظ منا بمـدحةٍ....لغيرك إنساناً فأنت الذي نعنـي

ربما لان ماوجدته هنا بحضرتك كما وجده هو بحضر الامير

اغدقت على بكرمك ومننحتني شرفا ان ينال نصي على اعجابكم
كلماتك وسام فخر ... وحضورك سعاده
لك من الشكر اجزله .....





هههههههههههههه

وكأني بك وقد سمعت والدي رحمه الله وهو ينآديني

بأبآنواس كنت صآحب شقآوة غير طبيعيه وصآحب

حيلة ودهاء ومكر -أتعبته كثيرا وكنت مدعومآ
بقوة

من إمرأة تميزني على جميع أبنآئها ؟فأنا لم اخطو على قدمي

الآمع بلوغي العام الرابع وكنت الهزيل والنحيل في ابنائها

وكآنت رحمها الله تحفظ الشعر وربما تقوله وتحفظ التاريخ

رحمها الله كانت مضرب مثل في جمالها وطلعتها البهيه وهذا

مآرأيته وسمعته ومن أجمل صفاتها شيئآعلمتني آيآه وليتني

أحفظه مآحييت كآنت تطعم الطعآم وتذهب به للجيرأن مخفيته

تحت عبآئتها لكي لايرآه أحد (كانت تطعم الطعآم على حبه)؟نعم وهي من حببني في

الشعر وقصص العبرة

وحفظ الامثال والحكم ولسخريتها من الأمور طريقة لم أجدها

الأ عندمآ قرأت وتولعت بكتآبآت الايرلندي برنآرد شووووو


*يمه أصيح بعآلي الصوت مجرووووح&&يمه؟علآم النآس مآترحم النآس

00

*يقولون التوجد والبكآ مآيفيد&&وآنا بعد مآآتت أمي مآتوا أخوآني؟؟!!

أطلت عليك ولكن الحوار مع أمثالك مترتفعا لمستوى الجمآجم

في زمن انحدر به الكثيرون الى مستوى (الجـــــــــ 0ز00م)

مللت من كثرة المنقول -تعبت ومليت وانا لاأجد شيئا يستحق القراءة

من كتابنا وشعرائنا هنــــــــــــآ الأ في مرآت هي بعدد أصابع اليد الوآحده

زيزفون -ياشيخ يزفوك للعروس وأنا قدآمك والابعدك والامعك المهم

أزف أنزف يزفوني والنيه =العرس يوآعرسآآآآآآه هههههههه

سلآم

مللنا من المنقول والملطوش

حويطي والنعم
09-01-10, 05:12 PM
أنظر هناك يا ولدي حيث الدار , تري هناك مسرح ثابت يتناوبون عليه الممثلون , ينهون مسرحياتهم ويذهبون ويأتي غيرهم , ولا تبقي سوي حكايات ولحظات مضغها الزمن

والمشكلة حين تجد نفسك في منطقة وسطى ما بين الكواليس وخشبة المسرح فلا تدري أيها شخصيات حقيقية وأيها تمثيل ..!!

حقاً يستحق التميز وتستحق لقب أديب..
أخي الزيزفون لا تحرمنا من هكذا إبداع ..
سلمت وسلم إبداعك ..

ام الفهد
09-01-10, 06:29 PM
حقا لا يبقى إلا حكايات ...
نص رائع و مدهش و يستحق التميز

سكون
10-01-10, 01:22 PM
سيدي الزيزفون 00تفضل لترى ما حل بليلتي من غرفتك

قرأت خاطرتك ثم رحلت عنها
وفي الحلم رأيت أننا جميعاً نريد ان نقلع في طائرة واحدة
ولكننا عندما دخلنا المطار فوجئنا بالمضيفة تقول لنا : لن تقلع الطائرة
الا عندما ينتهي هذا المسلسل واشارت بيدها الى شاشة عرض كبيرة يعرض عليها مسلسل
دخلنا وجلسنا بين جمع من الصفوف وكان من الجالسيين أناس اصحاء وبعضهم مريضيين
وجلست اتابع المسلسل وأنتظر انتهائه لأقلع بالطائرة 00
ثم صحوت
وعرفت
أن المبدع الزيزفون أجاد وصفه للدنيا
فعدت هنا ----وكتبن ردي
كن بخير
تغشاك الجنة

الزيزفون
19-05-11, 09:22 PM
نص اصابني بالدهشة
لي عودة قريبا لانهل من متونه الروعة

اخي الفاضل الفارس
الروعه تأتي حيث انت .. اسعدني مرورك
جل الاحترام

الزيزفون
19-05-11, 09:25 PM
اهلاً وسهلاً ومرحبا بعودتك اخي الزيزفون ومن طول الغيبات جاب الغنايم


وكم اشتقنا اليك ولتلك الايام الجميلة التي قضيانها بهذه الشبكة عند بداياتها

وماشاء الله تبارك الله عليك عدت بقوة تستحل مكانتك السابق بالقلوب و لنعمم

بمداد فكرك و قلمك الابداعي

الاخ الفاضل ابن الفخر وانا ايضا اشتقت اليكم .. ولايام مضت كانت من اجمل الايام .. قضيناها هنا مع اخوه نحبهم في الله
شاكر لك مرورك وتعقيبك الكريم
جل التقدير

الزيزفون
19-05-11, 09:29 PM
الكاتب المغوار
سلاما عليك وعمت صباحا

تاكد انى حين أقرأ نص باسلوب سهل ممتنع كهذا
اتحير نفس حيرتك فى تحديد كينونتك اذا كنت شخصية فى خيال كاتب
او فكرة ممزوجة فى عالم الا وجود
تتجلى فى أقصوصتك القصيرة لمحات فلسفية يتدخل فى كتابتها فيلسوف حالم ولكن بلا جدوى

تحياتى لك
وردودنا تفنى ولكن البقاء للأدب
الكاتب والاديب ياسر دياب
سعدت كثيرا بقرائتك .. للنص وتعقيبك عليه ..
تقديري واحترامي لشخصكم النبيل

الزيزفون
19-05-11, 09:30 PM
والمشكلة حين تجد نفسك في منطقة وسطى ما بين الكواليس وخشبة المسرح فلا تدري أيها شخصيات حقيقية وأيها تمثيل ..!!


حقاً يستحق التميز وتستحق لقب أديب..
أخي الزيزفون لا تحرمنا من هكذا إبداع ..

سلمت وسلم إبداعك ..

اخي الفاضل حويطي والنعم
اسعدني مرورك الجميل .. وتعقيبك الواعي
لك من الشكر اجزله

الزيزفون
19-05-11, 09:32 PM
حقا لا يبقى إلا حكايات ...
نص رائع و مدهش و يستحق التميز
الاخت الفاضله اام الفهد
اشكر لك مرورك وتعقيبك على النص ...
جل الاحترام

الزيزفون
19-05-11, 09:35 PM
سيدي الزيزفون 00تفضل لترى ما حل بليلتي من غرفتك

قرأت خاطرتك ثم رحلت عنها
وفي الحلم رأيت أننا جميعاً نريد ان نقلع في طائرة واحدة
ولكننا عندما دخلنا المطار فوجئنا بالمضيفة تقول لنا : لن تقلع الطائرة
الا عندما ينتهي هذا المسلسل واشارت بيدها الى شاشة عرض كبيرة يعرض عليها مسلسل
دخلنا وجلسنا بين جمع من الصفوف وكان من الجالسيين أناس اصحاء وبعضهم مريضيين
وجلست اتابع المسلسل وأنتظر انتهائه لأقلع بالطائرة 00
ثم صحوت
وعرفت
أن المبدع الزيزفون أجاد وصفه للدنيا
فعدت هنا ----وكتبن ردي
كن بخير
تغشاك الجنة


اديبتنا الراقيه شقائق النعمان
حضورك مختلف .. فأنت تجيدين قرائه النصوص .. وهذا ما يجعلني افرح بهكذا مرور
تقديري واحترامي