بنت القلعة
27-09-11, 08:11 PM
http://up.arab-x.com/Sep11/lrC42639.gif (http://up.arab-x.com/)
بنت القلعة
بقلم: رشا قرقناوي
لطالما استوقفني شموخكِ
وأنتِ قابعة في مكانكِ تأبي الرضوخ
وتحكي قصتك لأي شخص يستوقفه جمالكِ...
أنتِ أيتها القلعة تعيديني كثيراً إلى الوراء..
كل حجر فيها يخبرني قصة لا تنتهي..
بدأت حكايتي معكِ منذ أن كنتُ طفلة ...
جذبني أن ألقاكِ كلّ صباح وأنا في طريقي إلى المدرسة ..
كنت دائماً ألقي عليكِ السلام
وأسمعك تردينه بكلّ حبّ يشعرني بالفرح...
حتى أصبحتِ صديقتي ..
وكم أسعدني أنك غدوت ملاذي من كلّ شيء يضايقني..
لم أشعر يوماً بالوحدة معك..
لطالما شكوت إليكِ
وكثيراً ما بُحت لك بأسرار لم يسمعها أحد إلاكِ...
تنصحيني تارة
وتعنفيني تارة أخرى
حتى اعتدت البكاء أمام أسوارك...
ضحكت ..
صرخت وأنت تشاركيني في صمتي وضحكي وألمي..
كنت أعرّج إلى خان الشونة أحياناً لأزور مرسم العم أبي مالك
ليطلعني على آخر أيقوناته التي يرسمها بشغف..
من المؤكّد أنكِ كنت عندها..
فيلمح في عيني بسمة..
سأسمّيك: "بنت القلعة"..
في ذلك اليوم عدتُ إلى منزلي وتكاد الفرحة تطيّرني..
اسمي الجديد:
"بنت القلعة"
لم يعجب جاراتنا
والبعض تناوله بسخرية واضحة ..
أما أمي أخبرتني بيني وبينها
أن الاسم يليق بي:
"بنت القلعة"
ودعتني لزيارتك من جديد لتؤكّد تأييدها لي ...
تطوّرت العلاقة إلى أقصى حدّ بيني وبينكِ
إلى أن قرّرت دراسة الآثار في الجامعة لأفهمكِ أكثر
أو لأقترب من أي شيء يمتّ بصلة إليكِ ..
أشعر الآن بالانكسار...
فشرخ كبير أصبح بيننا...
الوصول إليكِ صار صعباً..
ملامحكِ تغيّرت..
أسواركِ هُدّمت...
أشعر بالألم يعتصرني..
لم يتبقَّ لنا إلا الذكريات..
ربما أصبحتِ أجمل
أو ما يحصل لكِ من دواعي الحفاظ عليكِ، كما يقولون..
إذاً عندما ينتهون من وضع الرتوش عليكِ،
سأكتفي بتذكّر ما فات
ولن أعود إليكِ كما في السابق..
وها أنا أقف أمامك للمرّة الأخيرة
لأستجمع كل ما بيننا من حبّ..
من ألم الصعوبات
من غبطة الحكايات
من صمت الذكريات..
لأنّ ما فات قد فات..
وأمضي عنكِ دون عودةٍ وآهات.
بنت القلعة:rose:
بنت القلعة
بقلم: رشا قرقناوي
لطالما استوقفني شموخكِ
وأنتِ قابعة في مكانكِ تأبي الرضوخ
وتحكي قصتك لأي شخص يستوقفه جمالكِ...
أنتِ أيتها القلعة تعيديني كثيراً إلى الوراء..
كل حجر فيها يخبرني قصة لا تنتهي..
بدأت حكايتي معكِ منذ أن كنتُ طفلة ...
جذبني أن ألقاكِ كلّ صباح وأنا في طريقي إلى المدرسة ..
كنت دائماً ألقي عليكِ السلام
وأسمعك تردينه بكلّ حبّ يشعرني بالفرح...
حتى أصبحتِ صديقتي ..
وكم أسعدني أنك غدوت ملاذي من كلّ شيء يضايقني..
لم أشعر يوماً بالوحدة معك..
لطالما شكوت إليكِ
وكثيراً ما بُحت لك بأسرار لم يسمعها أحد إلاكِ...
تنصحيني تارة
وتعنفيني تارة أخرى
حتى اعتدت البكاء أمام أسوارك...
ضحكت ..
صرخت وأنت تشاركيني في صمتي وضحكي وألمي..
كنت أعرّج إلى خان الشونة أحياناً لأزور مرسم العم أبي مالك
ليطلعني على آخر أيقوناته التي يرسمها بشغف..
من المؤكّد أنكِ كنت عندها..
فيلمح في عيني بسمة..
سأسمّيك: "بنت القلعة"..
في ذلك اليوم عدتُ إلى منزلي وتكاد الفرحة تطيّرني..
اسمي الجديد:
"بنت القلعة"
لم يعجب جاراتنا
والبعض تناوله بسخرية واضحة ..
أما أمي أخبرتني بيني وبينها
أن الاسم يليق بي:
"بنت القلعة"
ودعتني لزيارتك من جديد لتؤكّد تأييدها لي ...
تطوّرت العلاقة إلى أقصى حدّ بيني وبينكِ
إلى أن قرّرت دراسة الآثار في الجامعة لأفهمكِ أكثر
أو لأقترب من أي شيء يمتّ بصلة إليكِ ..
أشعر الآن بالانكسار...
فشرخ كبير أصبح بيننا...
الوصول إليكِ صار صعباً..
ملامحكِ تغيّرت..
أسواركِ هُدّمت...
أشعر بالألم يعتصرني..
لم يتبقَّ لنا إلا الذكريات..
ربما أصبحتِ أجمل
أو ما يحصل لكِ من دواعي الحفاظ عليكِ، كما يقولون..
إذاً عندما ينتهون من وضع الرتوش عليكِ،
سأكتفي بتذكّر ما فات
ولن أعود إليكِ كما في السابق..
وها أنا أقف أمامك للمرّة الأخيرة
لأستجمع كل ما بيننا من حبّ..
من ألم الصعوبات
من غبطة الحكايات
من صمت الذكريات..
لأنّ ما فات قد فات..
وأمضي عنكِ دون عودةٍ وآهات.
بنت القلعة:rose: