تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "" جمعة التوبة ""..بقلمي..


يوسف ابن ميمون
09-04-11, 09:12 PM
جمعة التوبة..بقلمي..
سمعنا جميعا بجمعة الغضب و جمعة التحدي و جمعة الرحيل فدعوني أرحل بكم الى أطوار قصة جمعة التوبة …
http://69.59.144.138/icon.aspx?m=blank
فإليكم الأطوار..

كان يا مكان في سالف العصر و الزمان في مدينة الأحلام أين يكرم الانسان والشر يهان ويعدم الذل و الهوان ...

في هده المدينة الخضراء المفعمة بالحياة وفي إحدى القرى الصغيرة التي كانوا يسمونها" شانجيور سلف" قرية نائية سكانها معضمهم يمتهنون الفلاحة لكسب قوت يومهم ويعتادون التجارة في المواد الفلاحية لكسب رزقهم , سكانها أناس بسطاء ,عرف عنهم الورع والتقوى والتمسك بحبل الله, وفي هده البلدة الصغيرة وفي إحدى المنازل المبنية من خليط الطين والتبن ,شهد ولادة ثلاثة أطفال توأم ,كانت الولادة صعبة بعض الشيئ لكن قوة المرأة من جهة ودعوات الجيران الله أن يعينها من جهة أخرى ساعداها وأمنا لها صحة وعافية لها ولأطفالها الثلاث...

فالأول سمته " مذنب " لأنه لم يولد بسهولة وعانت أمه الأمرين حتى ولد وكاد أن يقضي عليها وعلى حياة أخواه التوأم والثاني سمته " ضعيف " لأنه كان نحيفا بعض الشيئ أما الثالث فسمته " قوي " لأنه كان شديد الصراخ وقوي البنية ...

في هدا المنزل تربى وترعرع الأخوة الثلاث وما أصعب تربية الأخوة التوأم لما في دلك من مخافة عدم العدل بينهم وحتى عدم التفاهم وطريقة التعامل فيما بينهم ,المهم أن الأبناء كبروا دون أية مشاكل لأن الأم والأب أحسنوا التربية ووفقوا بينهم وهاهم الأن يساعدون أباهم في الحقل...

لكن الغريب في الأمر أن رغم أن التوأم الثلاث تقاسموا مكانا واحدا في نشأتهم ابتداء من بطن أمهم لكن طباعهم مختلفة " فمذنب " كان مولوعا بالكتابة وكان الغريب في الأمر أنه دائما يكتب سيرته الذاتية لكن الغريب في الأمر أنه دائما حين يوشك على الانتهاء من كتابة حلقة من حياته سرعان ما يمزق تلك الأوراق مبديا غضبا شديدا وكأنه غير راضي على طريقة كتابته وربما قد يكون ساخطا عن طريقة حياته ...

أما ضعيف فكان يدأب على النوم حتى أنه لايستطيع أن يقوم بمهامه وواجباته في الحقل بشكل جيد بل يكاد في بعض الأيام أن لا يقوم بشيء إطلاقا الشيء الذي كان يخلف غضبا شديدا من الوالدين وخوفا منهم على مستقبله ومآله أما قوي فكان قويا بالفعل وأحسنت أمه في اختيار اسمه , فقد كان يستيقظ باكرا قبل الفجر يصلي صلاة الفجر صحبة والده وأخوه مذنب الدي كان يستيقظ يوما ويغيب أياما أما ضعيف فالنوم والكسل عششا فيه لسنوات..

أما الأب فحين كبر أولاده واشتد عظمهم قرر أن يسافر بعيدا ولا يعود الا بعد سنين حتى لايتدخل في حياتهم ليرى الطريق الذي سيسلكه كل واحد منهم ...

وبعد مرور سنوات...

مذنب كان دائما يثور في وجه والدته ويقول لها بصوت مرتفع " أنا أريد أن تخصصي لي حصة من المحصول كل شهر " وترد عليه ببطء " يا ولدي هدا لايعقل فأنت لا تعمل ولا تقوم بواجباتك في الحقل ورغم دالك نؤمن لك الطعام والمبيت , وهدا الكلام كان لا يعجب مذنب لأنه كان يحتاج الى النقود حيت كان يدأب على أفعال سيئة أما صغيف فوجوده أصبح شبيه بعدمه لا يعمل ولا ينتقد شعاره النوم فقط , على عكسهم جميعا كان قوي النقطة الساطعة والمنيرة في حياة والديه وكان نعم الخلق يعمل بجد لا يضيع وقته إلا في أشياء ثمينة القيمة يعتني بأمه واخوته أيضا رغم خلافهم له ....


استمر الوضع ... في يوم من الأيام رجع مذنب من لقاء بعض الشلة من أصدقائه اللذين سماهم فيما بعد أصدقاء السوء , رجع وهو يتأجج غضبا واتجه الى المطبخ وحمل سكينا ودهب إلى أمه بينما كان قوي يصلي أما ضعيف فأظن أنكم تعرفون مكانه’ السرير’. اقترب مذنب من أمه وهو يهددها " أعطيني المال هيا بسرعة أعطيني النقود " فامتنعت أمه ادراكا منها أنه سيستعمله لغرض سيئ قد يضر به صحته أو قد يضع به حدا لحياته فرفع اليد التي يحمل بها السكين الى الأعلى ونزل بها على والدته بكل قوة فأغمضت أمه عيناها وقبل أن يصل السكين الى رأسها ادا بيد تمتد لتمنع السكين من المرور ولتنهي عن عمل شيطاني كاد يودي بحياة الأم انها يد " قوي " الذي أمسك جيدا بأخاه وقاده نحو بيت لهم كان مخصصا لتخزين المحصول فأدخله وأقفل عليه الباب حتى يهدأ..

وعاد ليطمئن على أمه التي عانقته بشدة وهي تذرف دموعا ثمينة أما " مذنب " فصار يضرب نفسه بشدة مع أطراف البيت وهو كذلك حتى نال منه التعب و إتكأ على صخرة فأحس بشيئ بارد يلامس جسده فنظر إلى أسفل ادا به يرى عينا منبعثة من تلك الصخرة التي تفجرت لتصنع طريقا للحياة وهده العين كان يستعملها قوي ليسقي الحقل في المواسم التي تكون فيها الأمطار قليلة وصار مذنب يرى ويلاحظ كيف لتلك الصخرة أن تنفجر ليكون فيها خيرا وكيف لقلب أدمي مفطور على الخير أن يكون أقسى فانهمرت دموع وفيرة من عيناه وهو يردد " اللهم إني أتوب إليك اللهم إني أتوب إليك " فلما اطمأن " قوي " الذي كان المسكين في حيرة من أمره بين الاهتمام بأمه واخواته والنظر لحاله والتفكير في والده ,عاد " قوي " إلى أخاه مذنب ليرى ماال إليه فادا به يسمعه من خارج البيت وهو يقول " اللهم إني أتوب إليك " ففتح الباب وعانقه أخاه عناقا حارا وعادوا إلى أمهم فأقبل " مذنب " على أمه وانحنى أرضا ليقبل قدميها فأمسكت به وضمته اليها وقال ل ها " سامحيني فأنا أذنبت ولكني اليوم أتوب الى الله توبة نصوح " وكان دالك اليوم هو يوم الجمعة فقالت له أمه " أنا اليوم سأسميك تائب " فأجابها " أن اليوم سأسميه جمعة التوبة ...

وهده القصة هي من كتابة مذنب اه نسيت انها من كتابة تائب ينصحكم أن يجعل كل مذنب من يوم الجمعة المقبل جمعة التوبة ان شاء الله .... النهاية.
بقلمي : يوسف ابن ميمون