تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سياسة الترهيب


الآتي الأخير
03-04-07, 06:21 AM
أنت شخص صعب جداً هكذا يقول كل من حولك.. أصدقاؤك.. والذين ينفرون منك.. أسرتك..أبناؤك..
كم هائل من الغضب لا يتوقف من الآخرين.. وضد الآخرين مصالحة مستمرة مع بوابة المشاكل..
لا تعرف بعد أن تهدأ.. وتعود إلى التفكير الصائب.. من سبق في التواجد أنت أم غضبك؟
تفشل دائماً في صنع حوار مع الآخر.. مهما حاولت أحياناً أن تدعي أنك قادر على الحوار..
وقادر على التعايش السلمي..
وقادر على اختراق الآخرين بهدوء وطمأنينة..
تتحول من النقيض إلى النقيض.. فجأة مهما كنت تمتلك من نقاط إيجابية تتحول لمصلحة الآخر وتصب في بنك سلوكياتك سلبياً..
ترتجل المواقف الساخطة على الآخرين دون استعداد.. تكسر كل قواعد الأنظمة المعمول بها في الحياة الآمنة بين الآخرين..
تشعر بالسعادة لتخويف من حولك وإرهابهم..
تقتنع أن هذا النظام الذي صنعته هو النظام الأفضل..
هو النظام الذي لا يجعل أحدهم يستهين بك أو يقترب منك..
ظل مفهومك للحياة مختلفاً عن الآخرين.. فأنت ترى أن جر الآخر إلى مستوى الهاوية يسعدك..
وإلاتحطيم ضلوع من يحاول حتى التحاور معك هو وسيلة من ضبط إيقاع الحياة الضائع..
عندما كنت طفلاً كنت تصر على تكسير العاب من حولك دون وجه حق..
تحطيم أي لحظة جميلة لأقاربك، واخواتك..
كنت تصر على تعريض زمنهم الجميل والرقيق والطفولي إلى زمن عاصف مليء بالعنف والتكسير والمضاربات..
تجنبك باقي الأطفال، وبقي إخوتك فقط مدانين بهذه الاخوة التي لا تجيز سوى الاعتداء على الآخر..
تخصصت في التنكيد على الآخرين فرداً فرداً، وكأنك تمارس تصفية حسابات مع من تسببوا في وقوفك في منتصف الطريق..
لا تستند على شيء سوى نفسك.. لا يكاد يعبر يوم واحد دون أن تتقاتل مع أحد.. أو تؤسس شراكة عنف جديدة لا طرف فيها غيرك..
في الطريق لا تستخدم سوى سياسة افسحوا الطريق وإلا.. وياويل من يتلكأ في الطريق أمامك خصوصاً والإشارة تستعد للإغلاق..
كم مرة هجمت على سائق بمتعة والأجمل أن يكون غير مواطن لأنه سينال كماً هائلاً من الضرب والبهدلة.. وستسعد أكثر عندما يحاول المارة فك الاشتباك بينكما.. وأنت تصيح وتصرخ عليه، وتشتمه بكل الألفاظ السوقية المنتقاة.. وتكيل له التهم.. عندها تمسح يديك وتغادر بانتصار.. ملتفتاً وأنت على مقعد سيارتك إلى ضحية جديدة..
من ضحاياك لا تملك من أمرها شيء.. سوى أن توكل أمرها إلى صاحب الأمر عز وجل.. وتتحسبن عليك..

في المنزل تشدك فلسفة الترهيب المستمر، والصوت العالي وسياسة التخويف.. وخطة التنكيد المستمر.. وزلزلة أركان الحياة للزوجة والأطفال.. لا يعجبك شيء.. ولا يروق لك شيء.. وإن حاول الآخرون تلافي ما قد يغضبك.. تغضب.. وتثور لأنك لا تجد ما تغضب منه.. أو يشع في وجهك لتكسر هذا الإشعاع وتحطكمه..
ماذا تريد ؟كثيراً ما تسأل نفسك؟
بالترهيب ولكنه سؤال عابر ولا يستوقفك كثيراً في ظل سيادة قانون العنف ودمج التخويف مع غياب كامل ومستمر لروح الإنسان.. وتحسس لعيون وتهميش لمدى تقبل الآخرين له.. واعتبار الهمجية هي الوسيلة الوحيدة لكسب الاحترام..