ذيب الشوامين
30-08-10, 05:30 PM
خمسٌ وستُونَ.. في أجفـان إعصـارِ =أما سئمتَ ارتحـالاً أيّهـا السـاري؟
أما مللتَ من الأسفـارِ.. مـا هـدأت=إلا وألقتـك فـي وعثـاءِ أسـفـار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَـا برحـوا=يحاورونـكَ بالكبـريـتِ والـنـارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ=سـوى ثُمالـةِ أيــامٍ.. وتـذكـارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا=قلبي العناءَ!... ولكن تلـك أقـداري
أيا رفيقةَ دربي!.. لـو لـديّ سـوى=عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعمـاري
أحببتنـي.. وشبابـي فـي فتـوّتـهِ=وما تغيّـرتِ.. والأوجـاعُ سُمّـاري
منحتني من كنـوز الحُـبّ. أَنفَسهـا=وكنتُ لولا نـداكِ الجائـعَ العـاري
مـاذا أقـولُ؟ وددتُ البحـرَ قافيتـي=والغيم محبرتي.. والأفـقَ أشعـاري
إنْ ساءلوكِ فقولـي: كـان يعشقنـي=بكلِّ ما فيهِ مـن عُنـفٍ.. وإصـرار
وكان يـأوي إلـى قلبـي.. ويسكنـه=وكان يحمـل فـي أضلاعـهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكـن بَطَـلاً=لكنـه لـم يقبّـل جبـهـةَ الـعـارِ
وأنتِ!.. يا بنت فجـرٍ فـي تنفّسـه=ما في الأنوثة.. من سحـرٍ وأسـرارِ
ماذا تريديـن منـي؟! إنَّنـي شَبَـحٌ=يهيـمُ مـا بيـن أغـلالٍ. وأسـوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما=رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضـارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصـانُ شاحبـةٌ=والـوردُ أطـرقَ يبكـي عهـد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبـي=فبيـن أوراقِهـا تلقـاكِ أخـبـاري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكـن بطـلاً=وكـان يمـزجُ أطـواراً بـأطـوارِ
ويا بلاداً نـذرت العمـر.. زَهرتَـه=لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
تركتُ بيـن رمـال البيـد أغنيتـي=وعند شاطئكِ المسحـورِ. أسمـاري
إن ساءلوكِ فقولي: لـم أبـعْ قلمـي=ولم أدنّس بسـوق الزيـف أفكـاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكـن بَطَـلاً=وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثـاري
يا عالم الغيبِ! ذنبـي أنـتَ تعرفُـه=وأنـت تعلـمُ إعلانـي.. وإسـراري
وأنـتَ أدرى بإيمـانٍ مننـتَ بــه=علـي.. مـا خدشتـه كـل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لـي=أيرتُجَـى العفـو إلاّ عنـد غـفَّـارِ؟
غازي القصيبي " رحمه الله "
أما مللتَ من الأسفـارِ.. مـا هـدأت=إلا وألقتـك فـي وعثـاءِ أسـفـار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَـا برحـوا=يحاورونـكَ بالكبـريـتِ والـنـارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ=سـوى ثُمالـةِ أيــامٍ.. وتـذكـارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا=قلبي العناءَ!... ولكن تلـك أقـداري
أيا رفيقةَ دربي!.. لـو لـديّ سـوى=عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعمـاري
أحببتنـي.. وشبابـي فـي فتـوّتـهِ=وما تغيّـرتِ.. والأوجـاعُ سُمّـاري
منحتني من كنـوز الحُـبّ. أَنفَسهـا=وكنتُ لولا نـداكِ الجائـعَ العـاري
مـاذا أقـولُ؟ وددتُ البحـرَ قافيتـي=والغيم محبرتي.. والأفـقَ أشعـاري
إنْ ساءلوكِ فقولـي: كـان يعشقنـي=بكلِّ ما فيهِ مـن عُنـفٍ.. وإصـرار
وكان يـأوي إلـى قلبـي.. ويسكنـه=وكان يحمـل فـي أضلاعـهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكـن بَطَـلاً=لكنـه لـم يقبّـل جبـهـةَ الـعـارِ
وأنتِ!.. يا بنت فجـرٍ فـي تنفّسـه=ما في الأنوثة.. من سحـرٍ وأسـرارِ
ماذا تريديـن منـي؟! إنَّنـي شَبَـحٌ=يهيـمُ مـا بيـن أغـلالٍ. وأسـوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما=رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضـارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصـانُ شاحبـةٌ=والـوردُ أطـرقَ يبكـي عهـد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبـي=فبيـن أوراقِهـا تلقـاكِ أخـبـاري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكـن بطـلاً=وكـان يمـزجُ أطـواراً بـأطـوارِ
ويا بلاداً نـذرت العمـر.. زَهرتَـه=لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
تركتُ بيـن رمـال البيـد أغنيتـي=وعند شاطئكِ المسحـورِ. أسمـاري
إن ساءلوكِ فقولي: لـم أبـعْ قلمـي=ولم أدنّس بسـوق الزيـف أفكـاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكـن بَطَـلاً=وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثـاري
يا عالم الغيبِ! ذنبـي أنـتَ تعرفُـه=وأنـت تعلـمُ إعلانـي.. وإسـراري
وأنـتَ أدرى بإيمـانٍ مننـتَ بــه=علـي.. مـا خدشتـه كـل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لـي=أيرتُجَـى العفـو إلاّ عنـد غـفَّـارِ؟
غازي القصيبي " رحمه الله "