المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ورحل الكهـل الحكيم


رفيع الشان
27-11-11, 03:49 AM
ورحل الكهــل الحكيم



http://www.mz3il.com/up/uploads/mz3il13223528721.jpg

أتى فصل الخريف ، وسقطت الأوراق عن شجر البلوط وشجر الزيتون ، وبدأ الاستعداد للشتاء القارص ، وبدأ جمع أعواد النار الدافئة للبرد ، لتدفئ قلبًا ينبض لغيره بين أضلاع ذاقت قسوة الفواجع ، بينما تظل آمالنا ثابته كجبال بعلبك وبيروت .


استراحة مع فيروز


أشرق الصباح الباكر وغردت بلابل بيروت على أنغام فيروز ،
أيقضني ضوء الشمس الساقط من شباك غرفتي ، أنصت قليلاً
استمع إلى دشدت أحاديث كنت أدرك بعضها وبعضا لا أعرفه ،
حينها دفعتني غريزة حب الاستطلاع إلى معرفة ما يدور حولي ،
تهيئت على عجل ، خرجت من منزلي وإذا بشخصين كبيران
يتحدثان تحت شباك منزلي ، اقتربت منهما بهدوء وأدب الصغار ،
قال أحدهما بلهجة لبنان الجميلة ( شو حبيب قلبي ، لاكان مو راضي تبلش تدفع مصاري محصول الزيتون هيدا السنة، وبتورطنا
مع ابني وخطيبته ’’ جيان’’ ) زعل الآخر وترك الشخص المتحدث
لوحدة ، لكنّ قالت لي نفسي(( لماذا يسر الشخص على نقوده لزواج ابنه )) .


عزف الوفـاء


اقتربت من الشخص قلت له ( صباح الخير ) قال لي يسعد صباحك يا بني ، قلت له لقد سمعت ما دار بينكما من حديث ، لكن أريد أن أسألك سؤالاً هل تسمح لي بذالك ؟ قال : تفضل يا ابني .


ما اللذي يجعلك أنّ تتنازع مع شخص لزواج ابنك وأمور الزواج ميسرة هنا ، أنصت الكهل وقال (( عم تفجر جوات ألبي جروح ، زواج ابني هو مسكن لها هلا بالزمن )) حينها أيقنت أنّ له فاجعة


كفاجعتي .






يتبع في وقت لاحق
رفيع الشأن

السيل الطامي
27-11-11, 03:56 AM
مررت من هنا أخي محيياً
و لا تعليق لي
إلى أن يكتمل النص
و تكتمل الفكرة
كلنا بالإنتظار

رفيع الشان
27-11-11, 10:45 AM
حياك اخي البحر الطامـي
الحقيقة غلبني النعاس وقلت اكملها غدًا
وسعدت بك لك خالص الشكر والتقدير

سكون
28-11-11, 12:51 PM
وجبة مغذية من الأدب الجميل

في الأنتظار ايها القدير

لا تطيل الغيبة

هناك من يتوق للتكملة

رفيع الشان
29-11-11, 11:45 PM
طيف ألم


سكتُ قليلاً ونظرتُ للشخص وكأن الحزن انرسم عنوانًا لوجه، تحدثت بخشية المتطفل ولهفة المتعطش لما يخفيه هذا الكهل من ضيم الحرقة والأسى ، فارتعشت شفاتيًّا عن التحدث ، فنطقت محاربًا لنفسي ، كيف هي جروحك هلا حدثتني بذالك ؟
http://www.mz3il.com/up/uploads/mz3il13225981531.jpg

تحدث قائلاً : يا بني هلا شوعم يفيدك هيدا الهم .أسررت عليه مرة أخرى ، ودعوته لداخل منزلي أملاً أن يكون محفزًا له بالحديث ،
فستجاب لي ، فتحت الباب الرئيسي الذي صمم على نقش روماني قديم ، اجلسته بغرفة الضيافة حيث مبخرة النار الدافئة المتواجدة بكل بيت ريفي بضواحي بيروت ، استأذنته لكي أعمل لنا قهوة الصباح اللبنانية ، ( ملئت إبريق القهوة بالماء ووضعته على النار )
انتظرت حتى غلى الماء أتممت عمل القهوة .

عدتُ لشخص أحمل معي كأسين القهوة ، وجدته صامتًا ومبتهلاً وكأن ’’وقار القسيسين المزعم طغى عليه ’’ وبيده كراسة مذكراتي
اليومية قد غابت عني لوضعها بإدراج المكتبة ، يقرأ في سطورها
وفجأة لم يستطع التحمل ، دخل في نوبة هسترية من النحيب والبكاء ، ظللت واقفًا ولم استطع وضع القهوة وكأني أصبت بشللٍ لم يتحرك طرفٌ من أطرافي (( وقلتُ بنفسي ، ما الذي حدث بسبب مذكرتي )) .

تكمل لاحقًا
:sm286:رفيع الشأن :sm286:

رفيع الشان
03-12-11, 02:28 AM
قطرات باردة من غيث

http://www.sandierpastures.com/wp-content/uploads/2009/11/rain460.jpg



انتظرت بعدما على حالي ، حتى انتهى من بكائه لعله أطفئ بدموعه حريق حسرته وألم فاجعته ، قدمت له القهوة واحتسى
من رشفة ثم نظر إلي وابتسم !
ما هذا الشخص باكيًا مبتسمًا ؟
قلت له ما الذي أبكاك وجعلك تبتسم ؟
قال : يا ابني إني قد قرأت في سطور مذكرتك سيناريو ما حدث لي
وكأن قد كتبت ما جرى لي ( مسلسلا أو فلمًا ) .
فبدأ بسرد ما حدث له :

(( في سنة 1966م بينما كنت أدرس بجامعة بيروت بقسم اللغة العربية ، حيث الأمطار والشتاء القارص ، وكنت شابًا ضعيفًا لا يدرك حسن التصرف ، فشتدّ هطول المطر ، فلجأت إلى بوابة الجامعة الرئيسية لعلّ موضع لها من ديكورات تحميني من قطرات
المطر ، وأنا أحتضن كتبي وكراستي الجامعية ، وفجاءه إذا بشخص
يضع يده على كتفي ويقول (( شو جلسك هون بلش اركب معي حرام اللي تعلمه بروحك )) نظرت وإذا بفتاه حسناء عليها ملامح رغد العيش والرفاء ، ركبت معها وأنا على حياء بسيارتها التي قلما
تجد من يتجول بها في بشوارع بيروت .
قالت لي : شو اسمك يا شبّ . قلت : توفيق شوقي .
قالت : شو حلو هالاسم . مشينا قليلاً ثم توقفنا عند قهوة. ونزلنا
ودخلنا وجلسنا على طاولة وأتى المضيف ، وقالت : شو عم تشرب ؟ قلت قهوة ، حتى لا أكلفها شيئا وأنا احمل معي خمسة ليرات لبنانية ، طلبت ما شاء لها ، جلست أمامي وهي تنظر لي ، وأنا اصد عنها ، قالت شو تدرس ؟ أجبتها ( بكلوريا (1) لغة عربية ) ، قالت جميل دراسة لغتنا فهي لغة سياقها جميل ، ودلالاتها بليغة ، فنعبر بها بأبسط الجمل عن عواطفنا .



يتبع
رفيع الشأن

الــراقي
03-12-11, 02:36 AM
سجل إعجابي هنا بحجم السماء
لي عوده هنا للمكوث ومتابعه المتبقي
وتستحق التقييم والتميز وإلى الامام

حاضر فتاة
03-12-11, 03:34 AM
رفيع الشان
سردك للحكاية عميق المعنى
وجذبني لمتاهة الغموض
سأنتظر للنهاية ومن ثم أُدلي بحرفي ..

ندى الصبح
03-12-11, 07:02 AM
سجلني متابعة لادبيتك الراقية

تحياتي

رفيع الشان
03-12-11, 02:31 PM
حياكما أخي الراقي واختي ندى الصبح
سعدت بحضوركما واعجابكما فخرٌ لي
وإنّ شاء الله تأتي الخاتمة والأحداث
(( مفاجئة للجميع ))
تحياتي وودي لكما
دمتما كما تحبان أن تكونا
رفيع الشان

عطر
06-12-11, 11:07 PM
رفيع الشأن ... أين أختفى حرفكـ ..
والله إن البداية ...تسحبك بلا شعور ..لأن تتلهف للنهاية ..
...
رفيع الشأن ... بين أحرفك سأمكث ..فلا تطل الغياب

رفيع الشان
10-12-11, 11:42 PM
ربما طال الانتظار اخوتي لكنّ هي ظروف خارجه عنا
كمات تعلمون نحن باسابيع الحصاد الأكاديمي لتعليم الجامعي
من حيث ملفات الطالب وبحوثه والامتحانات ومنشغل بها جدًا
فغدًا علي امتحانان طرق واستراتجيات فن التدريس >>> صعبه :angry:
وآخر علم النفس التربوي>>>>>>>> ممتع جدًا :sm167:
ولكن حسبي على ظروف الاحتياج اللتي جعلتنا بعلم النفس
وآآه يا لغة الضــاد

رفيع الشان
24-12-11, 05:04 PM
كبرياء اللغة العربية

لغة رقيقة سلسة تصل إلى القلوب بأصغر الكلمات ، ومن ثم سألتني ما الذي دفعك لاختيار اللغة العربية وبلدنا لا يعتمد كليًا على اللغة وإنما على الفرنسية ؟ تعجبت من سؤالهـا !!!!!
فقلت : إنّ اللغة العربية لغة جميلة بمحتواهـا فهي بحرٌ أو محيطٍ عذبٍ كلٌ يستقي منه حسب حاجته لموقفه ، فهي تعطي الحرية للكاتب أنّ لا يتقيد بصرفٍ لغوي واحد ، فثملاً في اللغة الانجليزية
كملة (( يلعب )) فهي بالمصدر والمضارع والماضي والأمر لا تختلف كثيرًا عن الاسم ’’ play ’’ وإنًما باللغة العربية هناك أكثر من تسعة تصريفات للكلمة العربية مثال ’’ لعب ، يلعب ، ألْعَب ، تلعب ، يلعبون ، تلعبون ، يلعبن ، لاّعاب ، لعوب ، ألعاب ،لُعِبَ’’

سكتت قليلا وأعجبت مما قلت لها ، نظرت إلي وكأن حالها يقول :
(( يبني المرء بأدبه وعلمه احترامًا تنحني له قامات العقلاء ))
نظرتُ إلى النافذة وإذا بالمطرِ قد توقف عن الهطول ، قلت لها دعيني أرجع إلى جامعتي كي أكمل محاضراتي فالمطر قد توقف عن الهطولِ ، فالجامعة خلف هذا الشارع ، فقالت لي : كما أتيت بك سأرجعك ، نادت على المضيف وأعطته حسابه ، خرجنا نمشي بجوار بعض أحسست بشعور الفطرة الإلهية بالمشاعر تجاه ما وهبه الله لنا من زوجات وكأني أغني رائعة فيروز:

’’ أنا عندي حنين ما بعرف لمين ** ليلي بيخطفني من بين السهرانين ’’

ركبنا بسيارتها توجهنا إلى الجامعة وصلنا إلى مكان ما التقت بي توقفت : وشكرتها على معروفها معي ، قالت : لا شكر على واجب لكنّ لي طلبٌ لديك ، قلت تفضلي . قالت ك دعني أراك فالحديث معك لا يُمَلُ عن جد كتير مهضوم ، قلت لها إنّ شاء الله ،
ودعتها ودخلت إلى جامعتي وكان لدي محاضرة في الأدب العربي تناقش بناء الخيال والصورة البلاغية للمقال العربي ، ذهبت إلى قاعتي للمحاضرة طرقت الباب : على الدكتور قال تفضل : سألني لما تأخرت يا توفيق ؟ قلت كما تعلم هطولَ المطر منعني من الحضور مبكرًا ، جلست بمقعدي استمع إلى المحاضر وهو يتحدث عن الأثر الخيال البلاغي في صناعة المقال من حيث ترابط الألفاظ مع المعنى ، ونهاية حديثه طلب من كل طالب أن يكتبَ مقالاً يوظف به الصورة الخيالية المناسبة له .
حينها جاء بخاطري صورة تلك الفتاة ، ماذا سأكتب أبياتٍ كأبيات قيسٍ لليلى أو عنترة في عبلة ؟؟؟؟؟
:)يتبع لاحقًا:)

سكون
29-12-11, 10:27 AM
متابعين

في الأنتظار .........

أنفاس الليل
30-12-11, 04:40 PM
متابعين ومتشوقين للتكملة القصه

سرد ممتع سلم حرفك رفيع الشان

محمد محمود
30-12-11, 08:06 PM
رفيع الشان طراح رائع

نحن في الإنتظار لتكمل لنا

هذه الرائعة

بارك فيك ووفقك

تحياتي

محمد محمود