تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المملكة و مكانها اللائق


الفارس
04-02-12, 07:29 AM
المملكة دولة حباها الله أهم المقومات الأساسية لتصبح دولة كبرى، مساحة بحجم قارة، وموقعاً استراتيجياً متميزاً، غنية بثرواتها الروحية والطبيعية، تتجه أفئدة أكثر من مليار مسلم خمس مرات في اليوم إلى بقاعها المقدسة، وتنام تحت رمالها ثروات تزيد على ربع طاقة العالم من الذهب الأسود.
بقاؤها بين الدول النامية حيث تتدنى الخدمات وتتعثر المشاريع يشبه بقاء طالب متوقد الذكاء وفائق القدرات في فصل كلّ طلبته محدودو الذكاء والقدرات، بقاؤه بينهم يجعله يتطبع بطباعهم، ويتأثر سلوكه بسلوكهم السلبي ويعتقد أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان، أو كفريق كرة بقي في تصنيف الدرجة الثانية وتعذر صعوده إلى الدرجة الممتازة رغم أنه يضم كل عوامل التفوق من إمكانات ومدرب ولاعبين لمجرد أن إدارته ولاعبيه لم يقرروا ذلك، فهم لا يعرفون قدراتهم الحقيقية، فالإرادة تصنع المستحيل.
لا يجب أن تبقى المملكة العربية السعودية بين دول العالم الثالث، فقد كبرت وضاق ثوب الدول النامية عليها، لقد سارت بكل ثقة إلى نادي الدول العشرين الأغنى في العالم، ونما اقتصادها بثبات منذ عدة سنوات.
لا أعتقد أن هناك وقتاً أفضل مما نحن فيه لننطلق نحو نادي الدول المتقدمة، وفرة في المال، وكفاءات بشرية بحاجة إلى استثمار، وكل دولة وصلت إلى ذلك النادي الجميل استثمرت بكل جد وإخلاص في العنصر البشري سواء في مجال التعليم العام أو العالي أو الأبحاث، بقي علينا أن نشحذ العزم والهمم ونواصل المسيرة، وعلينا أن نقوم بالخطوات الآتية:
1- وزارة الاقتصاد والتخطيط وبدمائها الجديدة الشابة يجب أن تضع خطة للوصول إلى العالم الأول تبدأ بوضع رؤية تنير الطريق وترسم الأهداف، وتحدد وقت الوصول، على أن توضع الخطة بمشاركة كل الوزارات المعنية وعلى الأخص المالية والتعليم بكل مراحله، ووزارة التجارة والصناعة والمجلس الأعلى للاقتصاد، وما لم تكن هنالك رؤية تترجَم إلى أهداف محددة وتواريخ ثابتة، ورغبة صادقة من أعلى سلطة للوصول إلى نادي الدول المتقدمة فلن يكتب لها النجاح.
2 - العنصر البشري هو المنفذ وحامل شعلة التقدم، لذا علينا أن نبدأ بالتعليم، وأهمه في نظري التعليم قبل العام"الحضانة والروضة" وأركز على ما قبل المدرسة لأنها الأهم في تعليم الصغار وانضباطهم، وقبل أيام رأيت طفلاً في حديقة عامة يحثو التراب على خادمة بصحبته، وهي واقفة لا تحرك ساكناً، حينها عرفت أننا أمام جيل قادم يفتقر إلى التربية الصحيحة السليمة، كثير من الأسر تخلت عن تربية أبنائها وأوكلت المهمة للخدم والسائقين، لذا لن يقوم بهذا الدور سوى الحضانة والروضة، أما تعليمنا فعليه أن يتحول من التلقين وحفظ المعلومة لغرض الاختبار إلى التعليم والفهم والتجريب والتطبيق داخل المدرسة وخارجها.
تعلّم السلوك الحضاري واحترام الأنظمة والصبر والانضباط بحاجة إلى تعليم مختلف عما لدينا الآن، علينا أن نعيد النظر في إعداد المعلمين وحسن اختيارهم، ومراجعة جميع مناهجنا دون استثناء لتصب كلها في خلق مواطن صالح منتج ومنضبط.
3- التصنيع هو قدر المملكة وقد رأينا ذلك في مدينتيْ الجبيل وينبع، واللتين كان وراءهما عقول وسواعد مخلصة، وقد حانت الفرصة لوزير الصناعة والتجارة، وهو المعروف بجده ونشاطه في إدارة المدن الصناعية، أن يشرع في التخطيط لبناء عشرات المدن الصناعية التي فيها جميع مقومات الحياة الكريمة من سكن ومدارس ومستشفيات وحدائق، وهذا ما سيجعل الشباب يترك المدن الكبيرة المزدحمة والملوثة، إلى مدن صناعية جميلة وصحية، نريد مدناً صناعية تحقق الدخل المجدي للمملكة وتساهم في خلق الوظائف للشباب..
لقد تعثرت الجهود، في العقود الثلاثة الماضية لأننا كنا نحاول أن نجد وسائل رخيصة لبناء المدن الصناعية وكنا نعوّل على القطاع الخاص لبنائها، لكن القطاع الخاص يريد بيئة مناسبة ومخاطر قليلة وأرباحاً سريعة، لذا فدخول القطاع العام ومعه الخبرات الأجنبية يعد ضرورياً لنجاح المشاريع الإستراتيجية الكبيرة.
4 - الأبحاث والتطوير هما المحرك الحقيقي للصناعة وامتلاك التقنية ومعرفة أسرارها، وهذا لن يتم إلا بأبحاث جادة جماعية، تصب كلها في الوصول إلى أهداف محددة، ويكفي أن نعلم أن شركة واحدة هي سامسونغ الكورية، يوجد بها أربعون ألف باحث تحاط نشاطاتهم البحثية بالسرّية التامة، وهم الذين وضعوا الشركة في مقدمة شركات العالم بأرباح تفوق أرباح ثلاث شركات أمريكية مجتمعة هي "مايكروسوفت وقوقل وأبل".
جامعات المملكة لها دور بارز في النهوض بالأبحاث وتزويد قطاع الصناعة بما يحتاجه من العناصر البشرية الجادة وبراءات الاختراع التي يحولها القطاع الخاص إلى منتج يصدر للعالم.
الأبحاث والتطوير مقدرة وطنية لايمكن أن تقدمها الدول الأخرى التي تتنافس للوصول إلى أسواق العالم المختلفة، ولن تكون الأبحاث مفيدة للصناعة فقط، لكنها ستكون مهمة أيضا لجميع المجالات الأخرى من عسكرية وصحية وزراعية.
وضع رؤية وأهداف واضحة وتواريخ محددة للوصول إلى العالم المتقدم يعد أمراً ضرورياً لحفز الهمم وتعديل الأنظمة وتطبيقها بحزم، مع التركيز على وضع أفضل القيادات الشابة من الرجال والنساء في الوزارات والمؤسسات، مع التركيز على الجودة، والتحسين المستمر لكل الأنشطة..

عبدالله السعدون

أبوعواد
04-02-12, 09:33 AM
كلام جميل ونظرة مشرقة للمستقبل

وواقع مختلف

عربى الحويطى
04-02-12, 06:09 PM
بعطيك العافيه