المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمراض من غير وقاية


الفارس
10-11-12, 01:17 PM
حمل استطلاع الأمس الذي نشر هنا (النفايات الطبية طريق للإصابة بالأمراض المعدية والكبد الوبائي) تحذيرا من هذه النفايات، ولكثافة المستوصفات الخاصة وتدني الرقابة والمتابعة، فإن تخوفنا في تزايد حين نعلم أن بعضها لا يلتزم بشروط إعدام نفاياته الطبية بالطريقة العلمية الآمنة من خلال محطات المعالجة المركزية، وبعدم التزام تلك المستوصفات بالشروط تكون البيئة وما عليها في خطر حقيقي حين تتحول نفاياتها إلى نفايات بلدية، فيتم تعميم وانتشار الأمراض في كل مكان. وربما يكون هذا التسريب للنفايات الطبية هو الجواب الشافي لمن سأل عن آسباب تزايد أمراض الكبد والسرطان..ربما! وهذا التخوف ليس رفاهية، بل حقيقة نعيشها، وإذا جاء اتهام من هنا أو هناك بأننا ننتظر (جنازة) لنشبع لطما، دعونا نعرج في اتجاه آخر لن يكون فيه خوفنا ترفا، وهو اتجاه يسعى إلى حماية المجتمع مبكرا، وإذ بدأنا سائلين عن الأمراض المنتشرة؟
فحيال هذا السؤال يستطيع أي منا سرد العديد من الأمراض كجواب مقنع.
فهناك تواجد مكثف ومتغلغل لكثير من الأمراض كأمراض الدم والتهاب الكبد (بأنواعه) والأنفلونزا الفيروسية والتهابات الرئة والسرطانات المختلفة والسكر والضغط وأمراض معروفة وغير معروفة تسرح وتمرح في أجسادنا ونحن مستسلمون لها عن طيب خاطر..
ومع أننا نحفظ القاعدة الذهبية عن ظهر قلب (الوقاية خير من العلاج) إلا أن الوصول لهذه الوقاية يحتاج إلى أموال أو إلى واسطات من العيار الثقيل وكلتا الوسيلتين ليس بمقدور المجتمع في عمومه الوصول إليها.. ومع ذلك، لو جلس أي منا لمتابعة البرامج الطبية سوف يصاب بالذعر من كمية ونوعية الأمراض المتواجدة بيننا، وسوف يخرج بجملة يحملها أي متحدث من أولئك الأطباء تؤكد على ضرورة الفحص المبكر. إذا، مفتاح تقليل نسبة انتشار أو استفحال تلك الأمراض هو الفحص المبكر.. وبما أننا نمسك بهذا المفتاح المعروف تماما في ميدالية تضج بالمفاتيح، إلا أن استعماله ليس بالسهولة التي نتصورها. ويعود ذلك لتواضع الخدمات الصحية بالرغم من الإنفاق المهول الذي يضخ في ميزانية وزارة الصحة.. وتواضع تلك الخدمات يعود لقلة المستشفيات في المدن الكبيرة قبل الصغيرة، ولو أخذنا مدينة جدة كنموذج لهذا التواضع، فسنجد أن المستشفيات الحكومية المتواجدة بها كمرجع حقيقي لاستقبال المرضى لا تتعدى مستشفيين، وهي تعاني من تدفق المرضى والمراجعين لدرجة الاختناق، ما يجعل مواعيد المراجعات تتباعد لشهور، ولم يكن تواجد المراكز الصحية الأولية إلا محطة لإيقاف التدفق على المستشفيات، كون هذه المراكز لا تمتلك المقدرة على كشف أي مرض مستعصٍ في مراحله الأولى، كونها لا تمتلك المختبر أو الأجهزة القادرة على كشف أي شيء.. ومن هنا، تكون جميع الأمراض القاتلة قد تغلغلت بالفرد قبل اكتشافها المبكر، فإذا كانت مدينة كبيرة كمدينة جدة لا يستطيع فيها المواطن القيام بالكشف المبكر، فكيف هو الحال بالنسبة للقرى والهجر. وعلى وزارة الصحة قبل رفع شعار الوقاية خير من العلاج توفير الخدمات التي تمكن المواطن من إجراء الفحوصات الطبية في مراجعاته الأولية، وجعل الوقاية أمرا ممكنا قبل استفحال المرض.
وأكاد أجزم أن الآلاف من المرضى لو توفر لهم الكشف المبكر لربما تفادوا تلك الأمراض الخطرة أو قضوا على تواجدها قبل وصولها إلى مرحلة الخطر. نحن ووزارة الصحة نمسك بالمفتاح، إلا أننا كالأعمى تماما، نمسك بالمفتاح ونبحث عن ثقب الباب، وتستمر محاولات الفتح مئات المرات، وفي كل مرة يكون الوصول إلى الثقب عسيرا .. لهذا أرجو من الأطباء الذين يظهرون في البرامج الطبية أن لا ينصحونا بإجراء الفحوصات المبكرة، فمستشفياتنا لا تستقبلك إلا وأنت في الرمق الأخير، هذا إن وجدت من يتوسط لك في إيجاد مكان، ولو كان خرم إبرة في تلك المستشفيات المختنقة بكثرة تواجد المرضى..
بالبلدي (سيبونا من كلمة الفحص المبكر وشوفوا لنا دبرة).. وهذه الجملة قلتها سابقا، أما الآن فأقول: احمونا من النفايات الطبية، وسوف نتدبر أمور الوقاية بالأعشاب، والتي أصبح لها سوق رائجة في ظل اختناق المستشفيات.


بقلم عبده خال

امي نظرعيني
12-11-12, 12:36 AM
اغلب المستشفيات ماعندها الامكانات لكشف المرض مبكرا


عفانا الله واياكم من الامراض



دمت بوود اخى الفارس