المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الامام الشافعى قَافِيَة الْبَاء


عربى الحويطى
16-10-11, 08:03 PM
من اجمل ما قرأت ديوان الامام الشافعى قافية الباء

قَافِيَة الْبَاء

سُوَءالتَقَدِيّر

أَصْبَحْت مُطَّرَحَا فِي مَعْشَر جَهِلُوْا
حَق الْأَدِيب فَبَاعُوْا الْرَّأْس بِالْذَّنَب

وَالْنَّاس يَجْمَعُهُم شَمْل وَبَيْنَهُم
فِي الْعَقْل فَرْق وَفِي الْآدَاب وَالْحَسَب

كَمَثَل مَا الْذَّهَب الْإِبْرِيز يَشْرَكُه
فِي لَوْنِه الْصُّفْر وَالتَّفْضِيْل لِلْذَّهَب

وَالْعَوْد لَو لَم تَطِب مِنْه رَوَائِحُه
لَم يُفَرِّق الْنَّاس بَيْن الْعُوَد وَالْحَطَب



الهَوىوَالعَقُل

إِذَا حَار أَمَرَك فِي مَعْنَيَيْن
وَلَم تَدْر حَيْث الْخَطَأ وَالْصَّوَاب

فَخَالِف هَوَاك فَإِن الْهَوَى
يَقُوْد الْنَفَس إِلَى مَا يُعَاب

هَذِه هِي الْدُّنْيَا

تَمُوْت الْأُسْد فِي الْغَابَات جَوْعَا
وَلَحْم الْضَّأْن تَأْكُلُه الْكِلاب

وَعَبْد قَد يَنَام عَلَى حَرِيْر
وَذُو نَسَب مَفَارِشُه الْتُّرَاب

سُلُوْك الْكِبَارِمّع الْأَنْذَال

إِذَا سَبَّنِي نَذْل تَزَايَدْت رِفْعَة
وَمَا الْعَيْب إِلَا أَن أَكُوْن مُسَابِبُه

وَلَو لَم تَكْن نَفْسِي عَلَي عَزِيْزَة
لَمَكَّنْتُهَا مِن كُل نَذْل تُحَارِبُه

وَلَو أَنَّنِي أَسْعَى لِنَفْسِي وَجَدْتُنِي
كَثِيْر الْتَّوَّانِي لِلَّذِي أَنَا طَالِبَه

وَلَكِنَّنِي اسْع لَأَنْفَع صَاحِبُي
وَعَار عَلَى الْشَّبْعَان إِن جَاع صَاحِبُه

عِنّدِمَاتَقْتَرّب نِهَايَة الْإِنْسَان وَيَشْتَعِل الْرَّأْس شَيْبا

خَبَت نَار نَفْسِي بِاشْتِعَال مَفَارِقِي
وَأَظْلَم لِيْلِي إِذ أَضَاء شِهَابُهَا

أَيّا بُوْمَة قَد عَشَّشَت فَوْق هَامَتِي
عَلَى الْرَّغْم مِنِّي حِيْن طَار غُرَابُهَا

رَأَيْت خَرَاب الْعُمْر مِنِّي فَزُرْتِنِي
وَمَأْوَاك مِن كُل الْدِّيَار طِرَابِهَا

أَأَنْعَم عَيْشَا بَعْد مَا حَل عَارِضِي
طَلَائِع شَيْب لَيْس يُغْنِي خِضَابَها

وَعِزَّة عُمَر الْمَرْء قَبْل مَشِيْبِه
وَقَد فَنِيَت نَفْس تَوَلَّي شَبَابِهَا

إِذَا اصْفَر لَوْن الْمَرْء وَابْيَض شَعْرُه
تَنَغَّص مِن أَيّامِه مُسْتَطَابُهَا

فَدَع عَنْك سَوْءَات الْأُمُور فَإِنَّهَا
حَرَام عَلَى نَفْس الْتَّقِي

وَأْد زَكَاة الْجَاه وَاعْلَم وَاعْلَم بِأَنَّهَا
كَمَثَل زَكَاة الْمَال تَم نِصَابِهَا

وَأَحْسَن إِلَى الْأَحْرَار تَمْلِك رِقَابَهُم
فَخَيْر تِجَارَات الْكِرَاء اكْتِسَابُهَا

وَلَا تَمْشِيْن فِي مَنْكِب الْأَرْض فَاخِرا
فَعَمَّا قَلِيْل يَحْتَوْيك تُرَابُهَا

وَمَن يَذُق الْدُّنْيَا فَإِنِّي طَعَمُتَهَا
وَسِيْق إِلَيْنَا عَذْبُهَا وَعَذَابُهَا

فَلَم أَرَهَا إِلَا غُرُوْرَا وَبَاطِلا
كَمَا لَاح فِي ظَهْر الْفَلَاة سَرَابُهَا

وَمَا هِي إِلَا جِيْفَة مُسْتَحِيْلَة
عَلَيْهَا كِلَاب هَمُّهُن اجْتِذَابُهَا

فَإِن تَجَنَّبْتُها كُنْت سِلْمِا لِأَهَلِهَا
وَإِن تَجْتذبْك نَازَعَتْك كِلَابُهَا

فَطُوْبَى لِنَفْس أَوْلَعَت قَعْر دَارِهَا
مُغْلَقَة الْأَبْوَاب مُرْخَى حِجَابُهَا
ا


دَاوَالسَّفاهَة بِالْحُلْم

يُخَاطِبُنِي السَّفِيْه بِكُل قُبْح
فَأَكْرَه أَن أَكُوْن لَه مُجِيْبَا

يَزِيْد سَفَاهَة فَأَزِيْد حِلْمَا
كَعُوْد زَادَه الْإِحْرَاق طِيْبَا


حَب منْ طَّرّف وَاحِد

وَمَن الْبَلِيَّة أَن تُحِب
وَلَا يُحِبُّك مَن تُحِبُّه

وَيَصُد عَنْك بِوَجْهِه
وَتُلِح أَنْت فَلَا تُغِبُّه

الْبُخْل وَالْظُّلْم

بَلَوْت بَنِي الْدُّنْيَا فَلَم أَر فِيْهِم
سِوَى مَن غَدَا وَالْبُخْل مِلْء إِهَابِه

فَجَرَّدْت مِن غِمْد الْقَنَاعَة صَارِمَا
قُطِّعَت رَجَائِي مِنْهُم بِذُبَابِه

فَلَا ذَا يَرَانِي وَاقِفَا فِي طَرِيْقِه
وَلَا ذَا يَرَانِي قَاعِدَا عِنْد بَابِه

غَنِي بِلَا مَال عَن الْنَاس كُلِّهِم
وَلَيْس الْغَنِي إِلَا عَن الْشَيْء لَا بَه

إِذَا مَا الْظَّالِم اسْتَحْسَن الْظُلْم مَذْهَبَا
وَلَج عُتُوا فِي قَبِيْح اكْتِسَابِه

فَكِلْه إِلَى صَرْف الْلَّيَالِي فَإِنَّهَا
سَتَدَّعِي لَه مَا لَم يَكُن فِي حِسَابِه

فَكَم رَأَيْنَا ظَالِما مُتَمَرِّدَا
يَرَى الْنَّجْم تَحْت ظِل رِكَابِه

فَعَمَّا قَلِيْل وَهُو فِي غَفْلاتِه
أَنَاخَت صُرُوْف الحَادِثَات بِبَابِه

فَأَصْبَح لَا مَال وَلَا جَاه يُرْتَجَى
وَلَا حَسَنَات تَلْتَقِى فِي كِتَابِه

وَجُوْزِي بِالْأَمْر الَّذِي كَان فَاعِلْا
وَصَب عَلَيْه الْلَّه سَوْط عَذَابِه


الَلَة حَسْبِي

أَنْت حَسْبِي وَفِيْك لِلْقَلْب حَسْب
وَبِحَسْبِي إِن صَح لِي فِيْك حَسْب

لَا أُبَالِي مَتَى وِدَادُك لِي صَح
مِن الْدَّهْر مَا تَعَرَّض لِي خَطَب

مِيْزَان الْتَّفَاضُل

أَرَى الْغِر فِي الْدُّنْيَا إِذَا كَان فَاضِلَا ***
تَرْقّى عَلَى رُؤُوْس الْرِّجَال وَيَخْطُب

وَإِن كَان مِثْلِي لَا فَضِيْلَة عِنْدَه
يُقَاس بِطِفْل فِي الْشَّوَارِع يَلْعَب


مُعَامَلَة اللَّئِيْم

قُل بِمَا شِئْت فِي مَسَبّة عِرْضِي
فَسُكُوْتِي عَن الْلَّئِيم جَوَاب

مَا أَنَا عَادِم الْجَوَاب وَلَكِن
مَا ضَر الْأَسَد أَن تُجِيْب الْكِلْاب


دَعْوَة إِلَى الْتَّنَقُّل وَالْتَّرْحَال

مَا فِي الْمَقَام لِذِي عَقْل وَذِي أَدَب
مِن رَاحَة فَدَع الْأَوْطَان وَاغْتَرِب

سَافَر تَجِد عِوَضَا عَمَّن تُفَارِقُه
وَانْصِب فَإِن لَذِيْذ الْعَيْش فِي الَّنْصَب

إِنِّي رَأَيْت رُكُود الْمَاء يُفْسِدُه
إِن سَاح طَاب وَإِن لَم يَجْر لَم يَطِب

وَالْأُسْد لَوْلَا فِرَاق الْغَاب مَا افْتَرَسَت
وَالْسَّهْم لَوْلَا فِرَاق الْقَوْس لَم يُصِب

وَالْشَّمْس لَو وَقَفَت فِي الْفُلْك دَائِمَة
لَمَلَّهَا الْنَّاس مِن عُجْم وَمِن عَرَب

وَالْتِّبْر كَالْتُّرْب مُلْقَى فِي أَمَاكِنِه
وَالْعَوْد فِي أَرْضِه نَوْع مِن الْحَطَب

فَإِن تَغَرَّب هَذَا عَز مَطْلَبَه
وَإِن تَغَرَّب ذَاك عَز كَالْذَّهَب


الْضَّرْب فِي الْأَرْض

سَأَضْرِب فِي طُول الْبِلَاد وَعَرْضِهَا
أَنَال مُرَادِي أَو أَمُوْت غَرِيْبَا

فَإِن تَلِفَت نَفْسِي فَلِلَّه دَرُّهَا
وَإِن سَلَّمْت كَان الْرُّجُوْع قَرِيْبَا



هَيْبَة الْرِّجَال وَتَوْقِيْرِهِم

وَمَن هَاب الْرِّجَال تَهَيَّبُوه
وَمَن حُقِّر الْرِّجَال فَلَن يُهَابَا

وَمَا قَضَت الْرِّجَال لَه حُقُوْقَا
وَمَن يَعْص الْرِّجَال فَمَا أَصَابَا


كَذَّب الْمُنَجِّمُوْن

خُبْرا عَنِّي الْمُنَجِّم أَنِّي
كَافِر بِالَّذِي قَضَتْه الْكَوَاكِب

عَالِما أَن مَا يَكُوْن وَمَا كَان
قَضَاء مَن الْمُهَيْمِن وَاجِب
***

كلك نظر
16-10-11, 08:35 PM
سلمت وسلم نقلك استاذ عربي الحويطي

عربى الحويطى
16-10-11, 08:58 PM
سلمت وسلم نقلك استاذ عربي الحويطي اشكرك
على طيب حضورك
وردك الجميل الراقى