الزيزفون
26-06-07, 02:35 PM
كان يا ما كان في سالف العصر والأوان مدينة صغيرة يحكمها أمير ، وكان أهل هذه المدينة يختارون الأمير بحيث يحكمهم سنة واحدة فقط ، وبعد ذلك يرسلون الأمير إلى جزيرة بعيدة نائية حيث يقضي فيها بقية عمره ، ويختار الناس أميراً آخر غيره يتولى الحكم وهكذا.
ولما أنهى أحد الأمراء فترة الحكم الخاصة به كالعادة ، ألبسه الناس أفخر الثياب وأركبوه فيلاً كبيراً وأخذوا يطوفون به في أنحاء المدينة قائلين له ، وداعاً أيها الأمير !!
وكانت هذه اللحظة من أصعب لحظات الحزن والألم على الأمير كما كانت حزينة ومؤلمة على جميع من كان فبله من الأمراء السابقين
ثم بعد ذلك وضعوه في السفينة التي قامت بنقله إلى الجزيرة البعيدة حيث يقضي فيها بقية عمره لحين أجله.
وعادت السفينة إلى المدينة ولكن في طريق العودة اكتشفوا إحدى السفن الغارقة منذ وقت قريب ، ورأوا شاباً متعلقاً بلوح من الخشب عائماً على سطح الماء فأنقذوه وأخذوه إلى بلدتهم وطلبوا منه أن يكون أميراً عليهم لمدة سنة واحدة؟
لكن الشاب رفض في البداية واعتذر ، ثم وافق بعد إلحاح منهم على ذلك
ثم أخبروه بالقوانين التي تحكم هذه المدينة ، وأنه بعد مرور 12 شهر فقط سوف يُرسل إلى تلك الجزيرة التي تركوا فيها ذاك الأمير الأخير
وبعد مرور ثلاث أيام من تولي الشاب للعرش في هذه المدينة ، سأل الوزراء والحاشية : هل يمكنه أن يرى هذه الجزيرة التي أُرسل إليها جميع الأمراء السابقين؟
ووافق الوزراء على طلبه ، وأخذوه إلى الجزيرة ورآها وقد كستها الأشجار والغابات الكثيفة وسمع أصوات الحيوانات المفترسة وهي تنطلق وتجوب أنحاء الجزيرة.
نزل الأمير إلى الجزيرة ، وهناك وجد جثث الأمراء السابقين ملقاة على الأرض، وفهم الأمير ما حدث لهم وأنه بمجرد أن تُرك الأمراء السابقون في الجزيرة أتت إليهم الحيوانات المتوحشة وسارعت بقتلهم والتهامهم .
عندئذ عاد الأمير إلى مدينته وجمع الكثير من العمال الأقوياء وأخذهم إلى الجزيرة وأمرهم بتنظيف الغابة وإزالة جثث الحيوانات والأمراء السابقين وإزالة قطع الأشجار الصغيرة ..
وحرص أن يزور الجزيرة مرة في الشهر ليطلع على سير العمل ، وبالفعل كان العمل يتقدم بخطوات سريعة ، فبعد مرور شهر واحد فقط أزيلت الحيوانات والعديد من الأشجار الكثيفة
وعندما مر الشهر الثاني كانت الجزيرة قد أصبحت نظيفة تماماً ..
ثم أمر الأمير العمال بزرع وتنسيق الحدائق في جميع أنحاء الجزيرة وقام بتربية بعض الحيوانات والطيور المفيدة مثل الدجاج والبط والماعز والبقر .... الخ
ومع بداية الشهر الثالث أمر العمال ببناء بيت كبير ومرسى للسفن وبمرور الوقت تحولت الجزيرة إلى مكان جميل
وقد كان الأمير ذكياً فكان يرتدي الملابس البسيطة وينفق القليل من المال على حياته في المدينة في مقابل أنه كان يكرس أمواله التي وهبت له في إعمار هذه الجزيرة .
وبعد مرور 9 أشهر جمع الأمير الوزراء قائلاً لهم أنه يعلم أن الذهاب للجزيرة يتم بعد مرور 12 شهر من بداية حكمه ، ولكنه يود الذهاب إلى الجزيرة الآن!!!!؟
لكن الوزراء رفضوا قائلين حسب القوانين لابد أن تنتظر 3 أشهر أخرى ثم بعد ذلك تذهب للجزيرة
مرت الشهور الثلاثة... واكتملت بذلك السنة... وجاء دور الأمير لينتقل إلى الجزيرة... فألبسه الناس الثياب الفاخرة ووضعوه على الفيل الكبير ، قائلين له وداعاً أيها الأمير !!
ولكن الأمير على غير عادة الأمراء السابقين كان يضحك ويبتسم!!!!؟
فسأله الناس عن ذلك ، فأجاب :
بأن الحكماء يقولون عندما تولد طفلاً في هذه الدنيا تبكي بينما جميع من حولك يضحكون ، فعش في هذه الدنيا واعمل ما تراه - وفق أوامر وشرع الله - حتى يأتيك الموت ، وعندئذ تضحك بينما جميع من حولك يبكون ..
فبينما الأمراء السابقين كانوا منشغلين بمتعة أنفسهم أثناء فترة المُلك والحكم كنت أنا مشغولاً بالتفكير في المستقبل وخططت لذلك وقمت بإصلاح وتعمير الجزيرة وأصبحت جنة صغيرة يمكن أن أعيش فيها بقية حياتي بسلام.
إخوتي الكرام .. بالقصة عبرة أحسبها لن تخطئكم إن شاء الله ، وسأترك لكم التعليق لإثراء المناقشة
تنويه
اختيار المرء قطعه من عقله تدل علي تخلف او فضله ,,
ولا شك ان شاء الله في استجادة ما استجد ت ,,
اخوكم
الزيزفون احد تلامذ زينون
ولما أنهى أحد الأمراء فترة الحكم الخاصة به كالعادة ، ألبسه الناس أفخر الثياب وأركبوه فيلاً كبيراً وأخذوا يطوفون به في أنحاء المدينة قائلين له ، وداعاً أيها الأمير !!
وكانت هذه اللحظة من أصعب لحظات الحزن والألم على الأمير كما كانت حزينة ومؤلمة على جميع من كان فبله من الأمراء السابقين
ثم بعد ذلك وضعوه في السفينة التي قامت بنقله إلى الجزيرة البعيدة حيث يقضي فيها بقية عمره لحين أجله.
وعادت السفينة إلى المدينة ولكن في طريق العودة اكتشفوا إحدى السفن الغارقة منذ وقت قريب ، ورأوا شاباً متعلقاً بلوح من الخشب عائماً على سطح الماء فأنقذوه وأخذوه إلى بلدتهم وطلبوا منه أن يكون أميراً عليهم لمدة سنة واحدة؟
لكن الشاب رفض في البداية واعتذر ، ثم وافق بعد إلحاح منهم على ذلك
ثم أخبروه بالقوانين التي تحكم هذه المدينة ، وأنه بعد مرور 12 شهر فقط سوف يُرسل إلى تلك الجزيرة التي تركوا فيها ذاك الأمير الأخير
وبعد مرور ثلاث أيام من تولي الشاب للعرش في هذه المدينة ، سأل الوزراء والحاشية : هل يمكنه أن يرى هذه الجزيرة التي أُرسل إليها جميع الأمراء السابقين؟
ووافق الوزراء على طلبه ، وأخذوه إلى الجزيرة ورآها وقد كستها الأشجار والغابات الكثيفة وسمع أصوات الحيوانات المفترسة وهي تنطلق وتجوب أنحاء الجزيرة.
نزل الأمير إلى الجزيرة ، وهناك وجد جثث الأمراء السابقين ملقاة على الأرض، وفهم الأمير ما حدث لهم وأنه بمجرد أن تُرك الأمراء السابقون في الجزيرة أتت إليهم الحيوانات المتوحشة وسارعت بقتلهم والتهامهم .
عندئذ عاد الأمير إلى مدينته وجمع الكثير من العمال الأقوياء وأخذهم إلى الجزيرة وأمرهم بتنظيف الغابة وإزالة جثث الحيوانات والأمراء السابقين وإزالة قطع الأشجار الصغيرة ..
وحرص أن يزور الجزيرة مرة في الشهر ليطلع على سير العمل ، وبالفعل كان العمل يتقدم بخطوات سريعة ، فبعد مرور شهر واحد فقط أزيلت الحيوانات والعديد من الأشجار الكثيفة
وعندما مر الشهر الثاني كانت الجزيرة قد أصبحت نظيفة تماماً ..
ثم أمر الأمير العمال بزرع وتنسيق الحدائق في جميع أنحاء الجزيرة وقام بتربية بعض الحيوانات والطيور المفيدة مثل الدجاج والبط والماعز والبقر .... الخ
ومع بداية الشهر الثالث أمر العمال ببناء بيت كبير ومرسى للسفن وبمرور الوقت تحولت الجزيرة إلى مكان جميل
وقد كان الأمير ذكياً فكان يرتدي الملابس البسيطة وينفق القليل من المال على حياته في المدينة في مقابل أنه كان يكرس أمواله التي وهبت له في إعمار هذه الجزيرة .
وبعد مرور 9 أشهر جمع الأمير الوزراء قائلاً لهم أنه يعلم أن الذهاب للجزيرة يتم بعد مرور 12 شهر من بداية حكمه ، ولكنه يود الذهاب إلى الجزيرة الآن!!!!؟
لكن الوزراء رفضوا قائلين حسب القوانين لابد أن تنتظر 3 أشهر أخرى ثم بعد ذلك تذهب للجزيرة
مرت الشهور الثلاثة... واكتملت بذلك السنة... وجاء دور الأمير لينتقل إلى الجزيرة... فألبسه الناس الثياب الفاخرة ووضعوه على الفيل الكبير ، قائلين له وداعاً أيها الأمير !!
ولكن الأمير على غير عادة الأمراء السابقين كان يضحك ويبتسم!!!!؟
فسأله الناس عن ذلك ، فأجاب :
بأن الحكماء يقولون عندما تولد طفلاً في هذه الدنيا تبكي بينما جميع من حولك يضحكون ، فعش في هذه الدنيا واعمل ما تراه - وفق أوامر وشرع الله - حتى يأتيك الموت ، وعندئذ تضحك بينما جميع من حولك يبكون ..
فبينما الأمراء السابقين كانوا منشغلين بمتعة أنفسهم أثناء فترة المُلك والحكم كنت أنا مشغولاً بالتفكير في المستقبل وخططت لذلك وقمت بإصلاح وتعمير الجزيرة وأصبحت جنة صغيرة يمكن أن أعيش فيها بقية حياتي بسلام.
إخوتي الكرام .. بالقصة عبرة أحسبها لن تخطئكم إن شاء الله ، وسأترك لكم التعليق لإثراء المناقشة
تنويه
اختيار المرء قطعه من عقله تدل علي تخلف او فضله ,,
ولا شك ان شاء الله في استجادة ما استجد ت ,,
اخوكم
الزيزفون احد تلامذ زينون