تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لقد ابتُليتْ أمتي


الشهاب
12-11-06, 09:37 AM
لقد ابتُليتْ أمتي بأشباه الرجال ولا رجال))..
حل الظلام .. وهدأت الأنفس..

وأسدل الليل أستاره ..

السماء صافية .. والنجوم بارقة لامعة .. والكون في هدوء ..

لا شيء أسمعه سوى نبضات قلبي المجروح !! وزفرات مشاعري!!

في هذه اللحظات ؛ كتبت إليكم هذه الكلمات ..

كلمات طالما ظلت في خاطري محبوسة !!

كلمات ملؤها الأسى والألم .. كلمات تحمل في ثناياها الحرقة والندم !!

نعم ؛ لقد خرَجْتُ عن صمتي !! ومزَّقْتُ أغلال السكوت !!

وتجرَّأتُ على حمل القلم .. الذي مداده دماء قلبيَ المكلوم !!

فعذراً أحبتي!! عذراً عذراً !!

عذراً على هذه الكلمات التي سأكتبها ..!!

فلم أعد أقوى على كتمانها ..


** إخواني ؛ مالذي يحدث؟! ما الأمر؟! ماذا جرى ؟!
أجيـــــــــبوني!!

أشلاء تتطاير ! ودماء تتناثر! وأجسادٌ ممزقة ! ورؤوس مهشمة !

ومنازل وقرىً مهدّمة !! ماذا حصل ؟؟

مالذي يجري ؟؟

أجــــــــــــــــــــــــيبون ي!! مالكم لا تنطقون ؟؟

الأم تبكي وتنوح .. والأب يشكو من كثرة الجروح !

والأطفال يصيحون ويصيحون !!

ولا أسمع سوى العويل والأنين !!

يالله !!! ماهذا ؟؟؟

وهناك ؛ في المكان الآخر ؛ ثكلى فُجِّعَت بوليدها .. أرملة تبحث عن صغيرها ..

طفل دامي العقبين لئذاً بالفرار.. ألسنة اللهب تتصاعد من كل مكان !!
جو صاخب!! مليء بالنكبات والمصائب!! مشحون بالهموم والمتاعب!!

رحمــــــــــــــــاك ربنا !!

وفي الزاوية الأخرى ؛ رأيتُ مسلمةً – وياليتني لم أرها – رأيتها تنادي بأعلى صوتها : لا .. لا .. أرجوكم !! لا تفعلوا!! إنني من عائلة شريفة!!

ووقعت المأساة .. لقد فعلوا بها الفاحشة ....!!

عندها ؛ ؛ لم أتمالك نفسي.. أصابتني حالة من الذعر والهلع .. أجهشت بالبكاء..!!

ناديتها عبر الأثيـــــــر .. قائلا لها : أُخيّتي!! ماذا جرى ؟ لم كل هذه الصرخات؟؟ مالي أرى الحزن مخيماً عليك؟؟

فأجابتني بصوت رخيم مبحوح.. والدموع تنهل من عينيها بغزارة..

قائلة : من أنت ؟؟ ومن أين ؟؟
فقلت : أنا مسلمٌ من بلاد الإسـ.. !!

فقاطعتني وهي تصرخ وتئن قائلةً :

يــــــــــامسلمـــــــــون ..! ألم ترو مايحلُّ بنا؟؟ ألم تسمعوا عن مآسيــــنا؟!

ماذا دهـــــــــــاكم ؟؟!

ألا ترون ما يصنع بنا الأعداء ؟؟ ألا تسمعون الأخبار ؟!

قتلوا زوجي .. أخذوا طفلي وذبحوه أمامي .. فعلوا بيَ الفاحشة ..

هدّموا بيوتنا على مرأى ومسمعٍ منكم ..!!!

يــــــــامسلمـــــــــــــون ..! ألستم للحمى تذودون ؟ ألستم لأعراضنا تثأرون؟

أين العِزّة ؟ أين الكرامة ؟ أين النخوة والشهامة ؟

أصبحتُ بدون مأوى !! الأرض فراشي .. والسماء لحافي .. لا طعام ولا ماء ولا دواء...!!!

يــــــــــــابَنــــــــــــي قومي ؛ أين الأخوة الإسلامية؟ أين النصرة في الدين ؟؟
أم أنّ هذا ليس من ديننا؟؟!

إلى متى والأعداء يتسلون بأعراضنا ودمائنا ؟؟
ألا تخشون سخط الله وعقابه؟؟

يـــــاأحفاد القـــــادة والفـــــاتحين ؛ يا أحفاد عمرو والمثنى ؛
أليس منكم شهمٌ كابن الوليد والفاروق ؟؟! أليس منكم رجلٌ رشيــــد؟؟

يامسلمــــــــون؛ يا من رضيتم لنا الذل والهوان !! يا من تخاذلتم وتقاعستم عن نصرتنا!! :
والله .. وتالله .. وبالله ؛ لن نسامحكم أمام ربكم جل في علاه !!

[[ حاولْتُ أن أهدىء من روعها .. فلم أستطع !! ]]..

حتى جاءتني صرختها الأخيرة .. مدويةً في أرجاء الدنيا وفي سمع الزمان..
قائلة :

لا تـجعلوني بعـد إسـلامـي غــداً *** أدعو المسيح وفي الكنائس في عَلَنْ!
يـا أمـتي قـد قـلتُ مأسـاتي لكـم *** وأريد منـكم واحـداً شــــــهماً فـطـنْ!
أمَّـــا إذا قـــد عــزَّ فــيكم مطلبي *** فــأريــد مــنكم أمــتي ثمــــن الكفنْ!!!

[[ في تلك اللحظات .. وبعد أن سمِعْتُ هذه الكلمات .. أحسَسْتُ برعشةٍ تنتابني!! أُصبتُ بالذهول !! لا أدري ما أقول !! ]] ..

عندها ؛ أمسكْتُ بالقلم .. أردتُ أن أرسل رسالة إلى أمتي !!

نعم .. إلى أمتي!! الأمة التي لم تكن تتقن فناً مثل فنِّ الإنتصار !!

الأمة التي علمتنا كيف تكون التضحية والبطولة !!

الأمة التي أنجبت لنا القادة الربانيين !!

نعم .. ! أبو بكر وعمر .. علي وعثمان .. طلحة والزبير .. المثنى والقعقاع .. جُليبيب وجعفر ..!

أحبتي ؛ سقط القلم مني مراراً وتكراراً عند شروعي في كتابة نص الرسالة!!
حتى هممتُ بأمر ســـوء !

سمعتُ صوتاً لا أدري من أين مصدره ؛ هاتفاً : ماذا تريد؟؟

إلتفَتُّ يمنة ويسرة أبحث عن هذا الصوت!!فلم أفلح في اكتشاف مصدره!!

أعاد سؤاله بحدّة : مـــــاذا تـــريــد؟؟؟!!!


أُصبتُ بالرعب ! أردتّ الخروج من غرفتي !

ياربِ سترك !
مازال صدى السؤال يرن في أذني !

ياالله..ماكل هذه الضجة!

وفجأةً سقط القلم من يدي! وكأن قوة خفية سلبَتْهُ من يدي!

وبعد بحث وتحرٍ عميقين,,

اكتشفتُ أن السائل كان قمي !!

أعاد علي السؤال .. ولم أنبس ببنت شفة !!

ومازال يكرر سؤاله حتى قلتُ له :

أخُطُّ بكَ ما يخْتلِجُ في صدري .. ويجيش في نفسي!!

فولّى هارباً !!

فقلت : ادنُ مني !! قال : لن أدنُوَ منك حتى تؤتيَني موثقاً من الله ألا تخُطََّّ بي إلا طيباً من القول !!
قلت ؛ لك ذلك ..!!!

عندها .. شرعت في كتابة نص الرسالة..

كتبت أول سطر من رسالتي .. فمحته دموعي الرقراقة..

أعدتُّ كتابة السطر من جديد .. فسالت دموعي كالسيل لتمسح ما أعدتُّ كتابته..

ومازلتُ أكتب وأكتب.. ومازالت دموعي تسيل وتمحو ماكتبتُه!!

وشعارها : وإن عدتم عدنا ..

عندها .. لم يتبقَّ مما كتبتُه إلا هذه العبارة التي لم تستطع دموعي أن تمحوها,,


((لقد ابتُليتْ أمتي بأشباه الرجال ولا رجال))..

وأنّى للدموع أن تمحوَ الحقائق,,؟؟!!








منقول

ريتاج
12-11-06, 01:57 PM
رائع جدا ونقل موفق
لك تحياتي

قمر الحويطات
08-08-08, 09:22 AM
وأنّى للدموع أن تمحوَ الحقائق,,؟؟!!


بالفعل اني للدموع ان تمحو الحقائق !!!!!!

يسلمو الشهاب على الطرح الموفق

سحاب
08-08-08, 01:38 PM
اخي الشهاب

نقل رائع ........... وما اكثر اشباه الرجال ......

تحياتي لكي

$ عشقي حويطي $
08-08-08, 03:52 PM
رائع اخي / الشهــــــــــــــاب

سلمت يداك .

تحياتي.