عاشق الادب
26-01-11, 10:43 PM
لابد وقبل أن أعطر هذا المتصفح أن أشيد بهذا القلم العملاق .. الشاعر العذب... صاحب الكلمة اللينة .. والمفردة الرائعة.. شاعر لايأبه بالاعلام كوسيلة دعاية .. ولا المجلات كوسيلة نشر..
وإنما يأبه بالشعر كوسيـــلة تعبير...
أحببت هذا الشاعر وأحببت قصائدة بما فيها من مفردات رائعة ...
شاعرنــــــــــــاا هو :محمد الثبيتي الذي أنتقل الى رحمه الله قبل عشرة أيام رحل بهدوء رحل ورحل معه أدب قلما نجد مثله
محمـــد الثبيتــي 00000
محمد الثبيتي «1373 ـ 1432 هـ الموافق 1952 ـ 15 يناير 2011».
ـ شاعر حداثي، برز في فترة الثمانينات الميلادية من القرن الـ 20.
ـ من مواليد الطائف عام 1952.
ـ حصل على بكالوريوس في علم الاجتماع وعمل في التعليم.
ـ يعتبر من رواد قصيدة التفعيلة السعودية، ومن أبرز ناظميها على المستوى العربي.
ـ أصدر النادي الأدبي في حائل أخيرا أعماله الكاملة في مجلد واحد، يضم جميع إنتاجه الشعري.
حصل على عدد من الجوائز أهمها:
ـ الجائزة الأولى في مسابقة الشعر التي نظمها مكتب رعاية الشباب في مكة عام 1397هـ عن قصيدة «من وحي العاشر من رمضان».
ـ جائزة نادي جدة الثقافي عام 1991 عن ديوان «التضاريس».
ـ جائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2000 عن قصيدة «موقف الرمال.. موقف الجناس».
ـ جائزة ولقب «شاعر عكاظ» عام 2007 في حفل تدشين فعاليات مهرجان «سوق عكاظ» التاريخي الأول.
صدر له من الدواوين:
ـ عاشقة الزمن الوردي 1982
ـ تهجيت حلما.. تهجيت وهما 1984
ـ التصاريس 1986
ـ موقف الرمال / موقف الجناس
سأقول في هذه اللحظة، وبحزن شديد وحروف تبكي : «محمد الثبيتي» واحد من أعظم شعراء العربية على مر التاريخ.. وقد فقدناه، وهو لم يزل في قمة عطائه وتألقه الإبداعي.
شاعر يمتلك الأدوات الفنية المكتملة لإبداع نص شديد الخصوصية والتميز والإدهاش.. مثلما يمتلك الرؤية التقدمية والحس الوطني والبعد الإنساني، الذي يتسلل إلى قلوبنا كلما قرأناه أو استمعنا إليه وهو يرتل علينا فيوض نصوصه، أو كلما أشعلنا قناديل الذاكرة لاستعادة حالاتها.
حورب الثبيتي مبكرا منذ أوساط الثمانينات، وحورب بعد ذلك وانتهكت كرامته الإنسانية، بتواطؤ الكثيرين.. ولعله واجه الحرب حتى في آخر ساعاته، ذلك أنه ومنذ إصابته «بالجلطة»، قام الإهمال بدور ذلك العدو المفترس، حيث ساهمت فيه بعض الأطراف التي تعاملت مع حالته.. وذلك ما يدعو، لا إلى الحزن والرثاء وحسب، وإنما إلى الإدانة أيضا.
ومع كل ذلك، فإن «محمد الثبيتي»، الشاعر والإنسان، قد رسم لوحة خالدة، لم تستطع الحروب الظلامية أن تنال من عظمتها، وسوف لن يكسرها الموت ولا النسيان، حيث ستبقى فنارا عاليا، يتأمله محبو الشعر والوطن والحرية، عبر كل الأزمنة و تعاقب الأجيال، وسوف نبقى نغني معه دائما:
«أدر مهجة الصبح
صبّ لنا وطنا في الكوؤس».
ادرْ مهج الصبحِ
صبَّ لنا وطنًا في الكؤوسْ
يدير الرؤوسْ
وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابه
ادر مهجة الصبح
واسفح على قلل القوم قهوتك المرّةَ
المستطابه
ادر مهجة الصبح ممزوجة باللظى
وقلّبْ مواجعنا فوق جمر الغضا
ثم هات الربابة
هات الربابه:
الأديمة زرقاء تكتظ بالدما
فتجلو سواد الماء عن ساحل الظما
ألا قمرًا يحمرُّ في غرة الدجى
ويهمي على الصحراء غيثًا وأنجما
فنكسوه من أحزاننا البيض حُلةً
ونتلو على أبوابه سورة الحِمى
ألا أيها المخبوء بين خيامنا
أدمت مطال الرمل حتى تورّما
أدمت مطال الرمل فاصنع له يدًا
ومدَّ له في حانة الوقت موسما
ادر مهجة الصبحِ
حتى يئن عمود الضحى
وجددْ دم الزعفران إذا ما امّحى
ادر مهجة الصبح حتى ترى مفرق الضوء
بين الصدور وبين اللحى.
أيا كاهن الحي
أسرَتْ بنا العيس وانطفأت لغة المدلجينَ
بوادي الغضا
كم جلدنا متون الربى
واجتمعنا على الماءِ
يا كاهن الحيِّ
هلاّ مخرت لنا الليل في طور سيناء
هلا ضربت لنا موعدا في الجزيره
أيا كاهن الحيِّ
هل في كتابك من نبأِ القوم إذ عطلوا
البيد واتبعوا نجمة الصبحِ
مرّوا خفافا على الرمل
ينتعلون الوجى
أسفروا عن وجوه من الآل
واكتحلوا بالدجى
نظروا نظرةً
فامتطى علسُ التيه ظعنهمُ
والرياح مواتيةٌ للسفرْ
والمدى غربةٌ ومطرْ.
أيا كاهن الحي
إنا سلكنا الغمام وسالت بنا الأرض
وإنا طرقْنا النوى ووقفنا بسابع أبوابها
خاشعينَ
فرتلْ علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر:
شُدّنا في ساعديك
واحفظ العمر لديك
هَبْ لنا نور الضحى
وأعرنا مقلتيكْ
واطو أحلام الثرى
تحت اقدام السُّليكْ
نارك الملقاة في
صحونا، حنّت إليك
ودمانا مذ جرت
كوثرًا من كاحليك
لم تهن يومًا وما
قبّلت إلاّ يديك
سلام عليكَ
سلام عليكْ.
أيا مورقًا بالصبايا
ويا مترعًا بلهيب المواويل
أشعلت أغنية العيس فاتسع الحلم
في رئتيكْ.
سلام عليكَ
سلام عليكْ.
مُطرنا بوجهك فليكن الصبح موعدنا
للغناء
ولتكن سورة القلب فواحةً بالدماءْ.
سلام عليك
سلام عليكْ
سلام عليك فهذا دم الراحلين كتاب
من الوجد نتلوه
تلك مواطئهم في الرمالْ
وتلك مدافن أسرارهم حينما ذللت
لهم الأرض فاستبقوا أيهم يرِدُ
الماءْ
- ما أبعد الماءَ
ما أبعد الماءْ!!
- لا.. فالذي عتقته رمال الجزيرة
واستودعته بكارتها يرد الماء
ياوارد الماء علَّ المطايا
وصب لنا وطنًا في عيون الصبايا
فمازال في الغيب منتجع للشقاء
وفي الريح من تعب الراحلين بقايا.
إذا ما اصطبحنا بشمس معتقةٍ
وسكرنا برائحة الأرض وهي تفورُ
بزيت القناديل
يا أرض كفِّي دمًا مشربًا بالثآليل
يا نخلُ أدركْ بنا أول الليل
ها نحن في كبد التيه نقضي النوافلَ
ها نحن نكتب تحت الثرى:
مطرًا وقوافل
يا كاهن الحيِّ
طال النوى
كلما هلَّ نجم ثنينا رقاب المطي
لتقرأ يا كاهن الحي
فرتل علينا هزيعاً من الليل والوطن المنتظر.
__________________________
الأجنّـة
وأجنةٍ يستنبئون الريح عن زمن اللقاحِ
ويزجرون الطيرَ ..
ماذا عن مواعيد البكاء المرِّ
واللعب الخرافيِّ المباح . ؟؟
ماذا عن الأعراسِ ،
ماذا عن دم الياقوتِ
والكتب المشاعهْ ؟
هل أورقت جثث العناكب تحت اجنحة النساء
هل أزهر الجرح القديم على مصابيح الشتاءْ .
سَـخَـتْ طيور النار
فانتهزوا الولاده
سـخـت طيور الماء
فانتهزوا الولاده .
وتماثلوا للإحتلام .. تماثلوا للهاجس الليليِّ
يا أرضَ ابلعي تعب العراةْ
هذا كتاب الرمل .. والشيطان مصلوبٌ
على باب البناتْ .
وعلى مسافات الردى بدوٌ وحاناتٌ
وأرصفة تموجْ
وخيول ليلٍ أمطرت شبقاً على البيداءِ
فاحمرّت نبوءات البروجْ .
وقوافل الدهناء صاديةٌ
إلى ماء السماءْ
حملت عيون الماء وابتهلتْ
إلى ماء السماء
ماتت من الظمإِ الطويل وباركتْ
ماء السماءْ .
قد كنت أتلو سورة الأحزاب في نجدٍ
واتلو سورة أخرى على نار بأطراف الحجازْ
قد كنت ابتاع الرقى للعاشقين بذي المجازْ .
قد كنت اتلو الأحرف الأنتى
وكان الصيف ميقاتاً لنار البدوِ ..
كان الصيف ميقاتاً لأعياد اليتامى
ياصباح الفتح والنوق التي أرختْ
عنان الشمسْ
يا نجمةً قامت على أبوابنا بالأمسْ .
هذا الدم الحوليُّ ميثاق من الصلواتِ
معقود على الراياتِ ،
شمس تستظل بها سحابهْ
قمر ترابيٌ تدثر بالشعائر وانتمى للجوعِ
واعتنق الكتابهْ
يفترُّ عن ريحانة وقبائل خضر وأسئلةٍ
مذابهْ .
هذا الدمُ الحوليُّ
منصوب على تيماءَ
من يلقي بوادي الجن شيئاً من نحاسْ
من ذا يغنِّي : لا مساسْ .
من ذا يريق الراية الحمراءَ
من يحصي الخُـطَا
من ذا يعرِّي قامة الصحراء
من سرب القطا .
وإنما يأبه بالشعر كوسيـــلة تعبير...
أحببت هذا الشاعر وأحببت قصائدة بما فيها من مفردات رائعة ...
شاعرنــــــــــــاا هو :محمد الثبيتي الذي أنتقل الى رحمه الله قبل عشرة أيام رحل بهدوء رحل ورحل معه أدب قلما نجد مثله
محمـــد الثبيتــي 00000
محمد الثبيتي «1373 ـ 1432 هـ الموافق 1952 ـ 15 يناير 2011».
ـ شاعر حداثي، برز في فترة الثمانينات الميلادية من القرن الـ 20.
ـ من مواليد الطائف عام 1952.
ـ حصل على بكالوريوس في علم الاجتماع وعمل في التعليم.
ـ يعتبر من رواد قصيدة التفعيلة السعودية، ومن أبرز ناظميها على المستوى العربي.
ـ أصدر النادي الأدبي في حائل أخيرا أعماله الكاملة في مجلد واحد، يضم جميع إنتاجه الشعري.
حصل على عدد من الجوائز أهمها:
ـ الجائزة الأولى في مسابقة الشعر التي نظمها مكتب رعاية الشباب في مكة عام 1397هـ عن قصيدة «من وحي العاشر من رمضان».
ـ جائزة نادي جدة الثقافي عام 1991 عن ديوان «التضاريس».
ـ جائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2000 عن قصيدة «موقف الرمال.. موقف الجناس».
ـ جائزة ولقب «شاعر عكاظ» عام 2007 في حفل تدشين فعاليات مهرجان «سوق عكاظ» التاريخي الأول.
صدر له من الدواوين:
ـ عاشقة الزمن الوردي 1982
ـ تهجيت حلما.. تهجيت وهما 1984
ـ التصاريس 1986
ـ موقف الرمال / موقف الجناس
سأقول في هذه اللحظة، وبحزن شديد وحروف تبكي : «محمد الثبيتي» واحد من أعظم شعراء العربية على مر التاريخ.. وقد فقدناه، وهو لم يزل في قمة عطائه وتألقه الإبداعي.
شاعر يمتلك الأدوات الفنية المكتملة لإبداع نص شديد الخصوصية والتميز والإدهاش.. مثلما يمتلك الرؤية التقدمية والحس الوطني والبعد الإنساني، الذي يتسلل إلى قلوبنا كلما قرأناه أو استمعنا إليه وهو يرتل علينا فيوض نصوصه، أو كلما أشعلنا قناديل الذاكرة لاستعادة حالاتها.
حورب الثبيتي مبكرا منذ أوساط الثمانينات، وحورب بعد ذلك وانتهكت كرامته الإنسانية، بتواطؤ الكثيرين.. ولعله واجه الحرب حتى في آخر ساعاته، ذلك أنه ومنذ إصابته «بالجلطة»، قام الإهمال بدور ذلك العدو المفترس، حيث ساهمت فيه بعض الأطراف التي تعاملت مع حالته.. وذلك ما يدعو، لا إلى الحزن والرثاء وحسب، وإنما إلى الإدانة أيضا.
ومع كل ذلك، فإن «محمد الثبيتي»، الشاعر والإنسان، قد رسم لوحة خالدة، لم تستطع الحروب الظلامية أن تنال من عظمتها، وسوف لن يكسرها الموت ولا النسيان، حيث ستبقى فنارا عاليا، يتأمله محبو الشعر والوطن والحرية، عبر كل الأزمنة و تعاقب الأجيال، وسوف نبقى نغني معه دائما:
«أدر مهجة الصبح
صبّ لنا وطنا في الكوؤس».
ادرْ مهج الصبحِ
صبَّ لنا وطنًا في الكؤوسْ
يدير الرؤوسْ
وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابه
ادر مهجة الصبح
واسفح على قلل القوم قهوتك المرّةَ
المستطابه
ادر مهجة الصبح ممزوجة باللظى
وقلّبْ مواجعنا فوق جمر الغضا
ثم هات الربابة
هات الربابه:
الأديمة زرقاء تكتظ بالدما
فتجلو سواد الماء عن ساحل الظما
ألا قمرًا يحمرُّ في غرة الدجى
ويهمي على الصحراء غيثًا وأنجما
فنكسوه من أحزاننا البيض حُلةً
ونتلو على أبوابه سورة الحِمى
ألا أيها المخبوء بين خيامنا
أدمت مطال الرمل حتى تورّما
أدمت مطال الرمل فاصنع له يدًا
ومدَّ له في حانة الوقت موسما
ادر مهجة الصبحِ
حتى يئن عمود الضحى
وجددْ دم الزعفران إذا ما امّحى
ادر مهجة الصبح حتى ترى مفرق الضوء
بين الصدور وبين اللحى.
أيا كاهن الحي
أسرَتْ بنا العيس وانطفأت لغة المدلجينَ
بوادي الغضا
كم جلدنا متون الربى
واجتمعنا على الماءِ
يا كاهن الحيِّ
هلاّ مخرت لنا الليل في طور سيناء
هلا ضربت لنا موعدا في الجزيره
أيا كاهن الحيِّ
هل في كتابك من نبأِ القوم إذ عطلوا
البيد واتبعوا نجمة الصبحِ
مرّوا خفافا على الرمل
ينتعلون الوجى
أسفروا عن وجوه من الآل
واكتحلوا بالدجى
نظروا نظرةً
فامتطى علسُ التيه ظعنهمُ
والرياح مواتيةٌ للسفرْ
والمدى غربةٌ ومطرْ.
أيا كاهن الحي
إنا سلكنا الغمام وسالت بنا الأرض
وإنا طرقْنا النوى ووقفنا بسابع أبوابها
خاشعينَ
فرتلْ علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر:
شُدّنا في ساعديك
واحفظ العمر لديك
هَبْ لنا نور الضحى
وأعرنا مقلتيكْ
واطو أحلام الثرى
تحت اقدام السُّليكْ
نارك الملقاة في
صحونا، حنّت إليك
ودمانا مذ جرت
كوثرًا من كاحليك
لم تهن يومًا وما
قبّلت إلاّ يديك
سلام عليكَ
سلام عليكْ.
أيا مورقًا بالصبايا
ويا مترعًا بلهيب المواويل
أشعلت أغنية العيس فاتسع الحلم
في رئتيكْ.
سلام عليكَ
سلام عليكْ.
مُطرنا بوجهك فليكن الصبح موعدنا
للغناء
ولتكن سورة القلب فواحةً بالدماءْ.
سلام عليك
سلام عليكْ
سلام عليك فهذا دم الراحلين كتاب
من الوجد نتلوه
تلك مواطئهم في الرمالْ
وتلك مدافن أسرارهم حينما ذللت
لهم الأرض فاستبقوا أيهم يرِدُ
الماءْ
- ما أبعد الماءَ
ما أبعد الماءْ!!
- لا.. فالذي عتقته رمال الجزيرة
واستودعته بكارتها يرد الماء
ياوارد الماء علَّ المطايا
وصب لنا وطنًا في عيون الصبايا
فمازال في الغيب منتجع للشقاء
وفي الريح من تعب الراحلين بقايا.
إذا ما اصطبحنا بشمس معتقةٍ
وسكرنا برائحة الأرض وهي تفورُ
بزيت القناديل
يا أرض كفِّي دمًا مشربًا بالثآليل
يا نخلُ أدركْ بنا أول الليل
ها نحن في كبد التيه نقضي النوافلَ
ها نحن نكتب تحت الثرى:
مطرًا وقوافل
يا كاهن الحيِّ
طال النوى
كلما هلَّ نجم ثنينا رقاب المطي
لتقرأ يا كاهن الحي
فرتل علينا هزيعاً من الليل والوطن المنتظر.
__________________________
الأجنّـة
وأجنةٍ يستنبئون الريح عن زمن اللقاحِ
ويزجرون الطيرَ ..
ماذا عن مواعيد البكاء المرِّ
واللعب الخرافيِّ المباح . ؟؟
ماذا عن الأعراسِ ،
ماذا عن دم الياقوتِ
والكتب المشاعهْ ؟
هل أورقت جثث العناكب تحت اجنحة النساء
هل أزهر الجرح القديم على مصابيح الشتاءْ .
سَـخَـتْ طيور النار
فانتهزوا الولاده
سـخـت طيور الماء
فانتهزوا الولاده .
وتماثلوا للإحتلام .. تماثلوا للهاجس الليليِّ
يا أرضَ ابلعي تعب العراةْ
هذا كتاب الرمل .. والشيطان مصلوبٌ
على باب البناتْ .
وعلى مسافات الردى بدوٌ وحاناتٌ
وأرصفة تموجْ
وخيول ليلٍ أمطرت شبقاً على البيداءِ
فاحمرّت نبوءات البروجْ .
وقوافل الدهناء صاديةٌ
إلى ماء السماءْ
حملت عيون الماء وابتهلتْ
إلى ماء السماء
ماتت من الظمإِ الطويل وباركتْ
ماء السماءْ .
قد كنت أتلو سورة الأحزاب في نجدٍ
واتلو سورة أخرى على نار بأطراف الحجازْ
قد كنت ابتاع الرقى للعاشقين بذي المجازْ .
قد كنت اتلو الأحرف الأنتى
وكان الصيف ميقاتاً لنار البدوِ ..
كان الصيف ميقاتاً لأعياد اليتامى
ياصباح الفتح والنوق التي أرختْ
عنان الشمسْ
يا نجمةً قامت على أبوابنا بالأمسْ .
هذا الدم الحوليُّ ميثاق من الصلواتِ
معقود على الراياتِ ،
شمس تستظل بها سحابهْ
قمر ترابيٌ تدثر بالشعائر وانتمى للجوعِ
واعتنق الكتابهْ
يفترُّ عن ريحانة وقبائل خضر وأسئلةٍ
مذابهْ .
هذا الدمُ الحوليُّ
منصوب على تيماءَ
من يلقي بوادي الجن شيئاً من نحاسْ
من ذا يغنِّي : لا مساسْ .
من ذا يريق الراية الحمراءَ
من يحصي الخُـطَا
من ذا يعرِّي قامة الصحراء
من سرب القطا .