بحة الشوق
21-12-10, 10:27 PM
بدأت هند تتقرب من ليالي وتحاول استمالتها وكسب ودّها،في بادئ الأمر شعرت ليالي بأن هناك شيئاً ما تريد
هند الوصول إليه،ولكن بعد فترة أقنعت نفسها بحسن نية ابنة خالها،اصبحتا تقضيان الساعات الطوال سوياً،
وكانت ليالي تشعر بأنها قد تخلصت من وطأة الوحدة التي كانت تطبق على حياتها،ولكن ما كانت تخطط له
هند ليس ما فهمته ليالي،كانت تريد ان تكسب ثقتها لكي تصدق كل ما تقوله لها،ولأن ليالي كانت طيبة القلب
لم تستغرق المهمة وقتاً طويلاً.
وفي أحد الأيام فاجأتها باعلان رغبة شقيقها خالد في الزواج،بحضور شقيقتها أمل ،
احمرّ خدّا ليالي خجلاً لأنها كانت تجزم بأنها هي الفتاة المقصودة،ولكنها صعقت مما سمعته من الفتاتين،(أمل تدرين خالد
بيخطب؟)قالتها هند في بداية لحوارٍ مستفزٍ لابنة عمتهما اعدّتاه مسبقاً،ردّت أمل: (ايه قال لي) ،قالت هند:
(لا تقولين للحين مصرّ يخطب ذيك البنت اللي كان يحبها) ، ردّت أمل بخبث : (قصدك سلمى؟ لا لا هوّن عنها
ما يبيها ،يقول يبي نوف بنت جيراننا اللي الحين تدرس بجدة )،اسودّت الدنيا في عيني ليالي وبدا الذهول الشديد
واضحاً على وجهها،لم تدرِ ما تقول عقدت الدهشة لسانها وكأنّما أنستها أبجديّات اللغة، امتلأت عيناها بالدموع ،وحاولت قدر المستطاع أن تبدو طبيعية ولكن هيهااات،وفي لحظاتٍ استعادت صورة خالد الذي كان دائماً ينظر إليها خلسةً مدّعياً عدم علمه بوجودها في منزلهم،وتذكّرت المرّات التي تطوّع فيها بإحضار حاجياتها من الخارج في حال غاب سعد،شعرت بأنّ الصدمة نقلتها من عالم الواقع إلى عالمٍ مجهول كطائرٍ غريب حطّ في مكانٍ لم يزره من قبل،فقط هي الرياح العاتية من أتى به إليه،وفي غمرة صمتها وقمّة صدمتها غادرت الفتاتان المكان بعد أن تأكدّتا انّهما قد نجحتا في ما خططتا له، ومن غير أن تشعر بدأت
الدموع تنهمر على وجنتيها، دخل سعد فرحاً (ليالي وينك تعالي عندي لك خبر)،عندما دخل ورأى الدموع في عينيها
تراجع عماّ أراد قوله ،وظن ّ أنّ دموعها تجري بسبب إحساسها بالوحدة فقال مهدّئاً :
(لا تضايقين نفسك السنة الجاية تجي معك مريم ومرام وما راح تحسين بالوحدة أبد) ، كانت مريم ومرام
شقيقتاها التوأمتان اللتان تصغرانها بعامٍ واحدٍ فقط، ولكن الأمر لم يكن كذلك لذلك لم تغيّر كلماته شيئاً،واستمرّت في حالة الحزن والذهول التي كانت تسيطر عليها.
في اليوم التالي أخبر خالد أخواته بأنه تقدّم لخطبة ليالي مبدئيا من شقيقها سعد ،أدركت هند أن مساعيها
قد تبوء بالفشل إن لم تتدارك الموقف بسرعة ، وإلّا سيذهب كل ما بذلته من مجهود سدى ،هرعت
بسرعة إلى ليالي وأخبرتها أن الفتاة التي تقدّم خالد لخطبتها رفضت الارتباط به (وعشان كذا قال خلاص
أخطب ليالي، وأنا بصراحة ما أرضاها لك ياليالي حتى لو كان خالد أخوي )صدّقت ليالي ما قالته هند ،
لذلك عندما أخبرها سعد برغبة خالد بالتقدّم لها صرخت فيه قائلةً : (قول له لو ما بقى بالدنيا غيره ما آخذه )،
صدم سعد لما قالته ليالي وحاول معرفة الأسباب ولكنّها أصرت على الصمت ، احترم رغبتها ولم يحاول الضغط عليها ،
وبعد ثلاثة أيام وبعد إلحاح من خالد سألها عن رأيها للمرّة الأخيرة وكان موقفها هو نفسه لم يتغيّر ، واضطرّ تحت إلحاح
خالد أن يخبره بأنّه لم يجد لديها قبولاّ ،جنّ جنون خالد وضاقت عليه الدنيا بما رحبت ، ولكن لا أحد يستطيع أن يجبرها
على شيء ، حتى على معرفة أسباب رفضها.
كانت امتحانات نهاية الفصل الأوّل قد انتهت ،استعدّت ليالي وسعد للسفر ،ودّعهم خالد وهو يحترق لفراقهم ،رغم أن العادات والتقاليد تمنعه من رؤية ليالي أو الحديث معها إلا أنّه كان يشعر بالارتياح ما دامت قريبة ً منه،كان يأمل يوماً أن تغيّر ليالي رأيها وتقبل الزواج به ،فمهما حصل منها لا بدّ أن الأحوال ستتغيّر بمجرّد معرفتها بما يكنّ لها من حبٍّ ، قضت ليالي أيّاما طويلة ً لا تفارقها الدمعة ولا تزورها البسمة ، فهي لم تسمح لحب خالد بالدخول إلى قلبها إلّا بعد أن رأت ذلك الحب في عينه وافعاله، فكيف يحدث هذا؟ هل كانت ساذجةً لهذه الدرجة ياترى؟هل كان خالد فعلاً يريد أن يوهمها الحب لكي يعود إليها فيما لم يتحقق له ما أراد؟ولكن بعد مرور أسبوع ٍ كامل مرّ
عليهما كأنّه دهر ،حدث مالم يكن بحسبان خالد في يوم من الأيّام، ولم يكن بحسبان ليالي أيضاً!!
هند الوصول إليه،ولكن بعد فترة أقنعت نفسها بحسن نية ابنة خالها،اصبحتا تقضيان الساعات الطوال سوياً،
وكانت ليالي تشعر بأنها قد تخلصت من وطأة الوحدة التي كانت تطبق على حياتها،ولكن ما كانت تخطط له
هند ليس ما فهمته ليالي،كانت تريد ان تكسب ثقتها لكي تصدق كل ما تقوله لها،ولأن ليالي كانت طيبة القلب
لم تستغرق المهمة وقتاً طويلاً.
وفي أحد الأيام فاجأتها باعلان رغبة شقيقها خالد في الزواج،بحضور شقيقتها أمل ،
احمرّ خدّا ليالي خجلاً لأنها كانت تجزم بأنها هي الفتاة المقصودة،ولكنها صعقت مما سمعته من الفتاتين،(أمل تدرين خالد
بيخطب؟)قالتها هند في بداية لحوارٍ مستفزٍ لابنة عمتهما اعدّتاه مسبقاً،ردّت أمل: (ايه قال لي) ،قالت هند:
(لا تقولين للحين مصرّ يخطب ذيك البنت اللي كان يحبها) ، ردّت أمل بخبث : (قصدك سلمى؟ لا لا هوّن عنها
ما يبيها ،يقول يبي نوف بنت جيراننا اللي الحين تدرس بجدة )،اسودّت الدنيا في عيني ليالي وبدا الذهول الشديد
واضحاً على وجهها،لم تدرِ ما تقول عقدت الدهشة لسانها وكأنّما أنستها أبجديّات اللغة، امتلأت عيناها بالدموع ،وحاولت قدر المستطاع أن تبدو طبيعية ولكن هيهااات،وفي لحظاتٍ استعادت صورة خالد الذي كان دائماً ينظر إليها خلسةً مدّعياً عدم علمه بوجودها في منزلهم،وتذكّرت المرّات التي تطوّع فيها بإحضار حاجياتها من الخارج في حال غاب سعد،شعرت بأنّ الصدمة نقلتها من عالم الواقع إلى عالمٍ مجهول كطائرٍ غريب حطّ في مكانٍ لم يزره من قبل،فقط هي الرياح العاتية من أتى به إليه،وفي غمرة صمتها وقمّة صدمتها غادرت الفتاتان المكان بعد أن تأكدّتا انّهما قد نجحتا في ما خططتا له، ومن غير أن تشعر بدأت
الدموع تنهمر على وجنتيها، دخل سعد فرحاً (ليالي وينك تعالي عندي لك خبر)،عندما دخل ورأى الدموع في عينيها
تراجع عماّ أراد قوله ،وظن ّ أنّ دموعها تجري بسبب إحساسها بالوحدة فقال مهدّئاً :
(لا تضايقين نفسك السنة الجاية تجي معك مريم ومرام وما راح تحسين بالوحدة أبد) ، كانت مريم ومرام
شقيقتاها التوأمتان اللتان تصغرانها بعامٍ واحدٍ فقط، ولكن الأمر لم يكن كذلك لذلك لم تغيّر كلماته شيئاً،واستمرّت في حالة الحزن والذهول التي كانت تسيطر عليها.
في اليوم التالي أخبر خالد أخواته بأنه تقدّم لخطبة ليالي مبدئيا من شقيقها سعد ،أدركت هند أن مساعيها
قد تبوء بالفشل إن لم تتدارك الموقف بسرعة ، وإلّا سيذهب كل ما بذلته من مجهود سدى ،هرعت
بسرعة إلى ليالي وأخبرتها أن الفتاة التي تقدّم خالد لخطبتها رفضت الارتباط به (وعشان كذا قال خلاص
أخطب ليالي، وأنا بصراحة ما أرضاها لك ياليالي حتى لو كان خالد أخوي )صدّقت ليالي ما قالته هند ،
لذلك عندما أخبرها سعد برغبة خالد بالتقدّم لها صرخت فيه قائلةً : (قول له لو ما بقى بالدنيا غيره ما آخذه )،
صدم سعد لما قالته ليالي وحاول معرفة الأسباب ولكنّها أصرت على الصمت ، احترم رغبتها ولم يحاول الضغط عليها ،
وبعد ثلاثة أيام وبعد إلحاح من خالد سألها عن رأيها للمرّة الأخيرة وكان موقفها هو نفسه لم يتغيّر ، واضطرّ تحت إلحاح
خالد أن يخبره بأنّه لم يجد لديها قبولاّ ،جنّ جنون خالد وضاقت عليه الدنيا بما رحبت ، ولكن لا أحد يستطيع أن يجبرها
على شيء ، حتى على معرفة أسباب رفضها.
كانت امتحانات نهاية الفصل الأوّل قد انتهت ،استعدّت ليالي وسعد للسفر ،ودّعهم خالد وهو يحترق لفراقهم ،رغم أن العادات والتقاليد تمنعه من رؤية ليالي أو الحديث معها إلا أنّه كان يشعر بالارتياح ما دامت قريبة ً منه،كان يأمل يوماً أن تغيّر ليالي رأيها وتقبل الزواج به ،فمهما حصل منها لا بدّ أن الأحوال ستتغيّر بمجرّد معرفتها بما يكنّ لها من حبٍّ ، قضت ليالي أيّاما طويلة ً لا تفارقها الدمعة ولا تزورها البسمة ، فهي لم تسمح لحب خالد بالدخول إلى قلبها إلّا بعد أن رأت ذلك الحب في عينه وافعاله، فكيف يحدث هذا؟ هل كانت ساذجةً لهذه الدرجة ياترى؟هل كان خالد فعلاً يريد أن يوهمها الحب لكي يعود إليها فيما لم يتحقق له ما أراد؟ولكن بعد مرور أسبوع ٍ كامل مرّ
عليهما كأنّه دهر ،حدث مالم يكن بحسبان خالد في يوم من الأيّام، ولم يكن بحسبان ليالي أيضاً!!