تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أبرأ إلى الله.. لست مثقفاً!


الأفق
16-02-11, 07:24 PM
إذا كانت الثقافة وصوليّة وانتهازاً، فانا أبرأ إلى الله منها!
وإذا كانت الثقافة كتابة دون هدف، أو غاية دون وسيلة محترمة، أو وصاية دون تقدير لحق أو صيانة لعقل، أو تمكينٍ لممكن، فأنا أبرأ إلى الله من الثقافة وأصحابها!
وإذا كانت الثقافة صداقة في سعة، وكلاماً في الهواء، وحبراً، مجرّد حبر على ورق، فأنا أبرأ إلى الله من الثقافة ومعتنقيها!
وإذا كانت الثقافة تمرداً أو جحوداً أو امتحاناً، فأنا أبرأ إلى الله من الثقافة وكل عمل يقرّبني منها، أو غاية توصلني إليها!
وإذا كانت الثقافة تأليباً ونميمة ووشاية وحسداً وحقداً دفيناً وضرباً من الخيال، فأنا أبرأ إلى الله منها ومن كل صفاتها، وأسأله أن يجرّدني من كل أوزارها وأن يلطف بي من سوآتها، وأن يخلّصني من كل آثارها!
وإن كانت الثقافة كلاماً لا يتجاوز الورق، وشيمة لا تغادر صفحتها البيضاء، وحباً لا يسكن في جوف الحقيقة، فأنا أبرأ إلى الله منها، ومن كل عمل يدفعني إليها، وكل طريق توصلني إليها!
وإذا كانت الثقافة أن يمرض صديق فلا أزوره، أو يموت صاحب فلا أسعى إليه وأنا قادر، أو يدفن غال بجواري فلا تتحرك مشاعري تجاهه، ولا تقودني خطواتي إلى قبره، أو يتأزم صاحب (كا) فلا يجد من يساعده وهناك من يقدر على ذلك، فأنا أبرأ إلى الله من الثقافة براءة الذئب من دم يوسف!
وإذا كانت الثقافة سكْراً وعربدة ودعوة إلى سوء، وانفلاتاً من قيم، وخروجاً عن أهداف نبيلة يقبلها العقل المتزن، وتستوعبها الحياة المعقولة، وتحتويها الأطر القابلة للتفكير الحر فأنا أبرأ إلى الله من الثقافة ودعاتها!
أبرأ إلى الله من ثقافة تدعو إلى العزلة والانطواء، وتمجد الذات على حساب المجتمع، وتتسلق الشهرة على الكذب والخديعة وادعاء المثالية، وتسطيح الأفكار، والالتفاف على المتناقضات، والدعوة إلى تعظيم الذوات!
وأتقرب إلى الله بالثقافة إن كانت الثقافة فكرة جميلة، أو غاية نبيلة، أو مشروعاً يأخذ معه الناس إلى عمل أو قول أو سلوك ذي أثر، فأنا أدعو الله أن يهبني إياه، وأن يسهل طريقي إليه، وأن يذلل كل العقبات التي تعترضني في سبيل الظفر به!
فقد تلوثت الثقافة بكثير من الطارئين عليها، فغدت اليوم مجرد كلمات ترصف، وعبارات تنقش على ألواح سوداء! وأفكاراً تطير دون أن تجد لها أرضية صالحة تستقبلها، وتعمل عليها، بفعل عمل المثقف المدّعي ذاته، وتجاوزت ذلك فأصبحت لا تقبل الواقع على أنها أفكار، لكنها تأبى إلا أن تكون حقيقة وإن غاب صاحبها، وواقعاً وإن تنازل عنها أو لم يؤمن بها من الأصل!
أبرأ إلى الله من ثقافة تعيش على الكذب، تأكل وتشرب معه، وتموت وتحيا من أجله، وتخرج إلى الحياة مدعية، وتعود إلى مكمنها منتقصة!
فقد صدمتني الثقافة، وصدمني المثقفون، فكلما تعمقت أكثر ازددت بؤساً، وكلما اقتربت أكثر كلما تمنيت أنني بقيت أبعد!
فهل يدرك أصحابنا أن البداية الحقة تكون بإصلاح النفوس ذاتها!

على فايع

فاتنه
05-04-11, 04:59 PM
جميل مانقلت

مداخله/

والأجمل هو مراعاة الله في كل حرف ... فالحديث في باب الثقافات واسع ...لكن ليس المراد هو البراءه منها من وجهة نظري ولكن عدم الالتصاق بها ومرادفاتها العقيمه ...ولنحيط بها دائما كي نستطيع توجيهها متى ما أردنا ذلك ووفق مانراه صالحاً تحت تعاليم ديننا الحنيف.

قد لا أصل لما أردت كتابته لكن لامانع من اختلاف الثقافات والبحث دائماً عن نقطة الوصول البيضاء مهم جدا وهذا ما أبدعتنا به لاشلت يمناك .

في انتظار روائعك

كلك نظر
05-04-11, 05:25 PM
أشكرك يا كاتبنا الراااااائع على هذا المقال
ووجهة نظري ان الثقافة هي : تعلم’’ شيئاً ’’عن كل شيء لتكون مثقفاً,,, وتعلم كل شيء عن ’’شيء’’ لتكون عالماً