سند
21-04-10, 10:04 PM
هو شيخ المشاهير و فارسهم و عقيد غزوهم الشيخ حمد بن عيد بن مرضي بن عيد بن صالح الهطيعي من نسل عقيل بن مشهور و مشهور هو جد عشيرة المشاهير و هو إبن سلامة أبو ريشة الملقب بـريشان و في ريشان تلتقي عشائر الجواهرة و الذيابين و الرقابية و الطقيقات و المشاهير و تسمى هذه العشائر الخمس بالريشة أو عقب ريشان من الحويطات .
و أخوال حمد هم القواسمة من وابصة من بلي .
تسلّم حمد بن عيد الهطيعي مشيخة المشاهير بعد أبيه و ورث منه حب حياة الغزو , و قد كان عيد بن مرضي الهطيعي ( والد حمد ) ذائع الصيت في الغزو و الكسب , و فيه يقول الشاعر :
عيد الهطيعي ما ذكر عيد ربه ---- نهار عيد الله على الناس غاير
حيث يُذكر أنه صبّح ناساً بالغزو صباح العيد .
و في عيد الهطيعي يقول شاعر من قبيلة جهينة بعد أن رأى ناقةً ترتع في وادي يسمى مطارين :
طالت ذراكي عقب عيد الهطيعي ---- من عقب ما هو عن مطارين ناحيك
و وادي مطارين يقال أنه في نواحي الديرة العنزية .
و قيادة حمد الهطيعي لعشيرة المشاهير كانت تقريباً في بداية الربع الأخير من القرن الهجري الثالث عشر , أي حوالي العام 1275 هـ , و موطن المشاهير هو جبل نزعان و هو يبعد عن بدا عشرين كيلومتر تقريباً على حافة التماس بين قبيلة الحويطات و القبائل المجاورة , و لعل هذا من أسباب كثرة الغزو التي عُرف بها المشاهير .
و كان حمد الهطيعي يوجه غزواته إلى عمق الديرة البلوية و الديرة العنزية , أما الإشتباكات و النزاعات التي تحصل مع قبائل الحويطات فكانت تُحل دائماً في مجلس الشيخ أحمد بن محمد أبو طقيقة و الذي يُكن له حمد الهطيعي الولاء و الإحترام لكونه شيخ مشائخ قبيلة الحويطات و لما يتمتع به رحمه الله من حنكة و حسن تصرف , و كان المشاهير من أول المستجيبين إذا دعا الشيخ أبو طقيقة لإخماد أي فتنه أو إحتاج لمواجهة أي عدوان .
و قد ذاع صيت حمد الهطيعي و غزواته في الديرة البلوية و العنزية و عرفته القبائل في تلك المناطق بجسارته و شجاعته و إقدامه مع ربعه المشاهير , و مما يحكى أن شيخاً من قبائل تلك المناطق كان قد أخذ إبلاً للحويطات أو من الناس المستجيرة بهم , و كان هذا الشيخ دائم التخوف و الترقب لغزو الهطيعي و انتقامه و في إحدى الليالي إستبدّ به الهاجس و الكوابيس فكان كلما غفا يرى الهطيعي في نومه فيفزع و يوقظ إمرأته قائلاً لقد رأيت الهطيعي في منامي, و لما تكرر منه ذلك طوال الليل صاحت به امرأته قائلةً : ( يا رجل هو الهطيعي ما له غرض الليلة إلا أنت ؟!!) , و بالفعل لم تكد شمس ذلك اليوم تطلع حتى جاء الهطيعي غازياً و سلب كل حلاله فكان ذلك تصديقاً لرؤيته .
و بالإضافة إلى جرأته فقد رُزِق الهطيعي بالحظ الكبير, فمما يذكر في هذا السياق أن الهطيعي في إحدى مغازيه على إحدى القبائل و بعد أن أخذ الحلال و قفل راجعا تبعه الفزيع من تلك القبيلة و هم يعرفون دروب ديرتهم فتتبعوا أثر المهاجمين ووجدوهم قد سلكوا طريقاً مقفرة لا آبار فيها و لا ماء فأيقنوا أنهم سيلحقونهم لا محالة حيث أن الهطيعي و جماعته سيهلكهم الظمأ , و لما تابع الفزيع المسير وجدوا بقعة صغيرة من الأرض أصابتها سحابة بالمطر رغم أنه لم يكن موسم أمطار ووجدوا مبارك إبل الغزاة و آثارهم ناشفة , عندها أوقف شيخ تلك القبيلة المسير و قال إن أناساً يصنع الله لهم ذلك لا ينبغي لنا مطاردتهم , و يذكر الشيخ حمود بن سالم الفحام المشهوري عن والده الذي كان مشاركاً في تلك الغزوة أن الهطيعي قد دعا الله و تضرع له فجاءتهم تلك السحابة , و مازال البدو يذكرونها بسحابة الهطيعي لأنها جاءت بدعوته و ضراعته و لغرابتها في هذا الوقت من السنة .
و قد اطلعت أثناء تجوالي بالنت في موقع الإخوة الحريرات من عنزة على ذكر لإحدى غزوات الهطيعي عليهم في نواحي خيبر و لكنهم ذكروه باسم العقيد حماد الهطيعي المشهوري الحويطي , و لا شك أن هذا تصحيف للإسم , و الصحيح هو حمد و ليس حماد , و كبار السن في تلك المناطق يعرفون اسمه جيدا و لكن الخطأ يقع ممن ينقل عنهم من الشباب و الرواة .
و قد توفي الشيخ حمد الهطيعي رحمه حوالي العام 1333 هـ , و توافق رحيله مع بدء طلائع العهد السعودي الميمون على المنطقة و انتهاء حياة الغزو والسلب و النهب , ثم رحل معظم المشاهير عن موطنهم في جبل نزعان و نزل بعضهم مدن الساحل و اتجه البعض الآخر إلى تبوك و اندمجوا في الحياة المدنية الجديدة , و في رحيلهم يقول أحد الشعراء من جيرانهم عندما لامه قومه على رحيله :
ماتنسكن ديرة بليّا مشاهير ---- هم زينة الديرة و هم من زهاها
و قد أعقب حمد ولدين هما فريج و هو الذي آلت إليه المشيخة من بعده , و عيد الذي كان شاعراً معروفاً , و بعد وفاة فريج رحمه الله تسلم المشيخة ابنه المرحوم محمد و كان شاعر محاورة معروف , و بعد وفاته تسلم المشيخة أخوه الشيخ إبراهيم بن فريج بن حمد الهطيعي و هو الشيخ الحالي لعشيرة المشاهير و هو عضو سابق في مجلس منطقة تبوك و عضو حاليا في مجلس اعضاء محافظة ضباء
و أخيراً فقد أحببت أن أنقل هذه المعلومات عن الشيخ حمد الهطيعي حفظاً لتراث القبيلة , فنحن أولى الناس بالكتابة عن رجالاتها و فرسانها و قبيلة الحويطات يكثر بها الفرسان و المحاربون الممتازون كما قال صاحب كنز الأنساب , و نحن مطالبون بالكتابة عنهم شرط أن نراعي الحساسيات القبلية و أن لا نثير النعرات العنصرية , و هذا ما حاولت قدر المستطاع مراعاته في هذا المقال .
و أخوال حمد هم القواسمة من وابصة من بلي .
تسلّم حمد بن عيد الهطيعي مشيخة المشاهير بعد أبيه و ورث منه حب حياة الغزو , و قد كان عيد بن مرضي الهطيعي ( والد حمد ) ذائع الصيت في الغزو و الكسب , و فيه يقول الشاعر :
عيد الهطيعي ما ذكر عيد ربه ---- نهار عيد الله على الناس غاير
حيث يُذكر أنه صبّح ناساً بالغزو صباح العيد .
و في عيد الهطيعي يقول شاعر من قبيلة جهينة بعد أن رأى ناقةً ترتع في وادي يسمى مطارين :
طالت ذراكي عقب عيد الهطيعي ---- من عقب ما هو عن مطارين ناحيك
و وادي مطارين يقال أنه في نواحي الديرة العنزية .
و قيادة حمد الهطيعي لعشيرة المشاهير كانت تقريباً في بداية الربع الأخير من القرن الهجري الثالث عشر , أي حوالي العام 1275 هـ , و موطن المشاهير هو جبل نزعان و هو يبعد عن بدا عشرين كيلومتر تقريباً على حافة التماس بين قبيلة الحويطات و القبائل المجاورة , و لعل هذا من أسباب كثرة الغزو التي عُرف بها المشاهير .
و كان حمد الهطيعي يوجه غزواته إلى عمق الديرة البلوية و الديرة العنزية , أما الإشتباكات و النزاعات التي تحصل مع قبائل الحويطات فكانت تُحل دائماً في مجلس الشيخ أحمد بن محمد أبو طقيقة و الذي يُكن له حمد الهطيعي الولاء و الإحترام لكونه شيخ مشائخ قبيلة الحويطات و لما يتمتع به رحمه الله من حنكة و حسن تصرف , و كان المشاهير من أول المستجيبين إذا دعا الشيخ أبو طقيقة لإخماد أي فتنه أو إحتاج لمواجهة أي عدوان .
و قد ذاع صيت حمد الهطيعي و غزواته في الديرة البلوية و العنزية و عرفته القبائل في تلك المناطق بجسارته و شجاعته و إقدامه مع ربعه المشاهير , و مما يحكى أن شيخاً من قبائل تلك المناطق كان قد أخذ إبلاً للحويطات أو من الناس المستجيرة بهم , و كان هذا الشيخ دائم التخوف و الترقب لغزو الهطيعي و انتقامه و في إحدى الليالي إستبدّ به الهاجس و الكوابيس فكان كلما غفا يرى الهطيعي في نومه فيفزع و يوقظ إمرأته قائلاً لقد رأيت الهطيعي في منامي, و لما تكرر منه ذلك طوال الليل صاحت به امرأته قائلةً : ( يا رجل هو الهطيعي ما له غرض الليلة إلا أنت ؟!!) , و بالفعل لم تكد شمس ذلك اليوم تطلع حتى جاء الهطيعي غازياً و سلب كل حلاله فكان ذلك تصديقاً لرؤيته .
و بالإضافة إلى جرأته فقد رُزِق الهطيعي بالحظ الكبير, فمما يذكر في هذا السياق أن الهطيعي في إحدى مغازيه على إحدى القبائل و بعد أن أخذ الحلال و قفل راجعا تبعه الفزيع من تلك القبيلة و هم يعرفون دروب ديرتهم فتتبعوا أثر المهاجمين ووجدوهم قد سلكوا طريقاً مقفرة لا آبار فيها و لا ماء فأيقنوا أنهم سيلحقونهم لا محالة حيث أن الهطيعي و جماعته سيهلكهم الظمأ , و لما تابع الفزيع المسير وجدوا بقعة صغيرة من الأرض أصابتها سحابة بالمطر رغم أنه لم يكن موسم أمطار ووجدوا مبارك إبل الغزاة و آثارهم ناشفة , عندها أوقف شيخ تلك القبيلة المسير و قال إن أناساً يصنع الله لهم ذلك لا ينبغي لنا مطاردتهم , و يذكر الشيخ حمود بن سالم الفحام المشهوري عن والده الذي كان مشاركاً في تلك الغزوة أن الهطيعي قد دعا الله و تضرع له فجاءتهم تلك السحابة , و مازال البدو يذكرونها بسحابة الهطيعي لأنها جاءت بدعوته و ضراعته و لغرابتها في هذا الوقت من السنة .
و قد اطلعت أثناء تجوالي بالنت في موقع الإخوة الحريرات من عنزة على ذكر لإحدى غزوات الهطيعي عليهم في نواحي خيبر و لكنهم ذكروه باسم العقيد حماد الهطيعي المشهوري الحويطي , و لا شك أن هذا تصحيف للإسم , و الصحيح هو حمد و ليس حماد , و كبار السن في تلك المناطق يعرفون اسمه جيدا و لكن الخطأ يقع ممن ينقل عنهم من الشباب و الرواة .
و قد توفي الشيخ حمد الهطيعي رحمه حوالي العام 1333 هـ , و توافق رحيله مع بدء طلائع العهد السعودي الميمون على المنطقة و انتهاء حياة الغزو والسلب و النهب , ثم رحل معظم المشاهير عن موطنهم في جبل نزعان و نزل بعضهم مدن الساحل و اتجه البعض الآخر إلى تبوك و اندمجوا في الحياة المدنية الجديدة , و في رحيلهم يقول أحد الشعراء من جيرانهم عندما لامه قومه على رحيله :
ماتنسكن ديرة بليّا مشاهير ---- هم زينة الديرة و هم من زهاها
و قد أعقب حمد ولدين هما فريج و هو الذي آلت إليه المشيخة من بعده , و عيد الذي كان شاعراً معروفاً , و بعد وفاة فريج رحمه الله تسلم المشيخة ابنه المرحوم محمد و كان شاعر محاورة معروف , و بعد وفاته تسلم المشيخة أخوه الشيخ إبراهيم بن فريج بن حمد الهطيعي و هو الشيخ الحالي لعشيرة المشاهير و هو عضو سابق في مجلس منطقة تبوك و عضو حاليا في مجلس اعضاء محافظة ضباء
و أخيراً فقد أحببت أن أنقل هذه المعلومات عن الشيخ حمد الهطيعي حفظاً لتراث القبيلة , فنحن أولى الناس بالكتابة عن رجالاتها و فرسانها و قبيلة الحويطات يكثر بها الفرسان و المحاربون الممتازون كما قال صاحب كنز الأنساب , و نحن مطالبون بالكتابة عنهم شرط أن نراعي الحساسيات القبلية و أن لا نثير النعرات العنصرية , و هذا ما حاولت قدر المستطاع مراعاته في هذا المقال .