الآتي الأخير
11-11-06, 06:17 AM
في مجموعة كبيرة من تعريفاتها، تعبر”الثقافة “ عن نفسها بصيغ جمعية ترتبط بالوعي العام للمجتمع وبقوالب تفكيره وسلوكه وعاداته وتقاليده وفنونه وادابه.
غير ان تعريفات اخرى لمفهوم”الثقافة “ نفسه يمكن ان تنطلق وتتأسس على صيغ فردية.. تتعلق بقدرات ذهنية ومؤهلات نفسية واخلاقية متفوقة يجري اعتراف المجتمع للفرد بها تصلح هي الاخرى لان تكون تعريفات كافية للثقافة قدر تجليها في فرد اسمه المثقف وربما تكون الثقافة بصيغتها الفردية المعبرة عن تفوق فردها في قدراته الذهنية
وسعة اطلاعه وتنوع قراءاته وقدرته على الحوار والاقناع والتزامه الاخلاقي والحضاري هي الصيغة الاكثر انتشارا والتصور الاكثر قربا لوعي افراد المجتمع العراقي عن حقيقة مفهوم الثقافة والمثقفين لذا اجد من المفيد هنا ان يتأسس محتوى فكرتي الحالية على هذا المفهوم ذي الصيغة الفردية للثقافة في خطوة واقعية تستمد نفسها من روح التعريف هذا قد يكون المعني بوصف”المثقف “ العراقي هو الاديب الصحفي - المؤرخ - اللغوي، العالم، المعلم، الفنان، رجل الدين، او بعبارة جامعة هو المطلع القارئ ذو الخبرة في احد ميادين المعرفة الانسانية التي غالبا ما يكون التعبير عنها في ذاته مصحوبا بلياقة اخلاقية وحضارية.
في خطوة اخرى مبيتة باتجاه نمو الفكرة، سنقول بان مجموع هذه المزايا الفردية التي تسمح للفرد وتؤهله لنيل لقب”المثقف “ تلتقي كلها في صفة جامعة لها اسمها”الحرية “ اعني اختياره للميدان المعرفي الذي يريد لذاته ان تتبنى مشروعها الثقافي من خلاله بوصفها ذاتا”مثقفة “ وهي اللحظة الارادية الواعية لصلة المثقف بالمعرفة، اما طرف المعادلة الاخر وهو الطرف اللاارادي وغير الواعي في بناء شخصية المثقف ذهنيا ونفسيا واخلاقيا فهو ضغط قوة التاريخ الخاص ووعي المجتمع وبنيته الاخلاقية العامة وتقاليده واعراقه في تسمية هذا المثقف وتحديد نوعه المجتمعي بحيث يصبح مثقفا عراقيا لامثقفا يابانيا او موريتانيا على سبيل المثال.
اما الخطوة الثالثة وهي بمنزلة ثمرة احدى تفاعل الخطوتين آنفتي الذكر اعني لحظة الخيار الفردي الواعي للمثقف بالمعرفة ولحظة الخيار اللاواعي الجمعي بها فهي مقدار تأثير وعي المجتمع وتاريخه وهويته في لحظة الخيار المعرفي للمثقف بحيث يجري ضبط المحتوى المعرفي وتنظيمه لصالح وعي المجتمع الذي ينتمي اليه او بعبارة اخرى هو ضغط المنظومة العملية الاخلاقية والسلوكية والعرفية وقوالب التفكير تطويع اللحظات الفردية المعرفية للمثقف واستثمارها لصالحه. ما اريد التوصل له عقب هذا التفصيل كله، هو القول الواضح، بان تحولا جذريا عميقا حدث ويحدث الان في بنية المجتمعات الحديثة مفاده ان ضغط العناصر الجمعية اللاواعية في استثمار وعي المثقف المحلي لصالحها يؤتي ثماره ويبلغ غاياته الايجابية في ذلك النوع القديم من المجتمعات البشرية.
التي كانت تحظى باستقلال ذاتي معرفي وبيئي واقتصادي وسياسي.
وهو الامر الذي لم يعد قائما او مؤلفا لبيئة المجتمعات الحديثة بعد تداخلها اقتصاديا وسياسيا ومعرفيا بحكم آليات العولمة الفاعلة.
لكل ذلك ينبغي التأكيد هنا على لحظة الخيار والحرية الفردية المعرفية للمثقف في مقدار ونوع علاقتها بالعناصر الجمعية، لوعي المجتمع اعني ان الدور الحقيقي الفاعل للمثقف المعاصر، سيتمثل حتما في محاولة تغيير تلك البنى الجمعية وتطويرها واعدادها لمواجهة هذا الواقع العالمي الجديد الذي لايمكن ان يدع ثقافتها الخاصة تنشأ وتتكون بمعزل عنه.
غير ان تعريفات اخرى لمفهوم”الثقافة “ نفسه يمكن ان تنطلق وتتأسس على صيغ فردية.. تتعلق بقدرات ذهنية ومؤهلات نفسية واخلاقية متفوقة يجري اعتراف المجتمع للفرد بها تصلح هي الاخرى لان تكون تعريفات كافية للثقافة قدر تجليها في فرد اسمه المثقف وربما تكون الثقافة بصيغتها الفردية المعبرة عن تفوق فردها في قدراته الذهنية
وسعة اطلاعه وتنوع قراءاته وقدرته على الحوار والاقناع والتزامه الاخلاقي والحضاري هي الصيغة الاكثر انتشارا والتصور الاكثر قربا لوعي افراد المجتمع العراقي عن حقيقة مفهوم الثقافة والمثقفين لذا اجد من المفيد هنا ان يتأسس محتوى فكرتي الحالية على هذا المفهوم ذي الصيغة الفردية للثقافة في خطوة واقعية تستمد نفسها من روح التعريف هذا قد يكون المعني بوصف”المثقف “ العراقي هو الاديب الصحفي - المؤرخ - اللغوي، العالم، المعلم، الفنان، رجل الدين، او بعبارة جامعة هو المطلع القارئ ذو الخبرة في احد ميادين المعرفة الانسانية التي غالبا ما يكون التعبير عنها في ذاته مصحوبا بلياقة اخلاقية وحضارية.
في خطوة اخرى مبيتة باتجاه نمو الفكرة، سنقول بان مجموع هذه المزايا الفردية التي تسمح للفرد وتؤهله لنيل لقب”المثقف “ تلتقي كلها في صفة جامعة لها اسمها”الحرية “ اعني اختياره للميدان المعرفي الذي يريد لذاته ان تتبنى مشروعها الثقافي من خلاله بوصفها ذاتا”مثقفة “ وهي اللحظة الارادية الواعية لصلة المثقف بالمعرفة، اما طرف المعادلة الاخر وهو الطرف اللاارادي وغير الواعي في بناء شخصية المثقف ذهنيا ونفسيا واخلاقيا فهو ضغط قوة التاريخ الخاص ووعي المجتمع وبنيته الاخلاقية العامة وتقاليده واعراقه في تسمية هذا المثقف وتحديد نوعه المجتمعي بحيث يصبح مثقفا عراقيا لامثقفا يابانيا او موريتانيا على سبيل المثال.
اما الخطوة الثالثة وهي بمنزلة ثمرة احدى تفاعل الخطوتين آنفتي الذكر اعني لحظة الخيار الفردي الواعي للمثقف بالمعرفة ولحظة الخيار اللاواعي الجمعي بها فهي مقدار تأثير وعي المجتمع وتاريخه وهويته في لحظة الخيار المعرفي للمثقف بحيث يجري ضبط المحتوى المعرفي وتنظيمه لصالح وعي المجتمع الذي ينتمي اليه او بعبارة اخرى هو ضغط المنظومة العملية الاخلاقية والسلوكية والعرفية وقوالب التفكير تطويع اللحظات الفردية المعرفية للمثقف واستثمارها لصالحه. ما اريد التوصل له عقب هذا التفصيل كله، هو القول الواضح، بان تحولا جذريا عميقا حدث ويحدث الان في بنية المجتمعات الحديثة مفاده ان ضغط العناصر الجمعية اللاواعية في استثمار وعي المثقف المحلي لصالحها يؤتي ثماره ويبلغ غاياته الايجابية في ذلك النوع القديم من المجتمعات البشرية.
التي كانت تحظى باستقلال ذاتي معرفي وبيئي واقتصادي وسياسي.
وهو الامر الذي لم يعد قائما او مؤلفا لبيئة المجتمعات الحديثة بعد تداخلها اقتصاديا وسياسيا ومعرفيا بحكم آليات العولمة الفاعلة.
لكل ذلك ينبغي التأكيد هنا على لحظة الخيار والحرية الفردية المعرفية للمثقف في مقدار ونوع علاقتها بالعناصر الجمعية، لوعي المجتمع اعني ان الدور الحقيقي الفاعل للمثقف المعاصر، سيتمثل حتما في محاولة تغيير تلك البنى الجمعية وتطويرها واعدادها لمواجهة هذا الواقع العالمي الجديد الذي لايمكن ان يدع ثقافتها الخاصة تنشأ وتتكون بمعزل عنه.