ام الفهد
07-10-10, 06:28 AM
رفيقة دربي ،، قابلتها قبل أن أبدأ السير في الدرب .. قابلتها قبل أن أتعلم الألف باء .. قابلتها قبل أن يكون لي رفاق ..
عندما بلغت السادسة من عمري، رغبت والدتي (رحمها الله ) أن تؤجل دراستي لمدة عام لنبدأ سويا أنا وشقيقتي الأصغر.. ولكن رفيقتي لم يرق لها الأمر فاشترت لي دفترا وقلما وأعطتني حقيبتها.. وبدأت تمارس مهنة التدريس لتقوم بدور معلمتي لمدة عام فهيئت لي الجو الدراسي في المنزل وبذلت مجهودا كبيرا في تدريسي القراءة والكتابة و الحساب وتحفيظي سور القرآن الكريم للصف الأول الابتدائي...
في العام الذي يليه التحقت بالمدرسة و كان أثر بنيان و تأسيس رفيقتي واضحا على تحصيلي الدراسي و مضت السنون و رفيقتي تراقب تقدمي و تتابعه إلى أن أنهيت المرحلة الثانوية وجاء وقت الاختيار ..كان لرفيقتي دور في اختياري التخصص المناسب حيث شجعتني لمواصلة الدراسة في كليتها ( كلية التربية / الأقسام العلمية) حيث كانت تعمل معيدة في قسم الأحياء و لم تكتف بذلك بل رافقتني في جميع مراحل التسجيل بدءا من الفحص الطبي و انتهاء بتسليم الملف لموظفة التسجيل..
اعتقدت في حينه أنني وقفت على قدمي وأن عودي قد اشتد و انتهى دور رفيقتي من حياتي ولكنها استمرت على نفس النهج من تشجيعها لي لأكون بعد عدة سنوات معيدة و زميلة لها في الكلية.
في كلية التربية / الأقسام العلمية لنا تاريخ جميل سجلناه في كل زاوية من زواياها، فمن هذه البوابة دخلت لأول مرة بصحبة رفيقتي .. في هذا المكتب سجلتني .. عند ذاك المطعم انتظرتني .. و داخل المكتبة بحثنا سويا عن الكتب.. جدران معملها سجلت جميع شكواي لها من الاختبارات و من صعوبة أسلوب تلك الأستاذة و غيرها من همومي أو أفراحي حيث كنت اركض لها دائما لتسمعني ودموعي تسبقني، كان معملها ملجئي الذي أحتمي به من صقيع الشتاء أو حر الممرات و أنا أراجع المقرر قبل دخولي للاختبار.
تلك كانت مقتطفات سريعة من رحلتي مع شقيقتي الكبرى د/ شريفة و شاعرتنا المميزة شمس الأصيل ورفيقتي شوشو، لقد كانت هذه الرحلة من الرحلات الجميلة التي أبحرتها في حياتي لقد أمضيت بصحبة شمسنا الأصيلة مشوارا علميا عمليا ردحا من الزمن، قضيناه بين متعة الرحلة و مشقة الدراسة و متاعب الحياة و مشاكل العمل و البحث. واليوم كبرت و كبرت رفيقتي و تقاعدت و شاء الله أن أكون أنا من ينهي معاملة تقاعدها واعتمادها لرفعها لصاحب الصلاحية.
لم يكن سهلا أن أودع رفيقتي و لكنها مشيئة الله فقد آن الأوان للفارس أن يترجل ..وقد ترك تقاعدها أثرا كبيرا في نفوس من تعامل معها وعرفها عن قرب، فهي ذات القلب الطيب التي تعاملت مع أجيال متعاقبة دون أن تجرح هذه أو تسيء لتلك... وهي المعلمة و المربية الفاضلة التي أعطت صورة مشرفة للنزاهة والتواضع والكفاءة والخلق العالي، فقد غرست غرسا طيبا في هذا الصرح العلمي الشامخ و كان لها دور في تخريج دفعات و أجيال على مدى ثلاثين عاما، تميزت رفيقتي بحسن تعاملها و رحابة صدرها مع الجميع من أعضاء هيئة تدريس وطالبات، وغيرهن من منسوبات الكلية حيث كانت تخاطب الناس بلغة هادئة متزنة والابتسامة لا تغادرها....
أختي الغالية .. شكرا لك من القلب .. لقد أعطيت فأجزلت العطاء، و عزائي في تقاعدك أنك تركت بصمة مميزة في الكلية وكم هائل من الحب في قلوب الجميع ... كلماتي لن تفيك حقك فلك منا كل الحب و الوفاء ....
عندما بلغت السادسة من عمري، رغبت والدتي (رحمها الله ) أن تؤجل دراستي لمدة عام لنبدأ سويا أنا وشقيقتي الأصغر.. ولكن رفيقتي لم يرق لها الأمر فاشترت لي دفترا وقلما وأعطتني حقيبتها.. وبدأت تمارس مهنة التدريس لتقوم بدور معلمتي لمدة عام فهيئت لي الجو الدراسي في المنزل وبذلت مجهودا كبيرا في تدريسي القراءة والكتابة و الحساب وتحفيظي سور القرآن الكريم للصف الأول الابتدائي...
في العام الذي يليه التحقت بالمدرسة و كان أثر بنيان و تأسيس رفيقتي واضحا على تحصيلي الدراسي و مضت السنون و رفيقتي تراقب تقدمي و تتابعه إلى أن أنهيت المرحلة الثانوية وجاء وقت الاختيار ..كان لرفيقتي دور في اختياري التخصص المناسب حيث شجعتني لمواصلة الدراسة في كليتها ( كلية التربية / الأقسام العلمية) حيث كانت تعمل معيدة في قسم الأحياء و لم تكتف بذلك بل رافقتني في جميع مراحل التسجيل بدءا من الفحص الطبي و انتهاء بتسليم الملف لموظفة التسجيل..
اعتقدت في حينه أنني وقفت على قدمي وأن عودي قد اشتد و انتهى دور رفيقتي من حياتي ولكنها استمرت على نفس النهج من تشجيعها لي لأكون بعد عدة سنوات معيدة و زميلة لها في الكلية.
في كلية التربية / الأقسام العلمية لنا تاريخ جميل سجلناه في كل زاوية من زواياها، فمن هذه البوابة دخلت لأول مرة بصحبة رفيقتي .. في هذا المكتب سجلتني .. عند ذاك المطعم انتظرتني .. و داخل المكتبة بحثنا سويا عن الكتب.. جدران معملها سجلت جميع شكواي لها من الاختبارات و من صعوبة أسلوب تلك الأستاذة و غيرها من همومي أو أفراحي حيث كنت اركض لها دائما لتسمعني ودموعي تسبقني، كان معملها ملجئي الذي أحتمي به من صقيع الشتاء أو حر الممرات و أنا أراجع المقرر قبل دخولي للاختبار.
تلك كانت مقتطفات سريعة من رحلتي مع شقيقتي الكبرى د/ شريفة و شاعرتنا المميزة شمس الأصيل ورفيقتي شوشو، لقد كانت هذه الرحلة من الرحلات الجميلة التي أبحرتها في حياتي لقد أمضيت بصحبة شمسنا الأصيلة مشوارا علميا عمليا ردحا من الزمن، قضيناه بين متعة الرحلة و مشقة الدراسة و متاعب الحياة و مشاكل العمل و البحث. واليوم كبرت و كبرت رفيقتي و تقاعدت و شاء الله أن أكون أنا من ينهي معاملة تقاعدها واعتمادها لرفعها لصاحب الصلاحية.
لم يكن سهلا أن أودع رفيقتي و لكنها مشيئة الله فقد آن الأوان للفارس أن يترجل ..وقد ترك تقاعدها أثرا كبيرا في نفوس من تعامل معها وعرفها عن قرب، فهي ذات القلب الطيب التي تعاملت مع أجيال متعاقبة دون أن تجرح هذه أو تسيء لتلك... وهي المعلمة و المربية الفاضلة التي أعطت صورة مشرفة للنزاهة والتواضع والكفاءة والخلق العالي، فقد غرست غرسا طيبا في هذا الصرح العلمي الشامخ و كان لها دور في تخريج دفعات و أجيال على مدى ثلاثين عاما، تميزت رفيقتي بحسن تعاملها و رحابة صدرها مع الجميع من أعضاء هيئة تدريس وطالبات، وغيرهن من منسوبات الكلية حيث كانت تخاطب الناس بلغة هادئة متزنة والابتسامة لا تغادرها....
أختي الغالية .. شكرا لك من القلب .. لقد أعطيت فأجزلت العطاء، و عزائي في تقاعدك أنك تركت بصمة مميزة في الكلية وكم هائل من الحب في قلوب الجميع ... كلماتي لن تفيك حقك فلك منا كل الحب و الوفاء ....