ابو صلاح
09-07-10, 05:25 PM
مجـــمـــوعــة الــصــــفــر
الجمعة 02 يوليو 2010 | أقلام
ع· جرادي
بتعريف بسيط·· مجموعة الصفر هي التي إذا ضربتها في نفسها·· أو في أي رقم·· كان الحاصل صفرا·· قد تكون مجموعة أصفار متراصة بجانب بعضها·· حتى إذا جمعتها تبخرت·· ولم تخلف أثرا·· أو صفرا يتيما يسبح في فضاء من العدم الحقيقي·· وقد لا تكون شيئا على الإطلاق·من حيث أوصافها·· هي مجموعة لا تنتمي إلى العالم الواقعي·· ولا صلة لها بلغة الأعداد الحقيقية·· بل هي كيان ينتسب إلى عوالم يبتكرها الدجالون·· ويسلم بجدواها ووجودها ''المغفلون''·· وهذا ما يضفي عليها لونا من الطرافة السياسية·نحن هنا نتحدث عن مجموعتين·· واحدة حقيقية·· تمتلك كل مقومات الوجود الفعال·· تقول وتفعل·· تقرر وتنفذ·· تأمر وتنهى·· تلقي القبض على من تشاء·· وتطلق سراح من تشاء·· وأخرى وهمية·· تجلس على الطاولة لتتلقى·· مسلوبة الإرادة·· مقيدة اليدين والرجلين··
تخشى من هذا الذي يقف على رأسها·· يوشك أن يهوي عليها بالسوط·!!ٌٌٌ أعياني فهم·· ما الذي يجعل بلدا مثل إثيوبيا·· غارقا في التخلف والفقر·· يتحرك سكانه على حافة الانقراض·· وهو بمقاييس هذا العصر ينتسب إلى حقبة ما قبل التاريخ·· يجلس حول طاولة واحدة مع أمريكا·· بلد يسعى لامتلاك المريخ·· ويضع يده على ربع ثروة العالم·· وينشر جيوشه على مساحة الكوكب·· لينتميا معا إلى المجموعة نفسها·· هي مجموعة العشرين·في تفسير هذه المفارقة العجيبة·· أعترف بجهلي ·· فما يحدث في هذا العالم الذي تمزقت أشرعته·· وتاه في محيط من اللامعقول·· أعقد من أن يستوعب بنظرة تمسح السطح·· دون أن يعمل السكين تحت الجلد·ما يقال عن أثيوبيا يقال عن وطن عربي آخر بما في ذلك الجزائر ·· ·فماذا يعني أن نكون من مجموعة العشرين؟ ما هي المعايير التي سمحت بإدراجنا إلى جانب الثمانية الكبار؟ هل نحن من الكبار فعلا؟ وهل نملك طاقة خارقة يمكن أن نكشف عنها أمام العالم·· نقول فيسمع لنا·· نأمر فنطاع·· ونهدد فيستجاب لنا؟ٌٌٌأخشى أن نكون ضحية سذاجتنا·· فنغرق في لون مبتكر من الوهم·· حتى إذا استنفدنا الهواء الباقي في رئتنا·· اختنقنا داخل هذا الوهم·أمثلة الذين ينتفخون فوق أحجامهم الطبيعية·· تكشف عن الخيبة التي تتربص بالواهمين·· على الأقل·· هذا ما يجب أن ننتبه إليه·· فحكايا التاريخ كثيرة·· وهي في مجملها تصف هذه الحقيقة·فحاكم مثل ''زياد بري'' الذي تسلط على شعب الصومال يوما·· اعتقد أن بمقدوره مهاجمة إثيوبيا لاسترداد ''أوغدين''·· فانتهت مغامرته باحتلال الجزء الأكبر من الصومال·· ويسقط هو·· وتتحول الصومال إلى حلبة لصراع الثيران البشرية·توهم صدام حسين أن باستطاعته احتلال إيران·· وابتلاع الكويت·· فانتهى مشنوقا·· وأمسى العراق محتلا·· تنهش لحمه الطوائف المتناحرة·· ودمه ينزف دون أن يهرع لإنقاذه أحد·ومن الأمثلة الحية·· أن حاكم بنما الأسبق ''نورييغا''·· فكر في لحظة وهم·· أن بإمكانه مناوشة أمريكا التي نصبته حاكما على ''قناة'' بنما·· فتحول في أيام معدودات إلى سجين·· مدان بترويج المخدرات·· وبعد أن شبعت من إذلاله·· سلمته لفرنسا تتسلى به·· قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة·فما الذي يجعل دولا متخلفة اقتصاديا·· معطوبة فكريا·· شائهة سياسيا·· ترجو الصدقات·· أو تقتات من بيع مادة أولية ناضبة·· لا تقيم اعتبارا للإنسان·· تعتقد أن جلوسها مع أمريكا أو كندا أو ألمانيا·· قد يعني شيئا كثيرا بالنسبة إليها؟ وتذهب بعيدا في الاستسلام للأوهام·· فتظن أنها من كبار هذا العالم وحكمائه وأوصيائه الذين يشار إليهم بالبنان؟ٌٌٌأرى أن أكثر الذين يحكمون العالم الثالث·· يفعلون ذلك بالوكالة·· حكام بضربة حظ·· وليسوا حاكمين بشرف الديمقراطية الفعلية·· مسرحيون بأدوار محددة سلفا·· يقفزون على خشبة معدة لهم بمقاسات معلومة·· وبمتفرجين يراد لهم أن يضحكوا دون أن يدروا لماذا؟ وأن يبكوا دون أن يعلموا السبب؟ الثمانية الكبار·· كبار فعلا·· لكن بحجم ما يمارسون من تخريب في العالم·· وبمستوى قدرتهم على فعل ذلك·· دون أن يزجرهم أحد·· وبحدود ما يرتكبون من جرائم موصوفة في حق الإنسانية والكوكب·!!أليس مما يثير السخرية·· أن يطلب هؤلاء الكبار من دول الريع النفطي زيادة استهلاكها من سلع العالم الأول·· والإحجام عن التقشف·· كي لا تتسبب في تباطؤ النمو العالمي·· فتتوهم دول الريع أنها معنية فعلا بإنقاذ الاقتصاد العالمي·· فتستجيب بضخ ما لديها من دولارات·· دون أن تفكر لحظة أنها تحفر قبرها بيدها!!جزء من ترتيبات هذا العالم المجنون·· عبارة عن مسرحية هزلية·· غاب عنها شارلي شابلن·· وحضر فيها ساركوزي وزيناوي - مثالان عن السخرية -·· فالصفر يرى نفسه واحدا صحيحا·· والواحد الصحيح يوهم الصفر أنه رقم بالغ الدلالة حتى وهو جالس على الشمال·إن صورة جماعية لرؤساء مجموعة العشرين·· ليست أكثر من تشكيلة بهلوانية·· أريد بها إلهاء فقراء العالم عن مآسيهم·· وإقناع المتفرجين أن لقطة تلفزيونية بخلفية خضراء·· تعكسها زرقة بحيرة كندية شفافة·· يمكن أن تغني عن صورة واقع إفريقي·· هو أسوأ ما يمكن أن تقع عليه عيناك من بؤس بشري·لاشيء أشد إيلاما·· من أن يضحك عليك الآخرون·· دون أن تجعلهم يحزنون في نهاية المطاف·· لا لأنك تفقد الإحساس بكرامتك·· بل لأن الذين يتصرفون نيابة عنك·· يحرمونك من إبداء هذا الإحساس
منقول من جريدة جزائرية
الجمعة 02 يوليو 2010 | أقلام
ع· جرادي
بتعريف بسيط·· مجموعة الصفر هي التي إذا ضربتها في نفسها·· أو في أي رقم·· كان الحاصل صفرا·· قد تكون مجموعة أصفار متراصة بجانب بعضها·· حتى إذا جمعتها تبخرت·· ولم تخلف أثرا·· أو صفرا يتيما يسبح في فضاء من العدم الحقيقي·· وقد لا تكون شيئا على الإطلاق·من حيث أوصافها·· هي مجموعة لا تنتمي إلى العالم الواقعي·· ولا صلة لها بلغة الأعداد الحقيقية·· بل هي كيان ينتسب إلى عوالم يبتكرها الدجالون·· ويسلم بجدواها ووجودها ''المغفلون''·· وهذا ما يضفي عليها لونا من الطرافة السياسية·نحن هنا نتحدث عن مجموعتين·· واحدة حقيقية·· تمتلك كل مقومات الوجود الفعال·· تقول وتفعل·· تقرر وتنفذ·· تأمر وتنهى·· تلقي القبض على من تشاء·· وتطلق سراح من تشاء·· وأخرى وهمية·· تجلس على الطاولة لتتلقى·· مسلوبة الإرادة·· مقيدة اليدين والرجلين··
تخشى من هذا الذي يقف على رأسها·· يوشك أن يهوي عليها بالسوط·!!ٌٌٌ أعياني فهم·· ما الذي يجعل بلدا مثل إثيوبيا·· غارقا في التخلف والفقر·· يتحرك سكانه على حافة الانقراض·· وهو بمقاييس هذا العصر ينتسب إلى حقبة ما قبل التاريخ·· يجلس حول طاولة واحدة مع أمريكا·· بلد يسعى لامتلاك المريخ·· ويضع يده على ربع ثروة العالم·· وينشر جيوشه على مساحة الكوكب·· لينتميا معا إلى المجموعة نفسها·· هي مجموعة العشرين·في تفسير هذه المفارقة العجيبة·· أعترف بجهلي ·· فما يحدث في هذا العالم الذي تمزقت أشرعته·· وتاه في محيط من اللامعقول·· أعقد من أن يستوعب بنظرة تمسح السطح·· دون أن يعمل السكين تحت الجلد·ما يقال عن أثيوبيا يقال عن وطن عربي آخر بما في ذلك الجزائر ·· ·فماذا يعني أن نكون من مجموعة العشرين؟ ما هي المعايير التي سمحت بإدراجنا إلى جانب الثمانية الكبار؟ هل نحن من الكبار فعلا؟ وهل نملك طاقة خارقة يمكن أن نكشف عنها أمام العالم·· نقول فيسمع لنا·· نأمر فنطاع·· ونهدد فيستجاب لنا؟ٌٌٌأخشى أن نكون ضحية سذاجتنا·· فنغرق في لون مبتكر من الوهم·· حتى إذا استنفدنا الهواء الباقي في رئتنا·· اختنقنا داخل هذا الوهم·أمثلة الذين ينتفخون فوق أحجامهم الطبيعية·· تكشف عن الخيبة التي تتربص بالواهمين·· على الأقل·· هذا ما يجب أن ننتبه إليه·· فحكايا التاريخ كثيرة·· وهي في مجملها تصف هذه الحقيقة·فحاكم مثل ''زياد بري'' الذي تسلط على شعب الصومال يوما·· اعتقد أن بمقدوره مهاجمة إثيوبيا لاسترداد ''أوغدين''·· فانتهت مغامرته باحتلال الجزء الأكبر من الصومال·· ويسقط هو·· وتتحول الصومال إلى حلبة لصراع الثيران البشرية·توهم صدام حسين أن باستطاعته احتلال إيران·· وابتلاع الكويت·· فانتهى مشنوقا·· وأمسى العراق محتلا·· تنهش لحمه الطوائف المتناحرة·· ودمه ينزف دون أن يهرع لإنقاذه أحد·ومن الأمثلة الحية·· أن حاكم بنما الأسبق ''نورييغا''·· فكر في لحظة وهم·· أن بإمكانه مناوشة أمريكا التي نصبته حاكما على ''قناة'' بنما·· فتحول في أيام معدودات إلى سجين·· مدان بترويج المخدرات·· وبعد أن شبعت من إذلاله·· سلمته لفرنسا تتسلى به·· قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة·فما الذي يجعل دولا متخلفة اقتصاديا·· معطوبة فكريا·· شائهة سياسيا·· ترجو الصدقات·· أو تقتات من بيع مادة أولية ناضبة·· لا تقيم اعتبارا للإنسان·· تعتقد أن جلوسها مع أمريكا أو كندا أو ألمانيا·· قد يعني شيئا كثيرا بالنسبة إليها؟ وتذهب بعيدا في الاستسلام للأوهام·· فتظن أنها من كبار هذا العالم وحكمائه وأوصيائه الذين يشار إليهم بالبنان؟ٌٌٌأرى أن أكثر الذين يحكمون العالم الثالث·· يفعلون ذلك بالوكالة·· حكام بضربة حظ·· وليسوا حاكمين بشرف الديمقراطية الفعلية·· مسرحيون بأدوار محددة سلفا·· يقفزون على خشبة معدة لهم بمقاسات معلومة·· وبمتفرجين يراد لهم أن يضحكوا دون أن يدروا لماذا؟ وأن يبكوا دون أن يعلموا السبب؟ الثمانية الكبار·· كبار فعلا·· لكن بحجم ما يمارسون من تخريب في العالم·· وبمستوى قدرتهم على فعل ذلك·· دون أن يزجرهم أحد·· وبحدود ما يرتكبون من جرائم موصوفة في حق الإنسانية والكوكب·!!أليس مما يثير السخرية·· أن يطلب هؤلاء الكبار من دول الريع النفطي زيادة استهلاكها من سلع العالم الأول·· والإحجام عن التقشف·· كي لا تتسبب في تباطؤ النمو العالمي·· فتتوهم دول الريع أنها معنية فعلا بإنقاذ الاقتصاد العالمي·· فتستجيب بضخ ما لديها من دولارات·· دون أن تفكر لحظة أنها تحفر قبرها بيدها!!جزء من ترتيبات هذا العالم المجنون·· عبارة عن مسرحية هزلية·· غاب عنها شارلي شابلن·· وحضر فيها ساركوزي وزيناوي - مثالان عن السخرية -·· فالصفر يرى نفسه واحدا صحيحا·· والواحد الصحيح يوهم الصفر أنه رقم بالغ الدلالة حتى وهو جالس على الشمال·إن صورة جماعية لرؤساء مجموعة العشرين·· ليست أكثر من تشكيلة بهلوانية·· أريد بها إلهاء فقراء العالم عن مآسيهم·· وإقناع المتفرجين أن لقطة تلفزيونية بخلفية خضراء·· تعكسها زرقة بحيرة كندية شفافة·· يمكن أن تغني عن صورة واقع إفريقي·· هو أسوأ ما يمكن أن تقع عليه عيناك من بؤس بشري·لاشيء أشد إيلاما·· من أن يضحك عليك الآخرون·· دون أن تجعلهم يحزنون في نهاية المطاف·· لا لأنك تفقد الإحساس بكرامتك·· بل لأن الذين يتصرفون نيابة عنك·· يحرمونك من إبداء هذا الإحساس
منقول من جريدة جزائرية