تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنا البحر يا معالي الوزير


ام الفهد
31-01-10, 08:02 PM
[CENTER]من مقالاتي القديمة تم نشر في صحيفة الرياض ،أتمنى أن يعجبكم ،،
]

[SIZE="5"][COLOR="Black"]طالعتنا معظم الصحف المحلية في يوم الأربعاء الموافق (15/4/1428هـ) بخبر تصدر الصفحة الأولى في بعضها، بأن وزارة التربية و التعليم تعتزم تدريس مادتي الرياضيات والفيزياء باللغة الإنجليزية أو الفرنسية و ذلك في المرحلة المتوسطة والثانوية حسب ما صرّح به معالي وزير التربية و التعليم د/ عبد الله العبيد خلال رعايته حفل تكريم الفائزين من الطلاب والطالبات في المسابقة السنوية للرياضيات و الفيزياء و ذلك بسبب (كما ذكر معاليه) أن هاتين اللغتين هما الأقرب لهذا العلم. وذكر أن الوزارة تعمل حالياً على تطبيق برنامج (آي.بي) لكي تسمو بالتعليم في المملكة.

في البداية أعطي لمحة سريعة عن برنامج (أي.بي) وهو اختصار الكلمتين(International Baccalaureate) وتعني باللغة العربية البكالوريا الدولية وهو برنامج دولي أنشئ عام 1986 م للتسهيل على الطلاب المتنقلين من بلد إلى أخر أثناء مراحل التعليم ما قبل الجامعة ويقدم برامج عالية المستوى والدراسة فيه تكون باللغة الانجليزية أو الفرنسية أو الأسبانية. ويوجد في المملكة مدرستان عالميتان تقدمان هذا البرنامج أحدهما المدرسة الدولية البريطانية في جدة و قد تم التصريح لها بتطبيق برنامج البكالوريا الدولية في مارس عام 1999م والأخرى في الرياض و هي المدرسة الدولية الأمريكية وقد حصلت على التصريح بتطبيق هذا البرنامج في مارس 2000م، وكلتا المدرستين أهلية و لغة التدريس فيهما هي اللغة الانجليزية.

وقد أتحفنا سعادة مدير عام الإعلام التربوي والعلاقات العامة بالوزارة د/عبد العزيز الجار الله بثلاث مقالات متتالية في صحيفة الرياض حول البكالوريا الدولية و اقترح تطبيقه بصورة مبدئية في بعض المدارس الأهلية. و إن كنت لا أوافقه الرأي إلا أنني استمتعت بطرحه للموضوع من زاوية معينة و أقدّر حماسه لتطبيق هذا البرنامج. ومن خلال هذا المقال أطرح رأيي الذي هو حصيلة خبرتي في الميادين التي عملت بها، كأكاديمية قمت بالتدريس في الكلية وألفت كتباً في الرياضيات البحتة باللغة العربية للمستوى الجامعي و قمت أيضاً بالأشراف على طالبات التربية الميدانية في المدارس. و أرجو أن لا يعتقد أن رأيي هو رمح ضد ما طرحه في مقالاته و إنما رغبت أن نستشرف ما سيؤول إليه التعليم لو تجردنا من لغتنا الرصينة داخل الصروح العلمية.

ومع شكري و تقديري لمعالي الوزير لجهوده من أجل النهوض بالعملية التربوية والتعليمية و البلوغ بها للمستوى المأمول لأن نهضة الأمم و تقدمها مرتبط بمستوى التعليم الذي يتلقاه الأفراد و خير مثال على ذلك، دولة اليابان حيث استعانت بالتعليم والتربية للخروج من ذل الهزيمة بعد الحرب العالمية الثانية. ولكنني أتعجب كل العجب أن يأتي هذا التصريح من معاليه بعد انقضاء عامين على صدور قرار بتشكيل لجنتين علميتين متخصصتين لمادتي الرياضيات والعلوم الطبيعية من عدد من الأكاديميين المتخصصين في الجامعات السعودية والوزارة وقد حدد القرار مهام اللجنتين في المراجعة العلمية للمنتج علمياً وتربوياً للتأكد من سلامة المواءمة و دقة الترجمة للمصطلحات والمفاهيم العلمية و قد كان الاختيار قد وقع على سلسلة هاركوت الأمريكية، بمعنى أن توجه الوزارة قبل عامين كان هو اختيار سلسلة عالمية و العكوف على ترجمتها. فهل اقتراح معاليه حالياً هو البديل عن ترجمة السلاسل الأجنبية؟ وهل هذا الاقتراح تم دراسته من قبل لجان متخصصة؟ وهل معلمو المرحلة المتوسطة والثانوية في مدارسنا بالكفاءة التي تجعلهم قادرين على تطبيق هذا البرنامج بنجاح لتتحقق الفائدة المرجوة منه ( حتى وان كانت مدرسة أهلية) وهل عملت الوزارة استفتاء حول تطبيق برنامج البكالوريا الدولية لأخذ رأي المختصين و ندلي بدلونا؟ وأتعجب أن يأتي تصريح معاليه في الوقت الذي يكرم فيه أبناءنا المبدعين، هذا الجيل الذي تتلمذ ودرس جميع علومه بما فيها الرياضيات والفيزياء باللغة العربية!. و هل فعلاً أن فشل أبنائنا وعدم لحاقهم بالركب هو بسبب عدم دراستهم للعلوم باللغة الانجليزية ؟ وماذا عن إبداعات الأطباء و المهندسين والمفكرين وأساتذة الجامعات السعوديين المتميزين الذي أبهروا العالم بانجازاتهم، إنهم لم يدرسوا العلوم باللغة الانجليزية في المرحلة الثانوية، فاللغة ليست حائلاً أو قاتلاً للإبداع، بل على العكس يأتي الإبداع من إتقان اللغة المقدم بها العمل. ولعلني أذكر هنا أن الكثير من المجلات العلمية العالمية تتمسك بكتابة الأبحاث بلغة الدولة كلغة أساسية للمجلة مع تخصيص ملخص للبحث باللغة العالمية (الانجليزية). أيضاً إن اللغة والفكر كلاهما يصنع الآخر فإذا كانت الأمة متقدمة في العلوم والتكنولوجيا فإن لغتها ستتقدم لأنها أداة للتواصل وهي التي تحمل الفكر، فها هي اليابان أصبحت لغتها متقدمة بفضل تقدم صناعاتها سيطرتها على أسواق العالم و أصبحت في مصاف الدول المتقدمة علمياً و تقنياً. وأود أن أشير إلى أن هناك توجه رائع لأكاديميين مخلصين غيورين على اللغة العربية لإثراء مكتبتنا العربية بالكتب العلمية لمرحلة التعليم الجامعي وهناك أيضاً موجة عارمة لترجمة الكتب العلمية الأجنبية إلى لغتنا العربية. بل إن اللائحة الموحدة للجامعات السعودية اشترطت لكتابة الرسائل الجامعية بلغة غير العربية موافقة مجلس القسم ومجلس الكلية لأن ذلك يعتبر استثناء والأصل هو تقديمها باللغة العربية. فإن كنا نحن في التعليم العالي مازلنا نحرص على احترام لغتنا، لغة القرآن ولسان الشعر والإبداع الفني فكيف نفتح الباب للتخلي عنها في مراحل التعليم العام. فلغتنا لن تعجز أن تفهمنا ما أراده الفيزيائيون و الرياضيون توضيحه لنا و يزيدها شرفاً أنها لغة القرآن، وعلينا أن نحتذي بما حدث في ماليزيا و الصين و اليابان التي ترجمت جميع العلوم إلى لغتها ولا يخفى على الجميع ما وصلت إليه هذه الدول من تقدم سواء في التعليم أو الصناعة و التكنولوجيا. إن الغرب عندما أخذوا عنا العلوم ترجموها إلى لغتهم و لم يتعلموها بالعربية لأن زوال الأمم تزول بزوال لغتها.

فقبل أن نلتفت إلى تحديد اللغة التي نرغب أن ندرّس بها أبناءنا للارتقاء بمستوى التعليم يجب أن نلتفت إلى طريقة التدريس المتبعة في مدارسنا، فمنذ الأزل و التدريس عبارة عن عملية تلقين تقتل إبداعات شبابنا وقد يطال التعليم الجامعي جزء من هذا الأسلوب. وبدلاً من النظر إلى اللغة الانجليزية كمنقذ لنا من الوضع التعليمي الراهن للزج بها في تدريس العلوم بحجة الخوف على أبنائنا من الإخفاق في المرحلة الجامعية بسبب عدم إتقانهم لها، أرى أن يعاد النظر في طريقة تدريس مقرر اللغة الإنجليزية بطريقة سليمة لكي يستفيد منه الطالب في تكوين حصيلة لغوية إلى جانب إتقانه التحدث بها بطلاقة و تكون معيناً له أثناء الدراسة الجامعية. وقبل أن نخشى من أن لا يفرق طالب الثانوية بين حرف P وحرف B، علينا أن نضع أيدينا على رؤوسنا عندما يختلط عليه الأمر هل كلمة ( الضالين ) بالضاد أو بالظاء. وحرصاً على عدم انقراض اللغة العربية يجب التشجيع على استخدامها بشكل واسع وعدم الإغراق في العامية و فرض اللغة العربية كلغة رسمية في المؤتمرات والندوات، والتوسع في تعريب المعارف العلمية والتقنية لتقديمها لأبنائنا في هذه المرحلة و تشجيع الاختراعات و الاكتشافات لأن الفكر لن يتقدم إلا بتقدم اللغة.
و لا ننسى بأن أول قرار من قرارات القمة العربية المنعقدة مؤخراً في رحاب بلدنا، بلد العروبة ومهبط خاتم الأنبياء هو "العمل الجاد لتحصين الهوية العربية، ودعم مقوماتها ومرتكزاتها، وترسيخ الانتماء إليها في قلوب الأطفال والناشئة والشباب وعقولهم، باعتبار أن العروبة ليست مفهوماً عرقياً عنصرياً، بل هي هوية ثقافية موحدة، تلعب اللغة العربية دور المعبر عنها والحافظ لتراثها ، يثريه التنوع و التعدد، والانفتاح والتقنية المتسارعة ، دون الذوبان أو التفتت وفقدان التمايز".. و أذكر هنا نتائج دراسة قام بها الأخ ناصر الصالح حول التعليم و الهوية حيث استنتج من تلك الدراسة أن التعليم مرتبط بترسيخ الولاء واستشهد بمثال كيف أن الأب الأمريكي شعر بولاء أبنائه للسعودية حيث تعلموا في مدارسها الأجنبية في المنطقة الشرقية وكان ذلك سبباً في الدفاع عنها في الجامعة بعد أحداث 11 سبتمبر.

يجب على الوزارة أن تجري سريعاً و كثيراً هذا العام حتى تتعب لاستثمار ميزانية الخير، ميزانية العطاء في زمن العطاء، الميزانية التاريخية في قطاع التعليم حيث تم تخصيص ما يقارب ربع الميزانية لهذا القطاع ، بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بدعم قطاع التعليم دعماً سخياً استشعاراً منه بأهمية هذا القطاع في دفع مسيرة التنمية الوطنية في البلاد وفي إعداد أجيال واعية تسهم إسهاما جليلاً في استمرار رفعة وطنها ويأتي دعمه –حفظه الله- حافزاً لنا يدفعنا جميعاً إلى تقديم الأفضل و بذل المزيد. و أرى أنه بدلاً من هدر الميزانية في برنامج (آي. بي) أن تدعم الوزارة حركة التأليف والترجمة في العلوم والرياضيات بتكليف أعضاء هيئة تدريس متميزين من الوزارة وجميع جامعات المملكة. يجب على الوزارة أن تستثمر هذه الميزانية الضخمة سريعاّ فلا يضيع العام بين هذا الاقتراح و ذاك حتى لا يكون مـــآل هذه الميزانية فائضاَ يعاد للخزينة بانتهاء السنة المالية. وختاماً أترك هذه الرسالة من اللغة العربية إلى معاليه لعله يرأف بحالها:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
وسعتُ كتاب الله لفظـــاً وغايةً
وما ضـقتُ عن آيٍ ٍ به وعظــات
فكيف أضيق اليوم عن وصــف آلةٍ
وتنســــــيق أسماءٍ ومخترعات

كلك نظر
31-01-10, 09:17 PM
أرى أنه بدلاً من هدر الميزانية في برنامج (آي. بي) أن تدعم الوزارة حركة التأليف والترجمة في العلوم والرياضيات بتكليف أعضاء هيئة تدريس متميزين من الوزارة وجميع جامعات المملكة. يجب على الوزارة أن تستثمر هذه الميزانية الضخمة سريعاّ فلا يضيع العام بين هذا الاقتراح و ذاك حتى لا يكون مـــآل هذه الميزانية فائضاَ يعاد للخزينة بانتهاء السنة المالية.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
جمييييييييييل جدا هذا الأقتراح حيث اننا من اكثر الدول انفاق على التعليم
وتقع جامعاتنا في ذيييييل القائمة في التقارير العالمية عن الجامعات من حيث المستويات ونأمل باساتذتنا الجامعيين بذل قصارى جهدهم بالنهوض بالحركة التعليمية
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نبارك لك ايضا وكلنا فخر بك يادكتوره فدوى بفتح قسم لمقالاتك في المنتدى ونرجوا ان يستفيد منه الجميع
تقبلي مروري أختك كلك نظر

ابو هيثم
01-02-10, 12:37 AM
اختنا ام الفهد
ما ذكرتيه فى مقالك هو الصح فياليت أن يكون التعليم لدينا يسير مع التطور الحاصل مع العلم أختى يوجد فى القطاع الخاص وليس جميعه التمشى مع الحديث
ونحن املنا كبير فى دولتنا الحبيبة رغم انها هيئ لها ميزانية كبيرة
أشكرك دكتورتنا على هذا المقال المفيد
وتقبلى تحياتى

ام الفهد
03-02-10, 12:09 AM
أختي الغالية كلك نظر - أخي الفاضل أبو هيثم
شكرا لمروركما العطر

الآتي الأخير
05-03-10, 11:56 PM
انا البحر في احشائه الدر كامن ... فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي


استاذتي الفاضلة كلام جميل و للأسف فان حملات التغريب التي تمارس ضد هويتنا العربية طالت كل شيئ و نتمنى الا تطال اللغة العربية التي باتت اليوم غريبة بين ابنائها و اهلها .
ان اللغة هي آخر حصون هذه الأمة و هي القاعدة الرئيسية للارتكاز و هي لغة القرآن و حافظة حضارتنا الاسلامية و تاريخنا العربي المجيد .

و من المؤسف ان يقوم معالي الوزير و جوقته بهذا التخبط في مسألة تشكل عاملا هاماً في بناء الطالب و الاجيال الناشئة
ان الأمر هنا خطير و بحاجة لتروي و تقصي و دراسة للسلبيات على المدى البعيد .
و اخشى ان يصل بنا الحال الى استخدام اللغة الانجليزية بين بعضنا البعض كما هو حاصل في بعض البلدان العربية مثل دبي التي فقدت هويتها العربية و الاسلامية و اصبح من لا يتقن الانجليزية فيها بحاجة لمترجم

اشكر لك استاذتنا هذه الصرخة التي اتت في وقتها و في مكانها .
و يا ليت كل من يحملون المسؤولية في مؤسساتنا التربوية و العلمية بهذا القدر من الوعي و العمق و النظرة المستقبلية الصحيحة .
شكرا من الاعماق و لا تكفي

ام الفهد
06-03-10, 07:21 PM
أستاذي الفاضل أبو ثامر
مرورك على المقال شرف لكلماتي و دعم لأفكاري
شكرا لمداخلتك

الدرة
06-07-10, 02:14 PM
و لا ننسى بأن أول قرار من قرارات القمة العربية المنعقدة مؤخراً في رحاب بلدنا، بلد العروبة ومهبط خاتم الأنبياء هو "العمل الجاد لتحصين الهوية العربية، ودعم مقوماتها ومرتكزاتها، وترسيخ الانتماء إليها في قلوب الأطفال والناشئة والشباب وعقولهم، باعتبار أن العروبة ليست مفهوماً عرقياً عنصرياً، بل هي هوية ثقافية موحدة، تلعب اللغة العربية دور المعبر عنها والحافظ لتراثها ، يثريه التنوع و التعدد، والانفتاح والتقنية المتسارعة ، دون الذوبان أو التفتت وفقدان التمايز"..


لافض فوك سلمتِ أختي الفاضلة.

ام الفهد
03-08-10, 09:13 PM
أسعدني مرورك على كلماتي اختي الفاضلة ام يزيد