تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عفواً هل تعاني من الأنومانيا


الفارس
16-05-07, 01:35 PM
قبل فترة قرأت إحصائية تفيد بأن سكان هونج كونج وسنغافورة - ثم الإمارات العربية المتحدة - يأتون في مقدمة شعوب العالم من حيث كثرة التسوق وارتياد المراكز التجارية.

ولسبب وجيه لم تثر هذه الاحصائية استغرابي كون هونج كونج وسنغافورة حظيتا بأكبر ارتفاع عالمي في معدل الدخل الفردي (منذ عقدي السبعينات والثمانينات) في حين يعد ارتياد الأسواق المكيفة الخيار شبه الوحيد للعائلات الخليجية (بسبب حرارة الطقس من جهة وسعة ذات اليد من جهة أخرى).!
ورغم أن دول الخليج تأتي في مقدمة دول العالم من حيث نسبة التسوق وارتياد المراكز التجارية ؛ إلا أن داء التسوق ذاته (أو الإدمان المتواصل على الشراء) ظاهرة عالمية لا تخلو منها المجتمعات الثرية.. ففي أوروبا مثلا لا تقل نسبة المصابين بداء التسوق عن 33% من السكان (وتصل في ألمانيا إلى 41%) في حين ترتفع النسبة في الولايات المتحدة إلى 52% بين النساء والمراهقات .
أما عربيا فقد اعدت الدكتورة ليلى عبد الجواد (من المركز القومي للابحاث في القاهرة) دراسة عن الأوضاع المالية للأسرة المصرية فاتضح ان النساء يشكلن معظم رواد الاسواق وان المرأة المصرية تقضي يومياً ما متوسطه 52دقيقة في السوق (حسب الشرق الأوسط في 28يوليو الماضي) !.
ورغم عدم وجود إحصائية محلية تشرح حال نسائنا ولكن ما أراه شخصيا (في مجتمع محافظ كمجتمعنا وجو ملتهب كجونا) أن "نزلة السوق" أصبحت الهواية المفضلة لمعظمهن - لدرجة أكاد أجزم بأن نسبة مدمنات التسوق بينهن لا تقل عن 75%.
وفي الحقيقة هناك علامات كثيرة توضح ما إن كان المرء مستهلكاً عادياً أو "مدمن تسوق".. ففي حالة ساهم الشراء في تحسين حالته المزاجية ، أو أنبه ضميره بعد عودته للمنزل ، أو فضل شراء ملابس وأحذية جديدة - بدل تصليح الموجودة أو المقطوعة - فإنه في هذه الحالة يصبح مصابا بالأنومانيا (وهي المصطلح الذي يطلقه علماء النفس على فرط الشراء وتكرار نزول الاسواق)!.
وحالة الأنومانيا هذه لا تفرق بين غني وفقير وتصيب فئة معينة تجمع بينها صفات مشتركة (مثل الفراغ والشعور بالنقص وحب الظهور واستعراض الوضع الاجتماعي).. ورغم أن مدمن التسوق يعاني من حالات فرح قصيرة تعقب الشراء إلا أنها سرعان ما تتحول إلى كآبة وشعور بالذنب بمجرد الانتهاء من فتح الاكياس . ورغم ادراكه لخطأ ما يفعل إلا أنه لا يتجرأ على التخلص من السلع المتراكمة لديه فيحاول إخفاءها عن أعين المنتقدين . وما لم يكن ثريا "ويغرف من بحر" فإنه يقع في ورطة حقيقية تتمثل في عدم قدرته على الموازنة بين دخله المتواضع وشبقه المتواصل للشراء!!.
ورغم ان النساء يشكلن معظم ضحايا الأنومانيا (لدرجة لا أشعر بحاجة لإثبات هذه الحقيقة) إلا أن الرجال أيضا يمكن أن يتحولوا بسهولة إلى مدمني شراء وتسوق ؛ فالمغني ألتون جون مثلا (الذي غنى في مراسم تشييع الأميرة ديانا) يعد أعظم نموذج عالمي لهذه الحالة ؛ فحسب ما جاء في كتاب جينيس للأرقام القياسية لم ينخفض اجمالي المبالغ المقيدة على بطاقاته الائتمانية في أي شهر عن 375الف دولار (ويعرف عنه انه في يوم واحد اشترى من محل فينيل بلندن اكسسوارات بقيمة 300الف دولار وورود بمبلغ 57الف دولار من محل الزهور المجاور)!!. أيها السادة ؛ الوعي بوجود المشكلة وإدراك الدوافع خلفها يعد (في علم النفس) نصف الطريق لحلها.. ومن خلال هذا المقال أرجو - وأتمنى - أن يدرك البعض حقيقة علاقتهم بهذه المشكلة واختصار "نصف الطريق" للتخلص منها .

بقلم / فهد عامر الأحمدي

ريتاج
17-05-07, 12:06 AM
مشكور أخي الفارس لطرح الموضوع

وفعلا يعاني اكثير من النساء من هوس الشراء

نرجو ان ينتبه الجميع

لك تحياتي


ريتاج