تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : و تأتي على قدر الكرام المكارم


ام الفهد
30-08-10, 12:48 AM
من مقالاتي القديمة و تم نشره في صحيفة الرياض

يوم بعد يوم، تتوالى إنجازات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ليس على الصعيد الحضاري والمعماري فقط وإنما على الصعيد الإنساني، وكل ما يمس آدمية الفرد ورفاهيته الوجدانية. فهو الملك الذي يسعى أن يرى أبناء شعبه يعيشون بكرامة فيتلمس تلك الأمور التي تحفظ للفرد إنسانيته، فبالأمس منع مخاطبة مقامه السامي بكلمة مولاي ومنع تقبيل يده الكريمة إيمانا منه بأن القامة لا تنحني إلا لله عز وجل، واليوم يكرمنا بموافقته السامية على منع إقامة المخيمات واللوحات الإعلانية التي تعد لجمع التبرعات لذوي القاتل لدفعها إلى ورثة القتيل وكذلك منع القاتل أو ذويه من استخدام أي وسيلة إعلامية لجمع تبرعات لقيمة الصلح.. فهو بهذا القرار الحكيم راعى تركيبة النفس البشرية الزكية واهتم بها ووضع حدا لجشع الناس وطمعهم ومبالغتهم في الدية وكأن النفس سلعة تباع وتشترى، فالموضوع تعدى من طلب دية مستحقة إلى دخول الطمع في القلوب وهذه هي المصيبة وهو بهذا القرار يربي أبناء الوطن على التسامح والعفو ويرسخ مبادئ جديدة فيهم وهي عدم المتاجرة في الأعناق لأن النفس البشرية أغلا وأزكى من أي ثمن، ويذكرهم بأن الحكمة من مشروعية الدية في الإسلام هي تكريم نفس القتيل وروحه، وليس ثمناً لها.

إنه من المحزن أن نقرأ أو نسمع عن مطالبة أهل القتيل بالملايين ومبالغ خيالية تفوق قدرة أهل القاتل وذويه وأحياناً للأسف يكونون أبناء قبيلة واحدة، وهي ظاهرة تفشت في المجتمع السعودي في الفترة الأخيرة. ومبالغة الناس في الدية من باب الجشع والطمع بسبب حسن الظن في أبناء هذا الوطن المعطاء، فنحن شعب متكاتف متراحم لم يمت الخير فينا ولم توأد بيننا الفضيلة، فما إن يعلن أهل القاتل عجزهم عن جمع الدية حتى يسارع أهل الخير في جمع المبلغ بين عشية وضحاها، وأرى هذه الطيبة في الشعب السعودي يجب أن تصب في مصبها ومنبعها الصحيح، لا أن تستغل في مثل هذه الأمور. فلا ننسى أن أعلى مراتب العفو هي العفو لوجه الله تعالى أي العفو عن القصاص والدية معاً، فأفضل المكارم هي عفو المقتدر ومن يصفح عن الخلق يصفح الخالق عنه.

ومضة:

فهبني مسيئاً كالذي قلت ظالما

فعفو جميل كي يكون لك الفضل

فإن لم أكن للعفو أهلاً لسوء ما

أتيت به جهلا فأنت له أهـــل

عاشق الادب
30-08-10, 01:48 AM
ماأحوجنا الى هذا الكلام ... والمقال .... اسلوب راقي في التعامل مع هذه الظاهرة ومقال دعوي لحب الخير واعتاق الرقاب لوجه الله نص واعي جدااا لا يأتي الا من فكر واعي جدااا ... استاذتنا ام الفـــــهد عندما يكتب الكبار فحقا لك أن تستمع بما يخطون فهم لا يخطون الا المفيد جزاك الله خيراا على هذا المقال وجعله في موازين حسناتك ... تحياتي لك.

ابوعبدالله
30-08-10, 02:53 AM
إنه من المحزن أن نقرأ أو نسمع عن مطالبة أهل القتيل بالملايين ومبالغ خيالية تفوق قدرة أهل القاتل وذويه وأحياناً للأسف يكونون أبناء قبيلة واحدة، وهي ظاهرة تفشت في المجتمع السعودي في الفترة الأخيرة. ومبالغة الناس في الدية من باب الجشع والطمع بسبب حسن الظن في أبناء هذا الوطن المعطاء، فنحن شعب متكاتف متراحم لم يمت الخير فينا ولم توأد بيننا الفضيلة، فما إن يعلن أهل القاتل عجزهم عن جمع الدية حتى يسارع أهل الخير في جمع المبلغ بين عشية وضحاها، وأرى هذه الطيبة في الشعب السعودي يجب أن تصب في مصبها ومنبعها الصحيح، لا أن تستغل في مثل هذه الأمور. فلا ننسى أن أعلى مراتب العفو هي العفو لوجه الله تعالى أي العفو عن القصاص والدية معاً، فأفضل المكارم هي عفو المقتدر ومن يصفح عن الخلق يصفح الخالق عنه.
لله درك يادكتوره أم الفهد علي هذه المقالة الرائعه
والتي ترمي الي ألامخافة الله عزوجل في عبادالله وعدم تحميلهم فوق مايطيقون من المبالغ الطائله والتي هي تعزيج لهم 0
فمن عفافي هذه الامورمن انبل مايصبواليه كل مسلم
جعل الله ماكتبتي في موازين حسناتك

الدرة
02-09-10, 05:08 PM
فهبني مسيئاً كالذي قلت ظالما

فعفو جميل كي يكون لك الفضل

فإن لم أكن للعفو أهلاً لسوء ما

أتيت به جهلا فأنت له أهـــل


لاحرمنا الله من مقالاتك , كل الشكر اختي ام فهد.

ذيب المراقيب
02-09-10, 08:49 PM
اظن العقوبه لوحدها تكفي عن الديه المبالغ بها
والعفو من شيم الصحابه والتابعين ومن شيم الرسول عليه السلام

تحيتي لكي ام الفهد على هذا المقال الرائع
الذي يحاكي واقعنا الحالي