المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بريق الدال .. بين العناء و الدلال..


ام الفهد
27-02-10, 07:14 PM
وأي دلال !!. ذلك الدلال الذي هو من وهم و خيال الآخرين ونسجهم. أي دلال ذلك الدلال الذي ينوشه العناء و تتقاذفه الأعباء ويحاصره ضيق الوقت الذي لا يكفي فيه العمل لأربع و عشرين ساعة. أي عناء و أي دلال؟ إنه عناء الدال المثقلة بالأعمال الإدارية و دلال الدال التي يقتصر عملها على التدريس فقط ، إنه عناءٌ محبب لدى من ارتضين بأن توكل لهن مناصب إدارية لأنه عناء مقرون بمتعة العطاء للوطن و المساهمة في المسيرة التنموية وهن يشعرن بالفخر و التشريف لقيامهن بهذه الأعمال لأنها صدى لثقة المسئولين بهن.
لقد حظيت بالانضمام إلى حلقة في معهد الإدارة العامة بعنوان (( الإدارة تحت ضغوط العمل )) و لم أتعجب عندما رأيت جميع المرشحات في هذه الحلقة هن ممن حصلن على لقب الدال وتناثرت همومنا يمينا و شمالا، وكان جُلّ حديثنا عن كم هي مثقلة عضو هيئة التدريس الموكل إليها عمل إداري و مشتتة بين العطاء الأكـاديمي و العطاء الإداري.
فحاملات الدكتوراه عندما يمتزج عملهن الأكاديمي بالإداري هن شريحة متميزة متألقة في المجتمع، شريحة معطاء ، تجزل العطاء لتساهم في البناء، هي شريحة كادحة، فزخرفة اسمها بحرف الدال يتطلب منها الكثير، فهي في المقام الأول الأستاذة التي تقوم بتدريس مقررات عالية المستوى سواء للبكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه، و لأنها لا تريد أن يتوقف زمن العلم عندها و يتجمد فهي تسعى لتطوير نفسها أكاديميا وذلك بالإطلاع على الكتب و الأبحاث الجديدة لمواكبة مستجدات تخصصها، وعندئذٍ يقع على عاتقها مهمة الإشراف على رسائل الماجستير أو الدكتوراه و ما تواجه من متاعب في هذه الرحلة العلمية الممتعة التي قد تمتد إلى أربع سنوات ، لترسو أخيرا على شاطئ الشعور بالمتعة العلمية لأنها أضافت لبنة جديدة للبناء الجامعي الشامخ . حتى إذا ما كلفت بالعمل الإداري نجدها لا تقل كفاءةً و عطاءً في عملها هذا عن مهماتها الأساسية حيث أن الدال يمكنها العطاء في العمل الإداري أكثر من أي شخص أخر. ناهيك عن دورها في خدمة المجتمع من تقديم الاستشارات و الانضمام للجان و المشاركة في ورش العمل والندوات و المؤتمرات. أما عن دورها كأم فهو أيضا من الأدوار المحببة لها،لأنها في خضم جميع هذه المشاغل قادرة على أن تجيده و تحاول أن تقوم به دون تقصير و لا يعفيها عند عودتها من العمل ودخولها المنزل متعبة سماع صياح ونواح أطفالها و تنازع حقيبة الدال للبحث عن الحلوى و ما يتبعه من بعثرة أوراقها المهمة التي أمضت وقتها في المكتب في انجازها. بالإضافة إلى واجباتها نحو راعي مملكتها الصغيرة التي تحرص على عدم التخلي ولو عن جزء بسيط منها، والسعيدة من كان زوجها متفهماً لطبيعة عملها و متطلباته.
وأخيرا فإن الدال المثقلة بالعمل الإداري يكون التناسب طردياً بين تراكم الأعباء الإدارية وطبيعتها الأنثوية التي تبقى في خدمة الجميع مبتسمة متألقة رغم زحمة الأوراق..
همســة ود
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
و تأتي على قدر الكرام المكارم
و تعظم في عين الصغير صغارها
و تصغـر في عين العظيم العظائم

نديم الشمال
27-02-10, 07:18 PM
الله يعينكم

كلما ارترتفعت درجات الموظف

كلما زادت المهمات الملقات على عاتقه

دمت بخير استاذتنا ودكتورتنا ام الفهــــد

م.توفيق
27-02-10, 09:41 PM
كم هي ال(د) تسعى وراها الأمم

من طلب العلى سهر اليالي
اما أتصال الدال بزيادة العناء فهو أتصال طردي لابد منه

لشموله وكثرة علمه عن جميع مجالات الحياه......


المهندس. توفيق الحويطي

الآتي الأخير
28-02-10, 04:04 PM
استاذتنا الفاضلة د / ام الفهد
لاشك ان العمل الاكاديمي متعب بحد ذاته فما بالكم لو اضيفت اليه اعباء ادارية و مسؤوليات قيادية و في هذه النقطة انا معك تماما.

و اعود الى موضوع بريق الدال بين العناء و الدلال و اقول ان العناء يطال من يمارسون عملا اكاديمياً في الجامعات .. و لكن ألست معي ان هناك من اخمدوا بريق هذه الدال بشرائهم لها من بعض الجامعات او تزويرها و ذلك من باب الوجاهة مما حدى بالسلطات الامريكية و الاوروبية لعمل نشرات سنوية بشهادات الدكتوراه الصادرة من جامعاتهم و كانت المفاجأة ان المئات من حملة الدال لدينا بما فيهم وزراء مجرد دال مزورة او تم دفع قيمتها .
ناهيك عن الجامعات العربية التي ترفع شعار ( اطلب تنل و لكن قبلها ادفع الثمن )
مما حدى بوزارة التعليم العالي عدم قبول الشهادات التي تصدر من خارج المملكة الا بعد معادلتها و التأكد من مصداقيتها و هذا يدل ان بريق الدال جعل البعض يرشو و يزور .
شكرا استاذتنا على هذا المقال و اعانكم الله على اداء رسالتكم السامية في خدمة الوطن و الأجيال و انتم ممن تشرفون الدال بعطائكم قبل ان تشرفكم .

ام الفهد
02-03-10, 11:57 PM
أخي الفاضل نديم الشمال - المهندس الفاضل توفيق - أستاذنا الكبير أبو ثامر

أشكرلكم مداخلاتكم
بالنسبة للشهادات المزورة أستاذي ابو ثامر
أحمد الله أن جميع شهاداتي محلية و هذا لم يمنع أن تكون جميع أبحاثي عالمية
ودمتم